أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - لحظة ابتهاج الفرح














المزيد.....

لحظة ابتهاج الفرح


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 22:38
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد عشتُ أيامي التي مضت راكضا خلف الفرح والسعادة، السرور والغبطة، الشموخ والقوة، مرت تلك الأيام وأنــا أحاول دائما نحت الصخر لأجل إخضاع العصوبات وترويض العوائق واقعا، متحديا نفسي في الكثير من الأوقات، محاولا تأدية ما يجوز وما لا يجوز في سبيل تحيين الابتسامة، مهما كان المحيط ومهما كانت الظروف.
لقد وصلتُ بتوفيق من الله سبحانه وتعالى فالحمد لله، إلى نقطة صارت أيامي جميلة، رائعة وكثيرة الزينة وفق طرائق بسيطة، فنجان قهوة "سادة" بلا سكر، والجلوس إلى طاولة على رصيف أحد شوارع الجزائر العتيقة، في جوٍّ بارد نسبيا، صارت تجعلني أثرى الناس، أسعَدَ النَّاس وأكثر هدوء واطمئنانا بشكل غير مسبوق: فهل هو العجز والرضوخ أم هي الثقة والاكتفاء؟
منعرجات الحياة قادتني نحو منطقة نائية مع مجموعة من المنبوذين وفق التصنيف الاجتماعي الظالم، قضيتُ معهم ثلاث سنوات كاملة، ذقتُ فيها بعضا مما اعتاد الفقراء على تذوقه كلَّ يوم طيلة حيواتهم، وهناك، أدركتُ ما معنى الفقر – العجز والهزيمة، بعدها عقدتُ العزم على اكتساب القوة مهما كان نوعها، وهذا ما قمتُ به بالفعل، لأسير على طريق طلب العلوم ودروب التفكير بشكل مستميت، وقد نلتُ ما كنتُ أرغب فيه بالوصول إلى الركض بين دهاليز الزريبة الجزائرية التي نسميها تأدبا بالجامعة، قبل أن أكمل مسيرتي الثقافية في إحدى جامعات بريطانيا، أين وجدتُ التفكير على أصوله، فكانت لي تجربة الخوض في فك الرموز وترجمة المعاني بشكل جميل للغاية، وخلال تجربة الدراسة والتدريس ما بين الجزائر وانجلترا، تعرفت في ومضة من حياتي على بهرجة الأغنياء بعد عملي لفترة قصيرة نوعا ما لدى إحدى المؤسسات السياحية الراقية، وهي مقصد أغنياء الوطن من رجال أعمال "مال" ونفوذ، وهناك أدركتُ أنَّ المال يشتري الحياة المزيفة أمام الناس، وبالمقابل يشتري للإنسان وهما يعبده بشكل مخيف، لينتهي إلى هوة سحيقة لا نجاة منها، وهذا معناه أنَّها سعادة مؤقتة سرعان ما تزول بزوال تلك الأوراق التي يتهافت عليها الجميع أو معظم البشر في أحسن تقدير.
وبعد كلِّ هذه الأمواج، فهمتُ بأنَّ سعادتي في قراءة بعض الكلمات من كتاب، شرب قهوتي وحيدا بين الزحام أو القيام بجولة على رمال أحد شواطئ الجزائر الساحرة، بعيدا عن تلفيق المجتمع ونفاق ناسه، بعيدا عن الخوف من أحكام الآخرين ومكرهم.
ولا تزال مسألة الزواج تلاحقني، فأبناء القراصنة يعتبرون بناء أسرة – مهما كان نوعها وقدراتها، أمرا لابد منه، ويستغربون كل الغرابة من رَجُلٍ اختار العيش وحيدا في مكان اختاره بكامل قواه العقلية والروحية العميقة.
بالنسبة لي: الزواج ليس أولوية، وعلاقتي بالنساء علاقة احترام إلى أن أصل إلى تلك التي ستخطف روحي قبل أن تسلبني وحدتي، لا أعادي الفكرة، تلك التي يتم بناؤها على أسس المودة، الرحمة والرفقة، ولكنني أرفض رفضا قاطعا تلك العادات البالية والتقاليد المثقوبة، تلك القواعد الاجتماعية المقدسة لدى الجزائريين في هذه المسألة، بل إنني أفضل الموت عازبا على إقامة عرس على الطريقة الجزائرية البائسة، أين يتم جمع كافة المنافقين على طاولات الأكل – أنا دافع ثمنها، ليسلطوا عليَّ ضغطا نفسيا رهيبا قبل انسحابهم أفواجا وجماعات.
يوم سأجد الفتاة – المرأة التي ستدرك عمقي العميق جدا، سأتزوجها، وسأعيش معها وفيا حتى في الذاكرة كما ردد يوما أحد أبناء الجليد، وسأكون خير الرفيق بكل ما أحمله من معاني وأماني، لكنني وبالمقابل لن أرضَ بأحمال هذه الخرافات، التي ضيعت أجيالا بأكملها، لا لشيء سوى إرضاء لجشع مرضى نفسيين، لن يرضوا على أنفسهم، فكيف سيرضون عني أو عن غيري.... والأيام بيننــــا.
د. مزوار محمد سعيد
بورتون أون ذا ووتر



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ذلك المجرى
- أومبرتو إيكو بين الصمت وعدمه
- قراءة -العلم المرح- لفريدريش نيتشه
- دخان الهيجل: تأملات في فلسفة التاريخ
- أعلنتُ عليك حربًا يا وجعي (الورقة الثامِنَة)
- فينومينولوجيا المُعاناة، والسبب: قبعَة
- فينومينولوجيا شارع بروفانس
- السبب الذي دفعني لكتابة -العالَم الجزائري- بالفرنسية
- الشعوذة المثقفة
- الثقة العربية
- في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود
- حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن
- سلام يا أرض القراصنة
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - لحظة ابتهاج الفرح