علي مارد الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 16:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الدول التي تحترم إنسانية وكرامة مواطنيها، تحظى الأسر التي ينتحر أحد أفرادها باحتضان ورعاية شاملة، تتكامل فيها المساندة النفسية والطبية والاجتماعية، للتخفيف من وقع الفاجعة ومعالجة جراحات الفقد والصدمة.
أما في العراق، فغالبًا ما يتضاعف الألم بفعل السلوكيات غير المسؤولة لنسبة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يشن هؤلاء حملات من التشهير والتجريح والتشكيك والإتهام بحق ذوي المنتحر، فينصب كل من هب ودب نفسه طبيبًا شرعيًا، ومحققًا جنائيًا، بل وحتى قاضيًا يصدر أحكامه بشكل مباشر من وراء الشاشة.
والأدهى من ذلك أن ترضخ تحت ضغط التريندات الشعبوية أو تتناغم معها بعض الجهات الرسمية والأجهزة الحكومية المعنية بمتابعة القضية والتحقيق فيها بكل تجرد وحيادية كما يفترض.
وليست قضية الطبيبة "بان" إلا مثالًا صارخًا على هذه الظاهرة التي تنعدم فيها المروءة والإنسانية، في تحويل الفاجعة إلى سوق مفتوح للمزايدات الرقمية والإعلامية، يتسابق فيه البعض على اقتحام خصوصيات الفقيدة ونهش سمعة أهلها، بدل الاكتفاء بالدعاء لها وتقديم العزاء لأسرتها المنكوبة.
ملاحظة ذات مغزى:
تشير العديد من الدراسات العلمية الموثقة إلى أن المختصين في علم النفس، والعاملين في مجالات الصحة النفسية عمومًا، معرضون لمعدلات أعلى من الانتحار واضطرابات الصحة النفسية مقارنة ببعض المهن الأخرى.
#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟