أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - استدعاء التاريخ ووهم البطولة















المزيد.....

استدعاء التاريخ ووهم البطولة


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 7989 - 2024 / 5 / 26 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقة بين الطائفية واستدعاء التاريخ علاقة وثيقة ومعقدة، تتجسد في كيفية استخدام الأحداث التاريخية لتغذية النزاعات الطائفية وتعزيز الهوية الجماعية ومن نافلة القول، أن استدعاء التاريخ لغرض التوظيف السياسي قضية ليست بجديدة. لكن خطورة هذا الاستدعاء يزداد ترويعاً حين يتم استدعاء التأريخ بأشخاصه وظرفه، في محاولة لجعل أحياء اليوم يعيشونه لا من أجل أخذ التجربة والعبرة وإنما من أجل مصالح شخصية وسياسية، وبهذا النوع من الاستدعاء تبرز صناعة تهديد السلم الأهلي، لاسيما حين يتم فرضه على فئات اجتماعية لا تؤمن به أو ترفضه مما يدفعها نحو استدعاء تاريخي آخر، فتولد صراعاً قرابينه أجيال الحاضر ليكون امتداد لصراع يستمد وجوده من أجيال الماضي الغابر، وحتماً سيؤدي إلى تقسيم المجتمع ويلغي العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الشعب، والصراعات والعنف، كما أنه سيضعف الدولة ويعطل التنمية الاقتصادية، ومن نتائج ذلك تحدث الهجرات وعمليات التهجير ويسمح بالتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلاد ويضعف الهوية الوطنية. الامم الماضوية او التي تَعلق في التاريخ عادة هي الأمم غير المنتجة التي لم تستطع تجاوز تحدي الحاضر فتهرب إلى التاريخ لتبحث عن شرعيتها او لغاية صنع أعداء وهميين أمام عجز الحاضر او الفشل في التكيف مع محيطها العام. من يمشي وهو ينظر إلى للخلف لا بد وأن يتعثر في مشيته ولن يستطيع أن يصل إلى مراده..
عندما تكون الحكومة قائمة على أسس طائفية، يمكن أن تنشأ العديد من المضار والمخاطر التي تؤثر سلبًا على المجتمع والدولة. من أبرز هذه المضار والمخاطر:
أن الحكم الطائفي يؤدي إلى تقسيم المجتمع على أسس طائفية وإثنية، مما يعزز الانقسامات ويضعف النسيج الاجتماعي. فينمو الانقسام والشعور بالعداوة بين المكونات المختلفة للمجتمع.
في الأنظمة الطائفية، تتعرض بعض الطوائف للتمييز والاضطهاد، مما يؤدي إلى انعدام العدالة والمساواة في الفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. عندما يتم تفضيل طائفة على أخرى في الوظائف والمناصب العامة، مما يسبب شعورًا بالظلم والاستياء.
الحكم على أسس طائفية يزيد من احتمالات نشوب الصراعات والعنف بين الطوائف المختلفة. حيث يتم استغلال الطائفية لتبرير العنف والتطرف، مما يؤدي إلى حروب أهلية ونزاعات طويلة الأمد.
النظام الطائفي يؤدي إلى ضعف الدولة ومؤسساتها، حيث تصبح المؤسسات العامة خاضعة لنفوذ الطوائف المسيطرة بدلاً من أن تكون خادمة لجميع المواطنين. وهذا يضعف الحوكمة ويؤدي إلى فساد إداري وسياسي.
الانقسامات الطائفية تؤدي إلى عدم استقرار سياسي واجتماعي، مما يعطل التنمية الاقتصادية ويعيق الاستثمارات. الشركات والمستثمرون يترددون في الدخول إلى بيئات غير مستقرة ومنقسمة.
كما أن الفئات المتضررة من التمييز الطائفي قد تلجأ إلى الهجرة بحثًا عن حياة أفضل، مما يؤدي إلى نزوح العقول والكفاءات وخسارة الموارد البشرية القيمة للدولة.
الطائفية تجعل الدولة عرضة للتدخلات الخارجية، حيث يمكن للقوى الإقليمية والدولية استغلال الانقسامات الطائفية لتعزيز نفوذها ومصالحها، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الداخلية.
التركيز على الهوية الطائفية يضعف الهوية الوطنية الجامعة، مما يؤدي إلى تفكك الروابط الوطنية ويعيق بناء دولة متماسكة ومتقدمة.
الحكم على أسس طائفية يحمل مضارًا كبيرة ومخاطر متعددة تهدد وحدة واستقرار المجتمعات والدول. تحتاج المجتمعات إلى تعزيز المواطنة المتساوية وبناء أنظمة حكم تعتمد على الكفاءة والعدالة لتجنب هذه المخاطر.
أن إقامة الدول على أساس المواطنة يضمن التقدم والازدهار بشكل أكبر مقارنة بإقامتها على أساس المكونات الطائفية أو الإثنية. الأسباب التي تجعل المواطنة أساسًا أفضل لتحقيق التقدم والازدهار كثيرة، الأنظمة المبنية على المواطنة تعني العدالة والمساواة لإنها تضمن حقوقًا متساوية لجميع الأفراد بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو الإثنية. هذا يعزز الشعور بالعدالة والإنصاف ويقلل من التمييز والاضطهاد. وضامنة للوحدة الوطنية بتركيزها على الهوية الوطنية الشاملة الأمر الذي يعزز الوحدة بين مختلف فئات المجتمع، الأنظمة التي تقوم على أساس المواطنة تكون أكثر استقرارًا لأن السياسات والتوجهات لا تركز على الانقسامات الطائفية، بل على المصالح الوطنية العامة. هذا يقلل من احتمالات نشوب النزاعات الطائفية ويعزز السلام الاجتماعي. مما يخلق مجتمعًا متماسكًا وقويًا قادرًا على مواجهة التحديات المشتركة بشكل فعال. وفي الدول القائمة على أساس المواطنة، يتم اختيار الأفراد للمناصب بناءً على كفاءاتهم وجدارتهم وليس بناءً على انتماءاتهم الطائفية. وهذا يؤدي إلى إدارة أفضل واستخدام أكثر فعالية للموارد البشرية. دولة المواطنة تعني بيئة مستقرة ومتماسكة تشجع على الاستثمارات والتنمية الاقتصادية. الشركات والمستثمرون يفضلون العمل في دول تتمتع بالاستقرار السياسي والاجتماعي وتكافؤ الفرص. دولة المواطنة تكون أقوى في الأنظمة التي تعتمد على المواطنة، حيث يتم تطبيق القوانين بشكل عادل على جميع المواطنين دون تمييز. هذا يعزز الثقة في المؤسسات الحكومية ويؤدي إلى تحسين الخدمات العامة.
الأنظمة المبنية على المواطنة تعزز الهوية الوطنية الجامعة، مما يساهم في بناء دولة قوية تعتمد على التنوع كقوة وليس كمصدر للانقسام.
في بيئة تتسم بالمساواة والعدالة، يشعر الأفراد بحافز أكبر للإبداع والابتكار، مما يساهم في تحقيق التقدم التكنولوجي والعلمي والاجتماعي.
باختصار، إقامة الدول على أساس المواطنة يوفر بيئة أكثر عدالة واستقرارًا وكفاءة، مما يسهم في تحقيق التقدم والازدهار بشكل أفضل من الأنظمة القائمة على أساس المكونات الطائفية أو الأثنية.
نستنتج مما قدمنا من سلبيات الأنظمة التي تعتمد نظام المكونات والطوائف وأن استدعاء الأحداث التاريخية واستخدام الطائفية من قبل الحكام يعني خدمة مصالحهم وتثبيت انظمتهم، هو قول صحيح إلى حد كبير. وهناك عدة أسباب تدعم هذا الرأي:
الحكام يستخدمون الانقسامات الطائفية لتقسيم المجتمع إلى فئات متنازعة، مما يسهل عليهم السيطرة عليه. عندما يكون المجتمع منقسمًا، يكون من الصعب عليه توحيد الجهود للإطاحة بالحاكم أو تحدي النظام القائم.
الحكام يستغلون الطائفية لصرف انتباه الناس عن القضايا الحقيقية مثل الفساد، سوء الإدارة، والفشل في تقديم الخدمات العامة. بتركيز الناس على الصراعات الطائفية، يمكن للحكام تجنب المساءلة والمحاسبة.
الحكام يمكن أن يعززوا ولاء مجموعات معينة من خلال منحهم امتيازات خاصة على حساب المجموعات الأخرى. هذا الولاء يساعد في تثبيت النظام وتقوية قاعدة الدعم للحاكم.
باستخدام الطائفية، يمكن للحكام إضعاف المعارضة من خلال تقسيمها على أسس طائفية. هذا يضعف قدرة المعارضة على التنظيم والعمل بفعالية ضد النظام الحاكم.
الحكام قد يبررون الإجراءات الاستبدادية والقمعية بحجة حماية الطائفة أو الجماعة من تهديدات حقيقية أو متخيلة. هذا يوفر ذريعة للقمع وتبرير السياسات غير الديمقراطية.
الحكام يستدعون الأحداث التاريخية التي تبرز الظلم أو المعاناة التي تعرضت لها طائفة معينة لتعزيز الشعور بالخوف والحاجة إلى حماية النظام القائم كضمانة للأمن والاستقرار.
التركيز على الانقسامات الطائفية يمنع ظهور حركات إصلاحية ووطنية قوية قادرة على تحدي النظام الحاكم والمطالبة بالتغيير السياسي والاجتماعي.
الحكام يستخدمون وسائل الإعلام والمناهج التعليمية لنشر الروايات الطائفية وتكريس سرديات معينة تخدم مصالحهم، مما يساعد في تثبيت النظام وتعزيز الولاء الشعبي.
في الختام، استدعاء الأحداث التاريخية واستخدام الطائفية يخدمان بشكل كبير مصالح الحكام في تثبيت أنظمتهم وتعزيز سيطرتهم على المجتمع. هذا الاستخدام الاستراتيجي للطائفية يؤدي إلى تقوية السلطة الحاكمة على حساب الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي...في الختام ليس لنا إلا أن نقول، الحكمة نائمة رحم الله من أيقظها.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أن العالم لم يعد بحاجة إلى الاشتراكية؟


المزيد.....




- عام على الحرب في غزة.. ماذا تقول الأرقام عن البشر والحجر؟
- فيديو طائرة دون طيار يظهر الدمار بجنوب لبنان جراء الغارات ال ...
- -خلال ساعة واحدة-..الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق أكثر من 100 ص ...
- بيروت ست الدنيا نعم.. أما صور الجنوبية فلها طعمٌ آخر
- توصية باستخدام الوسائط الرقمية للأطفال خلال القراءة، ما أهمي ...
- جونسون يصف شقة داونينغ ستريت بـ-وكر لتعاطي المخدرات-
- لافروف يستفسر هل توجد في أرمينيا ظاهرة Quadrobers
- بريطانيا تفرض عقوبات على قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي وال ...
- السيسي يتحدث عن 3 أهداف لمصر منذ 7 أكتوبر 2023
- قادة بلدان رابطة الدول المستقلة يلتقون في الكرملين تمهيدا لل ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - استدعاء التاريخ ووهم البطولة