فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 15:18
المحور:
الادب والفن
أكره الأبواب الموصدة, لذلك تركتُ باب جرحي مفتوحا.
لا مسكن لي,
فلماذا أقطّب جراح الأبواب؟
أعظم الشّعراء:
الّذين يفقؤون عين المفتاح بأقلامهم, كي لا يراهم أحد وهم يكتبون نصوصا بألوان دمائهم!
أعظم الشّعراء:
الّذين يجلسون داخل جرحهم..
يكتبون نصوصهم..
ثمّ يخرجون لينشروها في الشّمس حتّى تجفّ!
لا تدع أحدا يقرأ جرحك نيّئا إذن.
***
أحيانا
أدخل إلى جرحي..
أعِدُّ
طاولة و كرسيَّيْن,
قارورةَ نبيذ و كأسيْن.
لكنّي لا أجد من يجالسني هناك.
هكذا
أخرج وحيدا كما دخلتُ.
***
فقْأ عيون الأبواب ليس كافيا ليُصاب
(المتلصّصون..
المُخبرون..
حرّاس الأمن العامّ...)
بالعَمى.
***
[مِن نسْغ الحكايات المؤلمة الّتي لم أجد متّسعا من حبال الغسيل لأنشرها في الشّمس أنّ مراقب الضّرائب رصدني و أنا أفتح باب جرحي على مصراعيْه, فاتُّهِمْتُ بعدم التّصريح بأملاكي! ]
/«محكمة»/
وقف كلّ الحاضرين احتراما لِجَناب المفتّشين في قلب جرحي.
«...»
/«محكمة...»/
قضت المحكمةُ
بإغلاق جرحكَ بالحديد و النّار..
بمصادرة نصوصك المخبّأة فيه..
بمصادرة نصوصك المنشورة في الشّمس أيضا..
بالتّفويت في الطّاولة و الكرسيّين ليرِثها مدعوّون لم يجلسوا إليْك يوما..
بكسر كلّ قوارير النّبيذ و الكؤوس الّتي أعددتها لأيّام الوحدة.
***
«مطرقة»
هُشِّمَ رأسُ شاعرٍ لا مسكن له غير جرحه..
و رُفِعت القصيدة.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟