أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - في مواجَهة الاحتلالِ الصهيونيّ: نحو مشروع تحرُّر جديد للمِنطقة.














المزيد.....

في مواجَهة الاحتلالِ الصهيونيّ: نحو مشروع تحرُّر جديد للمِنطقة.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 11:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظلّ التحوّلاتِ البِنيويّة الّتي تضرب المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، لم تعًد إسرائيل مُجرّد قوّة احتلالٍ تقليديّ، بل تحوّلت إلى فاعلٍ إقليميٍّ يسعى لإعادةِ صياغةِ التوازُناتِ، وتقويض مفهوم الدّولة" و"المُقاومة" و"العدالة" في المنطقة. يتزامن هذا مع انعِدامِ" المشروع العربي، وتفكُّك الهُويّة السياسيّة الجماعيّة، وصعود موجات التّطبيع، والانشغال الداخليّ "المُزمِن" في أكثر من ساحة. وهُنا، تفرضُ الحاجة نفسَها لإعادة التّفكير جذريًّا في كيفيّة التصدّي لهذا الاحتلال الإسرائيليّ، لا بوصفهِ صِراعًا تقليديًا، بل باعتبارِه اختبارًا أخلاقيًا ووجوديًا شاملًا. ففي هذه السّطور قراءة في كيفيّة التصدي لهذا الاحتلال، من خلال مُقاربةِ شاملة، تتجاوز ردودَ الفعلِ التقليديّة، نحو مشروعَ تحرّرٍ جديد وعمليّ، يتمثَّل ب :


أولًا: ضرورَ إعادة تعريفِ الصّراع تعريفًا يستعيدِ المعنى.

لَم يعُد مُمكِنًا أن نقبلَ بالصّيغِ القديمة في مُقارَبةِ الصّراع مع الكيانِ الصهيونيّ. حيثُ لا تكفي مقولات "التّحرير" إذا لم تُصاحِبها إعادَة تعريف دقيقة للصِّراع. فالمعركةُ لم تكُن، يوًما، على حُدودٍ جُغرافيّةٍ فقط، بل على الحقّ في الأرض، والكرامة، والعدالة، والرّواية التاريخيّة. ولِهذا، فإنَّ تفريغ الصِّراع من مضمونِه التحرُّريّ، وتحويله إلى نزاع حُدود، أو شأنٍ تفاوضيّ، هو بحدّ ذاته جزءٌ من نجاحِ المشروعِ الصهيونيّ.


.ثانيًا: جبهة وعيٍ شعبي تتجاوز الحُدود.

ففي ظلِّ الهرولةِ الرسميّة نحو التطبيع، لا بُدّ من خلقِ جبهةَ وعيٍ شعبيّ عابرة للحُدود والسياسة الرسميّة، تُعيد الاعتبارَ لفلسطين كقضيّةِ حُريّة ومُقاومة وليست مجرّد بندٍ في مُفاوضاتٍ عقيمة. وهذه الجبهة لا تكون خطابيّة أو عاطفيّة، بل تنظيميّة وفاعِلة، تُشغّل أدواتِ المُقاطعة، تُخاطِب الشعوبَ بلُغاتِها الجديدة، وتبني سرديّة أخلاقيّة شاملة للصِّراع.

ثالثًا: مقاومة ذكيّة ومُتعدِّدة الأدوات.

لقد تغيّر شكل الحُروب، وتغيّر شكل الاحتلال. ولذلك، فإنَّ المُقاومةَ ينبغي أن تتغيّر هي الأُخرى، لا بمعنى التخلّي عن أدواتِها التقليديّة، بل بإضافةٍ أدواتٍ جديدة. فاليوم، نحنُ بحاجةٍ إلى مقاومةٍ شامِلة، تمتدُّ من الإعلام إلى القانون، من المقاطعة الاقتصاديّة إلى الفضاء الرقميّ، من التنظيم المدنيّ إلى الدِّفاعِ الذاتيّ الميدانيّ. فالمعركةُ اليوم هي معركةُ سرديّات، وأسواق، وصُور، وقوانين، بقدر ما هي معركة أرض وسلاح.

رابعًا: إصلاح الدَّاخل شرطٌ للتَّحرير.

ففي ظلّ ما تمُرّ فيه القضيّة الفلسطينيّة، وفي ظلّ انظِمةٍ عربيّة ودوليّة تُسجِن أبناءها، وتقمَع نقّادها، وتستجدي رضا القُوى العُظمى، على حسابِ كرامَة شعُوبها، فإنّهُ باتَ من المؤكَّد بأنّهُ لا يُمكن بناءَ مشروعِ تحرُّرٍ حقيقيّ، إلّا بإجراءِ إصلاحاتٍ داخليّة، وتحديدًا في الدّول العربيّة، تشمَل الإصلاحاتِ السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة. فهذه الإصلاحات، هي جزءٌ مِن مشروعِ مواجهَة إسرائيل، وهي الّتي تُفرِغهُ مِن مضمونهِ ك"مشروعٍ استعناريّ"، وتؤدّي إلى انهِياره.

خامسًا: استقلاليّة القرار في عالم مُتغيّر.

التحوّلات العالميّة اليوم تفتح البابَ أمامَ صياغةٍ جديدةٍ للعلاقاتِ الدوليّة، ولكنّها تفتح، أيضًا، شهيّة الأطرافِ الكبرى للهيمَنة. وبينما تتصارع القُوى الكُبرى على النُّفوذ، تسعى إسرائيل لأن تجعلَ من نفسِها جسرًا إلزاميًا في كُلِّ تقاطُع مصالح. وهُنا، لا بُدّ من التنبُّه إلى أنّ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، تتطلَّب استقلالًا سياسيًا وسياديًا، لا ارتهانًا للغرب، ولا اصطفافًا ساذجًا مع قوى أُخرى.


الخُلاصة:
في ظلّ التحوّلات السريعة التي تعصِف بالمنطَقة، ومع تغيُّرِ موازين القوى وتزايُد موجاتِ التطبيع، يتقدّم المشروع الإسرائيليّ ليحجز موقِعهُ كقوّةٍ إقليميّة مُهيمِنة، تفرض أجندتها وتعيد رسم خرائط التحالُفات. لذا، ففي مثلِ هذه الحالة، ليس المطلوب إعادة إنتاج الخِطاب القديم، ولا التخلّي عنهُ. بل المطلوب هو تحويل شعار التّحرير إلى مشروعٍ شامل، عمليّ، جماعيّ، وأخلاقيّ، يُجيب عن أسئلة العصر، ويستثمر في الوعي، ويُراكم الأدوات، ويبني تحالفات من تحت لا مِن فوق. الاحتلال تغيّر، والمقاومة يجب أن تتغيّر، لا بالانسِحاب، بل بالتجدّد.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصبح التكنولوجيا شريكًا في الجريمة: مايكروسوفت، إسرائيل، ...
- في قلب الصراع: إيران بين الضّغط الأميركيّ وخيارات القوّة.
- الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.
- إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.
- رسالة للأشقّاء السوريين.
- الصراع في سوريا المنطقة: صفقاتٌ خفيّة وتحدّيات مصيريّة.
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ...
- برغماتيّة ترامب وموالاته للحركة الصهيونيّة.
- علينا أن نّفكّر بمنطق.
- ماذا علينا أن نفعل بعد صرخَة -آرون-.
- لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -


المزيد.....




- بينها جمجمة ويد مومياء.. مصر تستعيد 13 قطعة أثرية من بريطاني ...
- في بيانين منفصلين.. السعودية ومصر تُعلّقان على عزم أستراليا ...
- استمرار ملاحقة لينا عطا الله وتصعيد القمع ضد -مدى مصر- والصح ...
- رغم توقف المفاوضات وخطة احتلال غزة.. مصر وقطر تعدّان مقترحا ...
- لاريجاني في بيروت: ماذا تحمل زيارته من رسائل إلى لبنان؟
- السويداء السورية: بيان لمجلس الأمن واجتماع ثلاثي في الأردن
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تتشبث بالحياة في جبال ظفار العُ ...
- العراق.. بقرة تتسلل الى مطار النجف!
- آخرهم الشريف وقريقع.. إسرائيل تغتال 11 من كادر الجزيرة في غز ...
- 8 شهداء من عائلة واحدة بغزة وإصابة جندي إسرائيلي شمال القطاع ...


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - في مواجَهة الاحتلالِ الصهيونيّ: نحو مشروع تحرُّر جديد للمِنطقة.