أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزوار محمد سعيد - صوت البكاء النبيل: تأملات في نص الوداع والحنين














المزيد.....

صوت البكاء النبيل: تأملات في نص الوداع والحنين


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


أولاً: نوع النص

نص وجداني ذاتي، يندرج تحت أدب الرسائل أو اليوميات، ويميل إلى أسلوب المرثية المعاصرة، لكنه لا يرثي موتًا بيولوجيًا، بل موتًا معنويًا واجتماعيًا ناتجًا عن الهجرة القسرية.

يعكس النص تجربة إنسانية شخصية، لكنها قابلة للتعميم على مآسي الهجرة والنفي والخذلان في المجتمعات العربية.



---

ثانيًا: البنية العاطفية

النص محمّل بانفعالات الحزن، الأسى، الشوق، واللوم.

الضمير "أنا" حاضر بقوة، وهذا يعزز طابعه الذاتي والاعترافي.

تدرّج الشعور من الصدمة إلى الاعتراف بالعجز ثم إلى الحنين فالمرارة فالرضا الحزين، مما يعكس مسارًا نفسانيًا حقيقيًا لفعل الفقد والكتابة.



---

ثالثًا: اللغة والأسلوب

اللغة شاعرية رغم النثر، حيث يوظف الكاتب الكثير من الصور البلاغية:

استعارات: "انزلقت كلماتي في هوة ساحقة"، "تلعثم لساني"، "تنفجر في داخلي كألغام"، "الزمان تسرب من بين أصابعنا"، "أصيب ظهري بشقوق مزمنة".

تشبيهات: "أبكي كرضيع"، "ذكرياته كالأشواك"، "كصبي صغير يذوق طعم الخذلان".


الأسلوب متراوح بين السرد الذاتي والتداعي الحرّ، حيث تنساب الذكريات بلا ترتيب زمني صارم، بل خاضعة لتدفق العاطفة.

يبرز التكرار كأسلوب تعبير عن الألم، مثل تكرار: "أبكي"، "أخي"، "رحيلك"، "آه"…



---

رابعًا: الرمزية والدلالات

الظهر المشقوق: يرمز إلى الانكسار الداخلي، والخذلان العميق.

الهجرة: لا تُصوّر كفرصة، بل كفقد وموت وغياب؛ نوع من "النفي".

المجتمع الغدار: تمثيل رمزي للخذلان الجمعي والفشل في الاحتواء.

الأربعاء/الطفولة: ترمز إلى الفردوس المفقود، البراءة والالتحام الأسري قبل الانكسار.



---

خامسًا: الأبعاد الفلسفية والوجودية

النص لا يعبّر فقط عن فراق أخ، بل عن انهيار المعنى وانكسار الألفة، وعن ألم الانتماء الممزق في أرض لا تحتضن أبناءها.

يطرح تساؤلات ضمنية: ماذا يعني أن يكون للإنسان وطن؟ لماذا يدفع الطيبون الثمن؟ ما جدوى الحب حين لا نستطيع حماية من نحب؟



---

سادسًا: البناء الفني

الافتتاحية قوية وموحية: "شقوق أصابت ظهري حتى كاد ينكسر" – هي ضربة مباشرة توحي بالقسوة التي سيُبنى عليها النص.

الخاتمة مغلقة على الحزن، لكنها تتضمّن أمنية جميلة: "أتمنى لك الخير الوفير والفرح الأثير دائمًا" – وهذا يكشف عن نبل الشعور رغم الألم.

النص مشبع بـ المفارقات الوجدانية: بين البكاء والابتسام، بين الذكرى والواقع، بين الحب والخذلان.



---

سابعًا: القارئ ضمن النص

يخاطب النص العالم، الناس، الظالمين، الأخ، وحتى نفسه، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه طرف في المعاناة، يُستدعى للشهادة أو للمواساة.



---

خلاصة تحليلية

نحن أمام نص وجودي-وجداني صادق، يعبر عن وجع فردي يتحول إلى صرخة جماعية في وجه واقع جائر. قوته ليست في زخرفة لغته، بل في عمق عاطفته وصدق تعبيره عن الفقد، وفي كونه يلامس قضايا أوسع مثل الهوية، الغربة، الوطن، والأخوّة.

✦ لو نُشر هذا النص ضمن مجموعة أدبية، يمكن أن يُصنّف ضمن أدب الغربة، المراثي الحديثة، أو الأدب المقاوم للخذلان المجتمعي.
أ/د. مزوار محمد سعيد
فيلسوف جزائري بريطاني
برمنغهام، المملكة المتحدة.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الدكتور مزوار محمد سعيد: -الفينومينولوجيا ليست مجرد ...
- شرح قصيدة سكر الفقدان للشاعر الدكتور مزوار محمد سعيد
- لقاء على أوكسفورد
- شكرا على هذه اللحظة – 33
- دور الثقافة في التحرر البشري: دراسة مقارنة بين شوبنهاور وهوب ...
- بيان إدانة
- لحظة ابتهاج الفرح
- على ذلك المجرى
- أومبرتو إيكو بين الصمت وعدمه
- قراءة -العلم المرح- لفريدريش نيتشه
- دخان الهيجل: تأملات في فلسفة التاريخ
- أعلنتُ عليك حربًا يا وجعي (الورقة الثامِنَة)
- فينومينولوجيا المُعاناة، والسبب: قبعَة
- فينومينولوجيا شارع بروفانس
- السبب الذي دفعني لكتابة -العالَم الجزائري- بالفرنسية
- الشعوذة المثقفة
- الثقة العربية
- في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود
- حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن
- سلام يا أرض القراصنة


المزيد.....




- فيلم -الملحد- يُعرض بدور السينما المصرية في ليلة رأس السنة
- كابو نيغرو لعبدالله الطايع: فيلم عن الحب والعيش في عالم يضيق ...
- -طفولتي تلاشت ببساطة-.. عرائس الرياح الموسمية في باكستان
- مسابقة كتابة النشيد الوطني تثير الجدل في سوريا
- جواد غلوم: حبيبتي والمنفى
- شاعر يتساءل: هل ينتهي الكلام..؟!
- الفنان محمد صبحي يثير جدلا واسعا بعد طرده لسائقه أمام الجمهو ...
- عام من -التكويع-.. قراءة في مواقف الفنانين السوريين بعد سقوط ...
- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزوار محمد سعيد - صوت البكاء النبيل: تأملات في نص الوداع والحنين