حسين غسان الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 13:52
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
1- الأمر ببناء السفينة
في ملحمة كلكامش:
الإله "ايا" يأمر (أوتو-نبشتم) ببناء فلكِ ( سفينة ) عظيم:
ابن لك فلكًا
وليكن عرض السفينة مساوياً لطولها.
في سفر التكوين (تك 14-15 :6):
يأمر الله نوحًا ببناء فلكٍ قائلاً:
«اصنع لك فلكًا من خشب جُفر. تجعل الفلك مساكن. وتطليه من داخل ومن خارج بالقار. وهكذا تصنعه: ثلاث مئة ذراع طوله وخمسون ذراعًا عرضه وثلاثون ذراعًا ارتفاعه».
2- أبعاد السفينة
السفينة في الملحمة:
«كان سطح أرضها (إيكو) واحداً وعلو جدرانها مائة وعشرين ذراعاً».
يقول طه باقر : ال «ايكو» البابلي مساحة سطحية تعادل نحو 3600 متر مربع أي نحو ((ايكر)) واحد (يساوي الايكر نحو 4000 متر مربع أما الذراع البابلية فتساوي نحو نصف متر (أي بقدر الذراع العربية تقريبا)، وبما أن ارتفاعها 60م (120 ذراعاً) فيكون شكل سفينة «اوتو - نبشتم)» مكعباً منتظماً وسعتها نحو 216000 متر مكعب. وهذا يشابه أبعاد سفينة نوح كما وردت في سفر التكوين 6 : 15.
3- مَن يُحمل في السفينة
في الملحمة:
واحمل في السفينة بذرة كل ذي حياة
وفي مقطع آخر:
وحملتُ فيها كل ما كان عندي من المخلوقات الحية
أركبتُ في السفينة جميع أهلي وذوي قرباي
في سفر التكوين (تك 18-20 :6):
«تدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك. ومن كل حيٍّ من كل ذي جسد، اثنين من كل تُدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكّرًا وأنثى. من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها».
4- مادة العزل
في الملحمة:
سكبتُ ستة ((شارات)) من القار في الكورة
في سفر التكوين (تك 14 :6):
«تجعل الفلك مساكن. وتطليه من داخل ومن خارج بالقار».
إذن كلا النصين يشيران الى طلاء السفينة بالقار.
5- تخزين الطعام
في الملحمة: (ثم) نحرت البقر وطبختها للناس
ونحرت الأغنام كل يوم
وقدمت عصير الكرم والخمر الأحمر والابيض والسمن
إلى الصناع ليشربوها بكثرة كماء النهر
ليقيموا الأعياد كما في أيام رأس السنة
في سفر التكوين (تك 6: 21):
وأنت ( يا نوح ) فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك. فيكون لك ولها طعاما.
يتضح أن البابليين لم يهتموا بتجميع الطعام قبل إبحار السفينة، بل قام أوتو-نبشتم بنحر الذبائح وتقديم الشراب للناس وللصنّاع المشاركين في بناء السفينة، وذلك في سياقٍ طقسي احتفالي واستعراضي يسبق الطوفان. أما في النص التوراتي، فإننا لا نجد أي ذكرٍ للذبائح قبل الإبحار، بل على العكس: يشير النص إلى أمرٍ من الله بتجميع الطعام لكل من في الفلك (تك 6: 21).
6-المياه تغمر الجبال
في الملحمة: «ازدادت شدة في مهبها حتى غطّت الجبال».
. في سفر التكوين (تك 19-20 :7):
«وتعاظمت المياه كثيرًا جدًا على الأرض، فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء».
كِلا النصين يتفق بأن الطوفان غطّى حتى الجبال العالية.
7- فتح الكوّة بعد الطوفان
في الملحمة:
ولما حلّ اليوم السابع خفّت وطأة زوابع الطوفان
فتحت كوة طاقتي فسقط النور على وجهي.
. في سفر التكوين (تك 6 :8):
«وحدث بعد أربعين يومًا أن نوحًا فتح كوة الفلك التي عملها».
9- جبل الخلاص
في الملحمة: واستقر الفلك على جبل ( نصير ).
في سفر التكوين (تك 8:4 ) : وفي الشهر السابع، في اليوم السابع عشر من الشهر، استقرت السفينة على جبال أرارات.
يقول طه باقر : حيث الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح جبال (اراراط)، واراراط اسم ارمينية القديم (اورارطو)، وإذا صحت قراءة اسم الجبل في الملحمة (نصير) فلعل معناه (جبل الخلاص). وورد اسم جبل نصير في أخبار الملك الآشوري ( آشور ناصر بال) الثاني (859 - 883 ق.م)، وانه يقع بموجب هذه الاخبار إلى جنوبي وادي الزاب الصغير، وقد ذكر مصحوباً باسم (الكوتيين)، وقد عينه بعض الباحثين بجبل (بيره مگرون )، الجبل الشهير القريب من السليمانية، الذي يرتفع نحو 9 الاف قدم، ويبعد عن (شروباك) موطن (اوتو - نبشتم) بنحو 450 كم إلى الجهة الشمالية الشرقية، وكان يعرف إلى عهد قريب أيضاً باسم (بير عمر كودرون) ، وجاء اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح البابلي، بحسب رواية ( بيروسوس) (برعوشا، الكاتب البابلي القرن الثالث ق. م) باسم جبل ال«كورديين» أي جبل الاكراد، وفي المآثر العربية (القرآن الكريم) والمآئر السريانية كان الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح جبل الجودي.
9- اطلاق الطيور
في الملحمة :
ولما حل اليوم السابع وجبل نصير ممسك بالسفينة أخرجت حمامة وأطلقتها (تطير)
طارت الحمامة ولكنها عادت
رجعت لأنها لم تجد موضعاً تحط فيه واخرجت السنونو واطلقته
ذهب السنونو وعاد لأنه لم يجد موضعاً يحط فيه
ثم أخرجت غراباً وأطلقته
فذهب الغراب، ولما رأى المياه قد قرت وانحسرت
أكل وحام وحط ولم يعد.
في سفر التكوين 8:7 وصف حدث اطلاق الطيور في التوراة باسهاب، فبعد اربعين يوما من بدء الطوفان وعند ظهور قمم الجبال اطلق نوح غراباً، فظل هذا الطائر يحوم حتى انحسار الطوفان ولم يعد إلى السفينة، وبعد سبعة أيام أطلق نوح حمامة، وهذه لم تجد موضعاً تحط فيه فعادت (9-8:8)، وبعد سبعة أيام أخرى أطلق نوح حمامة أخرى فوجدت هذه طعاماً وبعض المواضع اليابسة ولكنها عادت حاملة معها غصن زيتون أخضر (11 - 10 :8). وبعد سبعة أيام أيضاً أطلق حمامة ثالثة (11 :8) لم ترجع إليه، فتأكد من انحسار المياه حتى من الاجزاء الواطئة من الأرض.
10- الخروج من الفلك وتقديم القرابين بعد النجاة.
في الملحمة :
وعند ذاك أخرجت كل ما في السفينة إلى الرياح الأربع
وقربت قربانا
نصبت سبعة وسبعة قدور للقرابين
وكدست أسفلها القصب وخشب الارز والآس
فتنسم الآلهة شذاها
أجل تشمم الآلهة عرفها الطيب.
في سفر التكوين (تك 8: 19-20):
«كل حيوان وكل دبيب وكل طائر، كل ما يدب على الأرض كأجناسها، خرجت من الفلك. فبنى نوح مذبحًا للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح. فشمّ الرب رائحة الرضا»
#حسين_غسان_الشمخي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟