أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف














المزيد.....

مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 02:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتعرّض الجسد الإنساني (العقلي + الشعوري + الجسمي) إلى حركة طويلة الأمد من الاكتشاف والكشف، تبدأ هذه العملية منذ الولادة، ففيها يحمل الإنسان ذاته المرهقة، ويحاول السير على طريق الحياة، وكأنه لا يعلّم خطورة ما هو فيه، وما هو بصدد الإحاطة به.
ككل إنسان يولد الفرد، على الفطرة أو وسط محيط يبرمجه لا يهم، ما يهمني هو أنّ ولادته هي حاصلة، تحمله على الوجود ضمن مساحة روحية ومادية معيّنة، فيكون عليه أن يستقبل تلك المؤثرات من حوله بالشكل المناسب، ووفق العقلية التي تناسب أساتذته من أب وأمّ وإخوة وشارع ومدرّسين؛ لكنه لا يستسلم، لأنه وببلوغه سنا معينة، يراد له أن يكون شخصا لا يشبهه، فيدفعون به إلى صالات الحلاقة، ومحلات الألبسة، يجلسونه على زرابي المساجد أو مقاعد الكنائس والمعابد، ثم يبردون طباعه بالأمر والنهي، ليلتوي ضمن مسلك ما، قد يكون أي شيء إلا هو.
لا يرتق الفرد الإنساني إلى مستويات أعلى مما هو فيه، سوى إن ما تعرّف على الجهد الذي يبذله من أجل أن يكون هو، دون مجاملات وبلا أوهام، فيرتقي بالشكل الذي يسمح له بإعادة كل أطراف صورته الشاملة، إعادة صياغتها وتركيبها من جديد، ليمتحن قدراته وكفاءته ويسترسل في إعطاء الدروس لذاته، لكن عبر الكثير من التكاليف.
لا يستهان بأي جهد مهما طال أمد وتمفصلات القضايا التي من شأنها الإلتفاف حول حياة الفرد الإنسانـي، لا يمكن لأيّ من هؤلاء أن يستغلوا مرادفات الحياة حتى يغتنوا من أوهام الحياة، لأنّ الطرف الذي يرفع من نداءاته، هو ذاته الطرف الذي يسعى إلى الاعداد لذاته، ولو بعد حين؛ لكن الجهد مطلوب، والعمل المرهق مرغوب، إذ أنّ حرية الروح لا تكون بلا ثمن، هذا ما قدّمته الحياة لغير الحياة.
ليس هناك من تعاليم ترفع النفس إلى مكانتها التي فقدتها تحت مطرقة الواقع المحلحل بصور التراتيل وتقديس الغبار، ليس هناك مجال للمبيت والهناء تحت شجرة الانتحار، هناك سبيلان، الاستسلام وهو طريق الجبناء، والمقاومة حتى بلوغ لازمة العيش المريح وهو سبيل قلة من بني الإنسان.
ليست هناك مغالاة عندما أطرح اللا-مبالاة كعنوان في خانة ما أنـا فيه، قد لا يفهمني إلا القلة، ومن يدّعي الفهم هو ذاك المتعجرف الجاهل بثوب العلماء، من لا يفهم هو ليس بمجرم، لكن من يدّعي أنه فهيم أو فاهم، فهو أكثر من مجرم، بل على محكمة الفكر أن تدينه بقيود أبدية ولعنة أزلية.
لقد زاغت البراءة عن موقعها، وراحت متدنيات الواجبات تملأ الحياة ضجيجا، كل هذا من أجل التمسك بالوهم، وهذا الأخير قد برع في تلقين الزمن معادلات الجلالة، ومرافعات الإقدام، حتى تبلغ في أحيان كثيرة، مراصد النجوم وتشريفات جنود المعارك: إنها لغتي التي لا أريد لأحد أن يفهمها؟
لا يتعدى الأمر أن يكون المرء صابرا ضعيفا لا قوى له، طاقته تضيع في مسالك الرياح القطبية الباردة، لا رجاء من الناس بألغاز الجميع، ولا تعاليم يسلكونها بترديد ما يهلل له الكلّ، هذا لا يعني بأنّ البشرية هي سيّدة ذاتها، وإنما يذكّر بأن هناك السادة وغيرهم، علـى سلّم تم نصبه منذ البدء.
تلك القضية المشهورة بأن رمز الإنسانية يعلوا فوق كل ضمير، تلك المعلومة التي تعجّل بصفاء الله وإراحة الضمير، هي مشجب الأكاذيب الأولى، هي ملعقة المصارف التي تأكل دماء صغار الأقوام، وحتى الأقوام الصغيرة بلا هوادة تُرجى؛ هي القاعدة الدائمة في تصرفات الأفراد بحياتهم أمام غيرهم.
([email protected])



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟
- ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...
- أرقام الرهبنة الثقافية
- تفاصيل العودة إلى التدبير، طلقات نحو جسد الماهية
- تسوّلٌ دقّ باب الفلسفة، ابتعد لأرى الشمس
- فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة
- أولاس تي ميزون
- مشكلة الثقافة وثقافة المشكلة عند مالك بن نبي
- تسابيح متجددة بتجدد ما لقيصر فهو لقيصر
- مايكل لايزال نشيطا
- بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد
- الانتصار والانحدار
- أليزيا مفترسي الأفكار
- الفرق بين الأحمر والأسمر
- كلامي فرحة من أجل الحياة
- كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي
- بربريّ أنا


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف