أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - مدار التعقيم النهائي














المزيد.....

مدار التعقيم النهائي


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 15:49
المحور: كتابات ساخرة
    


من الجميل أن يحيى الإنسان، ومهما كانت حياته فهو حي والحياة أمر جليل وجميل للغاية، بكل ما تحمله له من مفاجآت، بكل ما تناوله إياه من حمولات، ومهما حملت له من حزن أو فرح، فمن الجيّد أن يعيش الفرد بكل عنفوانه وكل ما له وعليه بعيدا عن المزايدات أو حتى بالمزايدات فذاك غير مهم، وغير مفتوح على الإحتمالات.
عاتق الفرد يحمل الكثير من الامتيازات خلال مروره عبر مساره، وهو بذلك يغرق في أيامه بالجدوى التي يرغب بها في تحديد مساعيه، لكن الشروط والظروف تجعله يختلف عما هو راغب فيه وحامل لأمنياته به من خلال ما يمكن إستيعابه.
هناك لحظات يتمنى فيها الإنسان الموت، وله لحظات أخرى يتمنى فيها الحياة، ما أبهى لحظات أمنيات الحياة، من أجل إجراء الكثير من التسهيلات التي تفتح على أبواب الزائرين لها الكثير من حسنات التاريخ والعراقة.
هي لحظات فكرية تعاود تكرار وجودها وتواجد الفرد الإنساني ضمنها، هناك علاقة بين الإنسان وما تدركه الحياة من مسلّمات، هناك قضايا كثيرة ومتنوعة تحمل الفرد إلى غياهب التنفس، هناك أمور جميلة لا ينتبه إليها الفرد فيغدوا حزينا.
متعة الإنسان الحقيقية حين يحمل الجميل والسعادة إلى وجوده التعيس، هناك في فراغ الزمن زوايا تخطف الفرد الإنساني من رؤياه وتحمله إلى نجواه بلا تردد لتجعله يدرك حقيقة ما هو فيه وما هو عليه، هناك سعادة في حياة الفرد الإنساني عليه إدراكها حتى ينتشي بها فيحب حياته رغدا وحلاوة.
يا اهل الشمال أنا هناك بالقرب منكم، يا أهل السعادة لما تتركوني بعيدا عنكم؟ يا أهل الكرامة والمواطنة والإنسانية لما تخطفون مني إنسانيتي؟ لا فرق عندكم بين الأسود والأشقر فلما تتركوني بين من يفرقون هذه التفرقة! ويحبسونني بين غياهب الحضور بالشكل الجاد والمغمور، هناك عقول قد أينعت وحان قطافها، فأين هو حجّاج العقول والأفكار؟
هناك علاقة بين السعادة والروح، والعلوم والتعاليم، وهي روابط تسقى بماء الزمزم المتدفق من النياغارا العتيقة، فيحدث اصطدامها بالصخر صوت زغاريد الفرح بموت الشهيد، وعلى إثر تواجدها يحمل الإنسان إصراره على النجاح وسط طبقات التراكم الذي يخص تجارب الفشل، فكل تقدّم ولو بملمتر واحد نحو السعادة هو نجاح جديد باتجاه الأبدية.
غريبة هي الحياة عندما تضع البشر أمام فرص مختلفة ومزايا مختلفة، ولكنها تبقى الشغل الذي لا يمكن تجاوزه فعلا. تبقى بين شجيرات الزيتون مساحات للعب بعيدا عن كل ضغط، ويصبح بإمكان الفتى التغريد بكل ما تحمله المعاني من حصر وارتقاء.
الوجود الإنساني هو تلك القلعة بلا أبواب، قلعة تحمي زائريها وساكنيها من جمالها فقط، وعليه يصبح الثعلب الذي اكتشف الحريق بعرينه أكثر فرحا من ذاك الذي حاول إشعاله بجذوة الوجدان أملا منه في الوصول إلى النسوك على قاعدة الرهبان.
هو الحنين إلى بلاد لم أعرفها إلا ظاهرا، هو الوقوف على مشارف القاع، والحديث إلى عاشقة الوجود بلا حجاب، هي لغة تتمرّد على كل الجوانب التقعيدية للألسن البشرية، فيعيش الإنسان الضياع السعيد. ما أبهى حلقة السعادة بين مميزات الإنسان وتحدياته، وما أحوج الفرد إلى بلوغ قمة إنحساره ضمن قواعد وجوده، لكن قواعد التمرّد تبقى قائمة منذ تمرّد ثعلب الصحراء على الفورهر. علاقة رجعية تلك التي تولد مع الطفل في لحظاته الأولى يشدوا فرحا بالحياة عبر صوته المزعج للأحياء الفرحين به، هي تلك العلاقة التي تبلغ ذروتها وذاك الرجل الذي كان طفلا يوما ما يغادر ساحة الحياة بهرمه الحلال.
تختلف الأدوات ويبقى الزمن واحدا، تتنوع التحديات ويبقى الفرد وحيدا، ثم تعود الروح إلى إنشادها كلمات السعادة بعيدا للغاية عن واقع لم يعد صالحا للعيش.
[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك
- التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - مدار التعقيم النهائي