أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في الزمن الغزي زجاجات مليئة بالتضامن ورمي صناديق من الفضاء














المزيد.....

في الزمن الغزي زجاجات مليئة بالتضامن ورمي صناديق من الفضاء


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 16:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الزمن الغزي زجاجات مليئة بالتضامن ورمي صناديق من الفضاء
بدأنا ننسى عبارات الحب ، وننسى غبار العلاقات الإنسانية ، ولكن منظر الزجاجات - القناني - وهي تتطاير في الفضاء ثم تسقط في البحر أعاد الخيال إلى رسائل البحر، تلك الرسائل التي كانت تُكتب وتوضع في زجاجات وترمى في البحر ، لعلها يوماً تصل إلى انسان ما ، أو لعل القدر يوصلها إلى أصحابها .
ولكن عندما رأيت بعض المصريين يضعون الطعام في الزجاجات ثم يلقونها في البحر لعلها تتحدى الحصار و تصل إلى أهالي غزة ، شعرت أن زمن الرومانسية قد ولى ونحن في عصر الوحشية .
قد تكون الفكرة مضحكة وساذجة ، وحين نطرح تلك الفكرة يأخذنا الخيال مصافحة هدير البحر وأمواجه العالية وقوانين الجذب والهرولة نحو القاع ، ولكن حين نرى الأيدي وهي تقذف الزجاجات المليئة بالطعام نشعر أن رمي الزجاجات ليست مغامرة ومقامرة ، بل هي خطوة رمزية تتحدى أقوى الدبابات والطائرات وتحطم أسوار الحصار، وتمزق قرارات القادة .
نكرر " الجوع كافر " رحم الله " زياد الرحباني " الذي أطلقها بشجاعة رجل يعرف أن المواقف لا تتجزأ ، وأن الجوع عند كل الشعوب يؤدي إلى الكفر بجميع المبادئ والجمعيات والقوانين والإنسانية الفارغة من قيمها .
مشاهد الجوعى في قطاع غزة والأطفال الذين أصبحت هياكلهم العظمية خارطة لصورة حصار بشع ، تبث صورة على الجهات الأربع ، يعيد إلى الأذهان الصفحات التاريخية ، لكن هذه المرة الصفحات ملونة وتسجل بالصوت والصورة والصراخ والآهات وطوابير حاملي الأواني والطناجر، هؤلاء الذين أصبح رغيف الخبز بالنسبة اليهم حلماً .
ترتجف الأجساد جوعاً أمام هول المجاعة ، وتستيقظ في الروح تساؤلات عن معنى الإنسانية المفقودة في هذا الزمن، الزمن الذي يتغنى بالتجويع ويفتخر وتنتفخ مسامته بكبرياء القرارات ، وتصبح تصريحات القادة والزعماء والوزراء أقواس قزح ، حيث كل قوس يحمل ظل مبادئه وأبجدية سلطته السياسية ، ولا أحد يربط حزام القرار ويقف رافضاً أشكال التجويع الغزي ، التاريخي ، وتبقى الدائرة تتلون بين صُناع القرار يمضغون كلماتهم ، بينما الطفل الغزي يشهق شهقته الأخيرة ويموت جوعاً .
طريقة وضع الطعام في زجاجات والقاء الزجاجات في البحر لعلها تصل، حكاية من أساطير ألف عشق وعشق ، ولكن رميها في هذا الوقت يعيد إلى الصمت المزنر بالوجوه العاجزة للحكام والرؤساء نبض التضامن والمشاعر الإنسانية ..!! الزجاجات مثقلة لكن ليست بالطعام بل بالتأكيد أن التاريخ سيفتحها وغداً يفرغها ويصنع منها جبالاً من المواقف .
رمي الصناديق من الفضاء
في موسم " الحرب على غزة " تناثرت الصور حتى غطت الكرة الأرضية ، ولكن رؤية الطائرات التي تقذف الصناديق المملوءة بالأطعمة والمعلبات والأغذية في الفضاء وحسب مزاج المنطاد والرياح يسقط ، بعيداً في البحر ، هنا وهناك ، لكن تراكض الجوعى هو الصورة الكبيرة ، مؤلمة في زمن التخمة العربية ، ولا أعرف من اخترع أسلوب رمي الصناديق من الفضاء ، في ظل الشوارع والطرق والمعابر والحدود ، لا أعرف إلى أي منحدر يريد أن يصل هذا الذي اخترع أسلوب الرمي من الفضاء ؟ لكن مؤكد كان قاصداً صورة الرمي .
أن صور الذين يتراكضون للحصول على شيء يأكلونه و يسد رمقهم ،من الصور التي وضعت داخل البومات " الذل " لقد أراد هؤلاء الذين يقفون وراء هذه الفكرة إذلال الناس وسحق انسانيتهم التي تهرول وراء لقمة تأتي مغلفة بالعنجهية .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - غزة الصراخ والصمت -
- حمير غزة إلى باريس
- مسرحية نوبل للسلام
- في الزمن الغزي - الجوع كافر - واليد تلوح
- ليلة بدون تصريح
- حسن وفاطمة من غزة
- بين ربطة العنق مسافة من الرعب والقلق
- محمود يصيح - كيف سأعانقك -؟
- غزة بين الرأس الطائر والحرامات الملونة
- في غزة ... جمجمة بين الشيخ والرضيع
- بوعزيزي الفلسطيني وجمل المحامل
- غزة .. جاء البريد بساع ولكن بغير بريد
- على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة
- ثورة العودة في الشارع الغزي
- حكايات من تحت الركام
- العربي والفلسطيني 2024
- أيها الرئس من كان منكم بلا سجن فليبدأ ويرمه بحجر
- رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة
- بين الموت والركام لا أحد
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه


المزيد.....




- في تركيا.. لماذا استئجار هذه الفيلا الفاخرة قد يكلفك 50 ألف ...
- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد تحطم مقاتلة شبح أمريكية من طر ...
- -أمر مفجع-.. شاهد كيف وصف زعيم الجمهوريين بمجلس النواب الأمر ...
- فيضانات مفاجئة تُخلف دمارًا في سوتشافا شمال رومانيا: 2500 مت ...
- بعد إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.. ترامب: خطوة كندا تجع ...
- زيلينسكي يصف المهاجمين بـ -الإرهابيين-.. قتلى بينهم طفل في ق ...
- في مواجهة رسوم ترامب.. الرئيس البرازيلي يتعهد بالدفاع عن سيا ...
- ترامب ينتقد وماكرون يرحب.. كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطيني ...
- روسيا تعلن السيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية شرق أوك ...
- قتلى بقصف روسي على كييف وموسكو تعلن السيطرة على مدينة أوكران ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في الزمن الغزي زجاجات مليئة بالتضامن ورمي صناديق من الفضاء