محمد فرحات
الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 18:28
المحور:
كتابات ساخرة
" مونولوج الكنتونات المتحدة تحت إدارة الأوقاف ومنبر الأزهر الثابت"
التمهيد:
منذ فترة ليست ببعيدة، اكتشف المواطن المصري أنّ وزارة الأوقاف لم تعد مسؤولة عن إدارة المساجد فقط، بل صارت مسؤولة عن إدارة المزاج العام.
يعني لو حضرتك داخل تنام بدري.. تلاقي الأوقاف صادرة قرار: "النوم بعد العشاء سُنة مؤكدة، لكن الاستيقاظ من غير إذن الوزارة بدعة".
ولو ناوي تتجوز.. لازم تسأل شيخ الأوقاف:
"هو الفرح ده يجوز يتعمل بنيوهوتيل ولا لازم في جامع معتمد؟"
ولما تروح تدفع فاتورة الكهربا.. الموظف يسألك:
"عايز تدفع كاش.. ولا تقرأ ورد جزء عم الأول؟"
وهكذا تحوّلت حياتنا كلها إلى ساحة تدين كاذب منافق،
الأكل له فتوى.
الشرب له منشور دوري.
حتى المزاج الشخصي له خطبة جمعة موحدة معتمدة!
والأطرف.. أن الوزارة عايزة تدير ما لا يُدار:
تحاول تنظّم الضحك بجدول، وتحدد عدد المرات المسموح بيها للشخص يقول "يا نهار أبيض"، وتصدر بيان عاجل بخصوص التثاؤب في المواصلات العامة.
هنا بالضبط.. تولّدت فكرة "الكنتونات":
بما إن كل طائفة، وكل مذهب، وكل مؤسسة عايزة تتحكم في تفاصيل الناس لدرجة تحديد متى تتنفس وكيف تتثاءب… يبقى الحل الوحيد: نقسم البلد لكانتونات.. كل واحد يعيش في كوكبه، ويرفع علمه، ويصدر قوانينه، ويعتبر نفسه "الفرقة الناجية".
ومن هنا يبدأ المونولوج:
🎭
(الممثل يطلع على المسرح، لابس جلابية نص كم، ماسك في إيده ميكروفون قديم، ويبص للجمهور بملامح مستغربة)
الممثل:
يا جماعة.. أنا مش فاهم!
هو كده خلاص؟ يعني لو مش تابع الأزهر.. أو مش مصلي في جامع الأوقاف أو سامع خطبة الجمعة الموحدة.. أو مش حافظ "فتوى الطلاق الشفوي" بالنص.. يبقى لازم أهاجر كنتون تاني؟
إحنا بقينا زي سويسرا.. بس بدل ما يبقى عندنا كنتون للشوكولاتة وكنتون للساعات.. لأ.. عندنا كنتون للفتاوى وكنتون للسلاسل وكنتون للزغاريد الشرعية.
يعني مثلاً.. كنتون السلفيين:
(يغيّر صوته بجدية)
"ممنوع الغُنا يا أختي.. إلا لو النغمة على مقام البياتي الشرعي"
وكل واحد لازم يحفظ دعاء قبل الغدا، وبعد الغدا، وفي نص الغدا عشان ما يتفاجئش.
ولو ركبّت ميكروباص في كنتون السلفيين… السواق ما يشغّلش أغاني، يشغّللك درس طويل بعنوان: "أحكام الاستنجاء في ضوء فقه المعاصرة"، والركاب لازم يردّدوا بعده بصوت واحد: "آميييين".
ولو واحد قال: "يا جدع شغّل عبد الحليم!"
السواق يقف بالعربية في نص الطريق ويقول:
"انزل يا كافر.. وروح ركب كنتون العاصين!"
أما التكنولوجيا بقى…
الفيسبوك عندهم اسمه "فقه بوك".
كل بوست لازم يبدأ بعبارة: "قال شيخ الإسلام ابن تيمية…" وينتهي بـ "اللهم سلّم سلّم".
ولو عملت لايك لأي صورة، ييجي لك إشعار:
"تنبيه! اللايك بدعة، يفضّل التسبيح بدلًا من ذلك."
أما اليوتيوب… ما فيهوش إلا قنوات دينية، وأي إعلان قبل الفيديو لازم يكون عن مسابقة أفضل لحية سنوية.
حتى الواتساب هناك مختلف… ما فيهوش "حالة" أو "Status"، لأ… فيه "ذكر اليوم"، ولو ما نزلتش دعاء قبل المغرب، المجموعة كلها تكفرك
نخش على كنتون الشيعة..
ده مصنع السلاسل أكبر من مصنع الحديد والصلب!
والمدارس هناك فيها مادة أساسية: "اللطم.. عملي ونظري"..
المدرس يقول للطلبة: "النهارده امتحان نص السنة.. اللي يلطم بصوت أعلى ياخد امتياز".
أما كنتون البهائيين..
فده الوحيد اللي الناس فيه مش فاهمة ليه اتعمل.. بس كله قاعد في جنينة بيزرع ورد، وبيسأل:
"هو حد فاهم حاجة؟"
نيجي بقى لـ كنتون الكومبوندات وطبقة المليارديرات…
ده مش كنتون عادي، ده "دولة داخل الدولة"، بس بأسوار عالية وكاميرات حرارية!
أول ما تدخل البوابة، يوقفك الأمن يقولك:
"حضرتك ساكن هنا؟ ولا بس جاي تشم ريحة الأوكسچين المكيّف؟"
في الكنتون ده… الهواء مفلتر، الشمس بتطلع بشيك مخصوص، والطيور اللي بتطير فوق الفيلات لازم تدفع "إيجار مرور جوي".
الأكل هناك مختلف:
الفطار… بيبدأ بكافيار نازل من طيارة خاصة.
الغدا… بيتعمل في مطبخ مساحته قد حارة شعبية كاملة.
العشا… غالبًا بيتلغى لأنهم لسه شبعانين من العشا اللي في باريس امبارح.
(الممثل يضحك ويغير نبرة صوته لمتأنق متعالي)
"آلو… أنا مش باكل ملوخية إلا لو الويتر قاري لي فاتورة الكهرباء بتاعة الناس الغلابة قبل ما يقدّمها!"
والأغرب… إن في الكنتون ده حتى الحيوانات عايشة أحسن من بني آدمين برّه:
الكلب هناك عنده جواز سفر، والبسّة معاها تأمين صحي شامل، والعصفور ليه عضوية جيم بخصم 50%!
أما المدارس… فده عالم تاني:
المدرس بيسأل الطفل في الحضانة:
"يا حبيبي، لما تكبر عايز تبقى إيه؟"
فيرد الطفل بكل براءة:
"عايز أبقى مساهم في البنك الدولي زي بابا."
المسافة بين الكنتون ده وباقي الشعب… زي المسافة بين الأرض والمريخ.
يعني لو واحد من برّه حب يتجوز من جوّه… لازم يجيب شهادة ميلاد من بنك، وكشف حساب يثبت إنه يقدر يشتري فيلا فيها حمام سباحة للقطط.
(الممثل يقف ساخرًا، يرفع صوته)
"يا جماعة… كنتون الكومبوندات ده الوحيد اللي ممكن يعلن استقلاله في أي لحظة… يطبع عملة اسمها الدولار الكنتوني، ويعمل نشيد قومي بيقول:
تحيا البوابة… يحيا الأمن… تحيا الفيزا البلاتينيوم!"
في كنتون الكومبوندات… حتى الأوقاف والأزهر ليهم "فرع فايف ستارز"!
يعني الجامع مش جوّه عمارة ولا حي شعبي… لأ، ده جامع زجاجي، الميكروفون فيه أوتوتيون، والأذان بيتذاع بصوت منشد معتمد حاصل على جائزة جرامي شرعي.
خُطب الجمعة هناك لها طابع خاص:
الخطيب يبدأ بالدعاء لأصحاب الفيلات: "اللهم بارك في حمامات السباحة، وزدهم من الكافيار والجمبري الجامبو."
والموضوعات كلها من وحي طبقة المليارديرات: "فقه السفر باليخت"، "زكاة الأسهم في البورصة"، "أحكام العمرة بالطائرة الخاصة".
(الممثل يغيّر صوته كأنه شيخ ناعم متأنق)
"إخوتي في الله… تذكّروا أن التضحية في سبيل الله ليست فقط بذبح كبش… ولكن ممكن تكون بشراء بنتلي جديدة علشان السائق المسلم يرتاح."
أما الأزهر… في الكنتون ده فاتح كلية شريعة دولية برسوم بالدولار.
الطالب يدرس فقه العزومات الفاخرة، أصول المقارنة بين أنواع الشامبانيا "اللي لا تُسكر"، وأحكام الوضوء في الجاكوزي.
وطبعًا لجنة الفتوى هناك شغّالة 24 ساعة، بس نوعية الفتاوى مختلفة:
"هل يجوز أداء صلاة التراويح في الـ Rooftop لو فيه DJ شغال تحت؟"
"هل إخراج الزكاة ممكن يكون على هيئة خصم من فاتورة الجولف؟"
"هل الكلب اللي معاه باسبور وبيسافر مع العيلة، ينفع يدخل الجنّة معاهم ولا لأ؟"
(الممثل يقف ساخرًا، يبتسم للجمهور)
يعني حتى الدين هناك… معمول "VIP Package".
ولو فيه واحد من المواطنين العاديين حب يحضر صلاة الجمعة في جامع الكومبوند… الأمن يوقفه عند البوابة:
"آسفين يا حاج… الصلاة هنا للأعضاء فقط. اشترك الأول في باقة الخشوع البلتنيوم
:
أما بقى كنتون المواطن المطحون… اللي هو في الحقيقة مش كنتون واحد، ده نص البلد!
البيوت متراصّة زي علب السردين، الكهربا بتقطع كل يوم، والمية بتيجي نص ساعة الصبح عشان الناس تتخانق تتوضّى ولا تحلق دقنها.
في الكنتون ده… المواطن عنده ثلاث أحلام:
يلاقي أنبوبة غاز من غير ما يرهن كليته.
يلاقي مواصلة توصّله من البيت للشغل من غير ما يتعلّق في الباب.
يلاقي كيلو طماطم يفضل صالح بعد ما يوصل بيته.
لكن دور الأوقاف والأزهر هنا… مختلف تمامًا عن الكومبوند:
الشيخ في خطبة الجمعة يصرخ من فوق المنبر:
"اصبروا يا عباد الله! الجوع ابتلاء… والمرض كفّارة… والبطالة قدر مكتوب!"
(الممثل يغيّر صوته لشكل واعظ شعبي متشدد)
"اللي مش لاقي ياكل… يرضى!
اللي مش لاقي شغل… يستغفر!
اللي مش لاقي حقه… ينام بدري، النوم عبادة!"
أما خطبهم فمركّزة جدًا:
"فضل الصبر على انقطاع المرتبات."
"أهمية الدعاء عند طوابير التموين."
"كيف تتطهّر بنيّة صافية وأنت واقف في صرف صحي طالع من الشارع."
والأزهر بدوره… فاتح دروس ليلية لتعليم الشباب:
"فقه الجوع"، "أحكام القهر"، و"الوصايا العشر للمواطن اللي مش لاقي مواصلات".
(الممثل يضحك ويقرب من الجمهور)
والأطرف… إن الشيخ في الجامع الشعبي بيقول للناس:
"إوعوا تبصوا لكنتون الكومبوندات… الدنيا فانية، هم في نعيم زائل وأنتم في ابتلاء راحل!"
لكن الفرق إن نعيمهم مكيف 24 ساعة… وابتلاء الأغلبية منوّر بلمبة جاز!
(الممثل يرفع صوته)
يعني يا جماعة… في كنتون الكومبوندات، الدين VIP بفتاوى خمس نجوم…
وفي كنتون المواطن المطحون… الدين طبطبة وتعزية، على وزن: "شد حيلك يا مؤمن، الثواب في الآخر!"
---
نيجي بقى لـ كنتون البلطجية وقطاع الطرق…
ده كنتون رسمي برضه، بس بلافتة كبيرة مكتوب عليها:
"اللي معاه سيف… ما ينامش خيف."
في الكنتون ده، القانون بسيط جدًا:
أي عربية تعدّي… لازم تدفع "إتاوة مرور شرعية".
أي محل يفتح… لازم يسلّم الاتاوة اليومية، وإلا يتقفل بفتوى "مغلق لوجه الله".
أي واحد ماشي في الشارع من غير واسطة… بيتفتّش أولاً، ويتفتّى عليه بعدين.
(الممثل يغيّر صوته لأسلوب بلطجي)
"يا باشا… تعالى هنا!
إنت فاتح المحل من غير ما تستأذن شيخ الحارة؟!
ادفع الأول… دي مش إتاوة، دي زكاة بلطجة."
أما الأوقاف والأزهر… فهم موجودين برضه في الكنتون، بس عاملين دور "غسيل ديني" للبلطجة:
الشيخ يطلع خطبة الجمعة يقول:
"طاعة أولي الأمر واجبة… وأولي الأمر دول مش شرط يبقوا وزراء، ممكن يبقوا ولاد بلطجية الحارة الكبار."
وتلاقي فتوى عجيبة زي:
"من يَدفع إتاوة يثاب على نيّته… لأنها صدقة جارية في سبيل الأمن!"
(الممثل يضحك ويغيّر صوته لواعظ رسمي)
"ويا جماعة… اللي يتضرب بمطوة في الكنتون، يؤجر على صبره… واللي يسلّم موبايله من غير مقاومة، له أجر شهيد!"
أما الأزهر… ففاتح معهد خاص لتخريج "بلطجية شرعيين".
المواد الدراسية:
فقه السنج والطبنج.
تاريخ الزلط كأداة ردع.
أحكام السيطرة على النواصي بالتراضي.
والامتحان النهائي عملي:
الطالب ينزل الشارع، يوقف عربية، وياخد منها "حق الله وحق الأزهر" في نفس اللحظة!
(الممثل يرفع صوته ساخرًا)
يعني باختصار… في كنتون البلطجية، البلطجة فريضة… والأزهر يدوّر لها فتوى، والأوقاف تطلع منشور دوري بعنوان:
"سلم محفظتك تنجو بدينك!"
)الممثل لابس طقية وجلابية بيضا (ندخل بقى نصلي الجمعة
(المسرح منقسم نصفين:
يمين = جامع شعبي بسيط، إمام نحيف لابس جلباب قديم.
شمال = ديوان البلطجية، شيخ بلطجي لابس جلابية حرير، على جنبه مطوة طولها متر، وماسك سبحة سميكة زي سلسلة موتوسيكل).
إمام جامع المطحونين (بصوت واهن مكسور):
"يا عباد الله… اصبروا على الجوع، اصبروا على البلاء، فإنما الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء… مَن صبر ظفر!"
(الجمهور الشعبي يرد: "آميييين!")
شيخ كنتون البلطجية (بصوت عريض غليظ):
"يا جدعان… ادفعوا الإتاوة، سلّموا الموبايلات، وسيبوا الفكة في إيد العيال الغلابة!
واللي يرفض… يبقى خارج عن الجماعة، واللي يطيع… له أجر الغازي في سبيل الله!"
(البلطجية يردوا: "الله أكبر!")
إمام الجامع (مستميت):
"ومن صبر على الفقر والظلم… له أجر الصابرين، ويُبعث يوم القيامة مع الأنبياء!"
شيخ البلطجية (ساخرًا):
"ومن صبر على الخوف من المطوة… له أجر الشهيد يا مولانا! يبقى وفّر علينا الجعجعة، وخلي الناس تدفع وتركب مواصلاتها في أمان."
(المشهد يسخن، الجمهور بين الجانبين يتلخبط، ناس تردد "آميييين"، وناس تهتف "الله أكبر يا باشا!")
الإمام (مغتاظ لكنه ضعيف):
"يا أخي، اتق الله!
المال مال الله… ولا يجوز سرقته!"
الشيخ البلطجي (بهدوء وابتسامة ساخرة):
"ما بنسرقش يا مولانا… إحنا بنوزّع بالعدل.
واحد يدفع بالعافية… وواحد ياخد بالقوة.
دي قسمة ونصيب… شرع ربنا برضه!"
(ضحك الجمهور، والإمام يطيّح بالميكروفون، ويقول يائسًا:)
"اللهم لا اعتراض على حكمك… بس يا رب انقلني كنتون البهائيين أزرع ورد وأرتاح!"
---
الممثل:
الممثل يقف كده متفزلك، يلبس نظارة من غير عدسات، ويمسك كتاب مقلوب كأنه بيقرأ فيه)
أما بقى كنتون المثقفين والعلمانيين… ده الوحيد اللي مالوش أسوار!
ليه؟ لأن كله قاعدين يتخانقوا على "الهوية"!
واحد يقول: "إحنا دولة مدنية حديثة!"
والتاني يرد عليه: "مدنية إيه يا جاهل.. دي دولة حداثية ما بعد استعمارية!"
والتالت يطلع يقول: "يا جماعة خلّونا أول نلاقي كبابجي يوافق يفتح في الكنتون من غير ما يقرأ لنا شعر أونطولوجي!"
(يغير نبرة صوته وكأنه ناقد متعالي)
"حضرتك.. أنا مش باكل كشرى إلا لو معموله تفكيك بنيوي!"
"والشاي الأخضر بتاعي لازم يجي معاه هوامش نقدية!"
والأطفال هناك… ممنوع يلعبوا كورة.
ليه؟
لأن أي جون بيدخلوه.. لازم الأول يتعمله ندوة نقدية بعنوان:
"تحليل سيميولوجي لعلاقة العارضة بالحداثة المؤجلة"!
(يقرب من الجمهور بجدية وهمية)
والكارثة.. لو واحد مثقف اختلف مع التاني.. ما يزعلوش من بعض… لأ!
يكتبله مقال 30 صفحة في مجلة محدش قراها، ويختمها بعبارة:
"وسوف أفرد لهذا الجاهل دراسة مستقلة تصدر في كتاب عن دار نشر خفية!"
(يرجع للوراء وهو يهزر)
يعني بصراحة.. كنتون المثقفين والعلمانيين ده الوحيد اللي لو دخلت فيه… هتخرج من غير ما تفهم:
إنت اتعلمت حاجة… ولا اتشتمت بألفاظ فلسفية.
(يقرب من الجمهور بنبرة ساخرة)
المصيبة بقى.. بعد خمس سنين يجتمعوا في مؤتمر قومي، كل كنتون يقول: "إحنا الفرقة الناجية.. والباقي في ستين داهية!"
وفي الآخر يطلعوا كنتون جديد اسمه "المواطن العادي"..
بس الأوقاف تمنعه… ليه؟
لأن المواطن العادي ما جابش موافقة أمنية على تدينُه!
(يرفع صوته ويختم)
يا جماعة…
إحنا مش ناقصين فتاوى معلبة من قرون ولا نصوص فقهية جاهزة زي وجبات "إندومي روحية"!
اللي ناقصنا عقل مستنير يشوف بكرة قبل ما الطوفان يبلع الكل.
طوفان جاي من غير سفينة نوح…
ولا حمامة هتجيب غصن زيتون…
ولا حتى غريق هيمسك في قشاية.
إحنا محتاجين عقل ينقذنا… مش فتوى تخلينا نسبّح ونغرق وإحنا مبتسمين.
(يغير الممثل صوته لنبرة ساخرة خفيفة)
ولو ملحقناش نفسنا… هيبقى نصيبنا كلنا واحد:
"دروس خصوصية للغرق… مع امتحان عملي في البحر الأحمر، وامتحان شفوي في بحر الظلمات
… يعني يا جماعة، الطوفان جاي من غير سفينة نوح، والعقل هو طوق النجاة الوحيد.
(الممثل يرفع صوته فجأة ساخرًا)
بس استنوا… ممكن نلاقي فتوى كده طازة تقول:
"الغرق مش حرام… الحرام إنك تعوم من غير إذن ولي الأمر!"
(يضحك ضحكة ريحانية، ويقفش نفسه بالعافية من الضحك)
يا نهار أبيض… أهو حتى الغرق بقى له لجنة فتوى وامتحان شفوي في البحر!
(ينزل الممثل الستارة وهو يهتف)
"اللي معاه عقل… يركب.
واللي معاه فتوى… يتوضّى ويستعد للامتحان النهائي تحت الميّه!"
(إضاءة تنزل ببطء، الممثل يسيب الميكروفون ويخرج وهو بيتمتم: "هو أنا أهاجر كنتون البصّاصين ولا كنتون العلمانيين؟").
الشهداء
أغسطس ٢٠٢٥
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟