أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - العمل التطوعي، استثمار في الإنسانية















المزيد.....

العمل التطوعي، استثمار في الإنسانية


حيدر جواد السهلاني
كاتب وباحث من العراق


الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 00:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" مجتمع دون تطوع، مجتمع بلا حضارة".
المقدمة:
أن العمل التطوعي نشأة منذ بداية الإنسان وبدوافع إنسانية، فقد أدرك الإنسان منذ بدايته ضرورة العمل التطوعي والتعاون الاجتماعي، وذلك من أجل ضرورة البقاء وتحقيق الحماية من الاخطار والحيوانات المفترسة، وتحقيق الأمان من خلال الانتماء للجماعة، وتأمين الغذاء والماء والمسكن، ثم ترسخت تلك المبادرات وتحولت إلى أعمال فردية وجماعية يقدمها القادرون للفئات الأقل قدرة وإمكانية، ومع تطور المجتمعات الإنسانية وتحولها إلى قبائل وعشائر وأمم، تنامى احساس الفرد بموقعه ضمن الجماعة ونشأت روابط أسرية واجتماعية، وبالتالي تطورت الروابط التي يؤمنها الانتماء للجماعة، مما شكل تطورها مبادئ العمل التطوعي والاجتماعي في الحضارات اللاحقة، وهكذا تطورت ثقافة العمل التطوعي عبر العصور من مجرد تعاضد إنساني غير منظم إلى مفهوم أخلاقي دعت إليه كل الديانات السماوية، ومن ثم إلى مفهوم مجتمعي يمثل نشاطاً مدنياً بات قطاعاً منظماً مستقلاً، وبذلك العمل التطوعي، هو نشاط إنساني وسلوك حضاري يساهم في تعزيز روح التعاون والعطاء بين أبناء المجتمع، ويشكل أحد المظاهر الاجتماعية وسمة المجتمعات الحيوية، لدوره في تفعيل طاقات المجتمع وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم، ويسعى العمل التطوعي لخلق روح إيجابية إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، فالتطوع هو ممارسة تتطلب ثقافة ووعياً بما يقدم لنا وللأخرين، لأن التطوع هو منا ولأجلنا، ونابع عن خلق العطاء العظيم، والهمة القوية، وبمثابة عمل سام وجميل، ويعتبر العمل التطوعي ركيزة أساسية هامة في بناء المجتمعات والنهوض بها وتطويرها وتنميتها خاصة في وقتنا الحالي، ويكتسب العمل الاجتماعي التطوعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، حيث أن نجاح العمل التطوعي يعتبر مقياساً تقويمياً لمستوى الأمم والأفراد والدول، وعاملاً من عوامل التوازن والتكامل بين الاغنياء والفقراء سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو دولاً، وهو صمام أمن وقائي بين المجتمعات والدول، وبين الدول نفسها حيث يساعد على تقليص الجريمة ونزع مخالب التحاسد بين الأفراد والمجتمعات. وتعد بريطانيا أول من أسس فرقاً من المتطوعين، وذلك لمواجهة حريق لندن الذي عرف بالحريق العظيم في سبتمبر عام 1666، كما أنها استفادت من المتطوعين أبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، أول من قام بتنظيم العمل التطوعي في العالم، حيث أصدرت في ديسمبر عام 1737، قانوناً ينظم العمل التطوعي في العالم، في مجال إطفاء الحريق بمدينة نيويورك.
التعريف:
العمل التطوعي، هو عمل غير أناني يقدم فيه المرء وقته ومهاراته وموارده لمساعدة الآخرين دون توقع أي شيء في المقابل، فيعد هذا الشكل من أشكال العمل الخيري أمراً بالغ الأهمية لمعالجة القضايا الاجتماعية ودعم المجتمعات المحتاجة وتعزيز التغيير الاجتماعي الإيجابي، ومن أهم تعريفات العمل التطوعي:
1_منظومة تتكون من الاخلاقيات والمبادئ والقيم التي تشجع على المبادرة في القيام بالخير الذي يتعدى نفعه الذات ليصل إلى الآخر، ويكون من خلال جلب النفع أو درئ المفاسد، ومن الجدير بالذكر أن التطوع يكون دون إكراه أو ألزام.
2_تقديم المساعدة والعون والجهد من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع عموماً ولأفراده خصوصاً، وقد اطلق عليه مسمى عمل تطوعي، لأن الإنسان يقوم به طواعية دون أجبار من الآخرين على فعله، فهو إرادة داخلية، وتغليب لسلطة الخير على جانب الشر، ودليل على ازدهار المجتمع، فكلما زاد عدد الأفراد الايجابيين في مجتمع ما أدى ذلك إلى تطوره ونموه.
3_الجهد الذي يقوم به الإنسان اتجاه المجتمع الخاص به، دون الحصول على مقابل من أجل تحمل المسؤولية الخاصة في أرضاء الدوافع الإنسانية والمشاعر الداخلية اتجاه المجتمع.
من أهم الشروط التي يجب توفرها في المتطوع:
1_أن يكون لديه المدة المناسبة لممارسة النشاطات التطوعية، وأن يكون لديه القدرة على التنسيق وإدارة المدة بطريقة بناءة.
2_أن تكون إمكانية المتطوع وقدراته ملائمة مع الجهود الضرورية منهم، بحيث يكون لديه النضج العقلي والتقدمي الذي يحدد حسن التصرفات في المواقف المختلفة.
3_قدرة المتطوع على التعامل بأسلوب ديمقراطي وتعاوني.
4_يجب أن يتحلى المتطوع بالبشاشة وروح لطيفة، والود مع الجميع دون تفريق بينهم.
5_أن يكون المتطوع لديه القدرة على تحمل المسؤوليات، والاستناد عليه في قيامه بالأشغال بحدود طاقته.
6_أن يكون لدى المتطوع مستوى ثقافي ووعي بالأوضاع المجتمعية وقضايا المجتمع.
مفهوم العمل التطوعي:
العمل التطوعي، هو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة صادقة استناداً لما يتمسك به من مبادئ، ويعتبر التطوع فعل حسن ويسهم في بناء المجتمع بشكل كبير، ويقضي على الأنانية والفردية ويزيد من الوحدة الاجتماعية، وهو ظاهرة اجتماعية تتضمن جهوداً إنسانية تبذل من قبل أفراد المجتمع، بصورة فردية أو جماعية ويقوم بصفة أساسية على الرغبة والدافع الذي سواء كان هذا الدافع شعورياً أو لا شعورياً، ويعتبر العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي والتراحم فيما بين المجتمع، والعمل التطوعي هو ممارسة إنسانية ارتبط بكل معاني الخير والعمل الصالح، وهو بوجه عام يجمع الطاقات المهدرة ويسخرها لخدمة البناء والتنمية الاقتصادية من خلال المؤسسات والمنظمات والهيئات الخيرية، لذا حرصت الدول المتقدمة في ترسيخ مفهوم العمل التطوعي، والحث عليه بين جميع الفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة، وخلق المناخ الملائم لتشجيع كل أفراد المجتمع للعطاء والإبداع، ويرتبط مفهوم العمل التطوعي بالتنمية الشاملة، ومن خلال مجموعة الأعمال والبرامج التي تستهدف الإنسان وترقى به، ابتداءً من الفرد ثم الأسرة، ثم تمتد إلى المجتمع، فصلاح الأسرة من صلاح الفرد، وصلاح المجتمع من صلاح الأسرة، إذ بداية العمل التطوعي ضروري أن تكون من خلال الأسرة، ويكون هنا واجب الوالدين في بث روح التطوع بين أبنائهم منذ الصغر من خلال ممارستهم لبعض سلوكيات التطوع، كما أن تكريم الآباء لأبنائهم وتقدير جهودهم والثناء عليهم يعطيهم حافزاً ودافعاً لمواصلة عملهم لخدمة المجتمع والارتقاء به، وأيضاً للمدرسة دور مهم في تعزيز هذه الروح التطوعية، وللمجتمع والدولة دور مهم وكبير في توفير للمتطوع بيئة خاصة ومحفزة وتغطيتهم بقانون، وممكن اعطاء حوافز معنوية ومادية رمزية، فمشروع التطوع مشروع مهم جداً في بناء الدولة والحفاظ عليها، فهو يكفل التطور والبناء، ويعطي الأفراد والمجتمع الاحساس بالمسؤولية تجاهه شعبهم، والحفاظ على الشعب مسؤولية الجميع، ويعد التطوع رافد مهم وقوي للدولة، لذلك تجد الدول المتقدمة تعتني به عناية خاصة.
العمل التطوعي ممارسة إنسانية عرفتها المجتمعات منذ القدم لأنه ينطلق من إنسانية الإنسان مهما كان منصبه أو درجته المهنية أو حالته المادية، فالتطوع هو ما ينبع من ذات الإنسان وباختياره من دون أي إلزام عليه، وقد يكون بدافع ديني أو اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي أو حتى مادي، كما يمثل العمل التطوعي ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجتمعات البشرية منذ الأزل وذلك باعتباره ممارسة إنسانية، وللعمل التطوعي أهمية كبيرة تؤثر بشكل إيجابي في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، ومن كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية، حيث يمثل العمل التطوعي تجسيداً عملياً لمبدأ التكافل الاجتماعي، باعتباره مجموعة من الأعمال الإنسانية والخيرية والمجتمعية، ويعد العمل التطوعي من أهم الوسائل المستعملة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، بل إن تعقد الظروف الحياتية، وزيادة الاحتياجات الاجتماعية، جعل الحاجة أكبر لوجود منظمات تطوعية، والعمل التطوعي أيضا أحد المؤشرات الهامة على تقدم الأمم وازدهارها، فكلما ازداد التقدم والرقي في دولة معينة ازداد حجم مشاركة مواطنيها في العمل التطوعي، كما أن تنمية ثقافة العمل التطوعي في المجتمع أصبحت مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة وحاجة ملحة لمواكبة التنمية والتطور السريع في كافة مجالات الحياة، ويعتبر العمل التطوعي وسيلة من وسائل النهوض بالمجتمعات، وأداة من أدوات التنمية، وشكل من أشكال المشاركة على اختلافها.
موقف الاسلام من العمل التطوعي:
أن الدين الإسلامي يؤكد على مبدأ التطوع، لأنه دين اجتماعي، وقد حث الإسلام على العمل خارج نطاق المنفعة، والذي يبتغي فاعله وجه الله(جل جلاله) وقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث على التطوع في فعل الخير، وتؤكد وتقرر على ضرورة التعاون والتكافل والتآلف بين الناس ومن هذه الآيات، قوله تعالى "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، الآية7، سورة الزلزلة". وقوله تعالى" وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ، الآية73، سورة الأنبياء". وقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، الآية77، سورة الحج". وقوله تعالى" وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الآية148، سورة البقرة". وقوله تعالى "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ، من الآية48، سورة المائدة". وقوله تعالى "لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا، الآية114، سورة النساء". وقوله تعالى (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، من الآية184، سورة البقرة". وفي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة إلى فوائد التطوع على المتطوع نفسه، فبالإضافة إلى الثواب الجزيل والأجر العظيم في الآخرة فإنه في الدنيا يحصل على مردود معنوي، فالعمل التطوعي وسيلة مهمة من وسائل الحصول على السعادة والراحة النفسية، وقد ذكرت أحاديث كثيرة عن الرسول (ص) والأئمة الأطهار(ع) تدعوا المسلمين إلى فعل الخير والسعي في قضاء حوائج الناس ونفعهم حتى ينالون الأجر العظيم من الله(جل جلاله)، فالعمل التطوعي مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، نظراً لما يحققه العمل التطوعي من التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد.
تعزيز ثقافة التطوع:
أن المجتمع العربي، ورغم كل ما تمتلكه ثقافة التطوع في الإسلام من مخزون قيمي وأخلاقي أصيل ومحفز ومشجع، وما يحض عليه الدين الحنيف من دوافع كبيرة للانخراط في مجالات العمل التطوعي، إلا أن الملاحظ مع الاسف هو تدني التفاعل مع مجالات العمل التطوعي في مجتمعاتنا أو في غالب مجتمعاتنا العربية، ويعود ذلك لعدة أسباب منها، كثرة الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة الكثيرة، وحتى المستقلة منها هو تابع للدولة، وهذا ما أوحى إلى المجتمع بأن الدولة تستطيع القيام بكل شيء، وهذا ادى إلى شعور المواطن ببعد المسؤولية التطوعية باتجاه وطنه، إضافة إلى ذلك في بعض البلدان العربية ينخر الفساد حكوماتها، وتجد الحكام أنفسهم يتكلمون عن الفساد السائد في دولهم، مما جعل المواطن لا يقدم على الأعمال الخيرية والتطوعية، لأنه يرى من يحكمه هو فاسد وينهب خيرات البلد، إضافة إلى ذلك غياب الترويج لثقافة التطوع، وعدم توضيح المضامين النبيلة للأعمال التطوعية واهتمام معظم الأفراد بقضاياهم الخاصة، وعدم إعطاء أي أهمية لقضايا المجتمع والمصلحة العامة للأمة، وعلى الرغم من أن الشعوب العربية تمتاز بالكرم ولها تاريخ حافل بالكرم، لكن هذه الميزة غير مستثمرة، إضافة إلى ذلك فقدان التخطيط ونقص التدريب والتأهيل لمن يقدمون على التطوع، فضلاً عن وجود معوقات ومشاكل تعترض طريق العاملين في الأعمال التطوعية، مما يدفع الكثير إلى الابتعاد عن المشاركة في الأعمال التطوعية، إضافة إلى ذلك تقليدية بعض المؤسسات الإنسانية وعدم قدرتها على إنتاج خطاب ثقافي تطوعي قادر على التجديد والفاعلية والتجاوب مع متغيرات العصر، لذلك من الضروري للمجتمع العربي وبالخصوص الجمهوريات التي هب عليها الربيع العربي بحاجة ماسة لتفعيل ثقافة التطوع، عن طريق صياغة خطاب ثقافة التطوع بأسلوب حديث قادر على التأثير في الأجيال الجديدة، والتركيز على الفوائد ومكتسبات العمل التطوعي للأفراد المتطوعين، إذ تعد ثقافة التطوع، هي الركيزة الأساسية نحو إيجاد الأرضية الملائمة لنمو شجرة العمل التطوعي وتقوية روافده، وتفعيل أنشطته النبيلة، لذلك يفترض من الدولة تفعيل ثقافة العمل التطوعي داخل المجتمع، وذلك من خلال المدارس والأكاديميات ومن خلال أيضاً الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وتعريف المجتمع بفائدة هذا العمل وغرس قيمه الإيجابية من خلال برامج العمل التطوعي، حيث أن هذا العمل سيساهم في بناء الشخصية وتعزيز روح التعاون مع أفراد المجتمع، ويجعل الدولة في مقدمة الدول، وبذلك إن تعزيز ثقافة العمل التطوعي يتطلب جهوداً متضافرة من جميع أطياف المجتمع، ويجب أن تبدأ هذه الجهود من مرحلة مبكرة في حياة الأفراد وتستمر عبر مختلف مراحل حياتهم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
1_غرس قيم التطوع في المناهج التعليمية منذ الصغر، فهذا يساعد في ترسيخ مفهوم التطوع كجزء أساسي من المسؤولية الاجتماعية لدى الأطفال منذ نعومة أظافرهم.
2_تنظيم حملات توعية مستمرة حول أهمية العمل التطوعي وآثاره الإيجابية، وهذه الحملات يمكن أن تشمل إعلانات تلفزيونية، ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفعاليات مجتمعية لنشر الوعي حول فوائد التطوع للفرد والمجتمع،
3_تسليط الضوء على قصص النجاح والتجارب الملهمة في مجال العمل التطوعي، من خلال نشر قصص المتطوعين الملهمة وإبراز التأثير الإيجابي لجهودهم، وعرض قصص نجاح لشباب حصلوا على فرص عمل بفضل خبراتهم التطوعية.
4_تشجيع المؤسسات الحكومية والخاصة على تبني برامج للمسؤولية الاجتماعية تشمل العمل التطوعي، ويمكن للحكومات سن تشريعات تحفز الشركات على إشراك موظفيها في أنشطة تطوعية، مثل منح إعفاءات ضريبية للشركات التي تنظم برامج تطوعية لموظفيها، هذا من شأنه أن يشجع المزيد من الأفراد على المشاركة في العمل التطوعي من خلال أماكن عملهم.
5_إنشاء منصة إلكترونية موحدة تجمع كافة الفرص التطوعية المتاحة، وتسهيل إجراءات التسجيل والمشاركة في الأعمال التطوعية.
6_توفير التدريب اللازم للمتطوعين لضمان كفاءة أدائهم، وهذا يضمن أن المتطوعين مجهزون بالمهارات والمعرفة اللازمة لأداء مهامهم بفعالية، مما يزيد من رضاهم عن تجربة التطوع ويحسن جودة الخدمات المقدمة.
7_استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول أهمية العمل التطوعي، وإنتاج محتوى إعلامي جذاب يسلط الضوء على تأثير العمل التطوعي في المجتمع.
8_شرح كيف يساهم العمل التطوعي في تحسين الصحة النفسية، ويمكن الاستعانة بخبراء في مجال الصحة النفسية لتقديم معلومات عن كيفية مساهمة العمل التطوعي في تقليل التوتر والاكتئاب وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.
9_توضيح دور التطوع في زيادة الشعور بالرضا والسعادة، ويمكن إجراء استطلاعات للرأي بين المتطوعين لقياس مستويات رضاهم وسعادتهم قبل وبعد المشاركة في الأنشطة التطوعية.
10_إبراز أهمية العمل التطوعي في تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، ويمكن تسليط الضوء على كيفية مساهمة العمل التطوعي في خلق روابط قوية بين الأفراد والمجتمع.
فوائد العمل التطوعي:
العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمعات القوية والمتماسكة، فهو يعزز روح التعاون والتكافل الاجتماعي، ويساهم في تنمية المهارات الشخصية والمهنية للمتطوعين، إذ إن أهمية العمل التطوعي تتجلى في قدرته على سد الثغرات التي قد تعجز عنها الجهود الحكومية والمؤسسات الرسمية، مما يجعله عنصراً حيوياً في تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي. ومن أهم فوائد العمل التطوعي:
1_ اشباع الجانب الديني والروحي، و يعالج الأمراض الروحية والجسدية، إذ في الاعمال التطوعية تربية ذاتية نفسية للمتطوع، حيث يؤدي ذلك إلى الصحة النفسية ويعالج قسوة القلب.
2_ تفريغ الطاقة، فالعمل التطوعي يمارس دوره في تفريغ الطاقات عبر المجالات المختلفة والمتنوعة.
3_ شغل أوقات الفراغ، فكثيراً ما يعيش الشباب اهتمامات غير جادة، باللهو العابث و في بعض الاحيان المحرم، لذلك يفترض غرس الاهتمامات والقضايا الجادة لديهم، فينصرفون تلقائياً عن التعلق باللهو والعبث.
4_ الراحة والطمأنينة النفسية، فيجد المتطوع اثناء قيامه بعمله التطوعي مشاعر الرضا عن النفس والراحة النفسية.
5_ يساهم في تهذيب الأخلاق، وذلك من خلال مخالطة الناس ومعايشتهم أبان عمل التطوع.
6_ يدفع المتطوع نحو اكتساب سلوكاً إيجابياً أفضل.
7_ينمي لدى المتطوع التفكير الإبداعي في تحقيق الاحتياجات.
أهداف العمل التطوعي:
1_ فتح المجال أمام أفراد المجتمع لخدمة دينهم ووطنهم.
2_ الحفاظ وبث روح التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
3_ اعطاء الفرصة لأفراد المجتمع في إبراز مهاراتهم وتنميتها.
4_ تعزيز الانتماء والولاء لدى الأفراد لوطنهم أثناء مشاركتهم في الأعمال التطوعية.
5_ القضاء على الفراغ الذي يعانيه بعض أفراد المجتمع.
آثار العمل التطوعي:
1_ إشاعة التراحم بين المجتمع.
2_ القضاء على البطالة، وذلك من خلال توظيف الطاقات الشابة.
3_ حل مشاكل الفقر.
4_ حماية المجتمع من الجرائم والانحراف.
5_ المساهمة في تنمية ونهضة المجتمع.



#حيدر_جواد_السهلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضفاف دجلة حيث تتجدد روح الجواهري
- الآثار العامة للبطالة
- فلسفة العمل
- دراسة في أسس النهضة اليابانية
- الحكم المدني في فلسفة جون لوك
- رائد الفيزياء الحديثة العبقري أينشتاين
- عراب النضال السلمي غاندي
- سقراط الجديد جبريل مارسيل
- الرجل الثاني في الإسلام وصوت العدالة الإنسانية، أمير المؤمني ...
- مفهوم الميتافيزيقا
- الظاهرة العبثية الإلحاد
- الاقتصاد في فلسفة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر
- النظام الاجتماعي في فلسفة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر
- العالم الذي قهر الإعاقة ستيفن هوكينج
- مفهوم الهوية في فكر عبدالجبار الرفاعي
- فرسان العراق في حرب 6أكتوبر
- مفهوم الولاء في فلسفة جوزايا رويس الأخلاقية
- المعوقات الاجتماعية لمشاركة المرأة العربية في صنع القرار الإ ...
- الدين والتدين في فكر عبدالجبار الرفاعي
- موقف عبدالجبار الرفاعي من التربية


المزيد.....




- ترامب: نعمل على خطة لـ-إطعام- سكان غزة.. وكان يجب أن يحدث ذل ...
- سوريا- مظاهرات في السويداء والحكومة تشكل لجنة تحقيق في العنف ...
- صحف أوروبية ـ الاتفاق الجمركي يُضعف الثقة بين أوروبا وأمريكا ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يزور غزة وسط كارثة إنسانية
- ماذا نعرف عن قرار فرض الرسوم الجمركية الذي وقعه ترامب؟
- كيف علق أهالي غزة على زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى ...
- أبرز تداعيات فرض ترامب للرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي ...
- الهجمات الروسية بالمسيرات على أوكرانيا تسجل رقما قياسيا في ي ...
- غزة .. بين زيارة ويتكوف ومعضلة المساعدات الملقاة جوا
- الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - العمل التطوعي، استثمار في الإنسانية