أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.














المزيد.....

فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 02:29
المحور: المجتمع المدني
    


قَد يقول أحدكُم "هذا فريقٌ رياضيّ، لا يعرِف إلّا كُرة القدَم، التي تُركَل بالأقدام"..ومِن ثمّ يتساءل : لماذا كلّ هذه الضجّة..؟!

يا عزيزي، دعني أقول لكَ، نعم، هو فريق كُرة قدَم، إلّا أنّهُ يختَلف عن فِرق القَدم الأُخرى، إنّهُ فريقٌ مكوّنٌ مِن شعبٍ كامِل، بل مِن أُمّةٍ كامِلة، فريق لا يتوقّف كُلّ مِن ينتَسب إليه عن التّعبير عن إصراره، على أنّهُ عربيّ، يحمِل أحلامَ أمّةٍ واحِدة، بكُلّ شعوبها.
ومِن جهةٍ أُخرى، فعليكَ أن تأخذهُ مِن حسٍّ وطنيّ، فريقٌ لا يعرِف كيفَ يقيِّد الحِسّ الوطنيّ في داخِله، كما أنّهُ يُعبّر عن كُلّ ما يدور في خُلد كُلّ أردنيّ، ويؤكّد على أهمّ السِّمات التي يتميَّز بها الشّعب الأردنيّ، والّتي يشهَد لهُ بِها القاصي والدّاني ؛ فهو يرفُض أيّ تعبيرٍ لا يؤكّد على الإرادة المُتَّقِدة، دائمًا، عند الشّعب الأُردنيّ. فلو سألتَ أيّ إنسانٍ عاشرَ أيّ أُردنيّ عن أكثر شيءٍ يُميِّز الأردنيّ، لأجابكَ، دون تُردُّد : " مشبعٌ بالإرادة، ومولعٌ بالإصرار والعِناد.".

ثمّةَ معانٍ كثيرة في هذا الفَوز، ولا يُمكِن أن نكونَ قادرينَ على حصرها، بل إنّني أجزمُ بأنّ ما مِن فيلسوفٍ، أو عالم اجتِماع، أو قارئٍ لتركيبة الإنسان، أن يُدرِكَ كُل ما تولَّد عن هذا الفوز مِن معانٍ. لكن، عنّي شخصيًّا، فإنّني أودُّ أن أقول: " لقَد أثبتَ أبناء الأُردُن، بالأداء الّذي قدّموه، أنَّنا شعبٌ لا يُعوِّل على أحَد، ولا يقبَل بأن يُزكّى دونَ أن يبذل جهدًا يستحقّ عليه ما وصلَ إليه..كما أكدوا أيضًا، أنّ الجِدارَ الوحيد الّذي نستَنِد عليه، هو أنفُسنا، خاصةً، وأنَّ الكثيرَ ممّن نظُنّ أنّهم قريبونَ منّا، لا يتوقّفونَ عن توجيه سهام التّخوين لنا."

لستُ معنيًّا بكلّ الأمور الماديّة التي ساهَمت في تحقيقِ هذا الفوز ؛ وذلك لأنّني على يقينٍ تام، بأنَّها ليسَت هي مَن صنع الفارق، وفجَّرت كُلّ القِوى الكَامنة داخلَ كلّ عنصرٍ مِن عناصر مُنتخبنا. فالشّيء الذي صنعَ الفارق، وبكلّ قوّةٍ وإصرار، هي تلكَ الهالة المعنويّة التي تكدَّسَت في أعماقِهم، والجُرأة والشّجاعة والعُنفوان والعزيمة التي تصبَّرَت في عقولهم، تلكَ الهالة الّتي جعلتُهم يلعبونَ بطريقةٍ أسطوريّة، وكأنّهُم أُعدّوا لذلكَ على أيادي أمهَر مُدرّبي العالم، عقليًّا وبدنيًّا وغذائيًّا. وفي حقيقة الأمر، ما إن تتناوَل الحياة الشخصيّة لكلّ واحِد منهُم، ستجِد أنَّ جميعهم هُواة، تفتَّق وعيهم الكُرويّ في الحواري، ودرّبوا قلوبهم على حُبّ الكُرة، بينَ أزقّة مليئة بالحصى، إنّهُم قادمونَ مِن شعابٍ وقُرى تفتَقد لأهمّ أسياسيّات الحياة، وقد تجِدهُم أذاقوا مِن كؤوس العلقَم ما لَم يذقه أيّ مِن لاعبي المُنتخباتِ المُشارِكة في البطولة، والّتي يتقاضى مدرّبوها "حوافزًا"، فكيفَ ستكون الأمور الماديّة في مُسابقةٍ يُنظَر لها عن أنّها ترفيهيّة..؟! الإجابة عندكُم.

المُهمّ الآن، أن تزيلوا ستارَ الحُزن، وأن تعبّدوا طُرقَ الفرَح، وأن تستغلّوا هذا النّصر ؛ لاستلهامِ الأجيالِ القادِمة، وأن تعملوا على إقناعنهم، بأنّنا ما دُمنا نمتَلك الإرادة، فإنّنا قادرونَ على كُلّ شيء، حتى وإن طالَ الوقت. فنحنُ معنيّونَ بالهدَف، ولا نُعير أيّ اهتمامٍ للوَقت، طالَ أم قصُر.
وأخيرًا، هذا نصرٌ للوطَن، للأرُدن..وبعيدًا عن المُبالغة، فإنّني أراهُ تصرًا يبدّد العتمة التي حلَّت على هذه البلاد، ويُبشّر بشيءٍ قادِم مِن أقصى جبالِ التّفاؤل..يُبشٍر بمُستقبلٍ مُشرِق، وكُلّ ما يتوجّب علينا القيام به، هو أن نكاتَف معًا مِن أجلِ الوطن، نعم، من أجلِ الوطن وليسَ من أجل أيّ شيءٍ آخر.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...


المزيد.....




- ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية الي 8535 فلسطيني
- هكذا يعتمد الإحتلال على المقاتلين الأجانب في ارتكاب جرائم ال ...
- اعتقال نحو 300 متظاهر مؤيد للفلسطينيين في مداهمة للجامعة الأ ...
- الشرطة الأيرلندية تفكك -مدينة خيام- المهاجرين في دبلن
- أميركا تدرس استقبال فلسطينيين من غزة كلاجئين
- الأمم المتحدة منزعجة للتعامل -الفظ- مع محتجين في جامعات أمير ...
- مؤسسة خيرية بريطانية تحذر من خطر ترحيل أطفال اللاجئين إلى رو ...
- حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا وفق الأمم المتحدة
- ما العواقب التي قد تترتب على صدور مذكرة اعتقال دولية بحق نتن ...
- منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة تحذر من عواقب اجتياح رفح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.