زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 11:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي
11 أغسطس 2025
من موسكو إلى واشنطن، ومن كييف إلى بروكسل، تتجه الأنظار إلى ولاية ألاسكا الأمريكية، التي ستحتضن في الخامس عشر من أغسطس قمة مرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب. إختيار هذا الموقع لم يأتِ من فراغ، بل — كما يوضح الكاتبان الروسيان يلينا بانينا ودميتري شيفتشينكو — يحمل رسائل سياسية وتاريخية معقدة.
البروفيسورة والسياسية الروسية، عضو البرلمان الإتحادي، يلينا بانينا ترى أن "إختيار ألاسكا لا يقتصر على رمزيتها التاريخية كأرض كانت ذات يوم روسية، بل يعكس أيضًا منطقًا أمنيًا؛ فهي بعيدة عن التأثيرات الأوروبية ومحصنة نسبيًا ضد تدخلات أطراف ثالثة." أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الروسي دميتري شيفتشينكو فيشير إلى أن الموقع "يمنح فرصة نادرة لفتح حوار مباشر بين موسكو وواشنطن، بعيدًا عن ضجيج العواصم الأوروبية."
تاريخيًا، كانت ألاسكا جزءًا من «روسيا القيصرية» حتى عام 1867، حين بيعت إلى الولايات المتحدة. واليوم، تعود إلى واجهة الأحداث، ليس كملف تاريخي، بل كمساحة لتسوية أحد أعقد النزاعات الجيوسياسية المعاصرة: الحرب في أوكرانيا.
المفاوضات المرتقبة تضع أمام الأطراف سيناريوهات متباينة:
1) تسوية مرحلية على أساس إنسحاب أوكرانيا من أجزاء من دونباس مقابل ضمانات أمنية ودعم إقتصادي غربي.
2) إتفاق شامل يعيد رسم الحدود ويقر «تجميد» الوضع في مناطق أخرى بإنتظار تسوية نهائية.
2) فشل المفاوضات، وهو سيناريو قد يدفع إلى تصعيد ميداني أو إبتكار صيغ ضغط جديدة.
بالنسبة لروسيا، ترى بانينا أنه "من منظور موسكو، لا ينبغي النظر إلى القمة فقط في إطار الأزمة الأوكرانية، بل بإعتبارها جزءًا من إعادة تشكيل التوازن العالمي، حيث يمكن للقطب الشمالي أن يصبح ساحة للتفاهم بدلًا من الصراع." أما واشنطن، فيبدو أن رهانها ينحصر في إختبار مدى إستعداد الكرملين لتنازلات ملموسة يمكن تسويقها كـ«إنتصار دبلوماسي» للرئيس ترامب.
وسط هذه الحسابات، تبقى ألاسكا — كما وصفها شيفتشينكو — "إحدى ساحات التنافس الكبرى بين القوى الدولية، وربما ساحة للمقايضات السياسية والاقتصادية في المستقبل القريب."
******
ملحق: معلومات سريعة عن ألاسكا
• الاكتشاف الروسي: أول من وصل إليها الروس بقيادة سيميون دجنيف عام 1648.
• التوسع الروسي: خلال القرن الثامن عشر والنصف الأول من التاسع عشر، شملت أراضي «أمريكا الروسية» ألاسكا وأجزاء من الساحل الغربي الأمريكي حتى كاليفورنيا.
• البيع للولايات المتحدة: تم عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار.
• الموقع الجيوسياسي: تشترك مع روسيا في حدود بحرية ضيقة عبر مضيق بيرينغ.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟