أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مزوار محمد سعيد - شكرا على هذه اللحظة – 33














المزيد.....

شكرا على هذه اللحظة – 33


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 20:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يتحدث الرجل السياسي عن مسؤولية ميتران في صعود الجبهة الوطنية، وازدرائه للآخرين، وأولئك الوزراء الذين لا يشعر تجاههم بأية غيرة، إذ يمتلك فندقاً خاصاً أكبر من وزاراتهم... إلخ؛ كان مهرجانًا من نوع "تابي"، مليئًا بالعبارات الرنانة والتفاخر؛ اقترحت مقالًا على مجلة "ماتش" فوافقوا فورًا؛ وعندما نُشر المقال، اتصل تابي بروجيه تيرون وأكد له... أنني اختلقت كلَّ شيء.
استدعَتني لورانس مازوريل وسألتني إن كنتُ قد حضرتُ ذلك العشاء فعلًا؛ دافعت عن نفسي وعرضت عليها دفتري المليء بالملاحظات؛ لكن ذلك لم يكن كافيًا.
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، إذ تم استدعائي إلى مكتب "روجيه"؛ لم يسبق لي أن استُدعيت من قبل مدير المدرسة أثناء دراستي الثانوية، لكني شعرت حينها وكأنني تلميذة مشاغبة جاءت لتتلقى عقابها؛ بدأت أشك في نفسي؛ أخبرتُ شبابا خريجي المدرسة الوطنية للإدارة بردة فعل تابي؛ فشعروا بالغضب، لأنهم قرأوا مقالي وأكدوا دقة ما نقلته من أقوال؛ ذلك طمأنني قبل مقابلتي.
كنت متأثرة عندما دخلت مكتب "المدير"؛ كان مهيبًا، يتحدث بتأنٍ شديد، يفصل الكلمات عن بعضها البعض؛ بالكاد تجرأتُ على فتح فمي.
– قالت لي لورانس إنَّ بإمكاني الوثوق بك، لكنني لا أعرفك؛ وإذا كان بإمكانك تقديم دليل على ما نسبته إلى برنار تابي، فسيكون ذلك أفضل.
كانت تلك أوَّل تجربة مهنية حقيقية لي كصحفية؛ ومرة أخرى، حالفني الحظ؛ كان النقاش قد تمَّ تسجيله؛ وكان المسؤولان عن ذلك النادي السياسي مستعدَين لدعمي وتقديم شريط التسجيل لروجيه تيرون؛ وبعد أيام، تم استقبالهما؛ كان الشريط معهما، واكتفى مدير "ماتش" برؤية الدليل دون الاستماع إليه؛ لكنه أدرك أنني ألقى الدعم وأنني أؤدي عملي بجدية.
أحد الشخصيْن الذيْن وقفا إلى جانبي من نادي "منديس فرانس" كان يُدعى جان-بيير فيليب، وهو اليوم زوج ناتالي كوسيوسكو-موريزيه، وقد بقيتُ ممتنة له دائمًا لأنه أنقذني من هذا الموقف الصعب؛ لقد فهم أن برنار تابي أراد أن يتسبب في فصلي بدلًا من تحمّل مسؤولية كلامه؛ ومن المفارقة أن تلك المناورة الفاشلة ربما كانت السبب في إدماجي رسميًا ضمن فريق "ماتش"!
أتذكر أنني رويت هذه القصة لاحقًا لفرانسوا هولاند، الذي كان حذرًا بالفعل من رجل الأعمال؛ في ذلك الوقت، كنا نلتقي أسبوعيًا في قاعة "الأعمدة الأربعة" الشهيرة في الجمعية الوطنية؛ كان من بين النواب الذين يثيرون اهتمام الصحفيين؛ كان يعرف كيف يستخرج "ملح" الحياة السياسية كأي صحفي محترف؛ كان يفكر كصحفي، ويستطيع تغيير زاوية مقالك دون أن تشعر بذلك.
مرت السنوات وأصبحنا أقرب مهنيًا؛ في أوائل عام 1993، انقطعتُ عن العمل لبضعة أشهر في أوَّل إجازة أمومة لي، بعد أن التقيتُ في "باريس ماتش" بالشخص الذي سيصبح زوجي بعد عاميْن، "دوني"، وهو محرر في المجلة، ومترجم، ومتخصص في الفلاسفة الجرمان؛ كان وسيماً، ذكياً لكن غامضاً؛ جاء من بيئة أكثر حرمانًا من بيئتي؛ وكان قد تمكّن، بخلاف ما فعلتُ أنا، من تعويض النقص الثقافي باكتساب ثقافة عميقة ودقيقة، تلك التي أفتقدها كثيرًا؛ لكنه بقي حبيس عالمه، كتبه، فلسفته، وسعيه وراء المعرفة؛ قبل حتى أن أبدأ قصة حب معه، كنت قد حلمتُ بأنه سيكون والد أطفالي، وكان قد حلم بالحلم نفسه؛ كان تأسيس عائلة معه أمرًا بديهيًا.
ترجمة: أ/د. مزوار محمد سعيد
بورتون أون ذا ووتر


الجزء رقم 33 من كتاب "شكرا على هذه اللحظة" ترجمة: أ/د. مزوار محمد سعيد من الفرنسية إلى العربية



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الثقافة في التحرر البشري: دراسة مقارنة بين شوبنهاور وهوب ...
- بيان إدانة
- لحظة ابتهاج الفرح
- على ذلك المجرى
- أومبرتو إيكو بين الصمت وعدمه
- قراءة -العلم المرح- لفريدريش نيتشه
- دخان الهيجل: تأملات في فلسفة التاريخ
- أعلنتُ عليك حربًا يا وجعي (الورقة الثامِنَة)
- فينومينولوجيا المُعاناة، والسبب: قبعَة
- فينومينولوجيا شارع بروفانس
- السبب الذي دفعني لكتابة -العالَم الجزائري- بالفرنسية
- الشعوذة المثقفة
- الثقة العربية
- في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود
- حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن
- سلام يا أرض القراصنة
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية


المزيد.....




- -تُبت إلى الله-.. داعية مصري يثير التكهنات حول اعتزال المطرب ...
- طهران تهدد بالردّ الصارم على أي خطوة إسرائيلية متهورة
- جولة مفاوضات ثانية في إسطبول بين الروس والأوكرانيين
- إيران: سنرد على المقترحات الأمريكية وفق مصالحنا الوطنية والت ...
- السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
- تركيا تأمل بأن يتم في نهاية المطاف لقاء بين بوتين وزيلينسكي ...
- غروسي يؤكد دور مصر -الواضح- في محاولة تسوية الملف النووي الإ ...
- السعودية.. حجّاج من الصين ينظفون شوارع مكة المكرمة
- مباحثات أمنية بين مديري المخابرات السودانية والإثيوبية في بو ...
- مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربر ومخ ...


المزيد.....

- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مزوار محمد سعيد - شكرا على هذه اللحظة – 33