أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي عبدالقادر ريكاني - التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والواقع














المزيد.....

التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والواقع


سامي عبدالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 6677 - 2020 / 9 / 15 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يدر الدعايات المضادة لاسرائيل بالفائدة على اي شعب من الشعوب الاسلامية وحتى الفلسطينية منها بقدر ما فادت الدكتاتوريات التي نصبت نفسها على رؤسهم وسلبت حرياتهم وكرامتهم وسرقت مواردهم وقوت عيالهم تحت يافطة هذه الشعارات.
كما لم يساعد هذا الشعار اي من الشعوب الاسلامية على توحيد صفوفهم والحافظ على تنوعهم الديني والمذهي والعرقي القومي بقدر ما افادت وسلعدت قياداتهم وزعاماتهم الطائفية والعنصرية والمذهبية والقومية على تمزيق هذه المجتمعات وتشتيتها واضعافها توظيفا لمصالحهم الفئوة تحت هذا الشعار المزعوم.
كما لم يساعد اي شعار او استراتيجية القيادات الاسرائيلية وشعبها على بقائهم واستمرارية تجربتهم في بناء دولتهم بقدر مافادتهم على ذلك رفع الشعوب الاسلامية وقياداتهم لهذا الشعار المزعوم.
فعلى اثر رفع القيادات الاسلامية لهذا الشعار وحدت اسرائيل صفوفها وطورت مجتمعاتها وحصلت على كل ما تريد من المجتمع الدولي من مساعدات وتكنلوجيا متطورة وصولا الى تسليحها بالسلاح النووي بذريعة حمايتهم، وذلك لرفع هذا الشعار من قبل القيادات الاسلامية .
بل ان اسرائيل حصلت على نتائج اكثر اهمية وبعكس ماكانت تتصورها، فبدل تخوفها من استعمال هذا الشعار من قبل القيادات الاسلامية لتأليب الشارع الاسلامي ضدهم ودفعهم لتوحد صفوف دولهم في مواجهة دولة اسرائيل ، فانها بالعكس من ذلك هي فرحة اليوم بما اتت عليهم نتائج هذا الشعار، حين اجبرت هذه الدول للهرولة للتطبيع معها لتحمي نفسها من خطرسة وانتهازية وطمع وجشع وعدوانية بعض القيادات في الدول الاسلامية من استعمالهم لهذا الشعار من اجل احتلال دول واراضي بعضهم البعض وسعيهم لارضاخ سيادتهم ومستقبل شعوبهم وسلب مواردهم لصالح اطماعهم القومية الامبراطورة التوسعية باسم الاسلام.
فان كانت البارحة الامارات هي اول الهاربين للاحتماء باسرائيل عبر التطبيع العلني معها واليوم البحرين وقوافل اخرى في الطريق تريد ان تصل غدا الى تل ابيب لتحمي نفسها من الاخوة والوحدة الاسلامية المزعومة.
الا اننا يجب ان لاننسى بان هذا التطبيع كان موجودا ومنذ امد طويل وبان هذا الشعار ومنذ البداية ماكان سوى بدعة اسلاموية روج لها قيادات شعوبها لمصالحهم الشخصية، وماكان الهدف منها ابدا هي اسرائيل بقدر ماكانت تبريرا لبقائهم على سدة الحكم وملاحقة معارضيهم ووسيلة لكبت حريات شعوبهم ومنعهم من التحرر، وكذلك لتوظيفها للوصول الى اطماعهم التوسعية على حساب بعضهم البعض.
فمنذ البداية (ظهور فكرة دولة اسرائيل) كانت بوادر التطبيع معها تلوح بالافق، ورسخ ذلك على المستوى الاقتصادي ومن ثم الامني بين اكبر واهم الدول الاسلامية واسرائيل ناهيك ماسبق التطبيع اليوم من اتفاقات السلام العلنية السابقة بين اسرائيل و مصر ومن ثم بينها وبين اردن وان كانت باسم السلام الا انها كانت تطبيعا مموها في حقيقة الامر وهناك الكثير وماخفي اعظم، الا ان الاختلاف بين التطبيع اليوم والبارحة هي في كون الاولى كانت غير معلنة وغير رسمية ومع هذا كان اقتصاديا وامنيا ، اما اليوم فاصبحت معلنة ورسمية وسياسية، فما الذي اختلف، من الصورة، وايهما هو الاخطر والاكثر مخالفة مع هذا الشعار المزعوم، التطبيع والتعاون الاقتصادي والامني السري، ام التطبيع العلني؟.
وهنا نتسائل الم يحن الوقت لان نتحرر من هذه الاوهام وبدل رفع الشعارات الزائفة والمدمرة لمجتمعاتنا، ان نلجا الى ترسيخ دولة المواطنة وبناء الانسان الحر الكريم ونتسلح بالتكنلوجيا المتطورة وبناء دولة القانون والمؤسسات نحمي في داخله السمفونية المتنوعة دينيا وعرقيا وقوميا بحيث تكون مصدر قوة للتماسك والوحدة بدل ان تكون وسيلة للتمزق والفرقة وادات بيد دكتاتوريات تريد توظيفها من اجل اطماعهم الشخصية او الفئوية اوالقومية اوالطائفية.
بالنتيجة القيادات الدكتاتورية ستكون اكثر الخاسرين من النهاية التراجيدية لهذا الشعار المزعوم ، وشعوبها ستكون اكثر تحررا من الاغلال الذي وضعها عليهم حكامهم باسم هذا الشعار الذي كان يعيق انطلاقتهم نحو التحرر من العبودية.



#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ينتظر الكورد بعد اتفاق قسد وامريكا
- الكورد والاسلام والدولة
- سيبقى اقليم كوردستان رغم كل الازمات
- فلسفة (الوجود والعدم)
- القمة الثلاثية بين (روحاني، اردوغان، بوتين) ومستقبل المنطقة
- الازمة السياسية في الاقليم الكوردي
- وباء كورونا وخيارات التصدي. الجزء (3)
- وباء كورونا وخيارات التصدي. الجزء (2)
- وباء كورونا وخيارات التصدي الجزء(1)
- وباء كورونا وخيارات التصدي: الجزء(1)
- ماركس عدو الراسمالية(نظرة اقتصادية ورؤية واقعية و(انصافا للح ...
- اللصوصية السياسية والهروب الى الرفاهية
- وهم العقل
- فهم الصراع الامريكي الايراني بين مفهومين( الكلاسيكي والمعاصر ...
- لديمقراطية واشكالية الدولة (العراق نموذجا)1-3
- امريكا واستراتيجية -حافة الهاوية-
- زيارة روحاني للعراق، الابعاد والتداعيات.(قراءة جيواقتصادية)
- الانسحاب الامريكي من سوريا الاسباب والتداعيات (دراسة تحليلية ...
- صراع البارتي واليكتي على منصب رئيس العراق(العقدة والحل).
- الكورد وخيارات الانضمام الى الحكومة العراقية المقبلة


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي عبدالقادر ريكاني - التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والواقع