أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - غياب تونس وإيران عن التّصويت: دلالات تتجاوز الصّمت














المزيد.....

غياب تونس وإيران عن التّصويت: دلالات تتجاوز الصّمت


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 02:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


صوّتَت الجمعية العامة للأُمم المتحدة، بالإجماع، تقريبًا، على إعلانٍ يُحوّل المُبادرة إلى خطواتٍ "ملموسة، مُحدَّدة زمنيًّا، ولا رجعة فيها" نحو حلّ الدّولَتين، مع إداناتٍ لكُلٍّ من هجمات حماس والاعتداءات الإسرائيليّة على غزة.

وقَد كانت الّنتيجة: 142 دولة تؤيّد، 10 تُعارض، 12 تمتنع، وتغيب 29. ومِن بينِ الدُّول الّتي آثارَ "غيابها" انتباهًا كبيرًا لدى الأوساط السياسيّة الدّولية، وطرَح العديد من الأسئلة، هُما "تونس وإيران". فهاتانِ الدّولتان لَم تسجّلا موقفًا واضحًا، لا تأييدًا ولا اعتراضًا، بل حتى لا امتِناعًا.

ومِن هُنا، فإنَّ غياب تونس وإيران عن التّصويت في الجمعيةِ العامّة للأُمم المُتَّحِدة، بشأنِ الإعلانِ المُتعلِّق بحلّّ الدَّولتين، لَم يكُن مجرّد صُدفةٍ أو تفصيلٍ بروتوكوليّ. ففي لحظةٍ اجتمعَ فيها العالم، بأغلبيّتهِ السّاحقة، خلفَ صياغةٍ تدعو إلى خَطواتٍ"ملموسة، مُحددة زمنيًّا، ولا رجعة فيها" نحو إقامةِ الدّولةِ الفلسطينيّة، بدا تغيُّب البلدين رسالةً بليغة في معناها، حتّى وإن لم تُصرّحَ كُلّ واحدةٍ منهُما بمُبرّراتها.

أول ما يُمكن قراءتُه في هذا الغياب هو التحفُّظ على مضمونِ النّص نفسه. فالإعلان، وإن أكَّد على حقّ الفلسطينيينَ، إلّا أنّهُ قد وازنَ بشكلٍ مُلتبس بينَ الاحتلال الإسرائيليّ ومقاومة الفلسطينيين. إذ وضعَ "الهجمات من الطّرفين" في كفّةٍ واحدة.

فبالنّسبة لإيران، الّتي ترفع شعار دعم المُقاومة، ولتونس، الّتي تخضع لضغوطٍ داخليّة وإقليميّة، قد يُعدّ ذلكَ انتقاصًا من عدالةِ القضيّة أو تشويهًا لمُعادلة الضحيّة والجلّاد.

وثاني ما يكشِفه هذا الغِياب، هو الرّغبة في موقفٍ رمزيّ قوي. لم تُرد طهران ولا تونس أن تُسجّلا تأييدًا لنصٍّ "قد" يُستخدم لاحقًا لتقييدِ مساراتِ المُقاومة أو لإعادةِ إنتاج مسارٍ تفاوضيّ مُفرَغ من جوهرِه. لكنّهُما، في الوقت نفسه، لم تذهبا إلى خانةِ المُعارضة العلنيّة ؛ لئلّا تظهرا كمُعرقِلتين لإجماعٍ دوليٍّ بدا مُتماسكًا. فالغِيابُ هنا، يصبِح موقفًا في ذاتِه: لا تأييدَ يُحسب، ولا اعتراضَ يُستثمَر ضدّهما.

أما من الزّاويةِ الجيوسياسيّة، فإنَّ توقيت الموقف لا يقلّ أهميةً عن مضمونِه. فالتصويتُ على الإعلان جاء عشيّة مؤتمراتٍ دوليّةٍ ترعاها قِوى كُبرى مثل: "فرنسا والسعودية"، وتُتوقّع أن تُمهّد للاعترافاتِ الجماعيّة بالدّولةِ الفلسطينيّة.

إنَّ ترك الموقف مفتوحًا يُتيح لتونس وإيران مساحة مُناورة أكبر، سواء لاستثمار أوراقِهما في تلكَ المحطّات المُقبلة، أو لتجنّب الدّخول في التزاماتٍ لا تستطيعان الوفاء بها.

لكن، مهما كانت الحسابات، فإنّ غياب "تونس وإيران" يُضعِف صورةَ التماسُك العربيّ والإسلاميّ حولَ القضيّة الفلسطينيّة، ويمنح إسرائيل فُرصة للقول "إنّ الإجماعَ الدّوليّ ليس كاملًا، وإنَّ الانقسامات لا تقتَصر على مُعسكرها المؤيّد. وفي المُقابل، قد يراه البعض نوعًا من التشدُّد الأخلاقيّ ؛ رفضًا لنصوصٍ تُساوي بين الضحيّة والجلّاد وتُفرغ فكرَة الحلّ السياسيّ من مضمونها.

في المُحصلة، غياب الدّولتين لم يكن غيابًا عن القاعةِ بقدر ما كان حضورًا بطريقةٍ مُختلِفة. هو حضورٌ بالرّفضِ الضمنيّ، وبالتّشكيك في النُّصوص الّتي قد تُعيد إنتاج مساراتٍ فاشلة. غيرَ أنَّ السؤالّ يبقى مفتوحًا: هل يكفي هذا الغياب لتغيير قواعد اللُّعبة، أم أنّهُ سيُسجَّل كإشارةٍ أخرى على هشاشة الصٍفوف التي تدّعي الانتصارَ لفلسطين؟



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يُصبح قتل المُفاوض هدفًا استراتيجيًّا اسرائيليًّا.
- حينما تتقدَّم إسبانيا ونتأخَّر نحنُ.
- الاستقالات الهولنديّة وصمت الحكومات العربيّة.
- إسرائيل الكُبرى: المشروع الأخطر على وجود دول الطوق.
- في مواجَهة الاحتلالِ الصهيونيّ: نحو مشروع تحرُّر جديد للمِنط ...
- حين تصبح التكنولوجيا شريكًا في الجريمة: مايكروسوفت، إسرائيل، ...
- في قلب الصراع: إيران بين الضّغط الأميركيّ وخيارات القوّة.
- الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.
- إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.
- رسالة للأشقّاء السوريين.
- الصراع في سوريا المنطقة: صفقاتٌ خفيّة وتحدّيات مصيريّة.
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ...
- برغماتيّة ترامب وموالاته للحركة الصهيونيّة.
- علينا أن نّفكّر بمنطق.
- ماذا علينا أن نفعل بعد صرخَة -آرون-.
- لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.


المزيد.....




- ترامب مستعد لفرض مزيد من العقوبات على موسكو، شرط أن تتعاون د ...
- تصاعد التوتر شرقي أوروبا بعد اختراق مسيرات أجواء بولندا وروم ...
- الشرطة تقمع مظاهرات ونتنياهو يعتبر أن قتل قادة حماس ينهي الح ...
- هل يمتد الغطاء العسكري للناتو لسبتة ومليلية؟ الحلف يزور الثغ ...
- انطلاق أولى سفن -أسطول الصمود- من تونس إلى غزة
- نبض أوروبا: مالذي يمنع ألمانيا من إسقاط مسيرات التجسس الروسي ...
- عائلات الرهائن: نتنياهو هو العقبة أمام إنهاء حرب غزة
- واشنطن تبحث الرد على الاعتراف بفلسطين.. الضفة على الطاولة
- تفعيل آلية الزناد.. إيران تعتزم الرد بإجراء ضد وكالة الطاقة ...
- مصر تدعو المجتمع الدولي لوقف ممارسات إسرائيل -السافرة- بغزة ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - غياب تونس وإيران عن التّصويت: دلالات تتجاوز الصّمت