أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا














المزيد.....

أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 09:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد سقط ضحايا في أورلاندو، والقصة معروفة، هناك من أطلق عليهم النـار، أكثر من طلقة مع سبق الاصرار والترصد والتخطيط، تحت شعار "الله أكبر"، وبهدف ترويع الآمنين بحجة أنهم "يؤتون الفاحشة"، وأيّة فاحشة أكبر من قتل أبرياء بحجة دينية من أجل أغراض دنيئة!
لن أعود لما قاله "راعي البقر" ترامب فيما يخص المنفذ المكبِّر والراغب في الجنة بتأشيرة الدماء "دماء الكفّار"، ولا لما قاله الرئيس أوباما في كونه "فعل إرهابي"، لكنني أعود إلى الفعل في حدّ ذاته، القتل تحت شعار القداسة. المستهدفون هم مثليون جنسيا، وهذه حجة أقوى بالنسبة للمنفذ، حيث نصّب نفسه على الناس الـه يحاسب ويعاقب موقّعا على كل هذا بالدم؟
على الأرض الأميركية هذا الكلام يبدوا غريبـا جدّا، فالحادثة تتلخص في كونها "جريمة" تتكفل بها الأجهزة الأمنية ثم القضائية، وإن ما حملت تداعيات ما، فإنّ الأمر لن يتعدى انتظار التحقيق، مع الشجب والادانة من مشاهير ورجال السياسة والإعلام. التوقيت يبعث على الريبة فعلا! عند المعتقدين بنظرية المآمرة، فهي تأتي بعد أيام قليلة جدا من وفاة الملاكم المسلم "محمد علي" رحمه الله، بعد نقل الكامرات لجنازته بطريقة سلمية تعطي صورة أخرى عن الدين الاسلامي، دين التراحم والمحبة والسلام.
كما أن الحادثة المؤسفة هذه ستجد صدى كبير لدى دعاة الإسلامو-فوبيـا، حيث تعدّ فرصة لايقاظ الغرب البعيد "الفار-واست"، بأنّ الإسلام هو دين السيف والدمار، دين العنصرية والتهميش، كون أنّ المنفذ هو مسلم، وقد بايع منظمة ضمن اللائحة السوداء الأميركية، والمستهدفون هم "أقلية" تناضل من أجل حقوقها في المجتمعات كلها. من المؤسف للغاية أن يسقط هذا الكم الهائل من الضحايا، فهم مثلنا بشر أيضا، والبشرية دماؤها غالية وتعتبر من المحرمات في كل الشرائع ازهاقها دون دليل أو إدانة. كما أن القتل قد تمّ بتفسير أحادي لشريعة السماء، بواسطة رسالة مزعجة لكل مسلم هو الآن محرج أمام العالم كله، مؤكدة هذه الحادثة بالذات بأن ما يروج عن "المسلمين" كونهم برابرة-همج دمويين، هو يقترب من الصحة أكثر مما يقترب من الغلط، لكن من زاوية أخرى، فإنّ المسلمين هم بالملايير "بلايين"، فكيف نصدر أحكاما بصفة عامة كهذه؟
كما تروي الرواية الدينية فإن أوّل حادثة قتل كانت بين قابيل وهابيل، ومنذ تلك الحقبة والقتل منبوذ لكنه موجود، والأبشع على الاطلاق تلك التي تقوم به "آيسس" كامتداد للفكر التيمي-الوهابي، لأنّ هذا المنعطف الحاسم بين تحالف المال مع الغطاء المتديّن "المتوحش"، هو ما أوصل العالم الإسلامي إلى قفص الاتهام وجعله قريب من الادانة قولا وفعلا. كل الامبراطوريات استعملت القتل بما فيها امبراطورية روما، فارس، التاتار، المسلمين، وحتى أميركا ذاتها مع الهنود الحمر، لكن هذا لم يعط مشروعية أبدا لنشر الرعب بين البشر. وعليه فإنّ اتخاذ القرار بالغاء كينونة ما، على هذه الطريقة المتوحشة-الزيوسية، هي بالذات أمر يجب العقاب عليه بشكل صريح. من ناحية أخرى لا تجب العقوبة على "الدين الاسلامي"، وإنما على من نفذ هذا الاعتداء، حيث لا يجوز أن نعاقب كل الأثينيين لأن بعضهم سمم سقراط، أو كلّ الأوربيين لأن بعضهم أحرق غاليليو، وإنما العقاب يكون للمجرم الذي سمح لنفسه بالحلول مكان الاله ومعاقبة الناس وفق ما رآه مناسبا لذلك، بطريقة الدون كوليوني. مقولة أحد المسلمين القائلة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، والتي صارت أوّل بند من ميثاق حقوق الانسان، هي الراية التي يجب أن ترشد فلوريدا "الحزينة" إلى التفريق بين الدين والتديّن، وبين المسلم والاسلاميّ بشكل دقيق.
متى نفهم بأن السوري مثل الأميركي، الفرنسي مثل الجزائري، الفلسطيني مثل السوداني، الخليجي مثل الصيني، السعودي مثل اليمني..... الإنغليزي مثل الأفريقي، وغيرهم كثير؛ كلهم وبدون استثناء لأي واحد منهم، هم: بشر؟.

([email protected])



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله
- مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟
- ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...
- أرقام الرهبنة الثقافية
- تفاصيل العودة إلى التدبير، طلقات نحو جسد الماهية
- تسوّلٌ دقّ باب الفلسفة، ابتعد لأرى الشمس
- فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة
- أولاس تي ميزون
- مشكلة الثقافة وثقافة المشكلة عند مالك بن نبي
- تسابيح متجددة بتجدد ما لقيصر فهو لقيصر
- مايكل لايزال نشيطا
- بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد
- الانتصار والانحدار
- أليزيا مفترسي الأفكار
- الفرق بين الأحمر والأسمر
- كلامي فرحة من أجل الحياة


المزيد.....




- مايا دياب -تُشعل أظافرها- في إحدى أكثر إطلالاتها غرابة
- بعد تحذير ترامب.. سكان طهران يفرون شمالا مع دخول الصراع يومه ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي يكشف سبب تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها ...
- أثناء توجهه إلى الملجأ.. نفتالي بينيت لـCNN عن إيران: هناك ص ...
- إيران تعلن عن خطة -البدلاء العشرة- لضمان استمرارية القيادة ف ...
- ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائي ...
- هل يصبّ سقوط النظام الإيراني في مصلحة الأنظمة العربية؟
- بريطانيا تدرج 10 أشخاص و20 سفينة وإدارة بوزارة الدفاع الروسي ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مسيرة انتحارية جديدة (فيديو)
- -فاتح-.. أحدث صاروخ إيراني فرط صوتي يدخل على خط الحرب مع إسر ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا