أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي عبدالقادر ريكاني - إقليم كردستان على مفترق التحالفات: قراءة في احداث السليمانية














المزيد.....

إقليم كردستان على مفترق التحالفات: قراءة في احداث السليمانية


سامي عبدالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما جرى ويجري في السليمانية لا يمكن اعتباره مجرد خلاف داخلي بين قيادات حزبية، كما يروج لها بعض الأطراف، بل في نظرنا هو انعكاس لصراع إقليمي دولي معقّد، يتشابك فيه النفوذ الإيراني والتركي مع الحسابات الكردية الداخلية، ويوازيه تداخل دولي يسعى إلى إعادة صياغة التحالفات الكردية استعدادًا لمرحلة سياسية حساسة في العراق والمنطقة.

بداية التحولات في المشهد الجديد

تصفية قيادات أحزاب المعارضة في السليمانية تدخل ضمن إعادة ترتيب التموضعات الجديدة في المنطقة وفق الرؤية الإيرانية بالدرجة الأولى تحضيرا للقادم من الأيام وتاتي هذه التصفيات بعد تطورات متسلسلة تعود الى مرحلة ضعف الحزب الطالباني بعد تدهور صحة زعيم الحزب جلال طالباني.
حينها حاول بعض القيادات من هذا الحزب التقرب الى الحزب الديمقراطي لتعزيز موقفها عبر مشاركتها في توحيد الموقف الكوردي في كركوك ومحاولة اثبات هويتها الكردية من خلال ضمها الى إقليم كوردستان، هذا التوجه اثار حفيظة ايران، وعائلة الطالباني، التي اعتبرته خطوة تصب في صالح تركيا، كما جاء الاعتراض من جهات غربية أيضا.
بالنتيجة أدت هذه التطورات الى دخول النفوذ الإيراني- العراقي الى كركوك عبر عائلة طالباني وامام صمت دولي، وكان على راس منفذي هذا البرنامج لاهور شيخ جنكي الذي في وقتها برر تسليم كركوك الى بغداد بانها كانت خطوة لافشال انقلاب داخلي على عائلة الطالباني من قبل بعض قيادات هذا الحزب، والذي اتهمتهم بالتواطوء مع الجانب التركي.

صعود بافل طالباني

ايران، في تلك المرحلة ولقناعتها بقلة خبرة ابني الطالباني بافل وقوباد، منحت لاهور دورا محوريا لشد عضد بافل حتى جاءت ساعة الصفر لتصفية القيادات الحزبية المشكوك بولائهم للعائلة وبرز دور بافل في هذه التصفيات، ولكن مع الخيار الإيراني بدعم بافل طالباني الا انها سواء خوفا من تدهور أوضاع السليمانية بسبب عدم الثقة الكاملة ببافل وقدرته في الحفاظ على ولاء السليمانية لإيران، او خوفا من ان ينجر عبر المفاوضات الى جهة الحزب الديمقراطي، أبقت ايران على لاهور وقواته كضمان في مواجهة أي انحراف لبافل عن مسار ايران.
وبعد ان اظهر بافل في المراحل اللاحقة وحتى الآونة الأخيرة ولاءا واضحا لإيران باظهاره علنا الخوض في مواجهة مع النفوذ الديمقراطي واثبات ولائه لجماعة ايران عبر بغداد وتواصله مع قيادات الحشد وفوزه بالانتخابات البرلمانية الكوردية من جهة. وبسبب ما اثاره تحركات لاهور من مخاوف ايران من جهة ثانية، بسبب علاقاته مع بريطانيا، التي اسفرت عن دخول شركاتها النفطية الى كركوك ومن ثم تمددت في الآونة الأخيرة لتشمل صفقات مع بغداد عبر حكومة السوداني ، والذي تبعها عقد صفقات مع الشركات الامريكية أيضا ، حتى وصل الامر في الاونة الاخيرة ان اتهمته ايران بتواصله مع امريكا واسرائيل.

معادلة الولاء والتحولات الإقليمية

اضافة الى ماتقدم ووفق الحسابات الإقليمية رات ايران في ظل تعقد الملف الكوردي وتشابكه مع الساحة السورية والعراقية ان هذا الملف أخذت ابعادا اكبر ضمن الاستقطابات الإقليمية والدولية بعد سقوط دمشق الموقع الاستراتيجي الأهم لنفوذ ايران في ايدي الجماعات التابعة لتركيا والخليج، والذي تزامن معها دخول حزب العمال الكردستاني في مفاوضات مع تركيا وفقدان إيران أحد أبرز أوراقها الكردية من جهة اخرى.
كل هذا احدث تهديدا مباشرا لإيران ونفوذها في المنطقة، ومنها المناطق الكوردية. وكان لا بد من التحرك لإنقاذ ما تبقى من حلفاء لها في الساحة وعلى راسهم حزب الاتحاد بقيادة نجلي الطالباني بافل وقوباد، ولتقوية موقفهم كان على ايران والاتحاد ازالة اهم تهديدين داخليين الاول لاهور شيخ جنكي وقواته العسكرية وحزب الجيل الجديد ومايحظي به من شعبية كبيرة في هذه المنطقة، وذلك لتامين قوة كوردية مهيمنة وموالية، تمنع تمدد أي نفوذ خارجي نحو السليمانية وكركوك.
اما المخاوف من جانب عائلة جلال الطالباني فلاهور تهديد حقيقي لابناء مام جلال كما وجوده كمعارض تضعفه امام حزب الديمقراطي في المفاوضات حول تشكيل الحكومة بينهما، خاصة أن الاتحاد الوطني لا يملك مقاعد برلمانية أو نفوذًا إداريًا يعادل ما يمتلكه الديمقراطي الذي يسيطر على أربيل ودهوك. في حين ان حزب الاتحاد بوجود لاهور معناه انه لايسيطر حتى على محافظة كوردية واحدة .
اما من جانب الحزب الديمقراطي، فهو بحاجة الى تشكيل الحكومة التي تحمله الأطراف مسؤولية تأخير تشكيلها لحد الان والعائق الرئيسي حسب رؤيتنا ان الديمقراطي لايرى من الصواب تشكيل حكومة مع شريك لا يملك السيطرة على منطقته وفي نفس الوقت يكون مهددا من قوى أخرى تملك احدهما القوة العسكرية والثانية التاييد الشعبي، كما ان علاقات الديمقراطي مع لاهور الذي يملك الجنسية البريطانية غير جيدة وذلك لدوره في احداث كركوك، ودخول الشركات النفطية البريطانية اليها عبر بغداد وبدون توافق مع أربيل.

بالنتيجة النهائية

ان ايران سمحت بتصفية لاهور وقبله شاسوار رئيس حزب الجيل الجديد لتقوية موقع بافل الطالباني كحليف موثوق كما ان هذا التحضير تمهيد لتقارب اكبر بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي والاتحاد، في مفاوضات تشكيل الحكومة الكوردية والتحضير للانتخابات العامة على مستوى العراق. فنجاح هذا التفاهم مشروط بتوزيع المناصب والمقاعد وفق معادلة المناصفة، وإقصاء المعارضة من المشهد، وهو ما يبدو أنه يمثل الخطوة العملية الأولى نحو رسم ملامح المرحلة القادمة في إقليم كردستان والعراق، كما نرى بان تهدأة الأوضاع وفق الصورة الحالية مقبولة لدى الأطراف الإقليمية وحتى الدولية أيضا.



#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع القضية الكوردية في الحراك الأمريكي بقيادة ترامب
- ما الذي يحدث في حلب السورية؟ وماهي انعكاساتها على المسالة ال ...
- تحليل الوضع الراهن: إيران وإسرائيل والشرق الأوسط
- الانتخابات الكوردية والمصير: العلاقة الجدلية
- الديناميكيات الجيوسياسية في الشرق الأوسط: تحليل للصراع الثلا ...
- --- ( لعبة الربح والخسارة في المعادلة السياسية العراقية )
- انعكاس نتائج القمتين جدة وطهران على الوضع في كل من سوريا وال ...
- القضية الكوردية (ازمة الدين والسياسة)
- العقلية السياسية التراثية وسيطرتها على العقل السياسي الشرقي ...
- -هل سيتكرر السيناريو الافغاني في العراق؟-
- هل ستصبح افغانستان بؤره للارهاب ولماذا؟
- سوريا والعراق بعد قمم بايدن الاخيرة (الجزء الثاني)
- سوريا والعراق بعد قمم بايدن الاخيرة(الجزء الاول)
- من يحكم العراق اليوم؟، وهل بالامكان تغيير الاوضاع في عهد جو ...
- السياسة العامة الحكومية في اقليم كوردستان العراق(ادارة الازم ...
- السياسة العامة الحكومية في العراق -ادارة الدولة-
- اللعبة لم تنتهي بعد( الانتخابات الامريكية)
- التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والزيف
- التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والواقع
- ماذا ينتظر الكورد بعد اتفاق قسد وامريكا


المزيد.....




- كأنها موجة بيضاء تخرج من البحر..شاهد السُحب -تغمر- قمة جبل ف ...
- متحدث باسم المفوضية الأوروبية: طائرة فون دير لاين تعرضت لتشو ...
- زيارة عمرو دياب لرئيس الحكومة اللبنانية تثير التعليقات بسبب ...
- الحوثيون يشيّعون الرهوي ووزراء آخرين في الحكومة بعد مقتلهم ف ...
- أزمة دبلوماسية .. لندن تغلق سفارتها في القاهرة مؤقتا
- إسرائيل تؤكد مقتل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح ...
- أكثر من 800 قتيل وآلاف المصابين في زلزال ضرب شرق أفغانستان
- الكوابح البروتينية مفتاح لحل معضلة التصلب المتعدد
- مريم المعتمد عالمة فلك مغربية أشرفت على اكتشاف -قمر صغير-
- فيديو.. مبادرات فردية وأهلية لإحياء حدائق وشوارع خرّبها الاح ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي عبدالقادر ريكاني - إقليم كردستان على مفترق التحالفات: قراءة في احداث السليمانية