أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - في قلب الصراع: إيران بين الضّغط الأميركيّ وخيارات القوّة.














المزيد.....

في قلب الصراع: إيران بين الضّغط الأميركيّ وخيارات القوّة.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضمّ التوتُّراتِ المُتصاعِدة في منطقةِ الخليج، تعود إلى الواجهة خيارات إيران الاستراتيجية في التّعامُل مع الضغوط الغربية، وخصوصًا الأميركية. أحد أبرز هذه الخيارات هو إغلاق "مضيق هرمز"، الورقة التي لوّحت بها طهران مرارًا، خاصةً، قبلَ أن توجّه لمُنشآتها النوويّة الضّربة الأميركيّة، لكنّها، أي إيران، لم تُقدِم على تنفيذها بشكلٍ حاسم، ولا أعتقدُ أنّها ستُقدِم على تنفيذها ؛ ذلك لأنَّ إغلاق المضيق، رغم رمزيّته وقيمته الاستراتيجيّة، لا يُعدّ خُطوةً مُفيدة ما لم يُرافق بحرمانِ إيران من تصدير نفطها. وفي غير هذا السياق، فإنَّ اللخطوة قد تتحوَّل إلى افتعالِ أزمةٍ مع الإقليم والمُجتمع الدوليّ، دون مكاسب موازية، هاصةً، وأنَّ المُجتمع الدّولي، بفضلِ اللّوبياتِ الصهيونيّة، كلّهُ مؤلَّب على إيران.

الولاياتُ المتحدة، وخاصة في عهدِ الرئيس "دونالد ترامب"، تبنّت سياسة "أقصى الضُّغوط" على إيران، متجاوزةً التَّفاوض التقليديّ إلى مُحاولاتٍ واضِحة لفرض استسلامِ سياسيّ. طهران، من جهتِها، ترى أنَّ جولات التَّفاوض السابقة كانت مشوبةَ بالخِداع، وأنَّ الحديث الأميركيّ المُتكرِّر عن "تغيير النظام"، لا يُبشِّر بإرادةٍ حقيقيّة للحُلول الدبلوماسيّة. فتصريحات ترامب، ومعه أطراف في الإدارةِ الأميركيّة، أكّدت أن النظامَ الإيرانيّ، بصيغته الحاليّة، يُمثل عائقًا أمامَ تحوّل إيران إلى "أمَّة عظيمة". موقفٌ ترفُضهُ طهران باعتباره مسًّا بسيادتِها ومُحاولة لتغيير هُويّتها.

في موازاة هذا، يُصرّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة، رافاييل غروسي، بأنَّ من الضروريّ عودة المُفتّشينَ الدوليينَ إلى إيران ؛ للكَشف عن الخسائرِ والمخاطِر المُحتمَلة في البرنامج النوويّ الإيرانيّ. ويأتي ذلك وسطَ حديثٍ إسرائيليّ عن وجود يورانيوم مُخصّب جرى سحبه قبل تعرُّض المُنشآت لضربةٍ لم تُعرف فعّاليّتها بشكلٍ دقيق، مع اتّهاماتٍ ضمنيّةٍ لطهران بمُحاولة التّمويه، وهذا ما دفعَ بالجيشِ الإسرائيليّ، بحسبِ الصّحف الإسرائيليّة، إلى شنّ هجماتٍ جويّة، اليوم، لمنعِ تهريبِ اليورانيوم الآلات المُخصّصة لذلك مِن المُنشآت النوويّة.

الإعلام الأميركي –بشقّه المُتماهي مع الروايةِ الإسرائيلية– دخل بدوره على الخَط، وأطلق موجةَ تحريضٍ ضدّ إيران، زاعمًا أنَّها ستنقُل الإرهابَ إلى الدّاخلِ الأميركيّ، وهو خطابٌ يُمهّد لحشد الرأي العام ضدّها. المُفارقة هُنا، أنَّ كثيرًا من وسائل الإعلام العربيّة باتت تقتَبس من هذا الخطاب دونَ تدقيقٍ أو تمحيص، ممّا يعكس هشاشةَ استقلاليّة السرديّات الإعلاميّة في المِنطقة.

في المقابل، تُحاول إيران أن تُحافظَ على توازنٍ دقيقٍ بينَ الردّ المدروس وعدَم الانجِرار لمُواجَهةٍ شاملة. في هذا السياق، نشرت وسائل إعلام روسيّة معلوماتٍ عن عروضٍ لدُول، مثل باكستان وكوريا الشماليّة، بتوفيرٍ مظلَّة نوويّة لإيران. غيرَ أنَّ هذه الأخبار تفتقِر إلى الواقعيّة السياسيّة والعسكريّة، فباكستان غير جديّة في التورُّط في مواجهةٍ دوليّة، وكوريا الشمالية لا تمتلك القُدرات اللّازمة ولا النُّفوذ الدوليّ اللازم. الطّرف الوحيد القادٍر، فعليًا، على دعم إيران في هذا السّياق هو "روسيا"، لكنَّها بدورِها مُتردِدة، إذ تخشى من استفزاز أميركا، خصوصًا في ظلِّ انشغالها العميق بالحرب في أوكرانيا.

من جانب آخر، لا يمكن تجاهُل ما يُمثّل تصعيدًا خطيرًا: الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت عددًا من أهم العقولِ العلميّة الإيرانيّة. اغتيالاتِ تُقرأ كجزءٍ من حربٍ مُستمرَّة ضدّ المعرفةِ والتطوُّر، وضدّ كلّ محاولةٍ لتحقيقِ الاكتفاء الذاتيّ في الدُّول الإسلاميّة والعربيّة. هذه الحرب على العقول ليست حادثًا عابرًا، بل تجسيدٌ لاستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تكريس التبعيّة، والحيلولة دون نهوضٍ علميّ يُعيد للعالم العربيّ والإسلاميّ وزنه الحضاري.


المفارقة... وأين الحل؟

في ظلّ هذا المشهد المُترامي الأطراف، تبرُز إشكاليّة محوريّة: هل يمكن لإيران، أو لأيّ دولةٍ تسعى للاستقلال في عالمِ "ما بعد الحرب الباردة"، أن تُحقِّقَ توازنًا حقيقيًا دون امتلاك أدواتِ القوَّة؟ الواقع يُشير إلى أنَ امتلاك مفاتيح القوّة – العلميّة، التقنيّة، الدفاعيّة – لم يعد خيارًا، بل ضرورة. كُلّ ما عدا ذلك، من تسوياتٍ ومهادنات، غالبًا ما يأتي من موقعِ ضعف، ويُنتج حلولًا مؤقّتة سرعان ما تنهار عند أول أزمة.

ومع ذلك، لا بدّ من التّنبيه إلى أنّ القوّة العسكريّة، رغمَ أهميّتها، ليست وحدها مفتاح النّجاة. فالسّلاحُ وحدهُ لا يصنع دولًا مُستقرَّة، ولا يُحقِّق شرعيّةً شعبيّة أو أمنًا دائمًا. القوةُ الحقيقيّة هي مزيجٌ من الردع الصَّلب والحنكة السياسيّة، ومن القُدرة على المواجَهة مع امتلاك أدواتِ التفاوض من موقع النديّة.

ما يُحاك لإيران اليوم ليس بعيدًا عما تعرَّضت له دولٌ عربيّة أخرى في العقدينِ الأخيرين. لكنه، يُحاكي، أيضًا، السؤال الأوسع: كيف يمكن للدُّول الساعية إلى الاستقلال الفعليّ أن تواجِهَ نظامًا عالميًا لا يعترف إلا بمنطقِ القوة؟



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.
- إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.
- رسالة للأشقّاء السوريين.
- الصراع في سوريا المنطقة: صفقاتٌ خفيّة وتحدّيات مصيريّة.
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ...
- برغماتيّة ترامب وموالاته للحركة الصهيونيّة.
- علينا أن نّفكّر بمنطق.
- ماذا علينا أن نفعل بعد صرخَة -آرون-.
- لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - في قلب الصراع: إيران بين الضّغط الأميركيّ وخيارات القوّة.