|
التعميم والاستثناء مشكلة المنطق ....
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 00:14
المحور:
قضايا ثقافية
مشكلة المنطق الأولى : التعميم والاستثناء الجزء الأول 1 لنتخيل أحدنا ، استيقظ متأخرا ليجد أن الشمس لم تشرق ، وحتى المساء لم تشرق أيضا . هذا المثال خاص جدا ، وقد استخدمه العديد من العلماء والفلاسفة وغيرهم ، كمثال على نقص مبدأ الاستقراء وعدم كفايته . أو فتح الصنبور ولم تنزل المياه ، أو رفع فاصل الكهرباء ولا تضيء اللمبة ، أو جاء الموعد وتأخر الصديق _ة ولم يأتي أبدا ... كلنا نعرف هذه الحالة ، أو التعميم ، حيث الماضي يتنبأ بالمستقبل . ( لا ننتبه لعدم كفاية الاستقراء ، قبل تجربة الخيبة ، كما في الأمثلة السابقة وغيرها كثيرة ومتنوعة جدا ) ما حدث بالأمس ، سيتكرر اليوم ، وفي الغد أيضا . الموت هو الاستثناء الحتمي ، والمؤكد . حادثة الموت لا تتكرر ، حادثة الولادة أيضا لا تتكرر ، حوادث المرة الواحدة . عدا ذلك ، غالبية حياتنا تكرار ظاهري ومباشر . التعميم تكرار ، والاستثناء لمرة واحدة . .... لنتخيل العكس ... استيقظ _ت ( س ) ، وشعر _ ت بالسعادة الغامرة لأن الشمس أشرقت . عادة تكون الشخصية ( س ) غير عادية ، تلامس العبقرية أو الجنون . ويمكن للقارئ _ة تكملة المثال أفضل مني ، والقصد تحديد فكرة الاستثناء كما تبدو في الحياة العادية واليومية ، بالمقارنة مع خبرة التعميم . الحد الأقصى توقع الموت بكل لحظة ، أو توقع الأسوأ بكل لحظة . وقد خبرت تجربة شخصية ، تستحق الاهتمام كما أعتقد : كنت أرغب بكتابة موضوع حول الصح ، نعم الصح _ النقيض للخطأ . وفوجئت بصعوبة الموضوع ، وصدمني ذلك بشدة ، كنت في العقد الخامس ( موسم الثرثرة من الداخل ) ! المهم ، صديق لي ، مثقف وكاتب ، سألني منذ فترة لم أقرأ شيئا لك ؟ على غير عادتك ، هل توجد مشكلة محددة ؟ ترددت ، ثم أخبرته : أكتب بحثا عن الصح ، ولم أستطع التكملة . نظر إلي نظرة غريبة ، وقال وهو يثبت عينه في عيني : معقول لا تعرف الصح ، حتى اليوم ! ارتبكت ، قلت له أخبرني ما هي حدود الصح أو طبيعته ، أو أي شيء سوى أنه عكس الخطأ ونقيضه . وهنا جاءت الصدمة أقوى من سابقتها : أنظر إلي ، كم سنة مضت على صداقتنا ؟ وحتى اليوم لا تميز الصح من الخطأ ! ظننته سوف يختمها بنكتة ، وهذا كان توقعي المرجح والمتكرر . لكنه أكمل بمنتهى الجدية ، أنظر إلى حياتي : تفكيري ، وسلوكي ، وأحاديثي ، كيف أفعل أو أقول أو أفكر : هو الخطأ ، والصح عكسه تماما . أنا وحياتي وتفكيري الخطأ ، والعكس تماما هو الصح . .... مضت على الحادثة حوالي عشرين سنة ، وما تزال تصدمني عندما أتذكرها . وكنت كاشفت الصديق بالفعل ، أعتقد أن عليك طلب مساعدة طبية تخصصية ، لا أصدق ولا أفهم أن أحدا يمكن أن يصل إلى هذا اليأس ويستمر بالعيش . 2 هل تعتبر نفسك منطقيا ؟! سألني الصديق ، بعد فترة قصيرة . في الحقيقة لم أفكر بالموضوع ، ولكن نعم بالطبع ...هكذا أتصور نفسي . .... هل فكرت يوما ما هو المنطق ؟ أنا غير متخصص بالفلسفة ، كما تعرف ، ولكن هذه ثقافة عامة ومشتركة . هل تشرح لي ما هو المنطق ؟ أجابني بما معناه أو كما فهمته ، وأتذكره : المنطق يعني عدم التناقض ، والعكس صحيح دوما ، التناقض عكس المنطق ونقيضه . والبقية جناية أرسطو على المنطق ، وعلى الثقافة . ماذا ، على مهلك ... هل تعرف الثالث المرفوع ، قاطعني ؟ لا أعرف ، سمعت به مثل المنطق . فكرة أرسطو : الثالث الممتنع ، لكن المترجمون العرب كعادتهم ضيعوا المعنى بسبب حبهم للحذلقة اللغوية . وأكمل ، كيف أفسد أرسطو الثقافة العالمية لقرون ... لم أصدقه وقتها ، ولم أفهم فكرته بالأصح . 3 مرت سنوات ، كما ذكرت ، على هذه القصة . والصديق هو أول من سمعت منه فكرة الكذب أفضل من الصدق . ( الكذب فضيلة ، للكذب قيمة أخلاقية أيضا ) .... الكذب يتضمن الصدق ، والعكس غير صحيح . الصدق حالة خاصة ، وخيالية ، وليست واقعية . الكذب قيمة أخلاقية أيضا ، بالإضافة لقيمته المعرفية والنفسية والجمالية . 4 التصنيف الثنائي دوغمائي بطبيعته ، وهو يضلل بقدر ما يوضح ويفسر . .... ثنائية الصدق _ الكذب ، أحد اكثر الثنائيات شهرة وإثارة للجدل معا . مثلها ثناية السبب والنتيجة ، ... أين المشكلة ؟ وهل يمكن حلها ؟ وكيف ؟ ثنائية الصدق الكذب ، يمكن حلها بشكل دقيق وموضوعي ، عبر الانتقال من التصنيف الثنائي إلى الرباعي : القيم من الأدنى إلى الأعلى ، أو من السلبية إلى الإيجابية : 1 _ الصدق النرجسي ، وهو أدنى القيم السلبية أيضا . مثال النميمة والوشاية ، والثرثرة القهرية أيضا . 2 _ الكذب ، قيمة سلبية بطبيعته . يعرفه الجميع ، ولا يحتاج للشرح والتأويل . 3 _ الصدق ، قيمة إيجابية بطبيعته . أيضا يعرفه الجميع ، ولا يحتاج للمناقشة الإضافية . 4 _ الكذب الإيجابي ، وهو ذروة القيم . مثاله التواضع ، وانكار الفضل الذاتي . ( إن من يقدم الصدقة بالسر أعظم من موسى . العهد القديم ) .... مشكلة السبب والنتيجة أكثر تعقيدا ، خلال القرن الماضي وتتزايد . هنا تتدخل الفيزياء الحديثة ، بدلالة ظواهر فيزياء الكم المحيرة ... التراكب والانحلال ، التشابك الكمومي ، القفزة الكمومية ، وغيرها . .... الحل الجديد لمشكلة السبب والنتيجة : النتيجة = سبب + صدفة . السبب ، أو الأسباب ، يأتي من الماضي . الصدفة ، أو الصدف ، تأتي من المستقبل . الحاضر نتيجة الماضي والمستقبل معا وبالتزامن . الفكرة القديمة ، التقليدية ، التي تعتبر أن الحاضر نتيجة الماضي وسبب المستقبل خطأ ، أو ناقصة وتحتاج للتعديل والتصحيح . .... خلاصة مشكلة التعميم القفز فوق المتناقضات . مشكلة الاستثناء الغرق في التفاصيل . مشكلة المنطق التعميم والاستثناء . ..... .....
التعميم والاستثناء _ الجزء الثاني ( مع مناقشة لبعض الأفكار المتفرقة )
مثال التعميم النموذجي المساواة أو التكافؤ ، الانسان تشابه . مثال الاستثناء النموذجي التراتب أو السلطوية ، الفرد اختلاف . هل يمكن حل المشكلة ؟ وكيف ؟ الجواب الأول : نعم . والجواب الثاني : الدولة الحديثة دولة القانون والمواطن . 1 فكرة 1 لماذا تأخر العرب وتقدمت اليابان ؟ خلال القرون الثلاثة السابقة ، كتبت مئات الكتب ، وألوف المقالات لتفسير هذه المشكلة الظاهرة والمباشرة : تقدم اليابان وتخلف العرب . ( بالطبع بشكل نسبي ، ومتفاوت ، من غير المنطقي المساواة بين ليبيا وسوريا واليمن مثلا ، مقابل الكويت والامارات والسعودية ) .... بالتصنيف الثنائي : الدولة الحديثة تتقدم بطبيعتها ، أو تتحدث ذاتيا وبشكل مباشر ، مثالها السويد وكندا وأستراليا ووريا الجنوبية . ( اليوم أفضل من الأمس ، وأسوأ من الغد ) الدولة القديمة تتراجع ، او تتخلف بطبيعتها ، مثالها أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية . ( اليوم أسوأ من الأمس ، وأفضل من الغد ) 2 فكرة 2 الثالث الممتنع أو المرفوع أو المنعدم ، حذلقة وفذلكة الترجمة العربية ! لا يوجد شيء اسمه الثالث الممتنع . حيلة ( غير الواعية ربما ) أرسطو لتجاوز مشكلة المنطق الثنائية التعميم والاستثناء ، ولتجاوز التناقض بين الفلسفة والعلم خاصة . .... مثال 1 ثنائية الحياة والموت ما يزال موقف الثقافة العالمية الحالية 2025 السائد ، والمشترك ، والموروث يعتبر أن الفرد يوجد في أحد الحالين فقط : في الحياة أو في الموت ، أو خلال الحياة أو بعد الموت . هذا الموقف مضلل ، بالإضافة لكونه خطأ جسيما ، وهو مشترك بين جميع اللغات والثقافات للأسف . الحل بسيط ، ومباشر : يكفي الانتقال إلى التصنيف الثلاثي : 1 _ مرحلة قبل الولادة . 2 _ مرحلة بين الولادة والموت . 3 _ مرحلة ما بعد الموت . .... للتذكير ، الفضل في هذه الفكرة يرجع إلى تودوروف ، في كتاب مترجم للعربية بعنوان حياتنا المشتركة كما أتذكر . في الكتاب فكرة جديدة ، وهي التمييز بين الانسان والفرد ، وبين أصل الانسان وأصل الفرد . مرحلة قبل الولادة شديدة الأهمية ، وتكشف عن عدد من الأفكار ، والخبرات ، الجديدة والمدهشة . وأدعو القارئ _ة لتأمل الوضع الذاتي ، وكيف أن الحاضر يتضمن الماضي بالفعل ، وليس بالقوة والأثر فقط . ( ناقشت الفكرة في نصوص سابقة ، منشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهم _ن الموضوع ) .... مثال 2 ثنائية المكان والزمن هنا تتكشف مشكلة الثقافة العالمية المزمنة ، والمعلقة منذ قرون ، هذه الثنائية خطأ ، ومضللة . ولا بد من الانتقال إلى المنطق التعددي ( الثلاثي في الحد الأدنى ) ، لتتكشف أبعاد الواقع الثلاثة : المكان والزمن والحياة . الحياة ممثلة بالفرد ، بعد أساسي في الواقع ، لا يقل أهمية عن المكان أو الزمن . للتذكير يوجد نقص حاد ، وخطير في الثقافة العربية وربما في غيرها أيضا ، في مجال الحركة الموضوعية للحياة . ( تعتبر حركة الحياة واحدة ، وتقتصر على الحركة الذاتية أو الفردية العشوائية بطبيعتها . بينما الحركة الموضوعية للحياة هي الأهم ، وتتضمن الحركة الذاتية بينما العكس غير صحيح ) الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر من الماضي إلى المستقبل ، ومن الصفر بلحظة الولادة إلى العمر الكامل بلحظة الموت . وهي _ الحركة الموضوعية للحياة _ مشتركة ومطلقة وثابتة ، ولا تختلف بين فرد وآخر . تقابل الحركة الموضوعية للحياة ، وتعاكسها دوما ، الحركة التعاقبية للزمن وتتمثل بتناقص بقية العمر من المستقبل إلى الماضي ، ومن بقية العمر الكاملة بلحظة الولادة إلى بقية العمر التي تناقصت للصفر بلحظة الموت . ( أيضا ناقشت هذه الفكرة سابقا ، لمن يهمهم _ن الموضوع ) .... مثال 3 ثنائية اللذة _ الألم ، أو السعادة _ الشقاء ، أو الفائدة _ الأذى لها أهمية خاصة في علم النفس ، وفي الحياة اليومية والعادية . بعد الانتقال إلى التصنيف ، المنطق ، الثلاثي : اللذة والفائدة والسعادة ، مقابل ، الألم والضرر والشقاء ، تتكشف الصورة الكبرى لعلاقة السعادة _ الشقاء . العلاقة بين اللذة والفائدة أقرب للتناقض ، من التشابه . أيضا العلاقة بين اللذة والسعادة ، اقرب للتناقض . الفائدة والمصلحة أو الضرر والأذى ، تتكشفان بدلالة التكلفة _ بشكل نسبي طبعا _ والموضوع شيق وشاق ... آمل أن يتاح لي الوقت ، والفرصة لتكملته . .... ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحاضر ثانيا بعد الماضي وبعد المستقبل أيضا _ فكرة جديدة للمن
...
-
قلة العقل مشلكتنا المشتركة في سوريا وجوارها ....
-
العلاقة بين الماضي والمستقبل أو العكس بين المستقبل ةالماضي .
...
-
مشكلة المنطق _ التعميم والاستثناء ...
-
هل يمكن التمييز بيم الماضي والمستقبل بشكل دقيق وموضوعي ، ومن
...
-
طبيعة الزمن وحركته _ بعض الأفكار الجديدة للمناقشة والحوار ال
...
-
سؤال للمستقبل ، والذكاء الاصطناعي ، والأجيال القادمة
-
التمييز بين الماضي والمستقبل بشكل دقيق وموضوعي ....
-
طبيعة الزمن وحركته _ ج 3 ...
-
سهم الزمن وسهم الحياة ...حوار مفتوح
-
أفكار جديدة _ لكن غير مكتملة ...
-
مناقشة لبعض الأفكار الجديدة ....تكملة
-
هل يتحول المستقبل إلى الماضي ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟
-
محاولة تشكيل تأويل جديد لظاهرة التراكب في فيزياء الكم
-
تأويل جديد ...لبعض ظواهر فيزياء الكم ؟!
-
منذر مصري ...مقيم ما أقامت ميسلون
-
الماضي الجديد ...تكملة ، مناقشة جديدة ومفتوحة
-
مفارقة اينشتاين .... وربما مغالطة اينشتاين ؟!
-
أساطير يومية ....
-
هل يمكن أن يطير الانسان ؟
المزيد.....
-
-مقامرات واتجار بالمخدرات-.. أفكار جديدة للقضاء على مصارعة ا
...
-
عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في نتيفوت
...
-
رئيس مجلس أركان: لاجئو الروهينغا محرومون من التعليم ويعيشون
...
-
بجانب زوجة ماكرون.. فيديو رد فعل الأمير السعودي تركي الفيصل
...
-
ترامب يشعل قلقا بعد تدوينة -شيكاغو ستعرف سبب تسمية وزارة الح
...
-
الأزهر يحذر ويدعو الآباء لـ-تحصين- أبنائهم من لعبة إلكترونية
...
-
12 صورة من بين الأبرز خلال عام 2025
-
هجوم روسي على كييف يتسبب بقتلى وانقطاع الكهرباء
-
الاحتلال يقتحم رام الله ونابلس ومستوطنون يضرمون النار بمساحا
...
-
زلزال الحوز.. كارثة طبيعية تضرر منها نحو 2.8 مليون مغربي
المزيد.....
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول
...
/ منذر خدام
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
/ مضر خليل عمر
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|