أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.














المزيد.....

معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 20:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


الكيان المُحتَل، كغيرهِ مِن الكيانات السياسيّة، يُحاول أن يوجِدَ مؤسّساتٍ إعلاميّة، تكون على درجةٍ عاليةٍ مِن المهارة والإتقان، مع إدراكه التّام، أنّ لا مهارةَ ولا اتقان مُطلَق. فالإعلام، لا يُمكِن أن يكونَ، دائمًا، قادِرًا على تقديمِ سرديّة تُمكّنه من احتضانِ الرأي العام الدوليّ، وتجعلهُ بمثابةِ أرجوحة، يُحرِّكها كُلّما مالَت الرّيح اتّجاهه.
وبالفعل، لقَد أصبحَ إعلام الكيان، اليوم، مُتأرجحًا، غير قادرٍ على أن يكونَ مُتوازنًا، بل أصبحَ كإعلامٍ كمبتدئٍ ، لا يعرِف على ماذا يُركِّز ولا مَن هي الفئة التي يتوجَّب عليهِ أن يُركِّزَ عليها.
فها هو، بعدَ أن ظنَّ أنّهُ وضعَ الرأي العام الدوليّ تحتَ إبطه، لما كانَ ينشُرهُ (بعد ٧ أكتوبر) مِن دعاياتٍ، ويختَلِقهُ مِن أكاذيب، بدأ يفقِد ماكينتهُ الدعائيّة، وبدأ يعيش حالةً من التّيه الإعلاميّ، الذي خسّرهُ المعركةَ دوليًّا، بعد أن كانَ قريبًا ( لهُنيهنات) مِن كسبها، وهو الّذي اعتادَ على كسبِ حُروبهِ تحتَ ذرائع المظلوميّة.

اليوم، لم يعُد خافيًا على أحد، كُلّ تلكَ المجازِر والإبادات التي يرتَكبها الكيان بحقّ المدنيّينَ في غزة، كما لَم يعُد أمرًا مُستساغًا مِن قبل الرأي العالميّ الدوليّ، على صعيد الشّعوب، قصفه للمُستشفيات، ولدور العِبادة، ولأماكنِ الإيواء، التي بذاته، تحتَ ذريعة أنّها مناطق آمنة، طلبَ من المدنيّينَ أن ينزَحوا إليها. فلقَد تكشَّفت كُلّ الحقائق، وبانَت كُلّ الإدعاءات الزّائفة، ونُزعَ اللّثام عن وجهِ الإنسانيّة العالميّة، بعدَ كانَت الكيان، بكلّ مؤسّساته وأدواته، يسعى إلى ألّا يُنزع هذا اللّثام. لكن، اليوم، وبفضلِ المُقاومة، والغزيّين الذينَ صبروا، ورابطوا، وقدّموا كُلّ ما بوسعِهم مِن تضحيات، فُضحَ الكيان، وبانَت عوراته، وكُلّه عورات. فانقلبَ عليهِ، مِن الشّعوب، مَن نّاصروه، وتركهُ منهُم، مَن أعلنَ مؤزارته لهُ، وكلّ هذا، جاءَ بعدَ أن دخلَ موجة التخبُّطات والمتاهات، وفقدَ سيطَرته،
داخليًّا وخارجيًّا، على كُلّ شيء.

هذا الأمر، أي دُخول الكيانِ في معمَعة "التخبُّط والمتاهات"، دفعَ بشعوبِ العالم إلى الشّوارع، وبدلًا مِن أن تكونَ يدهُ الّتي يضرِب بها في الغَرب، أصبحَت اليَد التي يُضرَب بها، واليَد الّتي تصفعه الصّفعة تلو الأُخرى.
هذه الشُّعوب، مِن خلال مُظاهراتها، ومُناصرتها للغزيّينَ ( مِن جانبٍ إنسانيّ) أصبحَت سلاحًا ناعِمًا في مواجهة حُكوماتها، التي أظهَرت كُلّ أوجهِ النّفاق الغربيّ، وأكَّدت على أنَّ هذه القيادات، هي قياداتْ صُهيونيّة، ولولا ذلك، لما كَانت مِن ضمنِ القيادات للدُول الغربيّة، المُتحكَّم بها مِن قبلِ اللّوبيّ الصهيونيّ...وما يهمّنا في ذلك، أنَّ هذه الشّعوب، ولو بالقدَر اليسير، تمكَّنت مِن توجيهِ طلقاتها نحو حكوماتها، ودفعَت بها إلى تُغيِّر مِن خطاباتها الدوليّة، على الأقل، أنّها بدأت تنظُر للهمجيّة الاسرائيليّة، كما يتوجَّب أن يُنظَر لها.

قَد يسأل البعض : ما الفائدة مِن هذا الكلام؟!
أقول له:
أولًا: الحَركات الشعبيّة، إذا كانَت جادّة، حازِمة، صارمة، كفيلة بأن تُغيِّر الموقفَ الرسميّ بأيّ دولة، وكفيلة بأن تنقُلَ نظام الدّولة مِن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، والعكس.
ثانيًا: مِن شأن هذه الحَراكات أن تعملَ على زيادةِ الوعي في الشّارع، وبالتّالي، تأثير هذا الوعي على موقف الدّولة مِن القضايا المُتعلّقة بالإنسانيّة.
ثالثًا: الفائدة مِن هذا، تكمُن، بأنَّهُ مِن المُهمّ، الآن، وفي ظلّ تخوّف العالَم مِن انعكاسات الحَرب عليه، أن تُسلَّط كُلّ الأضواء على الرّواية الفلسطينيّة، بعدَ أن سادَت الرواية الاسرائيليّة، وأخذَ بها الشّرق والغَرب، ونتيجةً لذلك، قُتِّل وهُجِّر من الفلسطينيينَ ما لا يُعد ولا يُحص.

إنَّ المجازِرَ والإبادات التي يرتَكِبها الاحتلال ضدّ الغزيّينَ، ما هي إلّا امارات مؤكَّدة على أنّ هذا الاحتِلال يرتَكب جرائم، أقلّ ما يُقال عنها، أنّها جرائم "إبادات عرقيّة". وارتِكابه لهذه الجرائم، لا يعني شيئًا ؛ بقَدر ما يعني أنّهُ فقدَ كُلّ طلقاته، التي كانَت يزوَّد بها مِن أوروبا وأميركا، ليقومَ بوضّعها بسلاحِ المظلوميّة (الهلوكوستيّة) التي ظنَّ أنّهُ ستُعطيها تميُّزا دائما، ومُطلقا.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...
- التديُّن الاجتماعيّ/التديُّن التقليديّ : أحد أهمّ أسباب تخلّ ...
- حرب أوكرانيا وروسيا: الإنسان هو الخاسِر الوحيد فيها.


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.