علي مارد الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 09:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خضم التحولات السياسية والأمنية التي شهدها العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري المجرم عام 2003، لم يتوقف التيار الطائفي المعادي عن محاولات التشويه والتخريب، مستخدمًا أدوات إعلامية وشعارات ظاهرها المطالبة بالإصلاح، وباطنها استهداف مقومات الاستقرار الوطني، لا سيما في محافظات الوسط والجنوب.
لقد بات من الواضح أن هناك مسعى منظمًا لإثارة الفوضى وإرباك الرأي العام، من خلال إعادة إنتاج الخطاب البعثي الطائفي بلغة جديدة، تستغل المطالب الشعبية أو الحوادث الفردية لتعميم الفشل وتحريض الجماهير ليس بالضد من الحكومة المدانة بالفشل والتقصير في العديد من الملفات، وإنما ضد مؤسسات الدولة ونظامنا الديمقراطي برمته.
وفي هذا السياق، طالعت مقالة لأحدهم، وهو بعثي طائفي مقيم خارج العراق،( النكتة أنه مدعوم من سياسي يمتلك قنوات فضائية ومشارك في الحكومة!)، يتبنى في منشور ممول، نغمة عدائية سافرة، لتهييج الجهلة والبسطاء، وصلت إلى حد الدعوة لاحتلال الكويت مجددًا بذريعة الخلاف المفتعل حول خور عبد الله، في مسعى خبيث لجر العراق مرة أخرى إلى مستنقع الحروب والفوضى والعقوبات الدولية.
في موازاة ذلك، تتعالى أصوات أخرى تستهدف مؤسسة الحشد، وهي المؤسسة التي لعبت دورًا حاسمًا في حماية الشعب من الذبح، وكسرت ظهر الإرهاب، واستعادت هيبة الدولة، مطالبة بحلها على خلفية تجاوزات فردية. وهذه المطالب، وإن تتجاهل أن من يرتكب التجاوزات يتم القبض عليه وفق القانون، ما يعكس وجود آليات محاسبة حتى داخل المؤسسة نفسها. وبالتالي، فإن التعميم على أساس أفعال فردية يعتبر ضربًا من الانحراف السياسي المتعمد.
أن ما يجري اليوم هو محاولة مكشوفة من أيتام البعث وحواضن الإرهاب لاستغلال الثغرات والنقاط الرمادية في المشهد العراقي لاستهداف هوية العراق بعد عام 2003 ولتقويض البنى الوطنية والديمقراطية التي تشكل رصيدنا الاستراتيجي الأهم في معادلة الصراع الإقليمي والدولي.
#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟