أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -














المزيد.....

-داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 11:32
المحور: المجتمع المدني
    


‏هُناكَ ثمّة فَرق كبير في الماهية بينَ مَن يُحاول أن يقومَ بليّ عُنقِ الواقِع وإعادَته إلى الخَلف بطريقةٍ مُرعِبة ومُثيرة للإستغراب والتعجُّب، وبينَ مَن ظنَّ أنّهُ مِن تيّار القوى الواعية، وعكفَ على قراءة الواقِع، لكنّهُ، لَم يقُم بقراءة الواقِع بالطريقة الصّحيحة، التي تمكِّنهُ ‏مِن تفسيرِ الواقع تفسيرًا منطقيًّا عقّلانيّ، يكونُ حقًّا مُنبثِقًا عَن شخصٍ واعٍ، ويملِك ولو القليل مِن الإطلاع على حيثيّاتِ الواقِع .

فالأوَّل، قد يكونُ يحمِل فكرًا دينيًّا أو أيديلوجيًّا مُعيّنًا، يرزَح وبشدّة تحتَ وطأة الفِكر الذي يقول فيه قاسم أمين "مِن الغفلة، بل مِن أسباب الشَّقاء أن تكون شؤوننا في حياتنا قائمة بعوائدٍ لا نفهم أسبابها، ولا نٌدرِك آثارها في أحوالنا، بل إنّما نتمسَّك بها ؛ لأنّها جاءت إلينا ممن سلفنا، و ورثناها عمّن تقدّمنا"..أمّا الثّاني، فقَد يكون مُتبنّيًا لمنهجيّة ‏التّجارب، ومُتجاهلًا كُلّ المحطاتِ النظريّة التي تسّبقها، والتي هي بالأساس، يجِب أن تعامل كأعمِدة رئيسيّة لمثلِ هذه التّجارُب، بمعنى، أنّها بحاجة لقراءة حصيفة ودقيقة، قبل اتّخاذ قرار الولوج إلى عالَم التّجارُب، التي لا تحمِل منضدتها معيارًا هامشيّ .

وعلى الرّغم مِن كُثّرة أوجُه ‏الإختِلاف، وتعدُّد الفُروقاتِ الجوهريّة الواضحة بينَ الطّرفين، واستحالَة إلتقائهما، إلّا أنّنى أرى، أنّ المُحصّلة المرجوّة لكُلٍّ منهما ؛ هي القَفز مِن فوقِ أسوارِ الواقِع، وحصرهِ في بوتقةٍ ضيّقة، بل ضيِّقة جدًا، وهذا ما يبدو واضحًا وجليًّا، وفقًا لإنتماءاتهما، وبُنات أفكارهما.

فكُلّ يوم يتّضِح لي، بأنّ إحدى أبرَز المٌشكلات التي تجّعلنا متقوّقعينَ على ذواتنا، وصارفينَ أُنفُسنا عمّا ينشَغِل به العالَم في ميادين التطوّرات العلميّة، وفي حقولِ التقدُّم الفكريّ، سابحينَ في حالةٍ مِن الهذيانِ المُطلَق ؛ هو عدَم قُدرتنا على أن نُمرِّن أنفُسنا على الإطلاع على ‏ما يأتي بهِ الآخر، أو مُحاولة فِهم كيفيّة ما أتى بهِ الآخر مِن علمٍ أو فكرٍ مُعيّن، ولا سيّما توجّسنا مِن التّشابُك في مسائلٍ مُهمّة، يكون أحد أطرافها مُختَلفًا معنا عقائديًّا، أو مُتخلّخِلًا في إيمانهِ حسبَ ظنِّنا.

وهذا، وبكُلّ صِدق، ما أراهُ سببًا وجيهًا في عدَم تمكُّننا، بل في قصورنا على فهم ذواتنا بالطريقة الصّحيحة، التي تجّعلنا في تصالُحٍ دائمٍ معها، دونَ الحاجة لخوضِ اشتباكاتٍ مؤرِّقة، نخرُج في الأغلبِ منها، ونحنُ نجرُّ أذيالَ الخيبة والهزيمة خلفنا.

فحالات القُصور هذه، تكمُن في خوفنا مِن الإطلاع على ما هو مُناقِض لنا، ممّا يجّعلنا مِن أحدِ سُكّان ‏أقبيَة الخوف، مُتناسينَ أنّهُ إن أردنا أن نعرِف أنفُسنا على حقيقتها، فلا بُدَّ لنا مِن كسرِ حواجزِ الخوف والتوتُّر مِن الإطلاع على الأفكار المُناقضة لأفكارنا التي نتبنّاها، وخاصةً تلكَ الإيمانيّة منها، فمِن المُستحيلِ أن تكونَ صاحبَ إيمانٍ هَش لهذه الدّرجة، حتى يُبدِّده اطلاع، بل يُبدَّد قبل الإطلاع أصلًا.

ولذا، دائمًا ما أقول، بأنَّهُ : " قَد نقِفَ عندَ مُفتَرق طُرق، ولا يكون بإمكاننا أن نختارَ طريقًا لنسّلُكَهُ، وذلكَ ليسَ لعيبٍ يُذكَر في أيٍّ مِن هذه الطُرقات، بل لأنَّنا لا نملِك الجُرأة الكافية التي تُمكِّننا مِن أن نختارَ قرارًا كهذا...أو نعلَم ما الذي يُفقِدنا هذه الجُرأة؟!
وبكُلّ بساطة..الإجابة هي : عدم فهمنا لأنفُسنا.
فالمُجتمَع/الشّعب/الأُمّة وكُلّ مَن لا يفهَم نفسهُ، لن يكونَ بإمكانهِ أن يختارَ طريقًا لحياتهِ ليسلُكها ؛ حتى وإن كانَت كُلّ الطُرقِ أمامهُ مُعبَّدة، وفيها مِن التّنظيمِ ما لا يوجَد عندَ غيره.
لذا، لنَعرفَ مِن أينَ تبدأ مسيرتنا على طُرقِ/طريق حياتنا التي نُريد ؛ فعلينا أن نفهمَ أنفُسنا أوّلًا، ومِن ثمّ نختَر أداتنا...وبغيرِ ذلك، سنبقى مُقيمينَ في نفقِ "الإنغلاق على الذّات"، ولَن نتمكَّن مِن أن نصلَ الضّوءَ في يومٍ ما.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...
- حرب أوكرانيا وروسيا: الإنسان هو الخاسِر الوحيد فيها.
- -حرب المعلومات أوسع نطاقًا من حرب العسكر-
- مجلس الأمن لا يملك مِن الأمر شيئا
- -الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-
- نحن من نصنع طغاتنا
- شُهداء الوطن وأبناء الأصالة الوطنيّة.
- الإنسان وتغيُّر السّنين


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -