أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.














المزيد.....

لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 04:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


نعم، أنا مع إعمال القاعِدة الّتي تقول "فليتحارب الظالمون مع بعضهم البعض، وليسيلوا دماءَ بعضهم". لكن، أنا أتعجّب مِن الهالَة التقديسيّة والتّعظيميّة الّتي بدأنا نُغطّي بها جماعة " ‎أنصار الله" ‎الحوثيون، وهُم في حقيقة الأمر، لا يقلّونَ دمويّة عن الكيان ؛ إذ أنَّ من يقنُص الطفلَ اليمنيّ ومَن يدمّر البلاد إرضاءً لاحتلالٍ فارسيّ وإقامةً للمشروع السّلاليّ، لهو الأحقّ بوصف المُجرم الدّمويّ، الخال من أيّ روحٍ إنسانيّة.
وبذاتِ الوقت، من الجيّد أن نتعامل مع ما يحدُث في "‎باب المندب" على أنّهُ أمر يُزلزِل الكيانَ اقتصاديّا، وليس أكثر من ذلك. لكن، أن نقولَ أنّهُم شُركاء معنا ب"وحدة الدّم" فهذا أمرٌ مُستغرَب...فماذا تختَلف دماء الأطفال اليمنيين المُراقة عن دماء أطفال غزّة؟!

إنّ صور الإنحِطاطِ الأخلاقيّ كثيرة، إلّا أنّنا أمامَ صورَةٍ تُقرأ بالعينِ المُجرّدة، وغير مُستعصِية على أحد، ألا وهي ؛ أن تُحاول ميليشيات غاشِمة، ضارِبة في أعماقِ الدمويّة، أن تستَخدم قضيّة عادِلة لتُشرعِن وجودها، ولتوثِّثَ لهُ ما عجِز سلاحها - الّذي سفكَ دماء الأبرياء- عن التّأثيث له..ونقصُد هُنا، ميليشيا جماعة الحوثي "أنصار الله". تلكَ الجماعة الّتي أسرَفت في تدمير اليمن، وبذلَت كُلّ ما بوسعها لتجعَله يمنًا تعيسًا بدلًا مِن أن يبقى يمنًا سعيدا.
وإنَّ الانتصار للقضيّة الفلسطينيّة يكون بالتصدّي لمثلِ هذا الاستثمار الدّنيء، ب" تعريَة الانفصام القيمي للجماعة، وحِراسة لنزاهة القضيّة..وإنّهُ مِن أسمى درجاتِ الإرادةِ الحُرّة ضدّ كٌلّ ميليشيا مُغتَصِبة، في أيّ مكانٍ على وجه المعمورة ".

وقَد يقول البَعض، مُستغرِبًا، أنَّ كُل هذا الكُره للحوثيين، متولِّد مِن قُربها لإيران، واعتباره أمرًا محرّما عليه وجُرما كبيرًا عليها.
نعَم، متولِّدٌ مِن ذلك. لكن، ليسَ بالقُرب بمعناه الحرفيّ، وإنّما بقبولها بأن تكونَ أداةً بيد أبناء فارس لتحقيقِ مشاريعهم على أرضنا العربيّة.
فمُعضِلة "أنصار الله" لا تكمُن بالدّرجةِ الأولى بقُربها مِن إيران الشيعيّة، وإنّما تكمُن باعتبارها جماعة تأتمِر بأوامرِ إيران "الصفويّة، الفارسيّة". ولا يُمكِن الخُروج عن النّسق السياسيّ الذّي تتّبعهُ إيران مِن خلال ميليشياتها في المنطِقة، سعيًا لتقويةِ المقولة السياسيّة، ذات القرنينِ ونيف، والّتي تقول أنّ "أبناء فارس جسرًا للمذهَب الشيعيّ، والعَرب جسرًا للمذهب السُنيّ". ومِن هُنا، يُمكن القَول، أنّ إيران، مِن خلالِ استعمالها للمذهب الشيعيّ، وشطره إلى قسمَين ؛ شيعة "النّجف"، وشيعة "قُم"، تمكَّنت مِن اللّعب على نُقاط الضُعف التي تأكُل القوميّة العربيّة، والّتي ضُخّمت بشكلٍ كبير على أيادي الغَرب، الّذي درسَ الصّراع المذهبيّ دراسة عميقه، مكّنتهُ مِن قطع أغصانها وتثبيتِ جذورها حينما يجِِد أنّ إعمالها يصبّ في مصلَحته.

وعلى صعيدٍ أوسَع، فإنَّ جماعة "أنصار الله" لهُم ارتباطٌ بمَن يرفعونَ شعار موتهم، وقد يكون ذلكَ واضحًا من خلال عدم تعامُل أميركا معهُم كما تعامَلت مع القاعدة، بل أنّني أميلُ لرأي قالَه صحفيّ يمنيّ، بأنّ العلاقة ما بينهما، الجماعة وأميركا، على العلَن، تختَلف عن العلاقة في السّر، وأنّ هذا الأمر توضّح لنا، بعد أن فرضوا الجماعة على الحِوار الوطني، لتُصبح طرفا من أطرافه دون قيدٍ أو شَرط، بل أنّ أميركا منتحتهُم مقاعدًا أكثر من غيرهم في هذا الحوار.

لذا، فإنَّ مسألة التّجريم والتّحريم، لا تكون إلّا في أُطرها السياسيّة، الّتي يتمّ التعامُل معها وفقَ منهجيّة "الشّعرة والسّكين". فإيران، بكلّ مخطّطاتها التمدّديّة، المُستخدِمة للدّين، شغلها الشّاغِل، أن تبني لها في كُلّ دولةٍ عربيّة "قُم" جديدة، تُحي بها مشروعها القوميّ المُعادي للعَرب، والجسر لذلك، هو الدّين، أو بشكلٍ أوضَح، المذهبيّة الدينيّة.

ومِن الأهمّية بمكان، في ذات السياق، أن نؤكّد على أنّه مِن أكبر المُعضلات الّتي وقعنا بها ؛ أنّنا لم نتفطّن لكلّ العلاقات مع دول فارِس، بل لم نقرأ تاريخ الإمبراطوريّة الفارسيّة بشكلٍ جيّد، حتى نخرُج من خندَق "مع أم ضد" في واقعنا المُعاصر.
فنحنُ كعرَب، كما هو معلومٌ للقارئ، أمامَ صراع قوميّات وامبراطوريّات تُريد الانبعاث من جديد على جُثثِ العَرب والعروبة.
وبكلّ صدقٍ وأمانة، أقول بأنّ أهمّ الفوارِق بيننا وبين القوميّات المُتصارعة معنا، الفُرس والطورانيون، تكمُن بأنّ كلّ منهُما لهُ مشروعٌ واضِح، يعمَل عليهِ بصبرٍ وتأنّي، إلّا أنّ هذا المشروع لا نجاحَ لهُ على حسابِ العَرب، إلّا اذا بقيَ العَرب في حالةٍ ركونٍ مُطلق، وقَبول بالذلّ والهَوان والخُضوع لكُلّ مَن يرونَ علوّ كعبه عليهم.

وأخيرًا، أقول: إيران وإسرائيل في خانةٍ واحِدة، حينما يتعلّق الأمر بالأمن القوميّ العربيّ، ولا يُمكِن أن ننجوا مِن أيّ منهُما باللّجوء إلى الآخر ؛ إذ أنّ كِلاهُما ينظُران لنا كفريسة، سيحين وقت الإنقضاض عليها.
فلا نجاةَ لنا مِن إيران، ولا حياةَ لنا خالِصة مِن إسرائيل ؛ إلّا اذا اعتمدنا على أنفُسنا...وهذا ما يقوله التّاريخ لنا. حيث أنّنا راهنّا، أشدّ الرّهان، على الحُلفاء، إبّان الحرب الكونيّة الأولى، والنّتيجة، كانَت الاستعمار، وراهنّا على أميركا، عند انتهاء الكونيّة الثانية، فأكلتنا بكُلّ شُحومنا...وبعد ذلك، قبلنا أن نكونَ تحت إبط السّوفييت، فكان الأمر بمثابة جري وراء السّراب..أمّا الرّهان الآن، فهو قائمٌ على "روسيا"، "إيران"، "تُركيا"..وها نحنُ نرى نتائجه بأمّ أعيُننا.
وعليه، فإنّني أقول، بأنّه بقيَ شيءٌ واحد لم نُراهن عليه، وبالتّأكيد، هو الرّهان الوحيد الّذي سيحقّق لنا ما نصبوا إليه، ألا وهو أن نُراهِن على "ذاتنا".



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.