أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مايعرف ب-اليسار- بين الانقراض والتحوّل/2















المزيد.....

مايعرف ب-اليسار- بين الانقراض والتحوّل/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يولد المنظور الطبقي كحقبة من التحولية الملازمه للانقلاب الالي/ التكنولوجي، مع غيره من التمهيدات الضرورية ماديا وفي مجال الرؤية، بغض النظر عما يرافق حضوره من اعتقادات جاهزة عن نهائيته الانيه وانطوائه على الحقيقة كاملة، ووقتها يكون الانقلاب الحاصل مايزال خاضعا للتشخيص الابتدائي، مع مايحد من قدرة العقل على ادراك الابعاد الفعليه للحدث التحولي الكوني، وهو مانجد الشواهد عليه ظاهرة وبارزه الى اليوم، فلا احد على مستوى المعمورة قد اقترب حتى الساعة من الافتراض القائل، بان ماقد بدا مع النصف الثاني من الالفية الثانيه، وتحديدا مع القرن السادس عشر في ارض الرافدين، وفي سومر الحديثة هو البدئية الثانيه الانقلابيه التحولية الكبرى، من المجتمعية الارضوية الجسدية اليدوية، الى الطور اللاارضوي العقلي المنتظر والمضمر في العملية المجتمعية التاريخية، منذ ان بدات الظاهرة المجتمعية بالتبلور في ذات المكان من المعمورة كبدئية خارجه عن الطاقة العقلية على الادراكية.
وكما الحال، وان بمستوى ادنى، فان العقل البشري يظل عاجزا عن ادراك حقيقة ان تاريخ المجتمعات كما اعتقد ماركس هو تاريخ "صراع طبقات"، مسجلا بذلك العتبه الدنيا الاستهلالية من الكشف الضروري الاقصى عن الحقيقة المجتمعية الازدواجية، وعن كون تاريخ المجتمعات انما هو بالاحرى تاريخ اصطراع اللاارضوية/ الارضوية المحكوم لقانون الدورات والانقطاعات، مع مترتباته العامه الشامله، ذهابا الى كسر العنصر الفاصل الانتاجي اليدوي، وهو مايستغرق مرور البؤرة الازدواجية الاساس بدورتين وانقطاعين، الاولى السومرية البابلية الابراهيمه ومنتهاها بسقوط " بابل" والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية وتوقفها مه سقوط " بغداد"، وصولا الى الانبعاث الراهن الناطق مع تبلور صيغة "اتحاد قبائل المنتفك" جنوب ارض مابين النهرين عام 1530.
وكانت الدورة الثانيه قبل ان تنهار نهائيا مع القرن الثالث عشر بسقوط بغداد قد حققت اللازم الضروري ماديا على صعيد تامين الاسباب المادية التجارية العالمية شرقا وغربا، وبالاخص اوربيا فتسببت في ولادة عملية التراكم التجارية وماتنطوي عليه من التحفيز اللازم للاصطراعية الطبقية، ماقد جعل الطور اليدوي التاريخي المكرس للنمطية المجتمعية الارضوية، والمانع للاارضوية ابتداء من التحقق، تحت وطاة قصور الرؤية مافوق الارضوية في حينه، اضافة لانعدام الوسيلة الانتاجية الضرورة المطابقة لاشتراطات التحول المجتمعي العقلي، وهو ماقد تكرر الانهيار تحت وطاته، ومن دون مقاربته واقعا، خلال الدورة الثانيه الكونية الازدواجية على ضخامتها منجزا.
عندما لم يعد متاحا ابان الدورة الاولى للاارضوية ان تتحقق انتقاليا تحوليا، افرزت على المستوى الكوني، التعبيرية المجتمعية اللاارضوية الاولى الالهامية الحدسية النبوية، بالاتقفاق مع ماكان غالبا من شروط الانتاجية اليدوية، والقصورية الادراكية الممكنه ضمن اشتراطات الميدان الانتاجي المادي اليدوي، في حين وفرت في الدورة الثانيه عالميا، الاسباب المادية الضرورية للانقلاب الالي الابتداء، بذات المنحى الاختراقي الكوني، ضمن الاشتراطات الضرورية الملائمه لمستهدفات الانقلابيه الكونيه العظمى مابعد اليدوية، فكان ماقد حدث اولا في اوريا من انبثاق الاله، وتبدل الاليات المجتمعية نتاج تفاعلية( الكائن البشري / البيئية) نوعيا الى ( الكائن البشري/ البيئة / الاله)، مع الاخير كعنصر مستجد مختلف نوعا ومضاعف للديناميات، بما يمكن ان يجعل من جزيرة مثل بريطانيه تتصور انها "متقدمه" على العراق، ومن حقها ان تحتله، بحكم كونها "الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس"، من دون الانتباه الى ان مكانتها المذكورة اليوم "آلية"، عائدة لديناميات نوع وسيلة الانتاج،وان المقارنه بينها وبين العراق يجب ان تقوم على قاعدة اليدوية، يوم لم تكن بريطانيه جديره بالذكر، بينما العراق وهو في الطور اليدوي، يمكن ان يقول "امطري حيثما تشائين فانت في ارضي"، وسرجون الاكدي اول امبراطور في التاريخ، يصرح"انا حاكم زوايا الدنياالاربع" ،ولن نعدد المنجزات التاسيسية البدئية المولودة في هذا الموضع الصغير من المعمورة، أو نتسافه فنقارن بين بلد صارآليا، واخر مازال لايتردد عفويا عن التعبيرعن انتصاره اليدوي ب" الطوب احسن لومكواري"، لان استقامة المقارنه بين اعلى المجتمعات البشرية ديناميات، والامبراطورية الحديثة الطارئة آليا، لايمكن ان يستقيم الا وقت يصير العراق مثله مثل بريطانيا آليا كمبدأ، علما بان الامر عند هذه النقطة مرشح لان ياخذنا نحو مسارب اخرى مختلفة عما يمكن تصوره الان، فالعراق الالي لن يكون هو اوربا التي هي بالاحرى تمهيد اولي، ومحطة انطلاق ابتدائي ضمن مرحله انقلابيه تحولية عظمى، مختلفة بما لايمكن تصوره راهنا، بؤرتها وموضع الكشف عن منطوياتها.. العراق.
فاذا مااردنا المزيد من تبيان سفه وتدني المحمولات التصورية الاعقالية البريطانيه الاحتلاليه، مع مااضطرت اليه من محاولة توصيف للمكان الذي وصلته بعدما جابهها بالثورة الكبرى اللاارضوية غير الناطقة عام 1920 لتصير مضطرة لرسم مروية "حداثية" ساحقة للشخصية التاريخيه تتعدى الفعل العسكري المباشر، عن عراق ظهر من العدم مسوى " الولايات التركية الثلاث، بغداد، والموصل، والبصرة"كما قرر فيلسوف الحملة البريطانيه " فليب ويرلند" الضابط الملحق بالحمله، علما بان المقصود بالسردية الافنائية المتهافته المشار اليها، هو عراق ارض سومر و"بابل" عاصمة العالم الاولى (2)، وكل ماابتدات البشرية اعتماده اسسا ورؤى للوجود، عراق "بغداد" العاصمة الثانيه الاشمل للكرة الارضية، والتي ليس بوسع، لاويرلند، ولا كل مافي خلفيته من ممكنات تفكر، الاحاطة به كمسار كوني او مقاربته، بالاخص من حيث المحركات والديناميات والمنطويات، وبالذات منها المستهدفات المضمرة الحاليه، الناظمة من بين اجمالي المعمورة للوجود البريطاني المتاخر الزائل والعابر، الموجود لاسباب انتقالية راهنه اكتمالها التحولي النوعي الاعظم الفاصل، عائد مجددا، وهو قد بدا اليوم اصلا، في ارض مابين النهرين وجنوبها ارض سومر.
اليوم بوعد قرابة القرن يقول كيسنجر"مشكلتنا نحن الغربيون ليست مع صدام بل مع العراق هذا البلد القوي، ربما ياتي احد بعد صدام ويقوده باتجاه مضاد لمصالحنا في الشرق الاوسط وعليه يجب تحطيم العراق"(3) لتضع الكيانيه مدعية "الغربوية" المفقسه خارج رحم التاريخ، الترليونات من الدولارات ثمنا لتحقيق هذا الهدف الافنائي المضاد للتحولية ولحركة التاريخ، لان العراق الاعلى ديناميات تكوينيا على صعيد البنى المجتمعية تاريخيا، وواقعا على مدى الطور اليدوي، هو موضع الانقلابيه الالية الاخرى المختلفة عن تلك الدنيا الارضوية ونوع ممكناتها، وعلى راسها الطبقية، لابل هي موضع الانقلاب المنتظر اللاارضوي العقلي التكنولوجي، وهو ماصارت البشريه على مقربة منه من هنا فصاعدا، مع انتقال العملية الانتقالية من اليدوية الى الاليه، نحو هدفها الذي وجدت لكي تبلغه، بالانتقال من الانتاجية والمجتمعية اليدوية الجسدية، الى العقلية.
يعني هذا ان العملية الراهنه الانتقالية الكبرى، صارت خاضعه من هنا فصاعدا لمفاعيل ولمروية وديناميات الانتقال اللاارضوية التاريخيه، وان مايسمى ب " اليسار" من جهته، اصبح محكوما باشتراطات الانتقال للتفاعل مع المروية والقانون التاريخي في لحظته الاخيرة، او اختيارالخروج من دائرة الفعالية والحضور الكلي، مايعني الانقراض.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايعرف ب -اليسار- بين الانقراض والتحول/1
- لماذا لايعترف الحداثويون-النهضويون- بهزيمتهم؟(2/2)
- لماذالايعترف الحداثويون-النهضويون-بهزيمتهم؟(1/2)
- المحاصصه العراقية وغياب البديل
- حوارمع -نسيم-: حضارة الديناصورات؟
- -وطن كونيه عراقية- لا وطنيه زائفه/13/ ملحق4
- -وطن كونيه عراقيه-لا وطنيه زائفه/12 / ملحق 3
- -وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/ 11/ ملحق 2
- -وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/ 10/ملحق
- -وطن كونيه عراقيه-لاوطنيه زائفه/ 9
- -وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/ 8
- -وطن كونيه عراقيه- لا وطنيه زائفه/ 7
- -وطن كونيه عراقية-لا وطنيه زائفه/ 6
- -وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/ 5
- -وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/4
- -توده-والشيوعي العراقي والعدوان الامريكي*
- -وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/3
- -وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/ 2
- -وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/1
- اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/4


المزيد.....




- مع سيطرة ترامب على شرطة المدينة.. احتجاجات غاضبة في واشنطن ا ...
- تونس .. شركة ناشئة تصنع أطرافا صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- مصر تسجل قرابة 40 ألف ميغاوات استهلاكًا للكهرباء لأول مرة
- -سياسة ترامب غير الواضحة تجاه الصين-- لوموند
- خمس دول على قائمة الاتصالات.. إسرائيل تبحث نقل سكان غزة إلى ...
- رئيس الموساد في الدوحة ووفد حماس في القاهرة... تحركات إقليمي ...
- الإعلان عن مشروع استيطاني إسرائيلي -سيدفن- فكرة الدولة الفلس ...
- الكويت ـ وفاة 13 شخصا وإصابة عشرات آخرين بتسمم كحولي
- إسرائيل والحرب على الحقيقة.. إبادة ممنهجة للصحفيين في غزة
- مسؤولون في بنغلاديش يشهدون ضد وزيرة بريطانية سابقة في محاكمة ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مايعرف ب-اليسار- بين الانقراض والتحوّل/2