أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - غزة بين الرأس الطائر والحرامات الملونة














المزيد.....

غزة بين الرأس الطائر والحرامات الملونة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزة بين الرأس الطائر والحرامات الملونة
أتساءل أحياناً هل سيأتي اليوم الذي تستطيع فيه الأفلام الوثائقية والسينما الفلسطينية والعربية استغلال الصور والأفلام القادمة من قطاع غزة بسرعة عبر الفضائيات والتقارير الصحفية الكاشفة عن المآسي والقصص التي خرجت من المعقول إلى حكايات اللامعقول ، هل سيأتي من يصنع أفلاماً تواجه المستقبل والأجيال القادمة وتضع صمت العالم العربي والغربي أمام بوابات العار والاتهام ؟! مثلما نرى الاتهامات السياسية والحربية وتقريع الضمائر عبر الأفلام السينمائية الأفلام الوثائقية الغربية .
لا نعرف ولكن الذي نعرفه أن الأرشيف الدموي في غزة قد تحول إلى خرائط من الصعب تخيل معرفة الحدود الجغرافية التي أصبحت كتلاً من الركام الذي يدل على شهوة الانسان للتدمير ، وحين تستيقظ الخرائط تجد نفسها بين الوجوه التي غابت حاملة أحلامها وطموحاتها وتقاسيم وجوهها التي ذابت في زمن البارود الذي يتقلب مزاجه حسب الأصابع التي تبعثه و غالباً ما يتحول إلى لعنات تضحك على حرق المئات تحت خيامهم أو في براري المجهول .
كتبت الصحفية " يافا أبو عكر " عندما زارت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لكي تعد تقريراً عن عائلة تم مسحها بالكامل من السجل المدني ، الأب ، الأم ، الأخوة ، الأخوات ، كلهم استشهدوا الناجي الوحيد طفل عمره تسع سنوات ، الطفل كان في حضن والده عند القصف ولما انفجر الصاروخ واستشهد والده وبعد أن استيقظ الطفل وجد رأس والده مفصولاً وأمه وأخوته أشلاءً ً مبعثرة حوله ، وتقول الصحفية منذ عام والطفل لا يتكلم مع أحد ولا يضحك ولا يبكي فقط ينظر إلى رأس محدثه ، يحدق في رأسه . .. أنتهى تقرير الصحفية .
بين الواقع والخيال لم يعد الطفل يصدق كيف يطير الرأس ؟ كيف ينفصل؟ أصبح تحديق الطفل رسالة ، كأنه يقول للذي أمامه حافظ على رأسك فمن السهل طيرانه .
لا نريد السؤال كم من الرؤوس طارت ؟؟ وكم من الأشلاء جمعت أو ما زالت مبعثرة ؟ ولكن السؤال الذي يصرخ كيف يمكن لهذا الطفل أن يعيش مستقبلاً ؟ كيف يمكن أن يغفر وينسى ويقف على قدميه لكي يكون رجلاً فعالاً في المجتمع ؟ هناك فجوة واسعة بين أحلام الطفولة وطاولات المفاوضات ووجوه المسؤولين الذين يقرأون أوراق الربح والخسارة ، فجوة بين الركض من مكان إلى مكان ونزوح يترجم لغة القوة إلى واقع يصعد بالأرواح إلى حالات الذعر الدائم .
صورة الطفولة في غزة مكسوة بغبار الجثث وشهقات الجوع والتعب والخوف والأمراض التي تعانق بقايا الاجسام المنهكة . فهل تخلع الثياب العسكرية غطرستها وعنجهيتها وتتساءل اليس طفل اليوم رجل الغد . أما ميثاق الطفولة العالمي فهو عصفور الغرور الذي يمد منقاره ويسرق الشعارات ليوزعها ابتسامات على جمعيات تشتهر بالنفاق والخداع .
قد يتحمل الكبار أجسامهم المتورمة بالخداع والخوف والموت البطيء ، ولكن الأطفال تلك القامات الصغيرة التي ركضت وهبطت في مناخ يقدم فواتير القصف والدم والاشلاء ، هل ستبقى مصابة بداء الخوف والرعب والهروب والجوع والذعر إلى الأبد ؟ بالطبع لا ..!! للتاريخ أجنحة تأخذنا إلى الماضي الذي يهمس لنا ويقول احملوا المرايا فمرايا المستقبل لا تكذب .
الحرامات الملونة
تتراقص الحرامات الملونة بين الأيدي رقصة الموت الراكض والمخيف في تفاصيل الوانه ، الحرامات التي تحولت إلى لون واحد ، الركض لعل الحياة تعود إلى المصاب.
نرى الحرامات الملونة وهي تركض بلهفة ، فهناك في عمق الحرام الملون جثة أو بقايا أو نفساً ما زالت تصرخ حباً في الحياة ، وبين الألوان والدماء النازفة علاقة عبثية تؤكد وجع الواقع ، ان الحرام صُنع للدفء ولكن في غزة كان له وظيفة إخفاء المصاب بقذيفة أو في احتراق أو لملمة بقايا جسد كان يضج بالحياة .
هناك حرمة للحياة ، ولكن في غزة الموت والحياة سواء ، داخل الزمن الغزي لا يمكنك التأمل والتنفس بسهولة ، لأن هناك صخرة على صدرك لا تستطيع ازاحتها .
أصبحت الحرامات الملونة في غزة علامة بارزة على قصف مجنون وفي غياب الأجهزة والآليات الخاصة لحمل المصاب أو إخفاء الأشلاء تكون الحرامات الملونة الوسيلة الوحيدة حيث يحملونها بسرعة ، يهرولون بين الطرقات الترابية التي تحولت إلى شاهدة العيان على خطوات أصبح الركض فوقها القدرة الوحيدة على الخلاص.
الحرام الملون يغطي البقايا ، بقايا انسان وجد نفسه داخل رقم سيتحول بعد ذلك الى قوائم النسيان، لكن وجوه الذين يحملون الحرام لا يستطيعون تغطية القبور المفتوحة الأيدي التي تمسك الحرام بقسوة التشبث تحدق في الفضاء تنتظر القصف القادم .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غزة ... جمجمة بين الشيخ والرضيع
- بوعزيزي الفلسطيني وجمل المحامل
- غزة .. جاء البريد بساع ولكن بغير بريد
- على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة
- ثورة العودة في الشارع الغزي
- حكايات من تحت الركام
- العربي والفلسطيني 2024
- أيها الرئس من كان منكم بلا سجن فليبدأ ويرمه بحجر
- رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة
- بين الموت والركام لا أحد
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه
- مقابر جماعية - هنا غزة
- أنا لا أثق ... آخ ياغزة
- في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة


المزيد.....




- -قبل وبعد.. نحبك-.. أولاد الأمير ويليام يهنؤونه بعيد الأب
- حقيقة الفيديو المنسوب إلى تساقط صواريخ إيرانية على إسرائيل
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد ا ...
- صراع إيران وإسرائيل.. شاهد فوضى وأعمدة دخان بمناطق مكتظة بال ...
- نتنياهو يعلن تصفية رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه
- إسرائيل وإيران: هل تتحول المواجهة بينهما إلى حرب مفتوحة؟
- أقارب مقاتلي -داعش- الألمان يطالبون بإعادتهم من سوريا
- أردوغان لترامب: هناك حاجة إلى تحرك عاجل لوقف التصعيد بين إير ...
- إسقاط مسيّرتين إسرائيليتين في سماء محافظة زنجان الإيرانية (ص ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع ويتكوف الحد من التصعيد بين إسرا ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - غزة بين الرأس الطائر والحرامات الملونة