أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - يهددون العالم بالصواريخ ويخشون من أهل القبور














المزيد.....

يهددون العالم بالصواريخ ويخشون من أهل القبور


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 01:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ملالي إيران تلاحقهم جرائمهم وتقض مضاجعهم، ويخشون من ملاحقة أهل القبور لهم في الوقت الذي يهددون فيه أوروبا وأمريكا بالصواريخ..
اعتراف مساعد رئيس بلدية طهران بتحويل مقابر آلاف شهداء الثمانينات رسمياً إلى مرآب للسيارات وبطلبٍ منه..
ساوموهم على آرائهم وكرامتهم ثم لم يجدوا منهم إلا ثباتاً فاتهموهم بمحاربة الله حتى يسهل سفك دمائهم والتنكيل بهم في السجون بفتوى الحِرابة فأبادوا منهم 30 ألفاً، ولم تنتهي مجزرة الإبادة الجماعية هذه عند هذا الحد بل وصلت حد أنهم لم يسمحوا لذويهم بدفنهم وتكريمهم بعد موتهم كما يقول الشرع وكما يقول العُرف، وهل انتهى الأمر عند ذلك الحد لا لم ينتهي بل وصل حد هدم القبور الجماعية وتحطيم الشواهد ومنع زيارة ذويهم لقبورهم ثم السعي إلى تجريف تلك المقبرة لتصبح مرآب سيارات بقرار سياسي، وبذلك يتم طمس معالم وأدلة إحدى مجازر الإبادة الجماعية التي وقعت بحق الصفوة من أبناء المجتمع الإيراني أطباء ومهندسين ومحامين ومدرسين و...؛ وعلى هذا النحو والسلوك من لدن نظام ولاية الفقيه يمكن القول بأن جريمة الإبادة الجماعية تواصلت منذ ثمانينيات القرن الميلادي الماضي حتى اليوم " قتل وإخفاء جثث.. منع الزيارة وإخفاء وتحطيم شواهد القبور ووضع المقبرة تحت حراسة أمنية مشددة.. ثم التجريف وتحويل المنطقة إلى مرآب سيارات فينتهي كل دليل على المجزرة قبل الوصول إلى يوم محاكمتهم.. هذا إن أفلحوا والله لا يخلف وعده.. فدماء الأبرياء تبقى معلقة في رقاب الجلادين والمجرمين.. وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
سفك الدماء وقتل الأبرياء ليس بالأمر الطبيعي أبدا عند الأسوياء.. فما بالكم إن كان سفاك الدم هذا من المدعين بالإسلام ولم يسلم الناس من ألسنتهم ولا أيديهم، ومن المدعين بالإيمان والولاء لآل بين النبوة الأطهار ولم يبدو عليهم ولا في سلوكهم سِمةٍ من سمات الإيمان ولا اقتداء لآل بيت المصطفى عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.. الأمر خارجٌ تماماً عن الإسلام وأخلاقه.
في شاهنشاهية ملالي إيران يقتلون الأبرياء بتهمة محاربة الله، أما كيف يُحارب الله فلا يقولون ولا يوضحون الحقائق؛ أصدر كبيرهم في حينها فتوى دينية عُرِفت بـ فتوى الحِرابة كي يتخلص من خصومه السياسيين.. قمعوهم واعتقلوهم وحكموا عليهم قضائياً بالسجن لكن مجرد بقائهم في السجن على قيد الحياة لا يزال يُرعِب الملا السلطان.. لذا لابد من القضاء عليهم، وكيف يتم القضاء عليهم لا شيء سوى فتوى دينية تُعطي لجريمة الإبادة الجماعية بحق هؤلاء السجناء صِبغة شرعية لتبدأ سلسلة من الجرائم المنظمة والمخططة لها ترافقها عملية توزيع الأدوار" خميني يُصدر فتوى، ورئيسي يُشكل لجان الموت التي ستبدأ في التعامل مع عشرات آلاف السجناء السياسيين لتحاكمهم مرة أخرى على جريمة تمت محاكمتهم عليها من قبل، والبعض منهم سيخرج عما قريب بعد أن أتم مدة حبسه؛ فالمتهم عدوٌ لهم يهدد عرشهم، وهنا السلطان عدو المتهم وهو الحاكم والقاضي والسياف.. وهو الذي سيُصيغ وسينشر الخبر في وسائل الإعلام التابعة له.
إن كانوا فعلا على ادعائهم بالإسلام والإيمان فحد الحِرابة لا يُقام إلا على من يجتمع فيهم ويثبت عليهم جٌرم الحِرابة وهو " التعدي بالقتل والسرقة على الآمنين نهاراً جهاراً معترفاً بذلك" وفي العادة لا يمكن أن يحدث ذلك في وسط المدن ومن قِبل أطباء ومهندسين ومحامين ونخبة المجتمع، علما أنه قد تم اعتقالهم على خلفيات سياسية لانتمائهم لمنظمة مجاهدي خلق، وقد حاول الملالي أن يأخذوا منهم البيعة لخميني نظير تبرئتهم وإطلاق سراحهم ورفضوا ذلك.. وفي حد الحِرابة أو أي حد شرعي لا تجوز المساومة لكنه إسلام الملالي الذي لا علاقة له بالإسلام.
أعلنت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الـ 11 من شهر آب / أغسطس 2025 عن تدمير وتسوية القطعة 41 في مقبرة بهشت زهرا حيث يرقد آلاف من شهداء منظمة مجاهدي خلق من الذين استشهدوا على يد جلادي خميني عام 1981؛ مؤكدة في البيان أن إزالة آثار الإبادة الجماعية والجريمة ضدّ الإنسانية المتعلقة بهذا الموقع هي استمرار بالمشاركة في تلك الجرائم الوحشية، وهو بالفعل استمرار لجرائم الإبادة الجماعية تلك وسعي من طرف نظام ولاية الفقيه لإخفاء معالم جرائمه في وقت تتصاعد فيه التوترات بينه وبين المجتمع الدولي حيث هدد الملالي بالتصعيد وضرب أوروبا وأمريكا بالصواريخ، وقد يستخدم هذا الأخير جرائم الإبادة الجماعية هذه كوسيلة لمساومة هذا النظام وفرض إملاءاته عليه.. وبالطبع ليس هذا هو الدافع الوحيد الذي يدفع النظام إلى التعدي على أهل القبور بل قد يكون الخوف من السقوط هو أحد الدوافع أيضاً.
من لم يخشى الله في الأحياء لن يهابه ويخشاه في الأموات، وثقافة التعدي على أهل القبور والتنكيل بهم ليست جديدة على ملالي إيران ومدرستهم فقد سبق أن تعدوا هم ومرتزقتهم على قبور في إيران والعراق.. حيث أقدم نظام الملالي على تدمير قبور مجاهدي خلق الذين أُعدموا في الثمانينات في تبريز، ومنهم شهداء مجزرة عام 1988 في مقبرة وادي رحمت، وقد جرى حتى الآن تدمير قبور 75 قبراً من قبور الشهداء من بينهم الشهيد أكبر چوپاني وثريا أبوالفتحي التي أُعدِمت وهي حامل، كما تعدى مرتزقة الملالي في العراق على مقبرة النجف وجرفوا مساحات كبيرة منها لينتفع بها موالين لملالي طهران.. كما تعدوا مقبرة شهداء منظمة مجاهدي خلق في مدينة أشرف بالعراق..
هؤلاء المدعون الحاكمون في إيران باسم الإسلام لا دين ولا ديانة ولا بصر ولا بصيرة.. ولو كانوا مبصرين لانتبهوا واكترثوا لقول الله تعالى عندما يخاطب عباده بخطاب الرحمة ليتقوا شرور أنفسهم ولأجل أن تُبصِر أفئدتهم باتباعهم الهدى..
بسم الله الرحمن الرحيم
"أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
التهديد بالصواريخ والتعدي على أهل القبور ليس دليل إيمانٍ ولا رشد وإنما دليل خروج وضعف وهوان وقبح.. وفي النهاية سينتصر أهل القبور.
د. محمد حسين الموسوي/ كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يكونوا رقما في المعادلة الدولية
- ماذا أراد علي لاريجاني من زيارته للعراق ولبنان؟
- الغرب لن يُطيح بنظام الملالي؛ وكذلك غيرهم..
- خطوة في معركة الوعي بزمن الإفلاس
- تاريخ من العنصرية والاستبداد والهمجية في إيران
- القتل الحكومي في إيران سياسة لن تزول إلا بالزوال.. ومن أمِن ...
- بقاء النظام الإيراني على سدة الحكم في إيران كما كان مرهونا ب ...
- تلك هي سياسة الغرب تصنع أبطالا من نمور من ورق!!!
- القتال بالحطام خارج الميدان؛ وقاءاني يعود إلى العلن من جديد
- من فعلها وفجر ميناء رجائي في إيران ...
- ماذا يجري في إيران.. وحدة الصورة في بيروتشيما 2020 وبندر عبا ...
- المفاوضات الجارية؛ ونظام الملالي خياراً غربياً في إيران والم ...
- سيناريو المفاوضات وبقاء النظام الإيراني في الحكم
- سياسة المناورة والمهادنة؛ تتقدم ظاهر الصراع الأمريكي مع النظ ...
- الإدارة الأمريكية وسياسة المهادنة مع النظام الإيراني
- الإدارة الأمريكية وترويض النظام الإيراني
- نساءٌ من أجل التغيير في إيران
- نقل العاصمة الإيرانية بين طمس الهوية التاريخية وقتل حقوق الأ ...
- برنامج التسلح والنووي الإيراني لن يمس سوى العرب
- إيران وشعبها في ذكرى ثورته ثورة فبراير شباط الوطنية


المزيد.....




- أحمد الشرع: لست امتدادا لأحزاب أو تنظيمات إسلامية ولا أرتبط ...
- عراقجي يدعو الدول الإسلامية لاتخاذ أربعة إجراءات حاسمة ضد إس ...
- مندوب فلسطين الأممي يوجه نداء للدول الإسلامية: أفعالنا اليوم ...
- -محدث- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مدير عام أوقاف غزة: الاحتلال دمر 93% من المساجد و70% من المق ...
- تخوف إسرائيلي من عودة النماذج القديمة من الحروب الأهلية بين ...
- بعد الدعوة لحله.. ما مصير تنظيم الإخوان في سوريا؟
- بزشكيان يثمن تصريحات قائد الثورة الاسلامية
- 30 مرشحاً يتنافسون على خمسة مقاعد.. -الكوتا المسيحية- وسط ج ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - يهددون العالم بالصواريخ ويخشون من أهل القبور