أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات.














المزيد.....

رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 02:16
المحور: المجتمع المدني
    


ثمّةَ دُفعة حيويّة -مُخيفة- تُسيطر على النَّفس، يُسمّيها عُلماء التّحليل النفسيّ ب "طاقة الليبيدو"*، تُضعِف الإنسانَ وتجّعلهُ كغصن يذّبل ؛ بسببِ ما صنعهُ لنفسهِ مِن شذوذ، حين آمن بالاستهلاكيّة وكُلّ ما هو صناعيّ، بدلًا مِن طبيعيتهِ وحيويّته التي يتنعَّم بها مِن كُلّ مواردِ الطبيعة المُسخرة لهُ ؛ لديمومتهِ . فاستمرار هذه الطّاقة، يعني أنّ هناكَ ثمّة حالة من الإضطِراب ستُصيب الإنسان، وستُحكِم قبضتها على الجسَد والرّوح، وما مِن شيءٍ يُحرِّر الإنسان مِن جحيمِ هذه الطّاقة ؛ سوى الصّوم . فالصّوم، زيادةً على أنَّه عبادة فرديّة، يتقرّب بها العبد لربهِ، ويتخلَّص مِن خلالها مِن الأكوام المُتصبِّرة فوقَ قلبهِ، فإنّهُ يأتي لمواجَهة هذا الإضطراب، ويضَع حدًّا لجبروتهِ الذي تعجَز الحضارة الاستهلاكيّة، بكُلّ مُنتجيها ومُنتجاتها، عن إيقافهِ، وردعهِ عن التقدُّم.

وعليه، ‏وفي سبيلِ التصدّي لُكلّ ما يُحاول أن يُرزِحني تحتَ وطاة "الشهوانيّة والاستهلاكيّة والماديّة"، فإنّني دائمًا ما أُردِّد على نفسي، كلّما أرادَت "الرّغبات" أن تتملَّكني، أو حتى أن تفرض قيودها عليّ، التي هي أصلًا تجّعلني عبدًا لها، على عكس ما تظُن نفسيَ المُتضخِّة، التي تعتَبر قيامها بكُلّ ما ترَغب، هو أساس الحُريّة، بل هو "مُطلَق الحُريّة"، فكرةً مفادها:
‏أنّهُ كلّما كنتُ قادِرًا على التفلُّت/الهُروب من هذه الرّغبات، كنتُ أكثرَ حُريّة، وكنتُ أكثرَ إدراكًا لمفهوميّ "الحُريّة" و "العُبوديّة" . ودونما أيّ شَك، فإنَّ إدراك هذين المفهومين، يجعلني صلبًا وقويًّا، من حيث عدم الإنصياع والرّضوخ للنّفسِ وما تحملهُ مِن رغباتٍ وأهواء.

إنَّ فِكرة الإنصياع للشهوانيّة، وتلبيَة كُلّ ما تشتهيه النَّفس، هي فكرةٌ لا تجعل الإنسان حُرًّا كما يظُن، على الإطلاق، بل هي فكرةٌ تؤدّي غرضًا عكسيًّا لما يظُن ؛ إذ أنّها تجعلهُ سجينًا في سجنٍ شيَّدهُ بنفسهِ، وفرضَ على نفسه فيه، أن يكون السجّان والسجين في آن واحد.

فلذا، أقول لنفسيَ، ومِن ثمّ لكُم:
توقّفوا عَن صُنعِ أدوات العبوديّة بأيديكُم، تجاهلوا كُلّ تقليدٍ يُضعِف روحانيّتكم، واغسِلوا قلوبَكم مِن كُلّ فكرٍ أو موعِظة تُشظّيكُم، وتجّعلكُم داخلَ غُرفةٍ مُظلِمة، تنتَظِرونَ فيها مصيركُم الذي أخبركُم بهِ لسان رجل دينٍ لا يعرِف مِن الدّين إلّا ما يُستدار على الرأس مِن قِماش.. كونوا مَع الله، مَع الله فقَط، فالله هو النّعمة الوحيدة في حياتنا . كونوا مَع الله، ودعوا كُلّ من يعتلونَ المِنابِر، وهُم ليسوا أهلًا لها، يخرِّفونَ بما شاؤوا، فهُم ليسوا بأوصياء عليكُم، ولا بحرّاس لا لله ولا لدينهِ، ولا حتى بوكلاء الله على الأرض.

صوموا شهركم، وتعبّدوا فيه بأيِّ طريقةٍ تُناسبكُم، خاطبوا الله كما تُحبّون، وقِفوا بينَ يديه وتجرّدوا مِن ماديّاتِ الحياة كُلّها، وقولوا لهُ "نُخطئ يا الله ونرتَكب الذّنبَ تلوَ الذّنب، لكنّنا نُحبّك، ونُحبّك حبًّا تنفَذ أمامهُ كلّ مياه البِحار"..
صوموا شهركم، وصلّوا صلواتكم، و"تجاهلوا كُلّ جِدالات الفكِر، ومسألة الصّوأب والخطأ، ودوسوا على كُلّ ما يُحاول أن يحرِمكُم أو يُعيق أرواحكُم مِن الإرتقاءِ والعُلو."

*الاحتياج للتكيف مع المجتمع والسيطرة على الرغبة الجنسية التي تؤدي إلى التوتر والاضطراب لدى الفرد، ما يدفع إلى استخدام دفاعات الأنا لتبديد الطاقة النفسية لهذه الاحتياجات غير الملباة واللاواعية في الغالب إلى أشكال أخر.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...
- حرب أوكرانيا وروسيا: الإنسان هو الخاسِر الوحيد فيها.
- -حرب المعلومات أوسع نطاقًا من حرب العسكر-
- مجلس الأمن لا يملك مِن الأمر شيئا
- -الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-
- نحن من نصنع طغاتنا
- شُهداء الوطن وأبناء الأصالة الوطنيّة.
- الإنسان وتغيُّر السّنين
- السُلطة التشريعيّة...ما بينَ الهدِم والبِناء
- تجّار الدّين يشترونَ الإستبداد.
- وصفي الماضي والحاضِر والمُستقبل..
- سياسة النُّخبة، أضاعَت البلاد وذهبَت بها إلى الهاوية.
- صراع الأقوى : الدولة ومراكز صُنع القرار
- حُزن العِراق، لا يشبههُ حُزن.
- استغلال حرب اليمن:الإمارات كمثال .
- أميركا لَم تُهزَم مِن قبلِ طالبان.
- تعطَّلت مواقِع التّواصُل، فبانَت هشاشتنا.
- عبيدٌ لما صنعناهُ بعقولنا....مواقع التواصُل الاجتماعي
- صيدليّات تبيع الدّاء بدلًا من الدّواء.
- النظام الفارسي والهيمنة على الأراضي العربية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات.