أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الوجه الآخر والقبيح للدول الليبرالية الديمقراطية !؟














المزيد.....

الوجه الآخر والقبيح للدول الليبرالية الديمقراطية !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من كل المزايا والحقوق السياسية والاقتصادية والقدر الجيد من العدالة الاجتماعية والقضائية التي يتمتع بها الأفراد، كبشر وكمواطنين، في الدول الديمقراطية الليبرالية، خصوصًا في أوروبا الغربية، فإن الدولة الديمقراطية فيما يخص الشأن الخارجي وساحة اللعبة الدولية قد تمارس الظلم والوحشية والاستعمار !!.... هذا شيء ثابت في التاريخ البعيد (حقبة الاستعمار) والقريب (احتلال العراق وأفغانستان)!... إسرائيل دولة ديمقراطية لا شك في ذلك لكنها دولة ديمقراطية غير ليبرالية، فالليبرالية تقوم على احترام حقوق وكرامة الإنسان والأقليات، فهي دولة استيطانية لليهود أينما وجُدوا، قامت على استجلاب اليهود من كل أنحاء الأرض ليحلوا محل السكان الأصليين، كما هي (دولة الدواعش) الاستيطانية التي قامت على أساس ديني و(أسطوري) وهي دولة للمسلمين أينما وجدوا !!، تستجلبهم ليسكنوا في دولة (إسلاماوية استيطانية أصولية شمولية ديكتاتورية) مقامة على جزء من أرض السوريين والعراقيين، وهي دولة للمسلمين فقط، لأنها قامت على أساس ديني (أسطوري) وليس دولة لكل المواطنين بلا تمييز!، وهكذا حال دولة الاستيطان اليهودي الصهيوني على أرض فلسطين! دولة فصل عنصري، دولة استيطانية مُقامة بالقوة وطريق الخداع على أرض الغير(الشعب الفلسطيني)، دولة تمارس الوحشية ضد المدنيين في غزة والضفة!! ومع ذلك لا يمكن إنكار أنها دولة ديمقراطية بالفعل فيما يخص التداول على السلطة والعملية السياسية وإدارة الشأن الداخلي السياسي بين الفرقاء السياسيين المتنافسين على الحكم، ومع ذلك ففي المحصلة، وكما فضحتها أمام العالم حرب غزة، فهي دولة ديمقراطية بالفعل لكنها دولة ظالمة شريرة ذات وجه قبيح تمارس الإبادة ضد الفلسطينيين!


إن الديمقراطية هي ((نظام سياسي داخلي محلي)) يتعلق بالشأن الداخلي وحقوق الشعب والمواطنين وبطريقة إدارة وتداول السلطة داخل البلد (من يحكم؟ وكيف؟) وفق رغبة أغلبية (الناخبين) - وليس بالضرورة أغلبية الشعب! - وكذلك طريقة تعامل الدولة مع مواطنيها – بما فيهم معارضوها الأشداء - بشكل دستوري يحترم إنسانيتهم وحقوق مواطنتهم، وأيضًا يحكم ويضبط طريقة تعاملها مع من يعارضونها وينتقدونها بشدة ويتهمونها، ليل نهار في وسائل الإعلام، بالفساد أو إساءة استعمال السلطة أو تبديد أموال الناخبين على مغامراتهم في الخارج!!.. فالدولة الديمقراطية الليبرالية، والتي على رأسها الحكومة المنتخبة، محكومة بالدستور والقوانين والأخلاق والآداب والأعراف السياسية في التعامل مع خصومها وليس كما هو الحال في الأنظمة الديكتاتورية الشمولية، نظام العقيد القذافي مثالًا، تحرّم وتجرّم المعارضة وتبطش بكل من يعارض أو ينتقد رأس الدولة في الداخل والخارج!.. لا الديمقراطية ليست هكذا فهي تحترم حقوق وحريات وأملاك المواطنين ولا تعتدي عليها، فهذا هو الوجه الإنساني الجميل للديمقراطية والليبرالية كنقيض للديكتاتورية والشمولية!
فالديمقراطية،إذن، هي الجزء الأساسي المنظم والضابط لعملية إدارة الشأن الداخلي (المحلي) المحكوم بالدستور وحقوق الإنسان المواطن ورقابة البرلمان والصحافة الحرة، وليست جزءًا أساسيًا في الحقيقة من إدارة الشأن الخارجي (الدولي) المحكوم بالمصالح والثوابت الإستراتيجية القومية والأمن القومي للدولة وطريقة إدارتها للصراع الدولي مع منافسيها وخصومها الدوليين حيث البقاء للأقوى والأغنى والأمكر والأكثر ذكاءً ودهاءً!!!
هذه هي المفارقة في سلوك الدولة الليبرالية الديمقراطية بين الداخل والخارج، ففي الساحة الدولية ليست هناك ديمقراطية بل ((صراع دولي)) بين الأقوياء والكبار المتنافسين على تقاسم مناطق الثروات ومناطق النفوذ في العالم إلى درجة يمكن القول أن اللعبة الدولية محكومة بالمثل العربي الذي يقول ((إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب))!! تارة تكون ذئبًا يرتدي مسوح الإنسان الخلوق الطيب الذي يدافع في خطابه الرسمي عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب!، وتارة تكشر عن أنيابك وتشهر مخالبك في وضح النهار وتبطش بالخصوم والمنافسين!


مثلًا بريطانيا وفرنسا وايطاليا عندما استعمرت عدة دول عربية وغير عربية (الهند مثلًا) ومارست فيها القمع والظلم والوحشية كانت دولًا ليبرالية وديمقراطية داخليًا ومحليًا لكنها خارجيًا وفي ساحة الصراع الدولي تحولت إلى دول استعمارية تغزو بلدانًا أخرى من أجل الثروة أو مد النفوذ، كما لو أنها وحوش ضارية كاسرة وسط الغابة!!، فعندما تجد هذه الدول الديمقراطية أن مصالحها القومية مهددة تتحول إلى وحوش كاسرة ولا تتورع حتى عن ممارسة الوحشية وابتلاع الدول والشعوب الضعيفة ونهب ثرواتها كما فعلت فرنسا في (الجزائر) وكما فعلت ايطاليا في برقة وطرابلس الغرب عام 1911 (ليبيا لاحقًا!)!

هذه هي المفارقة الغريبة والمؤلمة بين جمال وسلمية وإنسانية وليبرالية الدول الديمقراطية في الداخل وبين قبحها في الخارج وعنفها وديكتاتوريتها وجبروتها ضد الآخرين في بعض الحالات والأوقات! عن الوجه الآخر و(القبيح) للدول الديمقراطية الليبرالية في الساحة الدولية أتحدث، ولكن من أجل الإنصاف، ولعرض الوجه الآخر للحقيقة، فيجب الاعتراف أننا نحن المسلمين - سواء في العهد العربي أو العهد التركي - عندما أصبحنا دولة وإمبراطورية عظمى أخذنا نغزو البلدان الأخرى ونحتلها ونمتلك أراضيها ونأخذ ثرواتها بل ونأخذ حتى نسائهم وأطفالهم سبايا وعبيدًا لنا !!... هذه حقيقة أخرى يجب أن لا نقفز فوقها!.. لكنها حقيقة تؤكد لنا أن منطق التاريخ ومنطق الوضع الدولي لا يقوم على الديمقراطية بل على القوة ومد النفوذ وتوسيع رقعة وثروة الدولة بالطرق الناعمة وكذلك بالطرق الخشنة إذا لزم الأمر!!
********
أخوكم المحب
2023



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة القصة والرواية العربية باختصار؟
- عن البيرتو مورافيا وأصوله اليهودية التي ظل يخفيها خوفًا من ( ...
- هل تم القضاء على الاخوان وانتهى امرهم!؟
- نقاش حول الفقرة الأخيرة من الكتاب الأخضر!؟؟
- من اعترافات رجل فاشل!!؟
- ذكرياتي مع أول شخصية مصورة (زوزو)!؟
- التصور الاسلامي الليبرالي لدولة سوريا الجديدة والرشيدة!؟
- الصادق النيهوم المغضوب عليه من الاسلاميين العرب والعلمانيين ...
- وراء كل فيلسوف زوجة متنمرة!!؟
- هل بريطانيا أسست دولة اسرائيل أم الحركة الصهيونية!؟
- بين الحكومات الديموقراطية (الفاشلة) والحكومات الديكتاتورية ( ...
- أيهما تأثيره أكبر على الآخر، الشعب ام الحاكم!؟
- نتائج حرب غزة النهائية لم تظهر بعد !
- الفرق بين القذافي وعبد الناصر كبير جدًا!!
- أيها الحب! هل تسمعني!؟
- الغباء والذكاء والحقائق المخيفة العشر!؟
- الديموقراطية بين الدولة اليهودية والدول العربية!
- الليبرالية والديموقراطية، أيهما أحوج للآخر !؟
- مسلسل معاوية بين الرؤية الفنية والروايات التاريخية!
- مسلسل (معاوية)، أسئلة واجابة؟!


المزيد.....




- ستيفي نيكس تؤجل حفلاتها بعد إصابتها بكسر في كتفها
- من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني ...
- الحكومة الإسرائيلية تصوت بالإجماع على إقالة النائب العام غال ...
- مقتل الطالب السعودي محمد القاسم طعنا في مدينة كامبردج البريط ...
- -اليد الميتة-.. ما هو سلاح روسيا النووي الانتقامي الذي حرك ل ...
- التين الشوكي -كنز غذائي- ربما لا يعرفه كثيرون
- غزة: تسجيل مقتل 94 شخصا اليوم وتأكيدات بأن المساعدات الملقاه ...
- في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: عون يؤكد أن القانون سي ...
- قطاع غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات ...
- ماذا نعرف عن متلازمة غيلان باريه المتفشية بين الأطفال في قطا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الوجه الآخر والقبيح للدول الليبرالية الديمقراطية !؟