أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حسن وفاطمة من غزة














المزيد.....

حسن وفاطمة من غزة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسن وفاطمة من غزة
يتسع الأفق ويركب الريح وتصبح الأصوات نايات مثقوبة بالوجع أما الأصابع فهي تتلاشى رويداً رويداً وتصبح البصمات دموعاً تتساءل إلى متى ؟؟ " حسن وفاطمة " هذا العنوان ليس تقليداً لفلم " حسن ونعيمة" الذي كتبه عبد الرحمن الخميسي في سنوات الستينات ، وأظهر حكاية الثأر في القرية المصرية ، ولكن " حسن وفاطمة " حكاية العصافير التي تتحدى الأقفاص .
" اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت
" أشهد للحرب الشعبية
واللي ما شاف من الغربال يا بيروت
أعمى بعيون أمريكية "
كلمات هذه الأغنية التي كتبها الشاعر الفلسطيني " أحمد دحبور" ومن الحان " حسين نازك" وغناء الفنان " حسين المنذر" مع فرقة العاشقين ، والتي انطلقت عام 1982 حيث وثقت هذه الأغنية صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية أثناء اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة بيروت وفيها إشارة إلى الخذلان والصمت العربي ، ولم يصمت التاريخ كأنه يقوم بتخزين المواقف في الذاكرة والصفحات ، وسرعان ما يبعث هذه المواقف من جديد بأصوات وأصابع وذاكرة جديدة .
الصبي الغزاوي " حسن علاء عياد - 12 عام " أحب الغناء وقد ساعده صوته الطفولي الجميل على حمل رسالة الحرب والخذلان ، حيث قام بغناء " اشهد يا عالم " ولكن قام بتغيير كلماتها " اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت ... والعرب بنومة هنية "
وتحولت اغنية " اشهد يا عالم" إلى واجهة شبكات التواصل الاجتماعي، حيث التاريخ ليس وجوه الزعماء و مهرجانات الخطابات، ولكن التاريخ مرايا تربط الأحزمة وتقول هذه هي صوركم السابقة ما زالت كما هي تمارسون رياضة الصمت والانتحار الجماعي على أبواب الكرامة .
ويقفز الخبر بأن الصبي " حسن علاء عياد " قد استشهد جراء قصف " مخيم النصيرات في غزة " قد يكون خبر استشهاده خبراً عادياً في أجواء القصف الجنوني ، ولكن رغم قسوة الموت و الرحيل اعتبر صوت الصبي " حسن عياد" صرخة وجع صادقة حركت الصور التاريخية للأنظمة والشعوب العربية التي غرقت بصمتها في بيروت وتمتد السنوات العجاف الأخوي العربي العالمي إلى غزة الآن .
رغم أن كل شيء في غزة يصرخ ومن الحماقة أن نكتب عن استشهاد " صبي " بينما ارقام الأطفال والصبيان والشيوخ والنساء اللواتي يستشهدن يومياً أصبح أمراً عادياً ، إلا أن هذا الصبي " حسن" كان صوتاً صارخاً بمرارة الطفولة راكضاً في أزقة وحارات ومخيمات قطاع غزة ،حافياً إلا من صوته مردداً " اشهد يا عالم " .
فاطمة حسونة - أضحك الصورة تطلع حلوة -
استعير العنوان الذي يوحي بالفرح " أضحك الصورة تطلع حلوة " للممثل الرائع أحمد زكي ، لكن في غزة لا يوجد صورة حلوة ، واذا خرجت بعض الصور فيها ضحكات عابرة يكون خلفها شلالات من الدموع وطوفاناً من الآهات الصارخة .
في احد المؤتمرات قال " إسحاق شامير " رئيس وزراء إسرائيل السابق ، اقتلوهم بعيداً عن الكاميرات ، ولكن لم يعرف " شمير" آنذاك ان الكاميرات أصبحت مثل رغيف الخبز وشربة الماء ، حتى أسهل من ذلك ، من الصور القادمة من " غزة " نرى الكاميرات تصور الجوع والعطش والزحف والهروب من مكان إلى مكان ، حيث تصبح الوجوه التي عانقت الجوع حقولاً من الصبر ، متشققة ، تنتظر داخل الزمن وخارجه حضور الرغيف .
في الحرب على غزة كانت وما زالت الكاميرات هي النوافذ التي يطل منها سكان قطاع غزة على العالم ومع أن العالم يدير ظهره لهم ، لكن إصرار الكاميرات على البقاء يقظة يجعل منها صورة وصوتاً صفحات تاريخية لا يمكن تكذيبها .
" فاطمة حسونة " مصورة صحفية فلسطينية ، وثقت بفضل كاميرتها حياة المدنيين في غزة ، الدمار ، النزوح ، الخيام ، الجوع ، العطش ، الدموع ، الفقدان ، الأمراض ، الخوف .. الخ وقد قامت بعمل الفلم الوثائقي " ضع روحك على يدك وامش " وقد عُرض في عدة مهرجانات .
" فاطمة " الشابة الصغيرة - مواليد 2000 - استشهدت في غارة جوية على منزلها ، وقد كتبت عندما وجدت فلمها الوثائقي وصورها التي عرضت في معارض دولية ، و التي تحولت إلى صرخات إنسانية غزية منشورة في كل مكان ( مبسوطة إنه لسا صوري قاعدة بتلف كثير أماكن وبتنباع وإنه يمكن صوري تضل عايشة أكثر مني ، وهذا مخليني مرتاحة ) .
في التحليق فوق الرماد وفوق الأسماء هناك الوجوه التي تنهدت ورحلت ، ولكن ظلالها ستبقى تلاحق الأيام والسنوات وتكون عنواناً لتاريخ يبدو من الخارج عتمة ولكن في داخله الأحلام الصلبة .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ربطة العنق مسافة من الرعب والقلق
- محمود يصيح - كيف سأعانقك -؟
- غزة بين الرأس الطائر والحرامات الملونة
- في غزة ... جمجمة بين الشيخ والرضيع
- بوعزيزي الفلسطيني وجمل المحامل
- غزة .. جاء البريد بساع ولكن بغير بريد
- على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة
- ثورة العودة في الشارع الغزي
- حكايات من تحت الركام
- العربي والفلسطيني 2024
- أيها الرئس من كان منكم بلا سجن فليبدأ ويرمه بحجر
- رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة
- بين الموت والركام لا أحد
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه
- مقابر جماعية - هنا غزة
- أنا لا أثق ... آخ ياغزة
- في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال


المزيد.....




- الرئيس الباكستاني لـ RT: يمكن لروسيا لعب دور مهم لإنهاء الصد ...
- عراقجي يدعو الهند وباكستان إلى التحلي بضبط النفس
- المالية الأوكرانية لن تسدد ديونها للغرب على مدى 30 عاما القا ...
- طهران ترد على نية ترامب بتغيير تسمية الخليج: الحقائق لا تتغي ...
- طرابلس..احتفالية بذكرى النصر على النازية
- رغم التوترات.. باكستان والهند تقيمان اتصالا على مستوى وكالة ...
- شي جين بينغ بموسكو للتباحث حول أوكرانيا والعلاقات مع واشنطن ...
- محللون: المقاومة لا تزال متماسكة وقادرة على القتال في غزة
- ترامب: أحترم وعود الحوثيين وقد أظهروا شجاعة كبيرة
- روسيا وأوكرانيا.. بدء سريان -هدنة بوتين- لـ3 أيام


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حسن وفاطمة من غزة