وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف
(Waleed Khalefa Hadawe)
الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 21:17
المحور:
حقوق الانسان
يقول الله جل وعلا في الآية الكريمة "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" من سورة المائدة (الآية 32). ولم تعد الجريمة موضوع يخص الجاني والمجني عليه فقط وانما أصبحت قضية راي عام محلي وخارجي، وذلك يعود لأسلوب ارتكابها والناس الذين تستهدفهم والاداة التي تستخدم فيها وهوية فاعليها والمجني عليهم فيها. فبتاريخ 4/8/2025 فوجئ العراقيون بجريمة مقتل الدكتورة بان زياد الطبيبة النفسية في المستشفى الجمهوري في محافظة البصرة بأسلوب اجرامي مخيف اذ كانت الجثة مغطاة بالدماء بجروح طولية عميقة على يديها بانت جرائها عظام اليدين مع اثار خنق وكدمات، تداول الخبر على مستوى البلاد والمحيط العربي، واختلفت الآراء حول مقتلها بين من يشكك في جريمة قتل ويدعو لكشف الجناة وإنزال العقاب الصارم بحقهم وبين أهلها "الاب والام " الذين لم يكونوا حاضرين ساعة ارتكاب الجريمة ولم يطلبوا الشكوى مدعين ان الحادثة هي انتحار. وقبلها بأيام قتل أحد "البوزرجية " (عامل محطة وقود سيارات) في مدينة أربيل ثلاثة شبان من محافظة بغداد أحدهم بطل العراق في الكمال الجسماني وبدم بارد رميا بالرصاص وكأن المشهد تمثيل لاحد أفلام "الكاو بوي" في الولايات المتحدة. وكان السبب اختلاف حول ثمن الوقود الذي تم تعبئته في السيارة. وقبل عدة أشهر قتلت الدكتورة سارة العبودي أستاذة جامعية في كلية التربية بجامعة البصرة في البصرة أيضا على يد زميلها بعد افراغ رصاص مسدسه بجسدها وفي مكان مهجور.
وهنالك العديد من الجرائم الأخرى التي ترتكب دون ان تأخذ اهتماما من الراي العام. ان هذه الجرائم التي طفت على السطح أخيرا، من الجرائم الخطيرة والنوعية التي استهدفت مجني عليهم من حملة شهادة الدكتوراه ومن العنصر النسائي وثلاثة شباب باستخدام أسلحة نارية وجارحة. تتطلب الكشف الفوري والعقاب الرادع. لكي لا تكون وسيلة تشجيع لمن تسول له نفسه بارتكاب جرائم مماثلة، خاصة مع تفشي حيازة وحمل السلاح، الناس اليوم لا تأمن على حياتها عندما تتداول مثل هذه الاخبار والراي العام الذي لازال واقفا ينتظر ما ستؤول اليه نتائج التحقيقات. ان الآمال معقودة على أجهزة العدالة (القضاء والشرطة) سرعة كشف وحسم هذه الملفات وجعل العقاب الصارم جزاء للعابثين بأرواح الناس ورادعا لمن يفكر مستقبلا في ارتكاب مثل هذه الجرائم وكما يقول الله في سورة البقرة " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)".
#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)
Waleed_Khalefa_Hadawe#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟