أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة لجوهر السيادة الوطنية وطولكرم نموذجاً














المزيد.....

إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة لجوهر السيادة الوطنية وطولكرم نموذجاً


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 11:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي أبو حبله
قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلغاء إجراءات التسوية في مناطق (ج) ليس مجرد خطوة إدارية بل هو أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني اليوم لأنه يستهدف نزع الأساس القانوني للملكية الفلسطينية ويفتح الباب أمام السيطرة الاستيطانية المنظمة عبر أدوات قانونية شكلية يفرضها الاحتلال. الأرض هي جوهر السيادة وإلغاء التسوية يعني فعلياً شطب أي إمكانية للفلسطيني أن يُثبت ملكيته بعقود رسمية أو أن يستصدر سندات طابو ويتركه في مواجهة آلة استيطان تستند إلى محاكم الاحتلال وإلى ادعاءات باطلة بتحويل الأراضي إلى “أراضي دولة” أو محميات أو مناطق عسكرية مغلقة.
الأرقام تؤكد خطورة ما يجري. فحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (2017) تشكل مناطق (ج) نحو 59.6% من مساحة الضفة الغربية مقابل 17.7% لمناطق (أ) و18.4% لمناطق (ب). محافظة طولكرم وحدها تقع 41.3% من مساحتها ضمن مناطق (ج) بينما ترتفع النسبة في قلقيلية إلى 72.6% وسلفيت إلى 74.8% وأريحا والأغوار إلى 88.3% ورام الله والبيرة إلى 64.4% ونابلس إلى 43.4% والخليل إلى 46.6% والقدس إلى 70%. هذه النسب تعني أن السيطرة الفعلية على غالبية أراضي الضفة الغربية هي بيد الاحتلال وأن أي قرار بإلغاء التسوية يفتح الباب لمصادرة مئات آلاف الدونمات.
في محافظة طولكرم يظهر الخطر جلياً إذ إن نحو 24 تجمعاً سكانياً في المنطقة (ج) يضم أكثر من 17 ألف نسمة وفق تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. هذه التجمعات تشمل قرى وبلدات مثل نزلة عيسى ونزلة الشرقية وقفين ودير الغصون وبلعا وزيتا وفرعون وباقة الشرقية وهي كلها محاصرة بجدار الفصل العنصري أو مصنفة مناطق (ج). المزارعون في هذه المناطق لا يستطيعون استصلاح أراضيهم بحرية ولا بناء منازل جديدة ولا الحصول على تراخيص للبنية التحتية. كثير من أراضيهم معزولة خلف الجدار وتحتاج إلى تصاريح موسمية للوصول إليها وغالباً ما تُمنع تلك التصاريح أو تُقيّد. تقرير “أريج” أشار إلى أن الجدار يعزل نحو 705 كيلومترات مربعة أي حوالي 12.5% من مساحة الضفة الغربية ومعظم هذه الأراضي زراعية عالية الخصوبة.
إلغاء التسوية يجعل هذه الأراضي عرضة لإعادة التصنيف تحت بند “أراضي دولة” أو لمشاريع استيطانية قائمة ومخطط لها مثل مستوطنة “أفني حيفتس” التي تبتلع أراضي رامين وكفر اللبد وبلعا. تقارير “بتسيلم” و”أوتشا” توثق أن معظم مسار الجدار في طولكرم يرافقه نظام بوابات عسكرية صارم يتحكم بمصير الأراضي الزراعية ويمنع تطوير أي مشاريع فلسطينية في تلك المناطق.
هذه الحقائق تكشف أن القرار الإسرائيلي ليس إجراءً فنياً بل أداة ضم تدريجي لمناطق (ج) وضرب لأساس الدولة الفلسطينية المستقبلية. الأخطر من ذلك هو صمت أو تجاهل بعض الأصوات التي تدعي الوطنية بينما تنشغل بقضايا ثانوية وصراعات داخلية ومكاسب شخصية بعيدة كل البعد عن هموم الوطن والمواطن. الانشغال بالمناكفات والتعيينات والوظائف وغيرها من قضايا لا تلامس الخطر الذي يتهدد الأرض والوطن والهوية فيما يجري تجريف الأرض وتحويلها إلى “منافع عامة” أو “محميات طبيعية” هو تفريط صريح بالسيادة الوطنية.
القانون الدولي واضح فالمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر مصادرة الأراضي أو نقل سكان الدولة المحتلة إلى الأرض المحتلة. وقرار مجلس الأمن 2334 لسنة 2016 أكد عدم شرعية الاستيطان وكل ما ينتج عنه. وفتوى محكمة العدل الدولية عام 2004 بشأن الجدار شددت على أن إسرائيل ملزمة بإزالة العراقيل أمام حق الفلسطينيين في أراضيهم. إلغاء التسوية هو خرق لهذه المرجعيات ويُصنف كجريمة قانونية دولية تندرج في إطار سياسات التهجير والتطهير العرقي المقنّع بالقانون.
ونخلص الى القول أن قرار الاحتلال إلغاء التسوية في مناطق (ج) هو أخطر تهديد للسيادة الوطنية لأنه ينسف الحق الفلسطيني في الأرض والملكية ويجعل الفلسطيني أسير إثبات دائم أمام محاكم الاحتلال. طولكرم نموذج صارخ لما يحدث على الأرض حيث يُحاصر المواطن بين الجدار والمستوطنات ويُحرم من استغلال أرضه. المسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون هذا الملف في رأس الأولويات وأن تُحشد الجهود الرسمية والشعبية والحقوقية لتوثيق الملكيات ووقف مصادرة الأراضي وتدويل القضية. فالوطن يبدأ من الأرض ومن دون حماية الأرض لا دولة ولا سيادة ولا مستقبل.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة ...
- الغوغائية والتحريض الشعبوي : بين النظرية الكلاسيكية والخطاب ...
- نتنياهو و-إسرائيل الكبرى-: من خطاب النبوءة إلى مشروع التوسع… ...
- طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإس ...
- غزة تدخل المجاعة: مسؤولية المجتمع الدولي وواجب القانون
- خطاب النوايا الأوروبي: أزمة مالية متفاقمة ومصادرة القرار الس ...
- معاداة السامية بين التوظيف السياسي والمغالطات القانونية
- المجلس التأسيسي الفلسطيني والدستور المؤقت: من الشرعية الوطني ...
- تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطل ...
- ✦ أهمية إعداد وصياغة دستور دولة فلسطين المستقلة وعاصم ...
- الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى
- قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل ...
- -الحق يحتاج إلى قوة-: مشروع E1 وتصفية حل الدولتين
- تصاعد الضغوط الأوروبية على إسرائيل: احتجاجات داخلية ومطالبات ...
- تصريحات وزيرة الخارجية الفلسطينية بين ثوابت الموقف الوطني وو ...
- تعيين حاكم لقطاع غزة خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية: قرا ...
- غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية
- منظمة التحرير الفلسطينية: نحو إصلاح شامل وتجديد الشرعيات على ...
- إلى حكومة نتنياهو وائتلاف اليمين المتطرف: عودوا إلى التاريخ ...
- عن -النصر المطلق-: إسرائيل بين أزمة القيادة واستنزاف الواقع


المزيد.....




- فوضى ورياح شديدة.. شاهد ما حدث بمطار أمريكي جراء سحب غبار ضخ ...
- ماذا نعرف عن الجيش الوطني الموحد في السويداء؟
- برّاك يعلن أن لبنان سيقدم خطة لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلا ...
- بارّاك من بعبدا: لا نريد حربًا أهلية في لبنان ومقترح نزع سلا ...
- كلمات برّاك تهز الصحفيين في قصر بعبدا: -كونوا حضاريين ولا تت ...
- كنائس غزة ترفض الإجلاء رغم التحذيرات بشأن الهجوم الإسرائيلي ...
- دراسة تكشف العلاقة بين الشرى المزمن والضعف الجنسي
- مونتانا يستمتع بعطلته رفقة الشيخة مهرة آل مكتوم في مراكش
- إيران تستأنف مفاوضاتها النووية مع كل من فرنسا وبريطانيا وألم ...
- إسرائيل قتلت نحو 18 ألف طفل منذ بداية الحرب في غزة


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة لجوهر السيادة الوطنية وطولكرم نموذجاً