أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - الآثار العامة للبطالة















المزيد.....



الآثار العامة للبطالة


حيدر جواد السهلاني
كاتب وباحث من العراق


الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 21:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ، من الآية 11سورة الرعد".
المقدمة:
تعد البطالة ظاهرة اجتماعية واقتصادية وجدت مع وجود الإنسان، وهي من أخطر وأكبر المشاكل التي تهدد استقرار الأمم والدول، وتختلف حدتها من دولة إلى أخرى ومن مجتمع لآخر، وهي تنشأ نتيجة ظروف وعوامل سياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة، وتشكل السبب الرئيسي لمعظم الأمراض والمشاكل الاجتماعية في المجتمع، فالبطالة قنبلة موقوته وقابلة للانفجار، وظاهرة عالمية يندر أن يخلو مجتمع من المجتمعات منها، وهي تأخذ أشكالاً وأنواعاً متعددة منها ما هو ظاهر سافر ومنها ما هو مقنع، ولكل منهما أسبابها الظاهرة والباطنة، و تعتبر مرضاً مزمناً يجب علاجه، إذ أن مشكلة البطالة تعد من أخطر المشاكل التي تهدد استقرار وتماسك المجتمعات، ولكن نجد أن أسباب البطالة تختلف من مجتمع إلى مجتمع، حتى إنها تختلف داخل المجتمع الواحد من منطقة الى أخرى فهناك أسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية وأخرى سياسية تؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة.
أن البطالة داء ومرض فتاك ويعرض الأمة لأزمات اقتصادية واجتماعية وأخلاقية، و لها آثار على كافة المستويات، ولها آثار على مستوى الفرد المتعطل من ناحية وعلى المجتمع من ناحية أخرى، كما أن لها آثار على اقتصاد الدولة وسياستها وأمنها، وتمثل قضية البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم، باختلاف مستويات تقدمها و أنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فلم تعد البطالة مشكلة الدول النامية، بل اصبحت واحدة من أخطر مشاكل الدول المتقدمة، ولعل أسوأ وأبرز سمات الأزمة الاقتصادية العالمية التي توجد في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، هي تفاقم مشكلة البطالة أي التزايد المستمر المطرد في عدد الأفراد العاطلين عن العمل، وقد دخلت البطالة مرحلة جديدة تختلف عن البطالة قبل الحرب العالمية الثانية، إذ كانت البطالة قبل الحرب جزءاً من الدورة الاقتصادية، بمعنى أنها تظهر مع ظهور مرحلة الركود الاقتصادي وتختفي مع مرحلة الانتعاش، أما الآن ومع التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية فقد اصبحت مشكلة البطالة هي مشكلة هيكلية، وتتفاقم سنة بعد أخرى، وفي الدول النامية تزداد البطالة بشكل عام مع استمرار جهود التنمية.
تمهيد// الإطار العام للبحث:
أولاً// مشكلة البحث:
تتركز مشكلة البحث في تناول ظاهرة البطالة وآثارها العامة، فالبطالة لا تأتي من الفراغ بل تحدث نتيجة خلل اجتماعي وظروف اقتصادية، و يترتب عليها آثار جسيمة ذات مساس ببنية المجتمع، وبخاصة تلك المتعلقة بالآثار النفسية و الاجتماعية على أفراد المجتمع، وتعد مشكلة البطالة واحدة من المشكلات الاجتماعية التي تنعكس آثارها السلبية على المجتمع، مكونة علاقة بين البطالة والأزمات والمشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية والأمنية والخ.. فهي من المشاكل الفتاكة في المجتمع، وعدم وجود برامج جدية للحد منها، وغياب تحديد العلاقة بين حالة البطالة والمستويات التعليمية للمتعطلين، وحالة البطالة والتنمية الاجتماعية من جانب آخر، وعليه تتحدد مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي: ماهي الآثار العامة للبطالة، وكيف تؤثر البطالة على حياة الفرد والمجتمع، وماهي انعكاسات البطالة، وماهي سبل علاجها.؟(1)
ثانياً// أهمية البحث:
تنبع أهمية البحث في ما يمكن أن تضيفه نتائج البحث من معرفة الأسس التي يمكن الاستعانة بها في معرفة الآثار المترتبة على مشكلة البطالة، من حيث الأسباب والآثار التي تتركها على الفرد وأسرته وكيفية معالجتها، و خطورة ما تفرزه من آثار سلبية سواء على مستوى الفرد أو الأسرة، مما يؤدي لعرقلة عملية التنمية الشاملة في المجتمع، وبيان أن التعرف على البطالة وأسبابها يسهم وبشكل مباشر في التنبيه لخطورة المشكلة، ويمكن من إعطاء معالجات مناسبة للتخفيف من أثارها، والعمل الجاد على إيجاد الحلول الكفيلة بالقضاء عليها، وتأتي أهمية البحث من كون البطالة في العراق تعد من أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد العراقي، كونها تمس استقراراه وتماسكه، نظراً لآثارها السلبية الكبيرة الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية، إذ أنها تزيد من معدلات الفقر وتدفع باتجاه الجريمة والإرهاب، فضلاً عن تداعياتها الاجتماعية الأخرى، فهي مكونة بيئة غير مستقرة وغير آمنة تحد من الاستثمار الوطني وتحد من الاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي يفوت فرص التنمية وإعادة الأعمار.(2)
ثالثاً// أهداف البحث:
يحاول البحث تسليط الضوء على أهم وأخطر قضية تعاني منها اقتصاديات الدول، ومنها الاقتصاد العراقي كمحاولة لتحليل واقع هذه المشكلة ومعرفة اسبابها وآثارها الخطيرة باعتبارها اصبحت تشكل تهديد جديداً للعراقيين، مع اعطاء بعض الحلول المقترحة التي يراها الباحث ضرورية للحد من هذه المشكلة الخطيرة ومتعددة الابعاد أو التخفيف عنها، ومن أهداف البحث:
1_ تحليل ظاهرة البطالة في محاولة للوقوف على أكثر المتغيرات اسهاماً في زيادة معدلاتها.
2_ تحديد العلاقة بين البطالة والمشكلات الناتجة عن البطالة.
3_ التعرف على الآليات الشرعية لعلاج مشكلة البطالة.
4_ تقديم توصيات من الممكن أن تتبعها الجهات المعينة للقضاء على مشكلة البطالة.(3)
الفصل الأول// البطالة المعنى والتعريف:
المبحث الأول//مفهوم البطالة:
نشأت البطالة بشكل كبير في المدن وبعد التوسع الحضاري الكبير التي شهدته البلاد، ولم تكن من مشكلات القرى لفترة طويلة جداً ويرجع السبب في ذلك إلى كثرة المهن التي يمتهنها أصحاب القرى سواء في مجال الزراعة والرعي أو المجالات التجارية، وتمثلت البطالة في نقص فرص العمل وقلة الدخل حيث أصبح هناك تضاعف مستمر في ذلك خاصة بعد ظهور مجموعة كبيرة من التقنيات الحديثة التي حلت محل الأيدي البشرية والكفاءات العالية، وبذلك يعتبر مفهوم البطالة من المفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في المجتمعات المعاصرة من حيث البحث والتحليل، ويشتمل مفهوم البطالة على المعاني الاتية:
1_ العامل الذي تعطل ولم يجد عملاً رغم بحثه عن عمل ورغبته فيه.
2_ عدم توفر التوظيف الكامل لأفراد المجتمع.
3_ عدم تناسب فرص العمل من قوى البشر، أو قلة فرص العمل المعروضة مع كثرة الطلب عليها.(4)
تعد البطالة أحدى مشاكل التنمية البشرية، وعائقاً أمام تحقق الاستدامة والاستقرار والسلم الاجتماعي، وكذلك هي تمثل عبئاً على التقدم الاجتماعي، وتكمن خطورة البطالة في كونها أحد عوامل اتساع مشكلة الفقر وتزيد الفقراء فقراً، وتعتبر مشكلة البطالة من أخطر المشاكل التي تواجه الدول، نظراً لأن آثارها السلبية لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية، بل تفتك بالمجتمع وتهدم القيم الاجتماعية والدينية التي هي بالأساس قائمة على ربط المجتمع، وبذلك البطالة هي آفة فتاكة وخطرة على المجتمع، وتنشأ البطالة من عدة عوامل، ولعل أهمها هي الإدارة الخاطئة للموارد، أو بالمعنى الآخر الصراعات السياسية على أدارة الدولة وتفضيل المصالح الخاصة على العامة، وتؤدي إلى تبدد الثروات وخروجها إلى الخارج، وأضف إلى ذلك أيضاً قلة الموارد الطبيعية، وأيضاً الانفجار السكاني، أما نتائجها فهي فتاكة وتؤدي إلى الانحراف والجريمة بكل أشكالها، وتكسب البطالة خطورتها من الاعتبارات التالية:
1_ البطالة تمثل هدراً للموارد المجتمعية.
2_ البطالة تعد مؤشر لفشل النظام الاقتصادي.(5)
تعرف البطالة بأنها ظاهرة اقتصادية اجتماعية تتمثل في وجود عدد كبير من الراغبين في العمل وراء عدد قليل من فرص التشغيل المتاحة، أو زيادة عدد العاملين المتوفرين عن فرص العمل المتاحة، ويشتمل مفهوم البطالة على وجود العامل الذي تعطل و لم يجد عملاً رغم بحثه عن عمل ورغبته فيه، أو عدم توفر التوظيف الكامل لأفراد المجتمع ،أو توقف لا إرادي عن العمل لاستحالة وجوده، فالبطالة هي ظاهرة اجتماعية تعبر عن العمالة الناقصة وتتجسد في التفاوت بين العمل وسوق الإنتاج، وتقوم هذه الظاهرة على كون شريحة من السكان القادرين على العمل ولا تجد عملاً لها. ومن تعريفات البطالة:
تعريف منظمة العمل الدولية للبطالة بأنها" كل عاطل قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبل عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى".
تعريف الاقتصاديين للبطالة، هي " زيادة في عرض القوى البشرية العاملة أو الباحثة عن عمل على الطلب الذي يقرره سوق العمل الوظيفي".
تعريف دائرة المعارف الأمريكية للبطالة بأنها" مصطلح يقصد به حالة عدم الاستخراج الكلي، التي تشير إلى الأشخاص القادرين على العمل والراغبين فيه، والباحثين عنه ولكنهم لا يجدونه".(6)
المبحث الثاني// أنواع البطالة:
أ_ البطالة الاحتكاكية : ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة للنواقص في سوق العمل، حيث تنعكس هذه النواقص على شكل اختلالات في بعض أسواق العمل، وتتمثل في غالبيتها في عدم ملائمة الوظائف الشاغرة أو المؤهلات المطلوبة مع المهارات والمؤهلات المتوفرة في سوق العمل، أو تحدث بسبب تنقل قوة العمل بين المناطق والمهن المختلفة وتنشأ بسبب نقص المعلومات لدي الباحثين عن العمل ممن تتوافر لديهم فرص عمل حيث يبحث كل منهم عن الأخر.
اسباب البطالة الاحتكاكية:
1_ الافتقار إلى المهارة والخبرة اللازمة في الاعمال الجديدة.
2_ التغيير المستمر في الوصف للأعمال والمهن المختلفة الأمر الذي يتطلب اكتساب مهارات متنوعة.
3_ صعوبة التكيف الوظيفي الناشئ عن تقسيم العمل والتخصص الدقيق.
4_ البحث عن وظائف ذات مكانة اجتماعية أو مردود مالي أعلى من الوظيفة الحالية.
يتوقف طول فترة البطالة الاحتكاكية على عدة عوامل منها:
1_ مستوى الأجر النقدي الذي يتوقع الأفراد الحصول عليه من الوظيفة.
2_ درجة الاستقرار في الوظيفة.
3_ درجة الاستقرار الاقتصادي في الدولة.
4_ نقص في المعلومات المتوفرة للأفراد المتعطلين عن الوظائف الشاغرة لهم.
5_ تكلفة البحث عن الوظيفة المناسبة والمرغوب بها.
علاج البطالة الاحتكاكية:
إقامة مركز للتدريب المهني أو تخطيط النظام.
ب_ البطالة الهيكلية، وهي التي تحدث بين العاملين أو الموظفين بسبب حدوث تغيرات هيكلية في نظام العمل طبقاً لمتطلبات اقتصادية معينة، مما يحدث عدم توازن بين الفرص الوظيفية المتوفرة والتدريب والخبرات الموجودة لدى طالب العمل، وهذا غالباً ما يحدث بسبب التطور والتقدم، كدخول أنظمة تقنية حديثة مثل الكمبيوتر وغيرها، وادخال مسميات وظيفية جديدة ومختلفة، وكذلك تغيير الخدمات والمنتجات المقدرة بسبب الطلب مما قد يتطلب مهارات وتدريبات إضافية، قد لا تكون متوفرة في طالب العمل مما يحدث عدم توافق واتزان بين الطلب والعرض، واحياناً يسمى هذا النوع من البطالة، بالبطالة الدائمة أو المستعصية، حيث يكون أيام التعطل فيها أكثر من أيام العمل.
ت_ البطالة الدورية: هي بطالة ناتجة عن قصور الطلب، فالبطالة الاحتكاكية تحدث لأن سوق العمل حركي والمعلومات المتوفرة غير دقيقة، أما البطالة الهيكلية فتحدث بسبب عدم التوازن الجغرافي أو المهني بين طلب وعرض العمل، وكليهما يحدثان حتى لو تساوى العرض مع الطلب، أما البطالة الدورية فتحدث نتيجة تقلص الطلب الكلي على السلع والخدمات، وبالتالي الطلب الكلي على العمل مع عدم مرونة الأجور الحقيقية نحو الانخفاض، وجاءت هذه التسمية من ارتباط هذه البطالة بالتقلبات الدورية التي تطرأ على مجموع النشاط التجاري والاقتصادي في الدولة.
اسباب البطالة الدورية:
1_ الدورات الاقتصادية التي تمر بها اقتصاديات الدول المتقدمة وامتداد تأثيرها ليضرب اقتصاديات الدول النامية.
2_ رفض الاتحادات العمالية لسياسة خفض الأجور.
3_ جشع اصحاب رؤوس الأموال وملاك الأنشطة الاقتصادية واستغلالهم لطبقة العمال.
4_ عزوف الدول الصناعية عن التدخل، أو التدخل المتأخر في الأسواق بسبب السياسات الرأسمالية المتبعة فيها مما يسمح بوجود واستفحال بعض الأزمات الاقتصادية.
علاج البطالة الدورية:
1_ ضرورة تدخل الدولة في الأسواق الاقتصادية لوقاية اقتصادها من الركود الاقتصادي.
2_ استعمال الحكومات لأدوات السياسة المالية والسياسة النقدية التوسعية لغرض زيادة الطلب الكلي.
3_ أهمية التوافق والتنسيق بين الاتحادات العمالية واصحاب المشاريع الاقتصادية بما يحمي طبقة العمال ويحمي استثمارات اصحاب رؤوس الأموال.
ث_ البطالة الموسمية: وهي البطالة الناتجة عن بعض الوظائف التي تنشط في موسم معين وتركد في موسم آخر، إذ بعض القطاعات من النشاط الاقتصادي تتسم بطبيعة موسمية كالزراعة والبناء والسياحة، فإذا أنتهى الموسم توقف النشاط فيه وانقطع الطلب عن العمل وازدادت البطالة، فهي تشبه إلى حد ما البطالة الدورية والفرق الوحيد هو أن دورتها هو الموسم، أما البطالة الدورية تتكرر في فترات طويلة الأمد.
اسباب البطالة الموسمية:
1_ اعتماد النشاط الاقتصادي في بعض البلاد على الأنشطة الاقتصادية الموسمية كالزراعة والسياحة والبناء التي تنشط وتضعف في آخر.
2_ عدم قدرة الأنشطة الاقتصادية الموسمية على الاستمرار طوال العام في النشاط الاقتصادي.
3_ انخفاض كفاءة الأيدي العاملة في الأنشطة الاقتصادية الموسمية.
علاج البطالة الموسمية:
1_ توفير فرص عمل بديلة للعاملين في الأنشطة الاقتصادية الموسمية.
2_ تحفيز ملاك الأنشطة الاقتصادية الموسمية على تنويع خدماتهم وانشطتهم الاقتصادية لتغطي السنة كاملة.
3_ توفير فرص للتدريب المهني للمشتغلين في الانشطة الاقتصادية الموسمية ليتمكنوا من بحث وإيجاد فرص عمل بديلة في حال تعطلهم عن العمل.
ج_ البطالة الاختيارية: هي البطالة التي يرجحها الفرد العاطل على العمل، ويفسر وجودها بالارتفاع النسبي في تعويضات البطالة، أو الحصول على دخول أخرى غير دخل العمل(الدخل من الملكية بأنواعها أو من الإعانات والهبات المختلفة، كالدخل من الإيجار أو السندات أو الربح من الأسهم)، فإذا كان تعويض البطالة قريباً من الأجر الحقيقي، فقد يغري عدد من العمال على اختيار البطالة، وهذه البطالة لا تدخل ضمن اعداد العاطلين عن العمل.
اسباب البطالة الاختيارية:
1_ السعي للحصول على أجر أعلى مما هو موضوع في الفرص الحالية.
2_ العمل على الانتقال إلى منطقة جغرافية أخرى للعمل فيها.
3_ النظرة الاجتماعية الدونية لبعض المهن.
4_ البحث عن ظروف عمل أفضل تتناسب مع مؤهلاته العلمية والخبرات العملية.
ح_ البطالة الاجبارية، وهي حالة التعطل التي يكون الفرد مجبراً عليها رغم بحثه ورغبته في العمل.
اسباب البطالة الاجبارية:
1_ ضعف الهياكل الاقتصادية للدول وخاصة الدول النامية منها وعدم قدرتها على امتصاص العاطلين عن العمل.
2_ ضعف القدرة على استدعاء الاستثمار الخارجي.
3_ نقص التدريب المهني وعدم التنسيق بين سوق العمل ومخرجات القطاع التعليمي.
علاج البطالة الإجبارية:
1_ منح الاعفاءات والمنح والامتيازات لتشجيع الاستثمار الداخلي.
2_ العمل على زيادة الاستثمار الخارجي في السوق المحلي.
3_ التنسيق بين احتياجات سوق العمل ومخرجات التعليم.
4_ نشر التدريب المهني.
5_ تدعيم الهياكل الاقتصادية المحلية ليتوفر لها المناخ الملائم لامتصاص الأيدي العاملة المتعطلة عن العمل.
خ_ البطالة المقنعة: وتعني الأفراد الذين يعملون، ولكن ليس بكامل طاقتهم، أو يعملون في أعمال إنتاجيتهم فيها أقل بكثير مما يمكن أن تكون في أعمال أخرى، وهذه البطالة تظهر خلال فترات الكساد في الدول المتقدمة، أما في الدول النامية فتظهر بصفة دائمة في جميع القطاعات الاقتصادية، والبطالة المقنعة تعني تبديد القوة والجهد في أعمال تتسم بانعدام الإنتاجية، والذي يمكن أن يستغل في مجالات عمل ذات إنتاجية، فهي أشد الأشكال خطورة نظراً للتدهور الكبير في إنتاجية العمل الذي يقترن بها.
اسباب البطالة المقنعة:
1_ قد يكون السبب سياسي واجتماعي مما يضطر بعض الحكومات إلى توظيف أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل دون الحاجة الفعلية لهم، وذلك لامتصاص بعض الاضطرابات أو المخاطر السياسية والاجتماعية.
2_ عدم قدرة الاقتصاد بشكل عام على امتصاص الأعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل، أو الزيادة السكانية الكثيفة.
3_ اعتماد اقتصاديات الدول النامية على القطاع الزراعي وضعف الوزن النسبي للقطاع الصناعي.
علاج البطالة المقنعة:
1_ خلق مجالات جديدة للإنتاج يصاحبها فرص عمل حقيقية تستوعب فائض العمل في الاعمال المنتجة.
2_ زيادة الوزن النسبي للقطاع الصناعي في الاقتصاد، لأنه الأقدر على امتصاص الاعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل بشكل يفوق القطاع الزراعي بكثير.
3_ ضرورة عدم اقحام القضايا السياسية في أمور تؤثر على المسار الاقتصادي السليم للبلاد.
د_ البطالة السافرة: ويقصد بها وجود عدد من الأفراد في المجتمع على استعداد للعمل بمستوى الأجور السائدة إلا أنهم لا يجدون فرصة للعمل، وتعني أيضاً حالة التعطل الظاهر التي يعاني منها جزء من قوة العمل والتي يمكن أن تكون دورية أو احتكاكية أو هيكلية، وتزداد حدة البطالة السافرة في الدول النامية حيث تكون أكثر قسوة نتيجة عدم وجود نظام إغاثة البطالة وغياب برامج المساعدات الاجتماعية الحكومية.
ذ_ البطالة الناقصة: تنتج البطالة الناقصة عندما يقرر العاملون على استبدال الدوام الجزئي بالدوام الكامل، وزيادة عدد ساعات العمل.
ر_ البطالة الخفية: هي البطالة التي تنتج عن النسيان والتغافل في احتساب عدد الباحثين أو العاطلين عن العمل، والذين لم ينخرطوا في سوق العمل بشكل رسمي.
ز_ البطالة المستوردة : تواجه جزء من القوة العاملة المحلية في قطاع معين بسبب إحلال العمالة غير المحلية في هذا القطاع، وقد يواجه الاقتصاد هذا النوع من البطالة في حال انخفاض الطلب على سلعة معينة مقابل ارتفاع الطلب على سلعة مستوردة.
س_ البطالة الفنية : ظهر هذا النوع من البطالة بسبب التطور التكنولوجي وظهور عامل التنظيم الاستثماري الذي كان له دور في خلق البطالة الفنية، ويظهر هذا النوع من البطالة عند استبدال فن انتاجي قديم بفن آخر حديث وهو ما يعرف بظاهرة توفير العمل ، أو الاستغناء كلياً عن بعض فئات العمال الفنيين واحلال عمال جدد محلهم يتميزون بكفاءات تتناسب مع الأسلوب الحديث في الانتاج.
ش_ البطالة الإقليمية : تحدث البطالة في إقليم معين دون غيره ، حيث تصعب حركة انتقال القوة العاملة من هذا الاقليم إلى اقليم آخر، كالبطالة بين صيادي الأسماك أو صانعي السفن والقوارب.
ص_ البطالة التعبدية : وهي البطالة التي يدفع إليها تصور معين لمبادئ الدين، أي أن يفهم بعض الأفراد أن بعض مبادئ الدين تستدعي ترك العمل والتفرغ للعبادة.
ض_ البطالة الجزئية: وهي شكل من أشكال البطالة المقنعة وتتمثل في الأفراد الذين يعملون لبعض الوقت، لكنها تختلف عن البطالة المقنعة نظراً للإنتاجية للعاملين لبعض الوقت، كما يلجأ الأفراد إلى العمل الجزئي عند انعدام توفر فرص عمل بالوقت المناسب.
ط_ بطالة الفقر: وهي الناشئة بسبب النقص في التنمية والغالب في هذه البطالة أن أفرادها لا يجدون في محيطهم فرصة للعمل الثابت والمستمر، ويلعب وجود هذه البطالة في الأقطار القليلة النمو التي يسودها الركود وضعف التنمية.
ظ_ البطالة المحبطة: و تتمثل في الأفراد الذين هم فعلاً في حالة بطالة، ويرغبون في العمل، لكنهم ليأسهم ولكثرة ما بحثوا عن العمل ، فقد تخلوا عن البحث عن العمل.
ع_ البطالة الشاملة: توصف بأنها بطالة شاملة أو عامة، إذا كان فائض القوى العاملة المتعطلة شاملاً للقطاعات والانشطة الاقتصادية كافة دون استثناء، كما في حالات الركود الاقتصادي العام وفي حالات الازمات والحروب.
غ_ بطالة المتعلمين: تنشأ عن تخرج أعداد كبيرة من حملة المؤهلات العلمية العليا والمتوسطة بدرجة تفوق احتياجات سوق العمل، أو نتيجة التوسع في بعض التخصصات، مما أدى إلى عدم التجانس بين مخرجات التعليم وسوق العمل.
ف_ البطالة القطاعية: تحدث في قطاعات دون أخرى لاعتمادها على موارد أولية غير متوفرة محلياً ويصعب استيرادها من الخارج، مما يجعل العملية الانتاجية تتوقف بشكل كلي أو جزئي، ريثما يتم تأمين الموارد اللازمة.
ق_ البطالة الانكماشية: وتكون نتيجة انكماش بعض الانشطة وقلة الطلب على العمل فيها بالنسبة للمعروض منها.
ك_ البطالة التقليدية: تنتج عن عدم رغبة اصحاب العمل زيادة الانتاج عن طريق استعمال الآت جديدة إضافية، تجعل بالإمكان تشغيل عمالة جدد على الرغم من أن إنتاج المشروعات أدنى من الطلب فضلاً عن تفاوت عرض السلع، فهذه المشروعات لا تقوم بالاستثمارات القادرة على تشغيل العمال.
ل_ البطالة التكنولوجية، وهي الناشئة عن التوسع في استعمال الأجهزة الإلكترونية لتحل محل العمال.
هناك بطالة أخرى تمتاز بها بعض المجتمعات ومنها:
أ_ البطالة حسب الجنس: حيث توجد هذه البطالة في بعض المجتمعات التي يوجد فيها تميز بين الرجل والمرأة، وتتمثل في التعطيل المفروض على المرأة بشكل اجباري في كثير من المجتمعات المتخلفة بقوة العادات والتقاليد.
ب_ البطالة حسب اللون: لازال بعض الناس يعاملون بعضهم حسب اللون ويرفضون أن يعمل لديهم اصحاب بشرة معينة، لذلك نجد أن البطالة تستشري بين هذه الفئة دون تلك.
ت_ البطالة العنصرية: وهي البطالة بسبب التمييز العنصري والتي تكون على اساس اللون والعرق والجنس والدين والقومية.
ث_ البطالة حسب المناطق الجغرافية: يتم تقسيم بعض الدول جغرافياً فنجد بعض المناطق تتركز فيها البطالة دون أخرى مثل الجنوب دون الشمال، أو الشرق دون الغرب.
ج_ البطالة السلوكية: وهو نوع من البطالة يظهر في الدول التي لا يرغب أبناؤها في العمل في مهن وينظرون لها نظرة دونية ويترفعون في العمل، مثل العمل في قطاع البناء أو النظافة ويتم تغطية العجز في هذه القطاعات من خلال العمالة الوافدة.
ح_ البطالة حسب السن: حيث تستشري هذه البطالة في فئة عمرية دون أخرى في الاعمال التي تحتاج جهد عقلي، فنجد هذه البطالة موجودة بقوة في الفئات العمرية المتقدمة في السن.(7)
المبحث الثالث// اسباب البطالة:
هناك عدة اسباب لنشوء البطالة ومنها:
1_ الاعتماد بشكل كبير على اقتصاد أحادي، مثل النفط، على سبيل المثال في العراق يعتمد بنسبة أكثر من 90% على النفط.
2_ عدم التوازن في العرض والطلب على عناصر الانتاج ومنها قوة العمل.
3_ الازمات الاقتصادية التي تعصف بالوطن، مما يؤدي إلى توقف المشاريع والمصانع عن العمل وبالتالي تسريح العاملين.
4_ نقص المعلومات في سوق العمل، وقلة الثقافة الاعلامية بنشر التوفر في فرص العمل.
5_ موسمية بعض الاعمال مما يؤدي إلى وجود البطالة الموسمية.
6_ نقص برامج التأهيل والتدريب الجادة، وإهمال كبير في الدراسات المهنية وعدم توفير فرص عمل لخريجيها.
7_ عدم مواكبة التعليم لسوق العمل.
8_ الزيادة السكانية، مما يؤدي إلى دخول اعداد جديدة من العاملين إلى سوق العمل.
9_ الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية، تنعكس على سوق العمل وتوقف الكثير من المشاريع وقلة الاستثمار في البلد.
10_ الهجرة من الريف إلى المدينة، مما يخلق فائضاً في عرض العمل في المدن.
11_ الازمات العالمية التي تحصل مثل وباء كورونا والحرب الروسية الاوكرانية، تنعكس على سوق العمل.
12_العمالة الوافدة من الدول، والتي في الغالب يكون أجر العامل الوافد أقل من العامل الساكن في الدولة، وبذلك يفضل صاحب المصنع أو الشركة تشغيل العمالة الوافدة.
13_التغيرات التكنولوجية الحديثة والسريعة في نفس الوقت، حيث أنها تلعب دور كبير في انتشار البطالة، نظراً لأن التكنولوجيا لا تحتاج إلى عمالة كبيرة.
14_ تغيير القيم والعادات المجتمعية، وقد أفرزت القيم الجديدة على المجتمع بظل العولمة الكثير من العادات، مما أدى إلى نفور الكثير من العاطلين عن العمل إلى عدم ممارسة بعض الاعمال، وأدى ذلك إلى تفاقم مشكلة البطالة.
15_ التخلف في الاقتصاد وقلة الخبرات الاقتصادية في حل مشكلة البطالة.
16_ المحسوبية وبروز المنتفعين في بعض المراكز الإدارية الذين ساهموا في تهميش جزء كبير من الكفاءات وبالتالي تحويلها إلى بطالة.
17_ زيادة ساعات العمل الإضافية.
18_ عدم تحديث وتطوير أساليب وطرق العمل، وعدم التوسع في أماكن الإنتاج أو تنفيذ مشروعات جديدة.
19_ سياسة الاستدانة الخارجية، من البنوك الدولية، ممن يكلف الدولة كثيراً، وذلك بسبب الفوائد التراكمية على هذه الأموال.
20_ الاعتماد على الاستيراد، واهمال وتشجيع الصناعات والزراعة في البلد.
21_ سيطرت الدولة على القرار الاقتصادي للبلد، مما يؤثر على بناء مشاريع جادة وعمل جاد في بناء دولة اقتصادية قوية.
22_ أهمال وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والتي يفترض أن تخصص لها ميزانية كبيرة، وأيضاً يفترض أن تكون المراقب الفعلي للأعمال المقامة في الدولة سواء كانت شركات أو مصانع أو قطاعات خاصة صغيرة.(8)
المبحث الرابع//آثار البطالة:
تؤدي البطالة إلى إهدار في قيمة العمل البشري وخسارة البلد الناتج القومي، لأن البطالة هدراً للموارد، وتمثل تهديداً اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً للمجتمعات ، وذلك من خلال انعكاس آثارها السلبية المهددة للهياكل والأبنية الاجتماعية، فهذه الآثار تمثل إحدى المعضلات، باعتبارها مشكلة مرتبطة بالموارد البشرية، وعنصراً مهماً من عناصر الانتاج، وهدفاً هاماً من أهداف التنمية، ومن آثار البطالة:
الآثار الاجتماعية:
تؤدي البطالة إلى ضعف العلاقات والروابط الأسرية، فهي تسهم في تعميق نظرة الكراهية للأغنياء، كما تؤدي إلى عدم القدرة على القيام بالواجبات الاجتماعية، وتؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي، والميل نحو العنف والعصبية، وسيطرة الشعور بالقلق وارتفاع وتيرة العنف الأسري، كما أنها تجعل من العاطل عن العمل أكثر ميولاً إلى العزلة، وبذلك للبطالة أثر على التنمية الاجتماعية وعلى مستوى أسرة الفرد العاطل عن العمل، ويتمثل ذلك بصورة اساسية في تحمل الأسرة عبئ معيشة المتعطلين، حيث تضطر الكثير من الأسر التي يعاني فيها رب الأسرة من البطالة إلى توجيه أبنائه لترك مقاعد الدراسة وزجهم في سوق العمل، كما أنها غالباً ما تلجأ إلى الاستدانة نتيجة زيادة الاعباء المالية للأسرة الملقاة على عاتقها، وتؤدي البطالة إلى خمود النشاط الاقتصادي والاجتماعي والتنموي للمجتمع، وتؤدي إلى تفتيت الأسرة وهبوط إنتاجيتها وقتل همتها في الخلق والإبداع وتربية الأبناء، وتؤثر في معنويات الفرد إذ يجعل الفرد يشعر بأنه عاجز عن تقديم أية خدمات بناءة ومفيدة للمجتمع. ومن أهم الآثار الاجتماعية هي:
1_ تؤدي البطالة إلى التفكك الأسري، إذ بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها رب الأسرة الذي يشعر بالعجز عن تلبية متطلبات أفراد أسرته، مما يجره إلى افتعال المشاكل.
2_ غالباً ما تؤدي البطالة إلى العزلة الاجتماعية للعاطل، ومن ثم تضعف عنده القوى الاجتماعية، وتتضاءل قدرته على تحقيق التضامن مع المجتمع الذي يعيش فيه.
3_ تؤدي البطالة إلى العزوف عن الزواج، بسبب عدم قدرة الشخص العاطل على توفير مصاريفه.
4_ تؤدي البطالة لرب الأسرة، الى خروج الزوجة والبحث عن عمل، مما يؤدي إلى تقويض سلطة الزوج، إذ خروج المرأة للعمل يثير الكثير من المشاكل العائلية، وأضف إلى ذلك اهمال كبير في تربية الأولاد.
5_ تؤدي البطالة في الأسرة التي يكون رب الأسرة عاطل عن العمل إلى الإهمال في التربية والتعليم وتسود فيها أنماط التنشئة السلبية، والتي من أهمها تدني التحصيل الدراسي والخروج من المدارس.
6_ تؤدي البطالة إلى الاعتماد على الآخرين، والاعتماد على المعونات الاجتماعية.
7_ تؤدي البطالة إلى الانحراف عن المعايير الاجتماعية الناظمة للسلوك اللائق والمقبول، وضعف التكافل الاجتماعي.
8_ البطالة تهيئ للشباب فرصة التفكير في مزاولة الاجرام على اختلاف صوره.
9_ زيادة الحقد الاجتماعي بين من لا يملك ومن يملك.
10_ الشعور بالاغتراب عن الوطن والمجتمع فلا يهتم لأمره ولا لقيمه ومبادئه.
11- انتشار الأمراض الاجتماعية، ويمكن مشاهدة عدد كبير من الأمراض الاجتماعية الخطيرة المتمثلة بالفقر و الجهل و المرض و الأمية.(9)
الاثآر النفسية:
البطالة تعني التفكك في انماط الحياة التي نسجها الفرد لنفسه، وقد يؤدي هذا التفكك عند بعض الناس إلى نتائج وخيمة، وقد يتدرج بهم إلى اضطراب عقلي شديد، ويكونون أكثر عرضة للانهيار من غيرهم ممن لا يملكون إلا قليلاً، كما تؤدي البطالة من الناحية النفسية إلى الاحساس بالعزلة والألم والاكتئاب، وهذا بدوره يؤدي إلى إدمان المخدرات وانتشار الجرائم وضعف الانتماء الوطني، فغالباً ما يكون الشخص المتعطل يعاني من قلة الدخل وانعدامه، فلا يستطيع إشباع حاجاته الاساسية، فيعيش حالة الشعور بالحرمان والذل، فيصاب بالإحباط ويضعف انتماؤه لمجتمعه، ويشعر بالاغتراب، فأغلب الشباب خاصة المتعلم يعاني من حالة اغتراب، بسبب عدم وجود عمل يمكنه من تحقيق ذاته وإثبات كيانه، خاصة فئة المتعلمين عندما لا يجدون مردوداً لتعليمهم، وبذلك يشعر الشخص بالعجز ويقوده إلى العزلة النفسية والاجتماعية، ومن أهم الآثار النفسية هي:
1_ يتسم الكثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة، مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم.
2_ يشعر الفرد العاطل عن العمل بالفراغ وعدم تقدير المجتمع له، فتنشأ لديه العدوانية والاحباط.
3_ يشعر الفرد العاطل عن العمل بخيبة الأمل والاحباط النفسي.
4_ يبتعد العاطل عن العمل عن المجتمع وقيمه السائدة نتيجة شعوره بالوحدة والعزلة.
5_ تؤدي البطالة إلى شعور العاطل عن العمل بالإحساس بالفشل.
6_ يستشري لدى العاطل عن العمل، بأن لديهم الاحساس بالنقص وانخفاض قيمتهم وأهميتهم الاجتماعية، وأنهم أقل من اقرانهم الذين يزاولون أعمالاً وأنشطة إنتاجية.
7_ الكثير من العاطلين عن العمل يسيطر عليهم الملل وأن يقظتهم العقلية والجسمية منخفضة.
8_ تعيق البطالة النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين ما زالوا في مرحلة النمو والنضوج العقلي.(10)
الآثار الاقتصادية:
إن الآثار الاقتصادية التي تترتب على البطالة كثيرة وكبيرة ومهمة ، إذ هي خسارة للاقتصاد على المستوى الفردي والقومي ، وتتمثل هذه الخسارة في قيمة الإنتاج والدخل الذي كان من الممكن الحصول عليه من خلال هؤلاء الذين يبحثون دون جدوى عن عمل يؤويهم، وبذلك ترتبط البطالة بالجانب الاقتصادي كما تنعكس بالسلب عليه، و أهدار في الموارد البشرية، إذ يعتبر وجود إعداد من الأفراد المتعطلين، وهم قادرون عليه أهم إهدار لعناصر الانتاج، ويؤثر على الناتج المحلي ومستوى الطلب الكلي في الاقتصاد، ويؤدي إلى انخفاض الدخل وانخفاض الاستيراد، وتؤدي البطالة في نقص الاستثمار وإيجاد فرص عمل جديدة، فالمتغيرات الاقتصادية لها أثر فعال في حياة أفراد أي مجتمع في هذا العالم، لذا نجد أن الأزمات الاقتصادية تؤثر تأثيراً مباشراً على دخل الفرد ومصروفاته، الذي هو الشريان المهم لتلبية حاجاته الأساسية الضرورية ليعيش محققاً الهدوء والأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي له ولعائلته، فالعمل والارتباط بوظيفة ما يوفر دخلاً ثابتاً للفرد ويضمن تفاعله مع مجتمعه أفراداً ومؤسسات، ويمنحه قيمة للاعتزاز بنفسه وبمكانته أمام مجتمعه، وعلى العكس حينما يفقد الإنسان وظيفته ولا يجد مصدر دخل ثابت، فهذا الانسجام في الشخصية والتفاعل بينه وبين مجتمعه يختل، وتكون ردة الفعل حدوث مشكلات على مستوى الفرد، باللجوء لأي وسيلة سلبية أو إيجابية ليحصل على حاجاته الأساسية الجسمية والنفسية والاجتماعية، وتكون النتيجة في الغالب خروج على المعايير والقيم والسلوك السوي في المجتمع، وهذا قد يسبب انحرافاً أو جريمة، ومن أهم الآثار الاقتصادية هي:
1_ زيادة الفقر، فانتشار الفقر بين المتعطلين من أهم آثار البطالة الاقتصادية، والعلاقة بين الفقر والبطالة علاقة مباشرة.
2_ أنتشار ظاهرة التسول، ونتيجة للفقر يتجه بعض العاطلين إلى التسول.
3_ العاطل هو هدر لعناصر الإنتاج، فعناصر الإنتاج ( الأرض_ المال_ الإنسان)، والعنصر البشري هو العنصر الوحيد الفعال، في حين أن باقي العناصر متعطلة، فإذا تعطل هذا العنصر فقدت الأمة أهم ما لديها من عناصر الإنتاج.
4_ تؤدي البطالة إلى هجرة الكفاءات من الدولة.
5_ التأثر على الاستهلاك والادخار ومعدلات النمو الاقتصادي.
6_ تسبب البطالة في وجود أو زيادة العجز المالي في الموازنات العامة للدول بسبب برامج المعونة الاجتماعية.
7_ انخفاض القوة الشرائية مما يؤثر على عملية العرض والطلب، وبالتالي تراجع النشاط الاقتصادي.(11)
الآثار السياسية:
تعد البطالة مصدراً من مصادر التوتر الاجتماعي، وعاملاً كبيراً من عوامل تأزم العلاقة بين السلطة والمجتمع، وغالباً ما تضطر السلطة بدواعي تأمين مستلزمات الأمن الاجتماعي، إلى اجراءات قضائية أو أمنية لا تخلو من العنف، والبطالة تؤثر في قرارات الدول، فالكثير من الدول تقوم بعمليات عسكرية وتتكبد من الخسائر في الارواح، وذلك من أجل الحصول على موارد طبيعية أو غير ذلك، وذلك من أجل تعزيز القوة الاقتصادية للبلد، وبذلك تؤدي البطالة إلى فقدان الاستقرار السياسي، و فقدان الثقة بالجهات الحكومية التي من وظيفتها توفير فرص عمل لمواطنيها.(12)
الآثار الامنية:
تؤدي البطالة إلى وجود التطرف والأفكار الهدامة، فالعاطل عن العمل ناقماً على المجتمع ومستعد لتقبل أكثر الأفكار تطرفاً وانحرافاً، ومن أهم الآثار الأمنية هي:
1_ تؤدي البطالة إلى حالة من شعور الرفض والعداء تجاه المجتمع نتيجة الشعور بالحرمان والظلم الاجتماعي، وتؤدي إلى عدم الإيمان بشرعية الأنظمة والامتثال لها، وتؤدي إلى ظهور السلوك الإجرامي، ومنها الجرائم ذات العلاقة بالأمن الاقتصادي، كالسرقة والسطو والنشل والنصب والاحتيال، والجرائم ذات العلاقة بالأمن الاجتماعي، مثل تعاطي المخدرات والخمور والإدمان والاغتصاب والعنف الأسري، والجرائم ذات العلاقة بالأمن السياسي كالعنف والتطرف والإرهاب.
2_ تؤدي البطالة إلى آثار خطيرة على أمن واستقرار البلاد والشعوب، ففي ظل زيادة اعداد العاطلين وزيادة الضغوط النفسية على المواطن الكادح البسيط، فإننا لا نتوقع أي مظهر من مظاهر الأمن والاستقرار.
3_ تؤدي البطالة إلى تداعيات خطيرة فيما يتعلق بمبدأ الأمانة والإخلاص.(13)
الآثار الديموغرافية:
نتيجة للفروقات الكبيرة بين الريف والمدينة تشهد الدول ومنذ عقود هجرة متزايدة من الريف إلى المدن بحثاً عن العمل، أو لتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعاشية، كما تشهد هذه الدول هجرة خارجية تتمثل في هجرة العمالة الماهرة والمدربة نتيجة عدم توفر عمل وعلى أجر يمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة.
الفصل الثاني// مواقف من البطالة:
المبحث الأول//موقف الإسلام من البطالة:
البطالة في الإسلام هي كل إنسان لا يستطيع العمل بتاتاً، إما لأمر خارج عن إرادته كالعجز أو المرض المزمن، أو العته أو الجنون، أو لأمر تحت سيطرته كالطلب على العلم وشعوره بعدم القدرة على الانسجام بين علمه وعمله، وأنه سيؤثر سلبياً على أحدهما، فلا يستطيع الجمع بينهما، فهذا يصنف ضمن البطالة من منظور إسلامي، وقد اهتم الإسلام بموضوع البطالة وحاربها بشتى الوسائل لما لها من مخاطر على الفرد والمجتمع على حد سواء، ودعا إلى العمل وإعمار الأرض واحيائها ذلك لما لهما من أهمية في حياة الإنسان، حيث يحصل الإنسان على متطلبات حياته من خلالهما، وهو أيضاً وسيلة للتواصل مع الناس، وقد ورد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تمجد العمل والعاملين وتحذر من المتعطلين، وبذلك الإسلام لا يناصر العاطل عن العمل، ودعى الإسلام إلى بذل الجهد ليحيا الإنسان حياة كريمة، حتى وإن كانت الأعمال التي يؤديها بسيطة، فالإنسان قيمة بما يؤديه من أعمال، لا بكثرة ماله وحسبه ونسبه، وقد عمل رسول الله(ص) على تصحيح ومعالجة ما كان في الجاهلية، بأن الرجل يكسب رزقه بسيفه، فالرجل الحقيقي عندهم من يقطع الطريق ويسرق ويقتل بسيفه، ولذلك يطلقون على الحرف بمهنة، أي أنها جاءت من فعل الإهانة، بمعنى عندهم الحرفة مهنة أي مهانة، وقد سعى الكثير من الأنبياء لتصحيح هذا المسار والحث على العمل وطلب الرزق، فقد كان الكثير من الأنبياء(ع) يعمل في الحدادة أو النجارة أو الرعي، وقد كان الإمام علي(ع) يساعد الصحابي ميثم التمار في بيع التمر، وهو كان رئيس الدولة في وقتها، والإسلام حذر من البطالة ونهى عن الكسل والتواكل، لأن الاسلام جعل العمل عبادة، فكل قادر على العمل عليه أن يأخذ مكانه في صفوف العاملين، ولا يحل لمسلم التكاسل عن طلب رزقه بحجة التفرغ للعبادة، وتحرم البطالة ولو كانت عن ظهر غنى، لا سيما إذا كان المجتمع محتاجاً لعمل هذا الشخص فهو ببطالته يضيع طاقة إنتاجية المجتمع وهو بحاجة إليها، ويدعوا الإسلام الإنسان إلى العمل، ويعتقد بعض المفسرين للقرآن الكريم إن الله( جل جلاله) وضع الإنسان خليفة له في الأرض كحافز قوي لعمارة الأرض واصطلاحها، وقد ذكر الكثير من الآيات تدل على العمل" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى ،الآيات 39_40، سورة النجم". و" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، من الآية 11، سورة الرعد". ونهى القرآن الكريم عن القصور والكسل، وجعل الأجر على قدر العمل، " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، الآية7_8، سورة الزلزلة". ولقد رفع الإسلام العمل إلى مرتبة سامية حيث قرن العمل بالإيمان فقال تعالى" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ، الآية 30، سورة الكهف". ، وبذلك الإسلام حث على العمل، وحفظ كرامة الإنسان من خلال العمل، وقد أوجد الدافع الذاتي لدى الإنسان للعمل وجعل السعي إلى الرزق عبادة تكفر بها الذنوب، و نهى عن السؤال والعيش عالة على الغير، وربط الرزق بالسعي، وجعل من مسؤولية الحاكم والمسؤول أن يوفر فرص عمل لرعيته, يقول رسول الله(ص) " كلكم راع وكلم مسئول عن رعيته". وقد أوجد الإسلام نظاماً مالياً يمنع تكدس الثروة في أيدي قلة من الناس حتى لا تمنع نمو مشاريع صغيرة وظهور كفاءات جديدة ،ومن أمثلة هذه التشريعات: تشريع الميراث ليوزع الثروة، وتحريم الاحتكار والربا، وتحريم الأعمال التي تدر دخلا دون عمل مثل القمار، وكما ضمن الإسلام تمويلا ذاتيا للفقراء لإيجاد فرص عمل لهم من خلال تشريع الزكاة والصدقات والوقف وغيرها، وأوجد مواسم رواج للتسويق والتسوق مثل موسم الأعياد والحج وغيرها.(14)
المبحث الثاني// موقف النظريات الاقتصادية من البطالة:
هناك عدة نظريات لها موقف من البطالة ومنها:
النظرية الكلاسيكية:
تعتبر مشكلة البطالة من أكبر التحديات التي تواجه اقتصاديات العالم، لكونها ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية، ويرفض اصحاب المدرسة الكلاسيكية فكرة وجود البطالة الإجبارية في الاقتصاد، لأنهم يفترضون سيادة حالة المنافسة الكاملة، ومرونة الأسعار والأجور التي تتحرك للأعلى وللأسفل لضمان استمرار حالة التوازن في سوق العمل، والنظرية الكلاسيكية، تعني وجود فائض في عرض العمل وفائض في الطلب على السلع الاستهلاكية، ولذلك تؤدي إلى نقص في الاستهلاك ويوجد فائض في الانتاج، فما على المؤسسة إلا تقليص عدد من العمال ومنه فإن السلعة أو البضاعة تخضع لقوانين ومتطلبات السوق، وطبقاً لهذه النظرية ترجع البطالة إلى الضعف الحاد في سير احوال سوق العمل.(15)
النظرية النيو الكلاسيكية:
ترجع هذه النظرية اسباب البطالة لأسباب إرادية، وترى هذه النظرية كلما كان سوق العمل مرناً كلما كان عدد العاطلين منخفضاً، وسوق العمل في حالة منافسة تامة وكاملة، و العمل هو عامل انتاج متجانس تماماً، أي أن عرض العمل يكون بين الأفراد، وتوحيد حرية تامة للخروج والدخول لسوق العمل، والأجر يتحدد حسب قوى السوق، فلو أن عرض العمل أكبر من الطلب عليه، فهذا يؤدي إلى انخفاض الأجور الحقيقية.(16)
النظرية الكينزية:
من أشهر النظريات التي اهتمت بمشكلة البطالة، (وهي نظرية العالم الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز1883_1946)، حيث تعتبر البطالة ظاهرة غير إرادية ناتجة عن الانخفاض في نشاط المؤسسات بسبب انخفاض الطلب الفعال، بمعنى أنها تحدث نتيجة للركود الاقتصادي، ومما زاد البطالة حدة هو استعمال التقنيات المتطورة، حتى في الاقتصاديات المتقدمة نتيجة لاستعمال الأنشطة الكثيفة لرأس المال وضعف توظيف العمال وانخفاض نشاط المؤسسات بسبب انخفاض الطلب العام، وحتى لا تتحمل المؤسسات تكاليف باهظة تقوم بتخفيض العمال، حيث أنها لا تستطيع أن تدفع أجراً أقل من الأجر المضمون، وبسبب تعديل ميكانيكي تتدخل الدولة عبر إعانات وتخفيض الضرائب.(17)
النظرية الماركسية:
تعتبر النظرية الماركسية أن البطالة مشكلة اجتماعية ناتجة عن النظام الرأسمالي، فالمنطق الذي يسير عليه الماركسيون يتم عبر التشغيل الناقص للأيدي العاملة، ويعتبرون أن البطالة ظاهرة ملازمة للاقتصاد الرأسمالي، ويقدم ماركس تفسير للبطالة عن طريق منطق التراكم الرأسمالي بتوضيح العلاقة الموجودة بين معدل الربح والتركيب العضوي للرأسمال، فارتفاع هذا الأخير يؤدي إلى انخفاض حجم التشغيل فهناك ميكانيزمات يسير وفقها التراكم الرأسمالي، أي منطق الربح في النظام الرأسمالي ويدفع الرأسماليين إلى الاستثمار في وسائل الانتاج المادي، وذلك بجعل قيم السلع تنخفض، وهذا مما يؤدي إلى انخفاض الربح.(18)
نظرية البحث عن عمل:
ترجع هذه النظرية معدلات البطالة إلى رغبة الأفراد في ترك وظائفهم والتفرغ من أجل البحث وجمع المعلومات المتعلقة بأفضل فرص العمل الملائمة لقدراتهم وهيكل الأجور المقترن بها، وقد اسهمت هذه النظرية في تفسير فترات البطالة، والسبب في إطالتها بين فئات معينة مقارنة بفئات أخرى من قوة العمل، وينطبق ذلك بصفة خاصة على الشباب الوافدين الجدد إلى سوق العمل نظراً لانعدام خبراتهم بسوق العمل.(19)
نظرية الاختلال:
تقوم هذه النظرية على رفض فرض مرونة الأجور والأسعار، وهو أحد الفروض الأساسية للنموذج التقليدي لسوق العمل، ووفقاً لهذه النظرية فإن الأجور والأسعار يتميزان بالجمود في الأجل القصير، ويرجع هذا الجمود إلى عجز الأجور والأسعار في الأجل القصير عن التغيير بسرعة بما يضمن توازن سوق العمل، ونتيجة لذلك قد يتعرض سوق العمل لحالة من الاختلال تتمثل في وجود فائض عرض، ومن ثم ظهور البطالة الاجبارية، ونظراً لاستحالة تحقيق التوازن عن طريق التغيرات النقدية سواء في الأجور أو الأسعار فإن ذلك من شأنه أن يحدث عدم توازن، حيث تظهر البطالة في سوق العمل.(20)
نظرية تجزئة سوق العمل:
تبنى هذه النظرية على اساس إسقاط فرض تجانس وحدات عنصر العمل، وهو أحد الفروض الاساسية في النظريات التقليدية، وتهدف هذه النظرية إلى تفسير اسباب ارتفاع معدلات البطالة، وتفترض هذه النظرية وجود نوعين من الأسواق وفقاً لمعيار درجة الاستقرار التي يتمتع بها سوق العمل، وهما سوق رئيس للمنشآت الكبيرة وسوق ثانوي للمنشآت الصغيرة، كما تفترض النظرية أن عنصر العمل لدية القدرة على الانتقال والتحرك داخل كل سوق، ولا يتحقق له ذلك فيما بين السوقين، وذلك لاختلاف السوقين من حيث خصائص الأفراد والوظائف لكل منهما.(21)
نظرية ارتفاع معدل البطالة الطبيعي:
ظهرت هذه النظرية في فترة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، محاولاً تفسير البطالة من خلال إعادة النظر في تقدير معدل البطالة الطبيعي، وهذه النظرية تستعمل مصطلح معدل البطالة الطبيعي، وطبقاً لهذه النظرية فإن معدل البطالة الذي يتسق مع استقرار التضخم هو معدل البطالة الطبيعي، وهو الذي تكون عنده القوى المؤشرة في صعود أو هبوط الأسعار والأجور في حالة توازن، بحيث لا يكون هناك ميل لارتفاع معدل التضخم أو انخفاضه، وإذا كان معدل البطالة الطبيعي مساوي لمعدل البطالة الفعلي، يكون الاقتصاد في مستوى التشغيل الكامل وفي حالة توازن.(22)
المبحث الثالث//البطالة في العراق:
العراق من الدول التي مرت بالكثير من الحروب، وقد كان لهذه الحروب أثر كبير على اقتصاد الدولة، فالدولة التي تعيش صراعات سياسية تؤثر على الوضع الاقتصادي بشكل كبير جدا، وبالتالي ترتفع نسبة البطالة ونسبة الجرائم والانفلات الأمني ، وبذلك اصبحت معضلة البطالة في العراق شديدة الوطأة على السكان بفعل الحروب المتتالية التي وقعت في العراق، وغياب استراتيجية كاملة لبناء الاقتصاد العراقي واستيطان ظاهرات العنف والمحسوبية وغموض برامج في إعمار العراق والركود الاقتصادي مما فاقم من مشكلات الفقر.
من سمات الاقتصاد العراقي:
1_ يعتمد على النفط وتصل نسبة الاعتماد عليه أكثر من 90%، وبذلك يكون النفط هو المهيمن على الاقتصاد العراقي.
2_ ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وخاصة بين خريجي الجامعات والمعاهد.
3_ هجرة الطاقات الإبداعية نحو الخارج.
من اسباب البطالة في العراق:
1_ الحروب التي خاضها العراق، ومنها الحرب مع إيران 8 سنوات، والتي راح ضحيتها أكثر من مليون شهيد، وأيضاً إهدار كبير في موارد الدولة وتكلفة اقتصادية باهظة جداً، وأيضاً حرب الخليج الأولى والثانية والحصار الذي فرض على العراق، وبعد سقوط النظام عام 2003، خاض العراق الكثير من الحروب مع الإرهاب.
2_ عدم وجود رؤية واضحة في بناء الاقتصاد العراقي.
3_ على أثر الحروب وعدم الاستقرار الأمني هجر العراق الكثير من الطاقات الاقتصادية الإبداعية والعلمية وغيرها.
4_ قلة الاستثمارات في العراق، فالعراق غني بالكثير من الموارد الطبيعية، والاستثمارات هي من تنهض بالدولة، وأيضاً تشغل الكثير من العاطلين عن العمل.
5_ عزوف الكثير من الشباب عن بعض المهن، وذلك أما لآنها لا تتلائم مع تحصيله الدراسي، أو لا توفر متطلبات العيش الذي يريدها الشباب، وأيضاً عدم مراقبة ومساعدة الدولة للمهن والمشاريع الصغيرة.
6_ غياب قانون الضمان الاجتماعي، أو عدم التثقيف له، فجعل الكثير يفكر فقط باللجوء إلى الوظائف الحكومية ويبقى سنوات لانتظارها وبدون عمل.
7_ الاقتصاد العراقي هو اقتصاد ريعي ويعتمد على استخراج وتصدير سلعة طبيعية واحدة وهي النفط، والتي تتعرض باستمرار إلى تقلبات اسواق النفط العالمية في سنوات متلاحقة.
8_ العقوبات والديون الخارجية على العراق، فقد كلفت العراق كثيراً.
9_ غياب التنسيق بين التعليم ومخرجات سوق العمل، فالعلاقة بين التعليم وسوق العمل ليست عددية وحسب، ولا نوعية من ناحية الجودة ونوع المناهج الدراسية، وإنما هي علاقة متحركة( ديناميكية)، لكن الذي يحصل الآن هو غياب التخطيط، فمثلاً العراق يعتمد بشكل كبير على النفط، ولكن بالمقابل لا توجد لدينا جامعة للنفط.
10_ عدم الاعتماد على دراسة الخبراء الاقتصاديين، وتعطيل البرامج الاستشارية الاقتصادية.(23)
المبحث الرابع//قياس البطالة:
يعتبر معدل البطالة أحد المقاييس الرئيسية للاقتصاد، حيث تعمل الدولة على المحافظة على بقاءه دائماً ضمن مستويات الدنيا ويعبر عنه بنسبة مئوية لعدد العاطلين عن العمل إلى القوة العاملة، وأن التعرف على حجم مشكلة البطالة وأبعادها، فلا بد من قياس معدلة البطالة وتعرف بأنها" نسبة الأفراد العاطلين إلى قوة العمل المتاحة في فترة زمنية معينة، ويزداد الاهتمام بهذا المعدل في الدول الصناعية كمؤشر على الأداء الاقتصادي".
في الدول العربية يصعب قياس حجم البطالة نظراً لتعدد أنواع البطالة فيها، وعندنا في العراق يتم قياس حجم البطالة من خلال تسجيل اعداد العاطلين في دائرة العمل التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، و الملاحظ هنا في العراق لا توجد نسبة احصائية دقيقة لمعدل البطالة ويمكن قياسه، أو الاعتماد عليه في الدراسة، وبذلك علينا أن ندرك أن هذه الأرقام لمعدل البطالة ليست ثابته ودقيقة، أي لا تمثل حجم الرقم الفعلي لحجم البطالة وما هو أثرها كظاهرة، وبذلك يتم حساب عدد العاطلين في معظم البلدان من خلال سجلات المتقدمين من تعويضات، أي من خلال المنحة الاجتماعية، أو ما تسمى عندنا بالعراق الإعانة الاجتماعية، لكن هذه لا يمكن الاعتماد عليه بشكل جذري في قياس عدد العاطلين عن العمل، إذ من المستفيدين من الاعانة الاجتماعية منهم من يرفضون العمل، وهؤلاء بتعريف العاطلين عن العمل، لا يدخل ضمن العاطلين بسبب أنه اختار التعطل عن العمل اختيارياً، ويرفض العمل وأن توفر له، أضف إلى ذلك أن الكثير من الذين لا يستحقون الاعانة الاجتماعية، أو التحايل على الحكومة من أجل الإعانة، يتم تقديم أنفسهم عاطلين عن العمل، وبذلك على الدولة أن لا تمنح العاطل عن العمل إعانة اجتماعية، إلا إذا ثبت من خلال توجيه بعض المخاطبات مع دوائر الدولة، كما معمول فيه بالسابق، مثل دائرة المرور والزراعة والعقار والضريبة والخ...، والأجدر أن تكون هناك قاعدة بيانات لكل المواطنين مع ذكر أعمالهم ومستوى المعيشي لهم، وتختلف طرق احتساب معدل البطالة من دولة لأخرى للأسباب التالية:
1_ اختلاف السن القانوني للعمل من دولة لأخرى.
2_ اختلاف الفترة التي يجب أن يبحث المتعطل عن عمل خلالها ليعتبر متعطل عن العمل.
3_ عدم القدرة على تحديد فئة المحبطين الذين توقفوا عن البحث عن عمل بسبب الاحباط.
4_ اختلاف مصادر البيانات.(24)
هناك بعض المقاييس الهامة التي تشير إلى مدى نجاح الدولة اقتصادياً منها البطالة، ونستطيع حساب نسبة البطالة في المجتمع وهي عن طريقة قسمة عدد العاطلين في المجتمع على عدد العاملين فيه، ويتم الإبلاغ عن معدل البطالة كنسبة من القوى العاملة التي تحسب على أنها عاطلة عن العمل، معدل البطالة على النحو التالي:
معدل البطالة = (عدد العاطلين عن العمل / القوى العاملة) × 100٪
ليس كل من لا يعمل هو عاطل عن العمل، حيث أن هناك فئات غير قادرة على العمل، لا يمكن القول أنهم عاطلون عن العمل، ولا يمكن احتسابهم ضمن معدلات البطالة كالمرض والعجزة والاطفال وكبار السن والافراد الذين كانوا يعملون، و أحيلوا للتقاعد ويتقاضون راتباً شهرياً، كذلك هناك أفراد قادرون على العمل وعلى الانتاج ولا يعملون فعلاً، ومع ذلك لا يجوز عدهم عاطلين عن العمل، حيث أنهم لا يبحثون عن فرص عمل مثل الطلبة فهؤلاء رغم قدرتهم على العمل لا يبحثون عن عمل، لأنهم يفضلون تنمية قدراتهم ومهاراتهم بالدراسة والتحصيل العلمي والمعرفي، لهذا لا يصح إدخالهم في دائرة العاطلين، كذلك يوجد بعض الافراد القادرين على العمل لكنهم لا يعملون، لأنهم في درجة من الثراء تجعلهم في غنى عن العمل، فهؤلاء أيضاً لا يعدون عاطلين، كذلك هناك أفراد يعملون ويحصلون على أجر، لكنهم يبحثون عن عمل أفضل، هؤلاء لا يجوز عدهم عاطلين عن العمل وعليه نستنتج أن ليس كل قادر على العمل وليس كل من يبحث عن عمل يعد ضمن دائرة العاطلين عن العمل، وهناك شرطان أساسيان للعاطل وهما:
1_ أن يكون قادر على العمل.
2_ أن يبحث عن فرصة عمل.
بحسب منظمة العمل الدولية، فإن العاطل عن العمل هو كل من في سن العمل ويرغب فيه، ويبحث عنه ويقبله عند مستوى الأجر السائد ولا يجده، ويقوم هذا التعريف على العناصر التالية:
1_ أن يكون عمر الشخص ضمن السن المحددة لقياس السكان النشيطين اقتصادياً.
2_ أن يكون من دون عمل.
3_ متاح للعمل أي أنه بانتظار عمل سواء عمل بأجر أو لحسابه الخاص.
4_ يبحث عن عمل.
ويعد الشخص في نظام سوق العمل الأوربية عاطلاً عن العمل فيما إذا:
1_ انتهى عقد عمله ولم يجد عملاً.
2_ أتم تعليمه أو تدريبه ولم يجد عملاً.
3_ استغنى عن خدماته قبل انتهاء عقده ولم يجد عملاً.(25)
الخاتمة والتوصيات:
أن مشكلة البطالة من المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم على اختلاف مستويات تقدمها وأنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذ تتركز مشكلة البطالة بشكل عام في فئات معينة بذاتها في كل دولة من دول العالم متأثرة بشكل اساسي بنظم التعليم المتبعة في تلك الدول وبطبيعة النمو السكاني وتوجهات الأفراد الاجتماعية والاقتصادية. ومن أهم التوصيات التي توصلنا إليها وهي :
التوصيات :
1_ ربط مخرجات نظام التعليم باحتياجات سوق العمل، وأيضاً من الضروري أن تكون المناهج الدراسية مرنة وقابلة للتطور بهدف اعداد أجيال متعلمة وقادرة للحصول على فرصة عمل في المستقبل.
2_ الاستفادة من الفرص التي توفرها العولمة في حل مشكلة البطالة وتسهيل انتقال الأيدي العاملة المدربة بين دول العالم المختلفة.
3_ تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة بهدف امتصاص البطالة وخصوصاً بين الشباب.
4_ تخصص الدولة الأموال الكافية لغرض إقراض الشباب، لأنشاء مشاريع ويتم مراقبة هذه المشاريع من قبل الدولة، لحين وضع اسس ناجحة لهذا المشروع.
5_ العمل على الحد من الهجرة، أي الهجرة من الريف إلى المدينة، وذلك بإقامة مشاريع ضخمة تساعد على توظيف الكثير من سكان الأرياف، وأيضاً تشجيع الزراعة والناتج الحيواني في الأرياف.
6_ تتولى وزارة العمل فعلياً الأشراف على جميع قطاعات العمل، سواء كانت شركات أو اسواق أو غير ذلك من الحرف، ومنع الحصول على تأشيرة عمل إلا من خلال وزارة العمل والحاجة الماسة لخبرة العمالة في المجال الذي يتطلب دخول عمالة أجنبية، وتشكيل هيئة عمل ونقترح تسميتها( هيئة العمل والأشراف العملي) أي انها تشرف وتقوم بحملات إعلانية منظمة تبين الحاجات الفعلية لسوق العمل، وبيان التخصصات التي بها عجز ،والتخصصات التي بها فائض ، لتوعية المواطنين بضرورة التوجه نحو التخصصات المطلوبة ، وأيضاً تضمن للعمال كافة الحقوق.
7_ الاهتمام بالصناعات كثيفة العمالة بهدف امتصاص أكبر قدر من العمالة، وأيضاً تقليل الاستيراد من الخارج.
الهوامش:
1_ ينظر صائب حسن مهدي: البطالة في الدول العربية الواقع والاسباب في ظل عالم متغير، مجلة القادسية للعلوم الإدارية والاقتصادية، المجلد12، العدد3، 2010، ص89. وينظر أيضاً فاتن علي منصور: البطالة وأثرها على التنمية الاجتماعية، رسالة مقدمة إلى جامعة تشرين، سوريه، 2014، ص23.
2_ ينظر صائب حسن مهدي: البطالة في الدول العربية الواقع والاسباب في ظل عالم متغير، ص89. وينظر أيضاً عيادة سعيد حسين: البطالة في الاقتصاد العراقي( اسبابها وسبل معالجتها)، مجلة جامعة الانبار للعلوم الاقتصادية والإدارية، المجلد 4، العدد8، 2012، ص81. وينظر أيضاً حسام الدين زكي بنيان وميادة رشيد كامل، تحليل مشكلة البطالة في العراق للمدة(2003_2008)، المجلد9، العدد33، 2013، ص44.
3_ ينظر صائب حسن مهدي: البطالة في الدول العربية الواقع والاسباب في ظل عالم متغير، ص89. وينظر أيضاً عيادة سعيد حسين: البطالة في الاقتصاد العراقي، ص82.
4_ ينظر حميد الهاشمي: سبباً في البطالة( بحث في مشكلة بطالة المتعلمين في الوطن العربي) بحث منشور على شبكة الأنترنيت، دار ناشري، 2003، ص6_7. وينظر أيضاً شمباع جمعة: أثر التركيبة السكانية على البطالة في الجزائر، رسالة مقدمة إلى جامعة قاصدي مرباح ورقلة، 2013، ص18. وينظر أيضاً محمد دمان ذبيح: الآليات الشرعية لعلاج مشكلة البطالة، رسالة مقدمة إلى جامعة العقيد الحاج لخضر، 2008، ص5_13. وينظر أيضاً فاتن علي منصور: البطالة وأثرها على التنمية الاجتماعية، ص30.
5_ينظر عامر رأفت علي الغصين: بطالة خريجي الهندسة(اسباب وحلول)، رسالة مقدمة إلى الجامعة الإسلامية، غزة، 2014، ص15. وينظر أيضاً عبداللطيف عمر بوضياف، أثر ارتفاع معدلات البطالة على حجم النفقات الاجتماعية للاقتصاد الجزائري، رسالة مقدمة إلى جامعة آل البيت، 2018، ص5. وينظر أيضاً احمد حويتي وآخرون: البطالة وعلاقتها بالجريمة والانحراف في الوطن العربي، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1998، ص17. وينظر أيضاً حنان محمد الجمال ونوال شرقاوي بخيت: قلق البطالة وعلاقتها بجودة الحياة وفاعلية الذات لدى طلاب السنة النهائية بكلية التربية جامعة المنوفية، مجلة البحوث النفسية والتربوية، العدد1، 2008، ص285.
6_ينظر تركي بن محمد العطيان: البطالة وعلاقتها بالسلوك الإجرامي، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، المجلد21، العدد41، ص359. وينظر أيضاً صائب حسن مهدي: البطالة في الدول العربية الواقع والاسباب في ظل عالم متغير، ص89. وينظر أيضاً رجب صبري عبدالقادر وآخرون: البطالة نظرة واقعية وحلول عملية، جامعة القاهرة كلية دار العلوم، 2009، ص7.
7_ينظر البشير عبدالكريم: تصنيفات البطالة ومحاولة قياس الهيكلية والمحبطة منها خلال عقد التسعينات، مجلة اقتصاديات شمال افريقيا، العدد1، ص153_155_165_166_167_169. وينظر أيضاً تكاري نصيرة: مشكلة البطالة وأثرها على القلق لدى خريجي الجامعات الجزائرية، رسالة مقدمة إلى جامعة بوزريعة، 2010، ص54_55_56_57. وينظر أيضاً رمزي زكي: الاقتصاد السياسي للبطالة، عالم المعرفة(226)، الكويت،1998، 22_23_24_25_26_27_28_29_30. وينظر أيضاً محمد مازن محمد الأسطل: العوامل المؤثرة على معدل البطالة في فلسطين، رسالة مقدمة إلى الجامعة الإسلامية، غزة، 2012، ص24_25_26_27_28. وينظر أيضاً محمد رمضان عبدالرحمن صالح: دور الاقتصاد الإسلامي في علاج مشكلة البطالة من وجهة نظر المشاركين في قوة العمل، رسالة مقدمة إلى الجامعة الإسلامية، غزة، 2014، ص54_55_56_57_58_59_60_61_62. وينظر أيضاً مي حمودي عبدالله الشمري: واقع واسباب البطالة في العراق بعد عام 2003 وسبل معالجتها، مجلة كلية بغداد للعلوم الاقتصادية الجامعة، العدد37، 2013، ص136_137. وينظر أيضاً ميادة حسن رحيم: البطالة وسبل معالجتها في العراق، مجلة القادسية للعلوم الإدارية و الاقتصادية ، المجلد15، العدد4، 2013، ص179.
8_ينظر محمد أبو بكر: ظاهرة البطالة في المجتمع الباكستاني وعلاجها في ضوء السنة النبوية، رسالة مقدمة إلى جامعة الإسلامية العالمية، باكستان، 2014، من ص53 إلى ص60.
9_ينظر رقية خياري: السياسة التنموية في الجزائر وانعكاساتها الاجتماعية( الفق_ البطالة)، رسالة مقدمة إلى جامعة محمد خيضر، الجزائر، 2014، ص206.
10_ينظر انوار عمر الجرف: مشكلة البطالة من منظور الفكر الإسلامي، رسالة مقدمة إلى جامعة بيروت الإسلامية، بيروت، 2017، من ص 127إلى ص130.
11_ينظر المصدر نفسه، من ص116إلى ص120.
12_ينظر المصدر نفسه، ص135_136_137.
13_ينظر المصدر نفسه، ص131_132_133_134.
14_ ينظر عيادة سعيد حسين: البطالة في الاقتصاد العراقي، ص83_84. وينظر أيضاً محمد رمضان عبدالرحمن صالح: دور الاقتصاد الإسلامي في علاج مشكلة البطالة، ص20_33_34.
15_ينظر رمزي زكي: الاقتصاد السياسي للبطالة، ص145_146.
16_ينظر المصدر نفسه، ص243_244.
17_ ينظر المصدر نفسه، ص287_288.
18_ ينظر المصدر نفسه، ص183_184.
19_ينظر محمد رمضان عبدالرحمن صالح: دور الاقتصاد الإسلامي في علاج مشكلة البطالة، ص66.
20_ينظر المصدر نفسه، ص67.
21_ينظر المصدر نفسه، ص67_68.
22_ينظر المصدر نفسه، ص68.
23_ينظر عبدالجبار عبود الحلفي: البطالة في العراق مع إشارة خاصة إلى بطالة الشباب، مجلة بحوث اقتصادية عربية، العددان 43_44، 2008، ص94_101_102_103_104. وينظر أيضاً
24_ ينظر رمزي زكي: الاقتصاد السياسي للبطالة، ص15_16. وينظر أيضاً رجب صبري عبدالقادر: البطالة نظرة واقعية وحلول عملية، ص9_10. وينظر أيضاً ميادة حسن رحيم: البطالة وسبل معالجتها في العراق، ص179. وينظر أيضاً محمد رمضان عبدالرحمن صالح: دور الاقتصاد الإسلامي في علاج مشكلة البطالة، ص73.
25_ ينظر رمزي زكي: الاقتصاد السياسي للبطالة، ص14.



#حيدر_جواد_السهلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة العمل
- دراسة في أسس النهضة اليابانية
- الحكم المدني في فلسفة جون لوك
- رائد الفيزياء الحديثة العبقري أينشتاين
- عراب النضال السلمي غاندي
- سقراط الجديد جبريل مارسيل
- الرجل الثاني في الإسلام وصوت العدالة الإنسانية، أمير المؤمني ...
- مفهوم الميتافيزيقا
- الظاهرة العبثية الإلحاد
- الاقتصاد في فلسفة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر
- النظام الاجتماعي في فلسفة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر
- العالم الذي قهر الإعاقة ستيفن هوكينج
- مفهوم الهوية في فكر عبدالجبار الرفاعي
- فرسان العراق في حرب 6أكتوبر
- مفهوم الولاء في فلسفة جوزايا رويس الأخلاقية
- المعوقات الاجتماعية لمشاركة المرأة العربية في صنع القرار الإ ...
- الدين والتدين في فكر عبدالجبار الرفاعي
- موقف عبدالجبار الرفاعي من التربية
- موقف عبدالجبار الرفاعي من الاستبداد
- الدولة في فكر عبدالجبار الرفاعي


المزيد.....




- فرنسا - الجزائر: اتهام دبلوماسي جزائري سابق بالضلوع في خطف م ...
- ليبيا: مقتل قيادي بارز وستة أشخاص في اشتباكات عنيفة بالأسلحة ...
- فرنسا - الجزائر: لماذا تزداد الأزمة الدبلوماسية عمقا؟
- هل يخرق ترامب القانون بقبول طائرة فاخرة من قطر؟
- نتانياهو يتوعد بتكثيف الهجوم على قطاع غزة حتى -هزيمة حماس-
- فيديو منسوب لترامب يرقص بالسيف خلال زيارته الأخيرة إلى السعو ...
- ماكرون: الأوكرانيون يعترفون بأنهم لن يتمكنوا من استعادة الأر ...
- ماكرون: فرنسا لا تستطيع تقديم المزيد من الأسلحة لأوكرانيا
- مصر: نتطلع إلى إسهام جولة ترامب الخليجية في دفع جهود وقف إطل ...
- وفاة -أفقر رؤساء العالم-


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - الآثار العامة للبطالة