أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟














المزيد.....

ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 11:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحكم كما يشاء، يصنف الوزارات ويعدّلها، يسن القوانين والشرائع، يشكل البرلمان، ويراقب الصحافة، يضع برامج التعليم والصحة، يسيّر التصدير والاستيراد، يضبط العملة، يقف على سير تقدّم الأشغال والمشاريع، ويعكف بنفسه على مراقبة مخزوننا من الذهب والمعادن، يكرّم الناجحين والمتفوّقين ويعاقب الفاشلين والفاسدين، يقوّم الدولة ويعدّلها، يحكم بحكم الجماهير، ويقدّم مشاريع التنمية للانتخابات والاستفتاءات كلما جدّ طارئ ما، يسوس الساحة السياسية، وينظم القواعد العسكرية، والبرامج السيادية من ديبلوماسيا، أيديولوجيا وبعض الجوانب الثقافية، فإنّ بلدنا يصبح ذا هوية فزيائية فلكية، بعيدا عن عبودية الأديان والخرافات الميتافيزيقية.
يشهد العالم والتاريخ وقفة غاليلي أمام الكهنة، وقفة الفيلسوف العالِم المتشبث بالحقيقة الانسانية أمام أوهام الايمان الساذج، وقفة احتراق أمام الحق، تلك التي يقفها كل مرة في كل يوم جزائريّ من أبناء هذه الأرض في وجه العالم، أبناء أحياء بضمائرهم لكنهم مقيدون بقوانينهم العرفية التقليدية؛ هناك بعض الأحياء من الجزائر، بعض أبناء غاليلي بالتبني، وهم يطالبونه أن يكون رئيسا عليهم وصاحب السلطان.
ما يحزّ في النفس أنّ الكلمة التي تعبّر عن العمق الإنساني قد ماتت بموت غاليلي، ولم يعد لها وجود سوى في الأرشيف الذي لا يطلع عليه سوى القليل من الباحثين عن الحقيقة على طريقة سلمان الفارسيّ، وهذا أمر جلل عبّر عنه محمد الغزالي بحيرته الشهيرة تلك من شباب مطفئ العقل؛ هذه الأمور جعلت الإنسان يسترخي على قمم التناقض والتضاد، فتعيش الروح البشرية في عالم مضطرب، يكون للفلسفة السبق في الانهيار، انهيار المعنى، انهيار الثقافة، وبناء الانهيار في كافة الميادين الوجدانية، لتسيطر على العالم الجزائري مبادئ مادية صلبة مستوردة من الصين أو مخلفات آثار أوربية وفي أحسن الأحوال تقنيات أتت من وراء الاطلنطي لتغزوا العقول والأفئدة بدل أن تحرّك الأرواح.
قد يرسل العقل بعض الاشارات إلى المدى الغائر في النفس من أجل ايقاظ جزء ما من الطرف الحيّ، وهذا ما يجعله المناضل الواقف في وجه المتقلبات من كافة الموجودات التي تحيط بالإنسان، قد يكون غاليلي ميّتا حتما، لكن روح غاليلي لا تزال تسري في جسد الإنسانية، وهذا بالذات ما يجعل الذات حيّة تصارع كل ما يدعوها إلى الجمود، لا أتحدثُ هنا عن موت الأفراد، ولكنني أتحدث عن أحياء بأرواح ميتة، وللأسف هم أكثرية، في ظل طغيان الديموقراطية.
"... إذن القضية، وهذا ما ألح عليه، أنّ أنانيتنا إذا ما فرضناها لنحقق شروط حياتنا وربما على حساب المجتمع، فإننا لا نستطيع هذا كما يتوهم البعض إلاّ في حدود ضيقة؛ لأن المجتمع نفسه يفرض علينا أوضاعا لا قبل لنا بردها... " (مالكـ بن نبي، مجالس دمشق، ط: 2، 2006م، دار الفكر دمشق، ص: 56)
حتى ولو جاء غاليلي إلى الجزائر، فإنه سيصبح جزائريا، يدخل المسجد وهو ينافق رياء، يذهب إلى العمل وهو طامع بالراتب قبل الأداء، يجلس على مقعد الدراسة وهو ينظر إلى الساعة رغبة منه في انقضاء وقت الدروس، يدخل السوق بحثا عن احتيال اقتصادي في صورته المصغّرة، يستغل الخرافات تحت راية التقاليد والعادات، يدّعي أنه ليس كما هي أناه، فيصبح غاليلي بلا روح غاليلية، وإن صار رئيسا للجزائريين فإنه سيصبح أكثر جزائرية من الجزائريين أنفسهم.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...
- أرقام الرهبنة الثقافية
- تفاصيل العودة إلى التدبير، طلقات نحو جسد الماهية
- تسوّلٌ دقّ باب الفلسفة، ابتعد لأرى الشمس
- فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة
- أولاس تي ميزون
- مشكلة الثقافة وثقافة المشكلة عند مالك بن نبي
- تسابيح متجددة بتجدد ما لقيصر فهو لقيصر
- مايكل لايزال نشيطا
- بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد
- الانتصار والانحدار
- أليزيا مفترسي الأفكار
- الفرق بين الأحمر والأسمر
- كلامي فرحة من أجل الحياة
- كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي
- بربريّ أنا
- فلاسفة بوظيفة هرمون التستوستيرون
- عمادة التفكير
- دفاعا عن التحضر
- الديموقرا-فكرية


المزيد.....




- في تراجع مفاجئ.. ترامب يدعو إلى نشر ملفات إبستين ومحلل سياسي ...
- سوريا ترد على تقارير تسليم مقاتلي الإيغور للصين.. وبيان مشتر ...
- بن سلمان في واشنطن: الدفاع والاستثمارات أولاً، ولا للتطبيع ح ...
- حاملة طائرات أميركية إلى الكاريبي على وقع التوترات مع فنزويل ...
- رئيس النواب الأميركي عن ملفات إبستين: ليس هناك ما نخفيه
- مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار أميركي خاص بغزة
- مقتل مدير مدرسة استهدفته غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- إجراءات بريطانية واسعة لموجهة اللجوء بينها -مصادرة المجوهرات ...
- إيران تباشر عمليات تلقيح سحب في ظل الجفاف الحاد
- ترمب: ربما نجري بعض المناقشات مع الرئيس الفنزويلي


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟