أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزوار محمد سعيد - السبب الذي دفعني لكتابة -العالَم الجزائري- بالفرنسية














المزيد.....

السبب الذي دفعني لكتابة -العالَم الجزائري- بالفرنسية


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6256 - 2019 / 6 / 10 - 05:26
المحور: الادب والفن
    


في جوف الليل الذي يُطاردني ظلامه من جهة، ونور بدْره من جهات أخرى على خطى ابن رشد الفيلسوف الأندلسي المسلم، وإذا ببريدي الإلكتروني يبعث لي نورا من الكلمات، وما زادها نورا على نور، أن كان المرسِل من الأشخاص الذي حجزوا مكانا راقيا في قلبي الصغير، كانت الرسالة مقتضبة وموجزة كالعادة، حملت لي الكثير من أسئلة الأشواق، من ريحان الحنين، لكنها خُتمت بسؤال جعلتني أرمي كل ما في يدي، وأهرع نحو حاسوبي لأخط هذه الإجابة، مباشرة وبلا تردد.
تضمنت تلك الرسالة استفسارا يحمل الكثير من العتب، متسائلة عن السبب الذي جعلني أكتب أول كتبي في مسيرتي الفكرية باللسان الفرنسي! مع العِلم أنه معروف عني عدائي-الشديد للسان فولتير، وعشقي الذي لا حدود له للسان شكسبير، مع أنني معلِّم لسان العرب، أتعامل معه طيلة أيامي وأغوص في معانيه بلا قاع يلجم تعابير ومفرداتي!!
بالمناسبة: صدور كتابي باللسان الفرنسي "العالَم الجزائري" هو متزامن مع صدور كتابي باللسان العربي تحت عنوان: فينومينولوجيا الفلسفة الجزائرية، لهذا سؤال عن سبب الكتابة باللسان الفرنسي يفقد أناقته عند اصطحاب هذا الكتاب بكتاب عربيّ يسير معه جنبا إلى جنب.
1. أنا لا أعادي اللسان الفرنسي أبدا، ورغما عني الثقافة الفرنسية هي التي تسيِّر أيامي وردود أفعالي، تسكن أحلامي، وتعتبر لغتي الثانية بعد اللسان العربي تماما، فلا يمكن أن أتجاهل حقيقة أن الفرنسية هي ما تعاملتُ معه منذ سنة الرابعة ابتدائي، ورافقتني خلال كل مراحلي التعليمية، بل سكنت دفاتري منفردة ولوحدها طيلة ثلاث سنوات متتالية وأنا على مقاعد المعهد المتخصص بعلوم التقنيات التكنولوجية والمعلوماتية.
2. ورغم عدائي الشديد للاحتلال الفرنسي وجرائمه في حق الشعب الجزائري –أهلي، ناسي ووطني- ماضيا وحاضرا، إلاَّ أنني أملك من المؤهلات العقلية ما يجعلني أفرِّق بين اللسان والإجرام، فليس أبناء فرنسا كلهم سواسية، بل منهم من وقف في صف الثوار الجزائريين، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال بكل ما يملك من قوة، ومثال جون بول سارتر (رغم تحفظي على بعض آرائه) يعتبر موقفا رائعا منه ضد الآلة التدميرية الفرنسية للجزائر وطموحات شعبها العظيم، كما لدينا مثال "ألبير كامو" فرنسي من مواليد الجزائر، دعم بكل ما لديه من قوى بقاء فرنسا في الجزائر مسلطا قلمه وحروفه على الثوار الذين ثاروا على ظلم الفرنسيس آنذاك.
3. أعي جيِّدًا ذلك الصراع الوجودي بين العربية والفرنسية على الأرض الجزائرية، وبالمناسبة الجزائر لا هي بالفرنسية ولا هي بالعربية، بل هي أمازيغية صِرفة، أمازيغية-مسلمة، الجزائري هُويته صارت واضحة اليوم، وأنــا من مناصري استعمال اللغة الأمازيغية المحلية عندما نوجه الخطاب نحو الداخل، واستعمال الانغليزية عندما نتوجه نحو الخارج بالخطاب.
4. لو قُدِّر لي أن أختار بين العربية والفرنسية سأختار عن ثقة وقناعة لا تهزهما الأهوال أبدا، سأختار لسان القرآن الكريم "العربية"، ولسبب بسيط، فأنا أختار الإسلام رغم اشمئزازي من تصرفات معظم مسلمي عصرنا هذا، الإسلام كدين يبقى دينا حنيفا عظيما، لكن من يدَّعون حمل لواءه هم أبعد مما يكون عن الانتساب إلى معانيه الثمينة.
أردتُ بل تعمدتُ أن يكون كتاب العالَم الجزائري باللسان الفرنسي لسبب بسيط، ألا وهو ردُّ القليل من الجميل لكل من علّمني هذه اللغة الأنيقة في صغري، وحتى في كِبري، وعلى رأسهم فيلسوف الجزائر المطرود مالك بن نبي رحمه الله، فالعِلم أمانة في رقاب حامليه، لا يردُّ سوى برسم الحرف وحفر المعاني، وهذا بالذات ما رميتُ إليه عبر كتاب "العالَم الجزائري- le monde algérien.

#الجزائر



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوذة المثقفة
- الثقة العربية
- في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود
- حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن
- سلام يا أرض القراصنة
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزوار محمد سعيد - السبب الذي دفعني لكتابة -العالَم الجزائري- بالفرنسية