أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن















المزيد.....

شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7286 - 2022 / 6 / 21 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شرعيَّة الإنجاز، هي المحكّ الرئيسيّ لأيّ قوة صاعِدة تتطلَّع للتغيير. ولذا، دائمًا ما أتساءل، بأنَّه: كَيف أخفقوا
في تحقيقِ مطالِب الشَّعب، مَن وصّلوا للسُلطة، عن طريقِ التدرُّج المناصبيّ، والذين كانوا لا يتوقّفونَ عن التغنّي بشعارتِ التّغيير والإصلاح، ويهتِفونَ للانجازِ حصرًا؟!
ومُقابِل إخفاقاتهم هذه، أتساءل : هَل للفسادِ دور في إخفاقهم؟! وكَم هو حجم الفسادِ الذي اعترى هؤلاء خلالَ فترة حُكمهم، اللانهايّة؟!

هذه الأسئلة، وغيرها، مِن تلكَ التي لا تُهلَك وهي تركض داخلَ رأسي، قَد أملِك عليها الكثير مِن الإجابات، ومِنها، أي الإجابات، ما تُحسَب رياضيًّا، ومِنها ما تُحسَب وفقَ قانون السياسية الموسوم ب "هُم" و"نحنُ" . فهذا القانون، هو القانون، الذي إذا قرأنا مواده جيِّدًا، تمكنّا مِن الإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه .
وللإجابةِ على السؤالينِ معًا، أقول:

إنّ شعبنا، دائمًا ما يتطلَّع لحياةٍ كريمة، مبنيّة على خُططٍ توصلها للتقدُّم والازدهار، لكنّها، ترتَطم بواقعِ يفرض عليها المُعاناة مِن الفُقرِ والجوع، وبحالٍ أشدّ قساوة وقسّوة مِن الواقع المذكور ؛ وذلكَ لأنّها تسكُن في بوتقةٍ مِن الأنانيّة والنرجسيّة، لا يكون التّعامل فيها إلّا على أساس "هُم" و"نحنُ"، وهذه البوتَقةُ تدّفَع بفئةِ " هُم" وهي فئة الأغلَبيّة، مَن يُحكَمون، إلى أن تُقبِل على فئة "نحن"، مَن يَحكمون، ليُتحكَّم بمصيرها مِن هذه الفئة المُقتصرة على أبناءَ عوائلٍ مُعيّنة، لها علاقاتُ نفعيّة مع مراكزِ صنعِ القرار.


ففئة ال"نّحن" هي الفئة الوحيدة التي أجادَت السّباحة عكس التيّار، وكانَت أقوى، بنفوذها، وسُرعة جريانها، مِن قوّة التيّار، بل مِن أيّ قوة طبيعيّة عرفتها الأرض. وهذه الفئة، قد مكّنتها سباحتها عكّس التيّار الوطنيّ، مِن عمل صولاتٍ وجولاتٍ بينَ أروقةِ مؤسّساتِ الدّولة، أعطتها الصلاحيّة المُطلقة لفرضِ سيطرتها عليها، والتحكُّم بأدقِّ أمورِها، ، كما وبفضلِ مَن تمَّ وضّعهم تحتَ الإبطِ، ممَّنَ كانوا يتغنّونَ بتاريخِ أسلافهم، وأنَّهُم الرُّكن الأوّل، بل الأوحَد لتأسيسِ الدَّولة، أحكمَت قبّضتها - مَن نجحت في سباحتهِا عكس التيّار- على كُلّ سلطاتِ الدَّولة، ونزعَت عنها كُلّ شرعيَّتها، ومزَّقت بأسنانهِا المُستشّرِسة، كُلّ سُبل مشروعيّتها، وجعلتها تسير بينَ المرافِق العُليا، عارية، لا ترتدي أيّ ثوبٍ مِن أثوابِ الديمقراطيّة ؛ إذ جعلتها ذاتَ وجهٍ ديكتاتوريٍّ استبداديّ، لا مقاسَ لهُ، ولا وصفَ يُميِّزهُ.

فسنواتٌ طويلة مرَّت على الوطَن، ولَم يك لهذه الفئة أيّ إنجازٍ يُذكَر . فالوطن ما عرف إلّا إنجازات أبناءه الأُصالى أبًّا عَن جَد..سنواتٌ ما عرفنا فيها شيئا ؛ سوى دُخلاء وأنجاس، أصحاب مشاريع عابِرة للقارّات، ولِدت مِن وفي الجامعاتِ الغربيّة، هولاء فقَط مَن عرفناهم . عرفناهُم بكُلّ ما يحملونَهُ مِن خواءٍ فكريّ، وإداريّ، وسياسيّ، واقتصاديّ...عرفناهُم بتضّخيمهم مِن قبل مراكزِ صُنعِ القرار، فكانَت نتائج معرِفتنا لهُم ؛ أنَّنا قرأنا فشلهم، وحفِظنا كُلّ الخُطط التي تُبيّن برسمٍ واضحٍ وجليّ، سقطاتهم . فكبُرت مؤخّراتهم، بعدَ أن وضعوا داخلها كُلّ ملفاتِ الوطَن، وتضخَّمت رئاتهم، واستطاعَت أن تسِّرقَ كُلّ ذرة هواءٍ مِن هواء الوطَن، وتوحَّشت أيديهم، فمُدَّت إلى كُلّ ما كُنّا نظنّ، كأبناء وطنٍ حملنا سنابِلهُ داخلَ أوتنة قلوبنا، بأنّهُ مسوَّر بأسوارٍ حصينة، لا يجرؤ على هدمها، بل التسلُّق عليها مَن هُم ليسوا بأبناء جلدَتنا . وها هُم، بعدَ أن بسطوا نفوذهم حتى على أقلّ صغيرةٍ في الدَّولة، قد جرَّعونا الويَل، وأسقونا الحنظَل بكُلّ أنواعهِ السياسيّة والاقتصاديّة، بل وحتى أسقونا الحنظلَ الاجتماعيّ ؛ حيثُ أنَّهم قَد لعِبوا -وما زالوا يلعبونَ- في نسيجنا الاجتماعيّ، رامينَ إلى تحقيقِ أهداف، لَم يتمكَّنَ من تحقيقها، مَن سبقوهم، ولعلَّ أهمّها : " أن يجّعلوا منّا أُناسًا بلا هُويّة، وشعبًا بلا تاريخ، وأبناءَ أمّةٍ لا تاريخَ ولا حاضرَ ولا مُستقبَل لها على هذه الأرض."

لا شكَّ عندي، بأنَ مَن يقود دفَّة الوطَن، هُم مِن عُراة الفِكر، حتى وإن تعلّموا في الجامعاتِ الغربيّة، ومِن الفارغينَ سياسيًّا، حتى وإن تبوّأوا كُلّ الكراسي السياسيّة. إذ ثمَّة العديد مِن الاختبارات التي مرّوا بها، لكنَّهم سَرعانَ ما كانوا يفشلوا بها، وسَرعانَ ما كانوا يتنصَّلون مِن مسؤوليّاتهم، ويحمِّلونها إمّا لجهالة الشَّعب، وإمّا للظروفِ والأحوال، وأنّهُم دائمًا في مُحيطٍ مُلتَهب، وأنَّ العالَم كُلّ في مخاضٍ غير مسبوق، والحقيقةُ أنّهُم يشربونَ الفشلَ شُربا، ويلتَهمونَ الإخفاق التهاما، ولا يجِدونَ حججًا يتعكَّزونَ عليها، إلّا الحجج التي يُبدعونَ في بذّرها . والحقيقةُ الأكبَر، تقول بأنّهُ : "لا علاقةَ للأمر بالظروف، كما لا علاقةَ لهُ بتكالُب الأعداء..فالأمر، وكُلّ الأمر، أنّنا جلدنا ذواتنا، وصغّرنا مِن أكتافِنا، ودُسنا على "جغرافيّتنا"، ممّا أدّى إلى نجّنيَ نتائج وخيمة ؛ فنصَّبنا، وما زِلتُم نُنصِّب، مَن لا يستَحق أن يُنصَّب علينا، وحكَّمنا مَن ليسَ جديرا بالحُكم.. هكذا نحنُ، وهكذا هُم مُنذ البداية.

إنَّ السُّطورَ الأخيرة مِن الفقرةِ السابقِة، ولا أعتَقد أنَّ هُناكَ مَن يختَلِف مع جاءت بهِ، تجزِم بأنَّنا قَد فشِلنا في إنتاجِ مُجتمعٍ يعمَل مِن أجلِ الوحدة، أيّ كانت هذه الوحدة، شريطةَ أن تكونَ تحتَ مظلَّة "المُواطنة" . كما وفشِلنا في خلقِ مُجتمع نخبويّ، يمتَلك (القُدرة، والشّجاعة، والثِّقة) التي تُمكِّنهُ مِن أن يؤسِّسَ لحُقبة حقيقيّة، لا هدفَ يكون لنا فيها ؛ إلّا هدَف استعادَة الدَّولة، ومِن ثمّ العمَل الجاد والدّؤوب لوضعِ الأُسس العامة لبناءِ دولة متينة ومُحصّنة، وفقَ استراتيجيّةٍ قصيرة المدى أو مُتوسّطة المدى.

الخُلاصة: ثمّة أسبابٌ كثير لضياعِ الوطَن. لكن، يبقى أهمّها، هو أنّ هُناكَ ثُلّة مِن قاطعي الطُرق، وثُلّة أخرى مِن المُتاجرينَ بالكلام، المُبدعينِ بشحذِ هِمم النّاس كُلّما تعلَّقَ الأمر بمصالِحهم، فتَجدوهُم ينهالونَ عليكَ، بتقديمِ الواجب الوطنيّ، وأنّ الوطَن يستَحق، بينما هُم وكُلّ حاشياتهم، يلعبونَ بثلجِ الوطَن، ويقطفونَ دحنون الوطنيّة، ويسعونَ لإحلالِ الشّمع محلّ شمسِ المُواطنة.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...
- حرب أوكرانيا وروسيا: الإنسان هو الخاسِر الوحيد فيها.
- -حرب المعلومات أوسع نطاقًا من حرب العسكر-
- مجلس الأمن لا يملك مِن الأمر شيئا
- -الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-
- نحن من نصنع طغاتنا
- شُهداء الوطن وأبناء الأصالة الوطنيّة.
- الإنسان وتغيُّر السّنين
- السُلطة التشريعيّة...ما بينَ الهدِم والبِناء
- تجّار الدّين يشترونَ الإستبداد.
- وصفي الماضي والحاضِر والمُستقبل..
- سياسة النُّخبة، أضاعَت البلاد وذهبَت بها إلى الهاوية.
- صراع الأقوى : الدولة ومراكز صُنع القرار
- حُزن العِراق، لا يشبههُ حُزن.
- استغلال حرب اليمن:الإمارات كمثال .
- أميركا لَم تُهزَم مِن قبلِ طالبان.
- تعطَّلت مواقِع التّواصُل، فبانَت هشاشتنا.
- عبيدٌ لما صنعناهُ بعقولنا....مواقع التواصُل الاجتماعي
- صيدليّات تبيع الدّاء بدلًا من الدّواء.


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن