أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - فشل التجربة الديمقراطية في العراق بعد 2003: تحليل العوامل البنيوية والسياسية














المزيد.....

فشل التجربة الديمقراطية في العراق بعد 2003: تحليل العوامل البنيوية والسياسية


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عقدين من سقوط نظام صدام حسين عام 2003، ما زال العراق يعيش حالة من الاضطراب السياسي والاجتماعي، بعيدًا عن الصورة المأمولة لدولة ديمقراطية مستقرة. رغم إجراء الانتخابات وصياغة دستور جديد، تحولت التجربة الديمقراطية إلى نموذج هش يعاني من الفساد البنيوي، والانقسام الطائفي، والتبعية للخارج. هذا المقال يحلل العوامل الرئيسة التي أسهمت في فشل التجربة، مستندًا إلى قراءات أكاديمية وصحفية.
أولًا: المرحلة الانتقالية وبذور التعثر (2003–2005):
•إدارة انتقالية ضعيفة: سلطة الائتلاف المؤقتة فشلت في صياغة مشروع وطني جامع، ولجأت إلى التعامل مع المجتمع على أسس طائفية وقومية.
•غياب المشاركة الشاملة: تم تهميش العديد من القوى الوطنية، ما أضعف شرعية العملية السياسية.
•المحاصصة المبكرة: توزيع المناصب على أسس الهوية أسس لثقافة سياسية قائمة على الولاءات الفرعية بدلًا من المواطنة.
ثانيًا: الدستور والديمقراطية التوافقية (2005–2006)
•نصوص فضفاضة ومتعارضة: دستور 2005 أتاح للأحزاب التحكم بمؤسسات الدولة عبر تفسيرات تخدم مصالحها.
•الديمقراطية التوافقية: صيغَ النظام السياسي لضمان تمثيل جميع المكونات، لكنه رسّخ المحاصصة الطائفية بدل تعزيز الهوية الوطنية.
•تهميش المواطنة: الولاء للجماعات الطائفية والقومية طغى على الولاء للدولة.
ثالثًا: الممارسة السياسية وترسيخ الفشل (2006–2020):
1. الفساد البنيوي:
•تحول الفساد من ظاهرة إلى بنية مؤسسية، ابتلعت مئات المليارات في عقود وهمية ومشاريع متأخرة.
•مؤسسات الدولة تحولت إلى "إقطاعيات حزبية"، تُوزع المناصب والموارد على أساس الولاءات السياسية والطائفية.
•أصبح العراق نموذجًا لما يُعرف بـ "الدولة اللصوصية" (Kleptocracy)، حيث تُدار الدولة لصالح نخبة سياسية ضيقة.
2. المحاصصة المؤسسية:
•تقاسم الوزارات والمؤسسات بين الأحزاب والمكونات أصبح عرفًا ثابتًا.
•القرارات السياسية اتخذت لخدمة القوى المتحاصصة، لا لخدمة المصلحة العامة.
3. ضعف الثقافة الديمقراطية:
•الديمقراطية تحولت إلى أداة للحصول على السلطة والموارد، بعيدًا عن قيم المشاركة والشفافية.
رابعًا: التدخلات الخارجية:
•العراق تحول إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية، خصوصًا بين إيران والولايات المتحدة.
•هذه القوى دعمت أطرافًا محلية لتأمين نفوذها، ما زاد الانقسام الداخلي.
•النزاعات الإقليمية أضعفت سيادة الدولة وعطلت بناء مؤسسات مستقلة وقوية.
خامسًا: النتائج والانعكاسات:
•فقدان الثقة الشعبية: الإخفاق في تقديم الخدمات وإرساء العدالة الاجتماعية أشعل احتجاجات كبرى، أبرزها انتفاضة تشرين 2019.
•هشاشة الدولة: غياب مؤسسات قوية ومستقلة جعل النظام السياسي عرضة للأزمات والانهيار المؤسسي.
•تعطيل التطور الديمقراطي: استمر النظام الهجين، الذي يجمع بين المظاهر الديمقراطية والممارسات السلطوية والطائفية.
وفي الختام يمكن تلخيص ما سبق بالتالي:
إن فشل التجربة الديمقراطية في العراق بعد 2003 نتاج تفاعل معقد بين الفساد البنيوي، النظام الطائفي، القصور الدستوري، والتدخلات الخارجية. أي محاولة للإصلاح تتطلب:
1. إصلاحًا دستوريًا جذريًا يعيد تعريف أسس الحكم على أساس المواطنة.
2. بناء مؤسسات وطنية مستقلة عن الولاءات الحزبية والطائفية.
3. مكافحة الفساد بشكل منهجي عبر أجهزة رقابية مستقلة.
4. تحييد العراق عن صراعات القوى الإقليمية والدولية.
فقط عبر هذه المسارات يمكن للعراق أن يخرج من دائرة الفشل المزمنة ويؤسس لدولة ديمقراطية حقيقية



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اتفاقيات أبراهيم- مع إسرائيل: تطبيع بلا مقابل
- هل يتكرر مصير مملكة القدس في دولة إسرائيل؟
- مشروعان متصادمان على حساب العرب: إيران وإسرائيل وصراع الهيمن ...
- لا منتصر ولا مهزوم: كيف تدير واشنطن الصراع بين إيران وإسرائي ...
- ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان ...
- البرلمان العراقي ومصلحة المواطن: تشريعات غائبة وتغيير مؤجل
- انتخابات بلا ناخبين: أزمة ثقة في الديمقراطية العراقية
- نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية ...
- الأسس التوراتية لجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية
- حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي
- العراق: التناقض الصارخ بين الثروة الوطنية والواقع المعيشي لل ...
- ترحيل الغزيين ابتزاز سياسي يتماشى مع مخطط إسرائيلي
- مشروع إيران.. الطموحات والعوائق
- أزمة قوى اليسار العراقي
- الحرب في سوريا جرح في الشرق الأوسط
- إسرائيل نموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترامب العائد وإيران
- الأسباب التي تدفع الغرب لدعم إسرائيل والانحياز إليها
- إيران وزعامة العالم الإسلامي
- ديمقراطية الجوهر وديمقراطية المظهر


المزيد.....




- -أصبح مشلولا-.. الجيش العراقي يرد على تحذيرات أمريكية من توس ...
- في -اليوم المفتوح-.. مقرات الحكومة الألمانية في برلين تستقبل ...
- الهند تعلّق إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة بسبب رسوم جمرك ...
- وزارة الداخلية تطلق ورش إعداد «جيل جديد» من برامج التنمية ال ...
- من مطاردة الكلاب له إلى -مجند- في مركز شرطة.. إليكم قصة هذا ...
- شريكة إبستين السابقة تدافع عن ترامب: -لم أره قط في وضع غير ل ...
- بينهم نساء وأطفال.. مقتل 25 فلسطينياً في غزة بهجمات إسرائيلي ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: نتانياهو يدفع لتسريع عملية السيطرة عل ...
- الغيطة الجبلية.. نبض الاحتفالات في قبائل جبالة بالمغرب
- صحيفة روسية: ترامب ارتكب خطأ جيوسياسيا بشأن الهند


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - فشل التجربة الديمقراطية في العراق بعد 2003: تحليل العوامل البنيوية والسياسية