أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - هل يتكرر مصير مملكة القدس في دولة إسرائيل؟














المزيد.....

هل يتكرر مصير مملكة القدس في دولة إسرائيل؟


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ نشأتها عام 1948، شغلت دولة إسرائيل الوعي العربي والإسلامي، لا بوصفها كيانًا سياسيًا فحسب، بل كمشروع استيطاني غربي في قلب المشرق العربي. هذا المشروع يعيد إلى الأذهان تجارب تاريخية مشابهة، أبرزها مملكة القدس اللاتينية وبقية الإمارات الصليبية التي أسسها الفرنجة في بلاد الشام خلال القرنين الحادي عشر والثاني، استمرت منذ عام 1098 حتى عام 1291. هذه الكيانات السياسية الإقطاعية أنشأها القادة الكاثوليك اللاتينيين في الحملة الصليبية الأولى من خلال الغزو والتآمر السياسي. تضمنت هذه الدول الأربعة كونتية الرها (1098-1150) وإمارة أنطاكية (1098-1268) وكونتية طرابلس (1102-1289) ومملكة بيت المقدس (1099–1291). غطت مملكة بيت المقدس كل فلسطين. وغطت الولايات الشمالية الأخرى ما يعرف الآن بسوريا وجنوب شرق تركيا ولبنان. قد يكون وصف «الدول الصليبية» مضللًا، إذ أنه اعتبارًا من عام 1130 كان عدد قليل جدًا من سكان الفرنجة من الصليبيين.. فهل يمكن القول إن مصير إسرائيل قد يكون شبيهًا بمصير تلك الكيانات التي زالت تحت ضربات مقاومة محلية قوية ورفض شعبي واسع؟
أوجه الشبه التاريخي:
قامت الممالك الصليبية على أساس ديني-استيطاني، بدعم مباشر من أوروبا، وكانت معزولة عن محيطها الثقافي والديموغرافي، تمامًا كما وُلدت إسرائيل بفعل مشروع صهيوني غربي، مدعوم من قوى عظمى كإنجلترا سابقًا، والولايات المتحدة حاليًا. وكلا الكيانين نشأ عبر هجرات واسعة واستيطان أجنبي في أرض قائمة بالفعل، مما أدى إلى تهجير السكان الأصليين. وكما اعتمد الصليبيون على حصونهم ودعم ملوك أوروبا، تعتمد إسرائيل اليوم على قوتها العسكرية الفائقة والتحالف الاستراتيجي مع واشنطن.
تشابه آخر يتمثل في أن كليهما وُجدا في بيئة معادية ترى وجودهما طارئًا ومرفوضًا. يواجه كلا الكيانين صراعًا أساسيًا على الأرض والهوية مع السكان الأصليين، مما يؤدي إلى صراع مستمر، وكلاهما يواجهان تحديات وصراعات مع المحيط الإقليمي الذي يعتبر وجودهما تهديدًا. لم تستطع الممالك الصليبية أن تندمج أو تتجذر، وكذلك فإن إسرائيل، رغم ما حققته من تطبيع مع بعض الأنظمة، لا تزال مرفوضة شعبيًا في الشارع العربي، وتعيش في ظل صراع مفتوح مع الشعب الفلسطيني الذي لم يستسلم رغم مرور أكثر من سبعة عقود.

ورغم هذا التشابه، إلا أن إسرائيل تختلف من حيث القدرات العسكرية والتكنولوجية، واندماجها العميق في النظام الرأسمالي العالمي. فهي قوة نووية، تسيطر على أدوات متقدمة في الاقتصاد، والذكاء الاصطناعي، والإعلام العالمي، وهذا ما لم تمتلكه الإمارات الصليبية يومًا. كما أن تفكك العالم العربي، وانشغال الشعوب بقضايا داخلية، يجعل من مهمة "الإزالة" التاريخية أكثر تعقيدًا، على الأقل في المدى القريب.
لكن التأريخ يعلمنا أن الكيانات المصطنعة التي تُفرض بالقوة، وإن طال أمدها، تظل في حالة دفاع دائم، وتظل عرضة لانقلابات في موازين القوى. ما سقط يومًا في حطين، قد يسقط بشكل جديد في معركة أخرى، في زمن آخر.
مصير إسرائيل ليس محكومًا بالتاريخ وحده، بل بتفاعل معقد بين عوامل داخلية وإقليمية ودولية. ما زالت فكرة زوالها التاريخي قائمة في الوعي الجمعي العربي، لكنها لن تتحقق إلا إذا خرج من هذه الأمة مشروع نهضوي حقيقي يعيد رسم التوازن في المنطقة. وإلى ذلك الحين، تبقى إسرائيل، مثل مملكة القدس قبلها، تعيش في حصن محاطٍ بالرفض، محميةً بقوى خارجية، وتنتظر حكم التاريخ.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروعان متصادمان على حساب العرب: إيران وإسرائيل وصراع الهيمن ...
- لا منتصر ولا مهزوم: كيف تدير واشنطن الصراع بين إيران وإسرائي ...
- ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان ...
- البرلمان العراقي ومصلحة المواطن: تشريعات غائبة وتغيير مؤجل
- انتخابات بلا ناخبين: أزمة ثقة في الديمقراطية العراقية
- نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية ...
- الأسس التوراتية لجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية
- حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي
- العراق: التناقض الصارخ بين الثروة الوطنية والواقع المعيشي لل ...
- ترحيل الغزيين ابتزاز سياسي يتماشى مع مخطط إسرائيلي
- مشروع إيران.. الطموحات والعوائق
- أزمة قوى اليسار العراقي
- الحرب في سوريا جرح في الشرق الأوسط
- إسرائيل نموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترامب العائد وإيران
- الأسباب التي تدفع الغرب لدعم إسرائيل والانحياز إليها
- إيران وزعامة العالم الإسلامي
- ديمقراطية الجوهر وديمقراطية المظهر
- عن السياسة والسياسيين
- العرب السنة وأزمة الزعامة


المزيد.....




- -كيف يدور العالم بدون أمّ؟-.. هند صبري ترثي والدتها بكلمات م ...
- انطلاق أعمال تصوير الموسم الرابع من مسلسل -تيد لاسو-
- ترامب يتوقع زيارته الصين قريبًا.. ولقاء محتمل مع بوتين في بك ...
- -أهداف عسكرية-.. روسيا تجنّد الأطفال لتطوير المسيّرات عبر أل ...
- كيف تؤثر الفطريات التي تعيش في أجسامنا على أدمغتنا وسلوكنا؟ ...
- راشفورد يقترب من برشلونة.. فهل يتجاوز عقبة التسجيل؟
- تركيا تحذر الأكراد في سوريا وتؤكد: سنمنع أي محاولات لتقسيم ا ...
- ما الذي نعرفه عن الانفجارات المُريبة في ناقلات نفط توقفت في ...
- ما مشكلة ترامب مع أسوشيتد برس ووسائل الإعلام العامة في أميرك ...
- صحة غزة: القطاع سيواجه موتا جماعيا ما لم يتم إدخال الوقود


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - هل يتكرر مصير مملكة القدس في دولة إسرائيل؟