أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة














المزيد.....

التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 05:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


للحياة مباهجها الخاصة حصريـا، على حسب أدوات الزمن ومميزات الأقوام من سياسات وثقافات، وعليه فإنّ الإنسان عندما يسعى إلى التميّز فهو حتما يحترم ما تجود به قريحة عصره من فتون، محاولا بذلك أن يرسم ميزته هو، عبر ما يحدده الزمن وما يمكنه أن يجتهد في إقامته هو دون غيره. عندما تنظر إلى هذه الحياة مواجه لها في عيونها، فإنك ستجد أمران اثنان: المال (السلطة)، الجاه (الشهرة)، وكلاهما مطلوبان لكمال الإنسان، حيث إنه يشقى حياته كلها من أجل جمعهما في يده، ولنا في قصص العظماء والزعماء أمثلة كثيرة، حتى أنّ هناك منهم من وصل إلى ارتكاب جرائم لا حصر لها من أجل كسب المال أو الجاه، وصفحات التاريخ ملطخة بهذا.
العالم الأنديجاني في الجزائر يحفل بأمور مثل هذه أيضا، المـال مسكوت عنه، وهو يدور بطرق شرعية أو غير شرعية، التوحش فيه بلغ الزبـا، لكن قضية الشهرة بقيت مستعصية على كثيرين، فبعد المغنيين، أصحاب الكلمات النابية والتحرشات الجنسية الملهمة، نجد كتابا ومفكرين يخطون نفس الخطوات، من أجل استهلاك الرأي العام، حيث أنّ هناك منهم من يكتب في الطابوهات حتى يحظى بالمكانة التي يتمناها، خاصة الجنس والدين.
كلما أثرت الجدل حولك كلما زادت شهرتك، ستتكفل بذلك الأساطير التي ستحاك عنك، وقد يذهب البعض إلى كراهيتك، والبعض الآخر إلى تلفيق بعض القضايا الجنائية لك، وتتولّى الإشاعات فـي الصحف والمجلات الباقي، لتصبح معروفا لدى الكبير والصغير، الرجل والمرأة، الشاب والعجوز.
الوسط الذي تكثر فيه هذه المحرّمات فإن العابث بها والمستهتر بجواهرها سيكون رمزا واضحا في سمائها الثقافية، الاضطراب الفكري هو السبب، حيث تبلغ بعض الأمور درجات أكبر مما تستحق، خاصة إن ما تم ربطها بقيم غالية جدا، أغلى أكثر من الروح البشرية ذاتها كالشرف مثلا.
أعود إلى الكتاب الجزائريين، لقد صاروا يتنافسون على إهانة المقدسات الجزائرية، سواء تلك التي أنتجها الدين أو تلك التي كانت نتيجة لعادات بالية وتقاليد مثقوبة، فقط ليكوّنوا نوعا من الصدمة عند الجماهير، ثم يدفعونها نحو الحركة باتجاههم، يمتطون بها التيار الفكري عبر الأخذ في الحسبان أعلى المبيعات ومعدلات الأناقة بشعارات الأدب والفن أو الثقافة والفكر.
الرأي العام الجزائري-الأنديجاني لا يعرف كيفية التعبير عن انفعالاته، ففرحته هي مظاهرات صاخبة الخاسر فيها هي الممتلكات العامة، وغضبه هو لا يختلف كثيرا عن فرحه، وهذا بالذات ملعب هؤلاء الكتاب والمفكرين.
أعتقد أنّ حكاية "أعلى المبيعات" هذه وفي ظل الرقمنة صارت أسطورة حية، لكنّ الصدمة لم تتوقف باعتبارها انتقلت إلى العالم الافتراضي، ولنا في تصريحات هؤلاء المفكرين والكتاب أمثلة كثيرة.
لقد كانت لي فرصة الالتقاء بأحد الروائيين الكبار من الجزائريين –أنا أحترمه للغاية- ولقد تبادلنا أطراف الحديث بشكل سلس، خاصة بعدما وجدني أحد قرائه المهتمين والشغفين بما يكتبه، لكن! ما يكتبه هو من الممنوعات طبعا، ولولا درجة احترامي للآخر الموجودة في ذهني بمستويات مرتفعة، والمتولدة عن اكتشافي لمآسي المفكرين، لما استطعتُ التركيز مع هذا الكاتب المحترم، ما يهمني هو أن هذا الروائي الجزائري يصدر روايات جنسية خالصة، سواء من حيث العناوين أو من حيث المضامين، وهذه ليست مشكلة بالنسبة لي، وإنما ما يهمني هنا، هو أنه بلغ شهرته من الخوض في مسألة الجنس، تحت عنوان مضمر هو: تحرير المرأة الجزائرية "جنسيا"، نعم! ومع تحفظي عما يصنع، إلا أنّ أسلوبه هذا في ادارة الرأي العام الجزائري-الأنديجاني كلفه انفجار قنبلة في سيارته كادت تقتله هو وأبناؤه لولا ستر الله له.
الشهرة هدف سامي في روح البشر لكنها قد تكون مدمرة بالنسبة للبعض، خاصة في الأوساط التي تتغذى على رواسب الأفكار الهجينة، والتي لا تستطيع انتاج فكرها المحض انطلاقا من قدرات أبنائها الذاتية.
([email protected])



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقة الزمن كأداة للاضطهاد الجماعي والبؤس الروحي بين أزمة الأ ...
- أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله
- مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟
- ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...
- أرقام الرهبنة الثقافية
- تفاصيل العودة إلى التدبير، طلقات نحو جسد الماهية
- تسوّلٌ دقّ باب الفلسفة، ابتعد لأرى الشمس
- فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة
- أولاس تي ميزون
- مشكلة الثقافة وثقافة المشكلة عند مالك بن نبي
- تسابيح متجددة بتجدد ما لقيصر فهو لقيصر
- مايكل لايزال نشيطا
- بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد
- الانتصار والانحدار
- أليزيا مفترسي الأفكار


المزيد.....




- ارتطمت ثم انفجرت.. لحظة اصطدام طائرة روسية بدون طيار بمبنى س ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لقصفه أهدافا إيرانية
- مصدر في قوات الأمن الإيرانية: إسرائيل سترى قريبا ورقة طهران ...
- ترامب: -على الجميع إخلاء طهران-
- ما الذي يجعل منشأة فوردو النووية في إيران عصية على الهجمات ا ...
- حرب إسرائيل وإيران.. هل أسقطت إيران طائرات -إف 35- إسرائيلية ...
- هل تشي تغريدات ترامب وتصريحاته بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟ ...
- شركة -رافائيل- الإسرائيلية تهدد برفع دعوى ضد فرنسا بعد إغلاق ...
- قمعٌ وضربٌ واعتقالاتٌ وترحيل: الأمن المصري يحتجز نشطاء في -ا ...
- تقرير: مستوى مقلق جديد للحوادث المعادية للمسلمين في ألمانيا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة