أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبدالقادر ريكاني - واقع القضية الكوردية في الحراك الأمريكي بقيادة ترامب














المزيد.....

واقع القضية الكوردية في الحراك الأمريكي بقيادة ترامب


سامي عبدالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 00:47
المحور: القضية الكردية
    


ضمن التحرك الأمريكي لمواجهة الصعود الصيني وحماية مصالحها العالمية، تبنّى دونالد ترامب استراتيجية جديدة تعيد صياغة دور الولايات المتحدة على الساحة الدولية، في محاولة لاستعادة هيبتها التي تراجعت داخليًا وخارجيًا، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والقيادي.

في هذا الإطار، اعتمد ترامب ما يُعرف بسياسة القوة الذكية، وهي مزيج محسوب من القوة الصلبة (العسكرية والعقوبات) والناعمة (الدبلوماسية والصفقات)، لكنه وظّفها بطريقة انتقائية وعدوانية، تختلف عن النماذج السابقة او الكلاسيكية: فلم يكن مرنًا مثل أوباما، ولم يكن عسكريًا صرفًا مثل بوش، بل استخدم التهديد أولًا، ثم فتح باب الصفقة لاحقًا.

وفي تطبيقاته لهذه السياسة في الشرق الأوسط كانت كالتالي:
• مع دول الخليج: خطاب صارم، صفقات اقتصادية ضخمة، وضمانات أمنية، أي دمج بين الترغيب والترهيب
• مع تركيا: عقوبات محددة، تهديدات عسكرية ضمنية، توافقات حول القضية الكوردية، ثم تفاهمات أمنية واقتصادية
• مع إيران: اغتيال قاسم سليماني كأداة صلبة، مراسلات تفاوض كأداة ناعمة، وتهديد بعمل عسكري واسع، مع إبقاء باب الاتفاق المشروط مفتوحًا
• ومع سوريا وبتعاون عربي تركي امريكي إسرائيلي أتوا باحمد الشرع وبشروط أمريكية
حتى الآن، نجح هذا النهج في تقريب العرب والأتراك من المشروع الأمريكي بعد تأمين مصالح اقتصادية وترتيبات أمنية تمنع تغلغل الصين في المنطقة. وقد برز ذلك في لقاءات ترامب الأخيرة بالسعودية مع محمد بن سلمان، وأردوغان الذي شارك عبر الاتصال، وأحمد الشرع.
أما إيران، فالمؤشرات تفيد بأنها ستنتهي إلى نفس المسار، إذ لا خيار أمامها سوى القبول بمطالب ترامب إذا أرادت البقاء في المعادلة.
وفي سوريا، اليوم اعلن ترامب برفع العقوبات عن سوريا بعد ان الزمه بشروط انجز بعضها وطلب منه انجاز الباقي
في قلب هذا المشهد، برزت القضية الكردية كجزء محوري من استراتيجية ترامب.
لكن مقاربة واشنطن للكورد كانت مختلفة، فلم ترَ فيهم تهديدًا ولا خصمًا، بل حليفًا فاعلًا يمكن الاعتماد عليه، خاصة أنهم مستهدفون من عدة أطراف (تركيا، إيران، سوريا، العراق)، ولا يملكون أدوات دولة أو دعمًا دوليًا مماثلًا لخصوم أمريكا، ومع ذلك، اكتسب الكرد أهمية متزايدة لعدة أسباب:
• يتقاطعون في مصالحهم مع واشنطن، ما يجعلهم حلفاء موثوقين
• يشكّلون عنصر توازن في مواجهة خصوم أمريكا بالمنطقة
• لهم حضور عسكري فعّال على الأرض، أثبتوه في الحرب ضد داعش

ترامب أدرك هذه القيمة، وتعامل معهم كقوة وظيفية ضرورية لإنجاح مشروعه دون أن يخلق عداء مباشر مع تركيا أو إيران. فاعتمد عليهم في:
• تثبيت الاتفاقات الإقليمية دون إشعار الحلفاء بالتخلي عنهم
• ضمان استقرار المناطق المتوترة دون تدخل عسكري أمريكي مباشر
• الحفاظ على نفوذ واشنطن دون خلق نزاعات حدودية

في المقابل، فهم الكرد اللعبة جيدًا.
فمن منطلق حاجة الكورد إلى حماية واعتراف سياسي، الا انهم يدركون أن مطلب الدولة المستقلة شبه مستحيل في الظروف الحالية، وقد يؤدي إلى عزلهم أو استعداء قوى إقليمية كبرى.
لذلك، قبلوا بالصيغة الأمريكية التي تمحورت في عهد ترامب حول:
• دعم فدرالية كردية في سوريا على غرار النموذج العراقي
• تحويل الحراك الكردي في تركيا من مسلح إلى سياسي، مع دفع باتجاه اعتراف دستوري بحقوقهم
• انتظار لحظة تفاوض مع إيران تفتح بابًا أمام نوع من الاعتراف بالحقوق الكردية

وبالنتيجة: السياسة الامريكية مع الكورد يتمحور حول: استخدامهم كعامل استقرار دون خسارة العلاقات مع أنقرة أو طهران أو بغداد او سوريا، وفي الوقت نفسه ضمان مصالح الكرد عبر دعم سياسي تدريجي يُبقيهم ضمن المعسكر الأمريكي.
لكن هذا التوازن هش، فهو مرهون ببقاء ترامب أو من يسير على نهجه في البيت الأبيض، وبمدى قدرة الكرد على تحويل هذا الدور الوظيفي إلى مكسب سياسي دائم.
والسؤال هنا: هل سينجح الكورد في ترسيخ موقعهم كحليف استراتيجي دائم؟ أم أن التحوّلات في واشنطن ستعيدهم إلى مربع التهميش والتفاوض من نقطة الصفر؟



#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يحدث في حلب السورية؟ وماهي انعكاساتها على المسالة ال ...
- تحليل الوضع الراهن: إيران وإسرائيل والشرق الأوسط
- الانتخابات الكوردية والمصير: العلاقة الجدلية
- الديناميكيات الجيوسياسية في الشرق الأوسط: تحليل للصراع الثلا ...
- --- ( لعبة الربح والخسارة في المعادلة السياسية العراقية )
- انعكاس نتائج القمتين جدة وطهران على الوضع في كل من سوريا وال ...
- القضية الكوردية (ازمة الدين والسياسة)
- العقلية السياسية التراثية وسيطرتها على العقل السياسي الشرقي ...
- -هل سيتكرر السيناريو الافغاني في العراق؟-
- هل ستصبح افغانستان بؤره للارهاب ولماذا؟
- سوريا والعراق بعد قمم بايدن الاخيرة (الجزء الثاني)
- سوريا والعراق بعد قمم بايدن الاخيرة(الجزء الاول)
- من يحكم العراق اليوم؟، وهل بالامكان تغيير الاوضاع في عهد جو ...
- السياسة العامة الحكومية في اقليم كوردستان العراق(ادارة الازم ...
- السياسة العامة الحكومية في العراق -ادارة الدولة-
- اللعبة لم تنتهي بعد( الانتخابات الامريكية)
- التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والزيف
- التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والواقع
- ماذا ينتظر الكورد بعد اتفاق قسد وامريكا
- الكورد والاسلام والدولة


المزيد.....




- وزارة العدل الأمريكية اعتقال عالمة روسية بتهمة -تهريب أجنة ا ...
- يونيسف: قصف مدفعي يحرم ألف مريض المياه في مدينة الفاشر السود ...
- العفو الدولية: وجود أوغندا العسكري بجنوب السودان ينتهك الحظر ...
- هل تمارس الشرطة الفرنسية عنفا ممنهجا ضد الأقليات؟
- تقييد توظيف المهاجرين في بريطانيا يهدد النظام الصحي والاجتما ...
- الأمم المتحدة: غوتيريش لن يسافر إلى إسطنبول للمشاركة في مفاو ...
- لا يزال مروعا ويثير القلق.. ماذا قالت الأمم المتحدة عن الوضع ...
- ملف حقوق الإنسان في السعودية يعود إلى الواجهة مع زيارة ترامب ...
- إمعانًا في جريمة الإبادة الجماعية: الاحتلال الإسرائيلي يشن أ ...
- تبادل الزوجات في العراق .. اعتقال 27 زوجًا وزوجة في محافظة ا ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبدالقادر ريكاني - واقع القضية الكوردية في الحراك الأمريكي بقيادة ترامب