علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
(Alaa Kaid Hassab)
الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 20:05
المحور:
الادب والفن
اليوم ألقاها، لذا يجب أن أهيئ نفسي للموعد الأول، وأن أكون بكامل وعيّي. سأترك القنينة جانبًا، ولو لبعض الوقت.
سأقرأ بهذه المناسبة أشعارًا، علها تبقى عالقة في ذهني إلى أن ألقاها وأفاخر بها أمامها. ستقول: "هذا الذي أجلس معه ليس كالآخرين"، وستبتسم.
لم يتبق سوى نصف ساعة وألقاها عند آخر الشارع. تدنو مني حرارة الانتظار مع كل دقة لعقارب الساعة المعلقة على الحائط. أغوص مع دقاتها حتى أجدني في عالم بطيء، يتجلى الجمال فيه بتباطئه.
أصحو من هذا التيه الذي لن يغير حقيقة أن لي موعدًا غراميًا. أتوجه إلى المرآة، وأنفخ جسدي كديك نزار قباني، وأرسم على شفتي ابتسامة ماكرة، كأني أجد في نفسي الكمال لأول مرة.
أحدق في الخلفية المنعكسة على المرآة، أرى قنينتي هناك، قرب الكنبة التي وضعت عليها ديوانًا لشاعر غزل. أشيح بناظري عنها، وأقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أعاود تعظيم نفسي في المرآة، لكن صورة القنينة تتجلى بوضوح. أناشد نفسي الصبر؛ تصبر، تصبر، ثم تثور.
أدع المرآة جانبًا، وأحمل القنينة. أحتسي كأسين متتاليين، يقشعر جسدي وتحمر عيناي، وأنسى كلام الشعر. أعاود الكرة إلى أن تنتهي القنينة، ولم يتبق للموعد سوى دقيقة واحدة، وأنا سكران لا أدري ماذا أقول. وإن قابلتها، ستقول: "هذا أسوأ شخص قابلته في حياتي". تتخللني الهلوسات، وتسافر التساؤلات في عقلي الثمل.
انتهت الدقيقة، أقف لأذهب للموعد الأول، فلا تحملني قدماي. أسقط في مكاني، وأغط في نوم عميق.
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
Alaa_Kaid_Hassab#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟