أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.














المزيد.....

خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7769 - 2023 / 10 / 19 - 09:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أدري مِن أينَ أبدأ، كما لا أدّري كيفَ سأنهي. فالخُذلان، والعجز، وقِلّة الحيلة، وأكثَر، كُلّها أمورٌ تنهشُ بقلوبنا، وتقطَع ما بقيَ بنا مِن أنفاس. لكن، ها نحنُ نُحاول أن نفقأ أعيُن الخُذلان، وأن نُعطّلَ رِأتا العَجز، ونُعقلِن قلّة الحيلة؛ علّنا نتمكَّن مِن تقديمِ شيءٍ لإشقائنا الذينَ يُقاومونَ في النّصف الآخر مِن جسدنا المُحتَل..ذاكَ النِّصف الذي ما زالَ يُلملِم آلامهُ، ويضمِّد جراحهُ، ويمضي، ويمضي.. يمضي نحو ما يجِب أن يكون، حيث الحُريّة والتحرُّر.

إنّها لحظةٌ مفصليّة في تاريخ الأمّة، ليسَ الأمّة العربيّة والاسلاميّة فحَسب، بل في تاريخ الأُمّة الإنسانيّة، التي يُفترض أنّها لا تُفرّق بينَ إنسانٍ وآخر، لا مِن حيثِ المُعتقَد ولا مِن حيث الجِنس، ولا مِن حيث القوميّة ولا مِن حيث لون البَشرة. وهذا ما تؤكِّدهُ القضيّة الفلسطينيّة، التي لا يُمكِن أن تكونَ محصورةً في إطارٍ مُعيّن، لا زمانيّ ولا ثقافيّ ولا أيديلوجيّ ولا عرقيّ. فهي، أي القضيّة الفلسطينيّة، "حِراسةٌ لقيمةِ العدالةِ مِن التّناقُض، دِفاع عن الإرادةِ الحُرّة ضدّ كُلّ سُلطةٍ مُغتَصِبة".

سيسأل البعضَ منكُم، ماذا بوسعِنا، كشعوبٍ عربيّة، أن نُقدِّم والكثيرَ مِن الأنظِمة العربيّة التي نقبَع تحتَ حُكمِها، تتردَّد في تقديم أيّ دعمٍ ماديّ لمَن يُقاومونَ على الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة؟!

نَعم، هناكَ تردٍّ في تعامُل الأنظِمة العربيّة، بل أنَّ هناكَ حالة مِن الخوف الغريب لديهم ؛ خوفٌ ليسَ مجبولًا بأيّ نكهةٍ سياسيّة، ولا عسكريّة، وإنّما هو خوفٌ مِن أيّ تُهمةٍ بالنَّصر. إنّهُم خائفونَ مِن إظهارِ انتمائهم للبُطولة، خائفونَ مِن تمثيلِ الحَدث -على ضخامته- بلغةٍ تُترجمه لوزنٍ سياسيّ.
وفضلًا عن ذلك، فإنَّهُم حتى في أحاديثهم التي يُطلّونَ على شُعوبهم بها، تجِدهم يتحدَّثونَ بارتِباك ؛ خشيةً مِن تأويلات الكيان المُحتَل لحديثهم، وما قَد يوحي به.
لقَد بلغَ فُقدانهم للقيمة الذاتيٍة حدّ استعدادهم التهرُّب مِن أيّ فخرٍ مُتَّصل بهم.

وبكُلّ أمانةٍ وصِدق، وبعيدًا عمّا تُحدِثهُ هذه الأنظِمة بشعوبها. فإنّ هذا الخَوف ليسَ خوفًا من الفشل، ليس تعبيرًا عن ضُعفٍ أمامً عدوٍّ مُتجبِّر، بل هو مستوىً صادم من انسحاق الذّات، وفزع من أن يراهم عدوّهم في لحظةِ تلبُّسٍ بأيِّ مسحة انتصار.
إنَّهُم لا يجتهِدون بشيءٍ بقدرِ اجتِهادهم في مُواراةِ أنفُسهم ؛ كأنَّهُم يحجُبون عن أنفُسهم فضيحةً ما.
مآساتُنا لم تَعُد عجز عن مواجهة العدو ؛ بل رغبة بالاحتفاظ بموقعِ المهزوم ونفي أيّ طموحٍ بالنَّصر.


أمّا عن الفلسطينينَ المُقاومين، العُزّل، الذينَ يقِف "العالم الإنسانيّ" اليوم مِن أجلِهم، بل مِن أجلنا جميعًا، فهُم نحنُ ونحنُ هُم.
إنّهُم قومٌ لديهِم مِن العُدّة والعِتاد ما يُعادل ما تمتَلِكهُ سريّة واحِدة مِن سرايا جيشِ الاحتلال...وعلى الرغم من ذلك، فإنّهُم يُقاومونَ جيشًا مُنظّمًا، لَم تستَطِع جيوشٌ مُنظّمة في المنطِقة أن تُواجِههُ، متذرِّعةً بفارقِ القوّة، والتقدُّم العسكريّ والتقنيّ.
إنّهُم يُقاومون، ويبعثونَ برسائلٍ شديدة اللّهجة للكيان الاستيطانيّ، مضامينها كثيرة، وكُلّها على درجةٍ عاليةٍ من الأهميّة، إلّا أنّ أهمّها : " أنّهُ لو أبادَ الاحتلال كُلّ الغزيّيين، بل كُلّ الفلسطينيين، فإنّه لن يستَطيع أن يمحو العارَ الذي ألحَقتهُ المُقاومة بجيشهِ الذي دبَّ الرُّعبَ في قلوبِ حُكام المنطقة، بل العالم، وفي حقيقة الأمر ما هو إلّا جيشٌ مُتهلهِل.
و وحشيّة ردّه، تُعزِّز المُقاومة، وتُثبت أخلاقيّة الفعل المُقاوِم بكلّ السُبل المُتاحة.
لهذا إخوَتي، علينا ألّا نتباكى، وألّا نهُن، وألّا نحزَن..كما علينا أن نُقدِّم للفلسطينينَ الذينَ يُقاومون، كُلّ ما بوسعِنا.
فلنسانِدهُم ؛ ليليحشّدوا مزيدًا من الثبات، وليُواصلوا الكَر، وليُشعِلوا بجراحِهِم مزيدًا مِن العُنفوان، ومُواصلة المُجابهة، وليظهِروا للعالم أنّ صاحب الحقّ لا يُفرّط بأرضه، وأنّ الأرضَ المُغتصَبة، لن توفّر فرصةً أتيحَت لها لتبتَلع كلّ كريهٍ مُغتَضبٍ لها، ساءَت مِن وجوده عليها..والأرض الفلسطينيّة المُحتلّة هي هكذا، وستلفظ كلّ نحسٍ وطأ أرضها، ودنّس تُرابها.

إنَّ ما أحدَثتهُ المُقاومة الفلسطينيّة، ما هو إلّا انقلابًا في العقائدِ القديمة حول سُلوك الجماهير الشعبية. كما يقول جيفارا في كتابه "مبادئ حرب الغوار". حيث أنَّ القِوى الشعبيّة، تستَطيع أن تكسبَ حربًا ضدّ الجيشِ النظاميّ. وبالفِعل، هذا ما أكّدتهُ المُقاومة الفلسطينيّة في حربها المُخاضة ضدّ جيش الاحتلال.

وهذا يدّفعنا دفعًا، لا مخاوفَ منهُ، إلى أن نقولَ بصوتٍ عالٍ: إنّ زوال إسرائيل، لَم يعُد حلمًا، داعبتهُ عُقول الأجيال العربيّة، ولا أُمنيةً تمنّاها عاشق تقطَّعت به السُّبل. فمنذُ السّبت، أصبحَ زوال جُرثومة إسرائيل مِن أحشاء جسدنا الشاميّ المُحتَل، أمرًا أقرَب للإمكان منهُ للاستِحالة. فكُلّ وجودٍ باطِل، مهما طال، يُمكِن تهميشه، ومِن ثمّ ليّ عُنقه".
وخِتامًا، أقول، بأنَّ الفلسطينيّ نزعَ عن عقله عباءةَ دراما "اللامعقول" وانتفضَ بوجهِ العالَم ؛ ليُعقّلِنَهُ. وها هو يُصحِّح انحراف التّاريخ، ومعهُ غدى المُستحيل، مُمكِنا.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...
- حرب أوكرانيا وروسيا: الإنسان هو الخاسِر الوحيد فيها.
- -حرب المعلومات أوسع نطاقًا من حرب العسكر-


المزيد.....




- كبسولة زمنية من عام 1920 عُثر عليها في جدار مدرسة أمريكية.. ...
- شاهد: لقطات تُظهر حجم الدمار بعد أشهر من الضربات الروسية على ...
- بريطانيا تُرحل طالب لجوء إلى رواندا في أول عملية من نوعها
- توقيف شرطي بريطاني بسبب -إظهار دعمه لحماس-
- كييف: أولى مقاتلات -إف-16- قد تظهر في أوكرانيا بعد عيد الفصح ...
- إطلاق سراح شقيقة هنية ووضعها رهن الإقامة الجبرية
- الإعلام العبري: المناورة العسكرية الإسرائيلية في رفح بدأت تض ...
- تحمل اسم -السيسي-.. شيوخ القبائل يدشنون مدينة هامة في سيناء ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- بريطانيا.. اتهام ضابط شرطة بارتكاب جرائم إرهابية بعد نشر صور ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.