محمد بلمزيان
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 14:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في فصل الصيف تطفو على سطح الواقع الإجتماعي ظواهر تعج بالتعفن، سلوكات منفرة مقززة لامحل لها من الإعراب بأعراف المجتمع الأصيل، أينما وليت وجهك إلا وتلتقط أذناك عبارات سوقية تتبادل بين البشر ، وتشاهد بأم عينك لوحات من انهيار الأنسنة وانتشار سلوكات أقرب الى الحيوان، في الطريق والشوارع حيث يمكن أن تلمس المستوى الثقافي الذي ينتشر بيننا في هذا الزمن المتردي، فالتزاحم والمنافسة أشبه الى حرب مفتوحة بين الناس، لا تخلو من الفاظ تستبطن مظاهر العدوانية في شخصية الإنسان المعاصر، كيف يتحول الى آلة لإنتاج العنف بكل مظاهره وتجلياته القوية على سحنات البشر وسلوكهم اليومي، تنغرس فيهم جميع عنواوين الهيمنة وحب السيطرة على الفضاء العام، في البر كما في البحر ، الكل ينبري من أجل احتلال أكبر مساحة في المكان،لا تهمهم حقوق الآخرين في مقاسمة هذا الفضاء، والإستفادة من ما يخول لهم القانون، لكن مظاهر العنجهية هي سيدة المكان والموقف في هذا الإطار ، لا مكان للحوار أوالكلام في هذا الزمن الرديء ومع جيل لم يتعلم أبجديات الكلام والإحترام، وقد يكون بعضهم استفاد من فرص التعليم، لكن هذا الأخير تنعدم فيه برامج حقيقية حول التربية والتكوين الشخصي للإنسان، يتحول الطريق العمومي في البر والشواطيء في البحر ملاذا لممارسة العربدة لدى البعض والتكشير عن أنياب الشراسة ، مع حضور عقلية محاربة كل من يريد الولوج الى الفضاء العام، وتحضرني كيف يتبول السبع أو الكلب على الشجرة حينما يريد أن يترك أثره ورائحته لتأكيد ملكيته للمكان، كذا .. إنه زمن الإنفلات الغريب عن القيم والسلوك البشري السوي، في مقابل طغيان مظاهر الإنحطاط وانهيار تام لثقافة العيش المشترك وثقافة الإعتراف بالآخر وحقه في السير في الشارع العام بدونم ضغط او مضايقة والولوج الى الشاطيء بعيدا عن ثقافة حب السيطرة والهيمنة.
#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟