أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - مؤشرات ترتفع.. ومصداقية تهبط!














المزيد.....

مؤشرات ترتفع.. ومصداقية تهبط!


علي مارد الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من أخلاقيات البحث العلمي، أن يلزم طالب دراسات عليا بالاستشهاد ببحوث أساتذته أو بزملائهم. وليس من المعقول أن يفرض عليه تزيين هوامش رسالته بأسماء لا تربطها بموضوع بحثه إلا صلة الجغرافيا أو سلطة المشرف أو الجامعة.

بتعبير أوضح: حين نرغم الباحث على أقحام أسماء ومجلات ومصادر لا تمت بصلة حقيقية لإطروحته، فإننا لا نرتكب خطيئة علمية فقط، بل نمارس تزويرًا ناعمًا تحت مظلة الشرعية الأكاديمية.

أن هذه الممارسات تحول الاستشهادات العلمية Citations إلى أداة ترقيعية غير أمينة هدفها رفع مؤشرات H-index لمجلات الجامعة وأساتذتها، حتى وإن لم تكن تلك الأبحاث ذات قيمة أو صلة بالبحث. ولأن التشدق بالوطنية (ملاذ الأنذال) كما يقول أحد الفلاسفة، ربما يتوسل بعضهم مبررًا بعبارات من قبيل "الهوية الوطنية للبحث" أو حتى "تشجيع الإنتاج المحلي"، لكن ما يحدث حقيقة لا يتجاوز تعزيز الهيمنة الأكاديمية غير المستحقة لبعض الأسماء، وتمهيد الأرضية لنيل الترقيات أو الجوائز عبر شبكة من المجاملات والعلاقات والمسارات الإدارية المفروضة.

ولهذا يعاني طالب شهادة الماجستير أو الدكتوراه كثيرًا ليس فقط في إعداد البحث، بل أيضًا لتلبية متطلبات الاستشهاد الداخلي، التي تحولت إلى هدف البحث وغايته. وهذا الأمر ينسحب على التدريسي كذلك، فقد لا تحتسب له أبحاثه لغرض الترقية إلا إذا قام بالواجب واستشهد بزملائه في القسم، أو نشر في مجلات الجامعة نفسها، التي غالبًا ما تمنح كتب الشكر والتقدير على عدد مرات الاستشهاد، لا على جودة البحث ذاته!

ولا تتوقف المهازل عند هذا الحد، بل تطورت وتحولت إلى ثقافة سائدة في الأوساط الأكاديمية، تتمظهر في الاستشهادات المتبادلة بين الأصدقاء والمعارف، التي يجري ترتيبها مسبقًا خارج أسوار المنطق والأمانة العلمية، بهدف تضخيم المؤشرات الشخصية في قواعد البيانات مثل Scopus في لعبة تخادم مكشوفة عنوانها: أذكرني لأذكرك!

إن هذه الممارسات لا تسيء فقط إلى الباحث، بل تهز الثقة في المنظومة والبيئة الأكاديمية بأكملها. لأن الاستشهاد العلمي ليس وسيلة للمحاباة، بل أداة للدقة والمنهجية والرجوع إلى كل ما له صلة حقيقية بموضوع البحث. فإذا تحول إلى فرض إداري أو عرف اجتماعي، فهنا تفقد البحوث معناها، وتضيع جدواها، وتشوه نزاهتها، وتضعف مصداقيتها.

ولا عجب السكوت عن هذه الانتهاكات الشائعة، فمعظم الطلبة والتدريسيين يفضلون الصمت، ومجاراة الوضع العام، لأنهم يعلمون أن ثمن المواجهة والرفض والتصادم قد يعني التضحية بمستقبلهم الأكاديمي.



#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة تحليلية على توظيف الولايات المتحدة للجماعات المتطرفة من ...
- لجنة الجولاني المختصة بطمس الحقائق وتبييض المجازر في الساحل ...
- نماذج لدول طوت صراعاتها الأهلية بعد التقسيم
- رؤية وطنية لمعالجة مشكلة خور عبد الله
- من وجوه الفساد المقنن: كتب الشكر بالجملة!
- آن الأوان لتصحيح أحد أكبر أخطاء التأسيس في النظام الجديد
- لماذا فشل العراق في استثمار نفوذه الاقتصادي مع الأردن؟
- كفى.. عيب!!
- في سبيل تحقيق العدالة وانصاف الضحايا
- قبل أن تظهروا الشماتة في مناسبة تشييع من بذل روحه من أجل قضا ...
- كيف أصبح عدد سكان محافظة دهوك بعد عام 2003 أكثر من عدد سكان ...
- المنهجية الطائفية وامتدادها بعد سقوط نظام صدام
- سبع نقاط تفسر لماذا يجب أن نهتم كعراقيين بالشأن السوري
- عندما تتحول الدونية من عقدة إلى عقيدة
- عودة لقانون العفو العام
- لماذا ازدادت الازدحامات المرورية في بغداد مع زيادة عدد المجس ...
- نصف قرار خير من لا شيء!
- أزمة متفاقمة، وإرادة غائبة
- لمحة عن واقع التيارات المدنية العراقية
- عظة ومناشدة من وحي ما لحق بنا من عار


المزيد.....




- شاهد كيف يخاطر الفلسطينيون بحياتهم في بحر غزة لإطعام عائلاته ...
- محادثات إسطنبول: هل تكسر أوروبا الجمود النووي مع إيران؟
- زيلينسكي: أوكرانيا تخوض قتالا عنيفا حول مدينة بوكروفسك
- هل تصنع سيدات المغرب التاريخ بأول لقب أفريقي، أم تحقق النيجي ...
- -سفير مزيف لدولة وهمية خدع العاطلين- يقع في قبضة الشرطة الهن ...
- قيادي في -حماس- يكشف لـCNN ما دار في مفاوضات وقف إطلاق النار ...
- بالرغم من الخطر وانهيار البنى التحتية، أكثر من مليون لاجىء س ...
- كيف تحوّل الدم إلى عبء مالي في زيمبابوي؟
- حماس: لم نبلّغ بأي إشكال بشأن المفاوضات..ونستغرب تصريح ترامب ...
- محادثات إيران والترويكا الأوروبية..هل تسعى طهران لكسب الوقت؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - مؤشرات ترتفع.. ومصداقية تهبط!