أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية














المزيد.....

الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 12:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد صرّح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بأنّ الأجداد الفرنسيين منهم مسلمون قاتلوا من أجل فرنسا، في إشارة إلى التضحيات التي قدّمها الكثير من المسلمين من أجل الأرض والشعب الفرنسييْن؛ ومن هذه النقطة تحديدا، ينطلق البحث عن مصدر إمتنان الرئيس اليميني الفرنسي الأسبق للمسلمين الفرنسيين، خاصة وأنّه معروف بتصريحاته وساياساته النارية خلال عهدته الرئاسية المعادية للمسلمين وبالخصوص الإرهاب الذي يتربص بالجمهورية الفرنسية والذي مصدره الجهاد الإسلامي بغطاء الدولة الإسلامية على وجه الحصر.
الكثير من الأحداث خلال السنتيْن الفارطتيْن أعادت الجدل حول مكانة ومكان المسلمين داخل الدائرة الفرنسية خاصة الشعبية والحكومية منها، ولقد أجج البعض هذا الجدل بتعصّبه سواء للأيديولوجية الإسلامية من جهة، أو الأيديولوجية اللائكية من جهة أخرى، ليجد الفرد الحيادي نفسه يقف حائرا أمام سؤال: ما الذي قدّمه الإسلام لفرنسا كدين؟ وما الذي قدّمه المسلمون للمجتمع الفرنسي كفئة تشكّل جزء منه؟

1. حضور التمثّل المسلم في الذهنية الفرنسية المعاصرة:
ينظر الفرنسيون الآن إلى الإسلام على أنّه الديانة الثانية في فرنسا بعد المسيحية الكاثوليكية، مما يعني أنهم أمام موجة ديموغرافية هائلة، وما إذا أضفنا إلى هذا التصوّر بعض التوابل الجهادية القتالية فإنّ ما رسمه الإعلامي باسم يوسف في إحدى حلقاته الساخرة عن "الإسلام هو دراكولا"، يصبح واقعا مبرمجا للذعر في الذهنية الفرنسية من الإسلام ومن المسلمين. لكنّ هذه الصورة عن الإسلام توجد من ناحية أخرى بشكل مختلف بين طيّات الواقع الفرنسي في صورة أطباء ومهندسين، فنانين وكوميديين، رجال أعمال وسياسة، وطلبة علم وكتّاب ... الخ، وهم كلّهم أو معظمهم، أناس ناجحون، فالفرنسي الذي له جار مسلم، هل ينظر إليه إنطلاقا من فاعليته الإجتماعية أم من خلفيته الدينية؟

2. الحجاب ممنوع في الهيئات الحكومية:
معلوم بأن الدولة الفرنسية هي هيكل علماني، وهي لا تعترف بأيّ دين، لدى كان طبيعيّا ما عدى عند الذهنية المسلمة أن تقرر الحكومة الفرنسية منع الحجاب، مع انّ هناك الكثير من المثقفين الفرونكوفونيين المسلمين وبعض المتعاطفين معهم قد نظروا إلى الأمر وكأنه ظلم، قد مسّ فئة من الفرنسيين.

3. الخلفيات المختلفة لعلاقة الإسلام بفرنسا:
في كتاب بعنوان: فرنسا ومسلموها، يشرح الكاتب "صادق سلام" كيف أنّ الإسلام قد ارتبط بفرنسا وخاصة بقيم الجمهورية بشكل وثيق، وأنّ عهد الفرنسيين بالإسلام قديما جدا، وكما استفاد العرب والمسلمون من فرنسا استفادت هي أيضا من أفكارهم التنويرية، بدء بالأندلسيين بعد سقوط غرناطة، ووصولا إلى الهجرة القسرية أو الطوعية، الشرعية أو غير الشرعية من شمال أفريقية إلى فرنسا، حتى بات الإسلام من أهمّ المكوّنات لأركان الجمهورية الفرنسية اليوم.
لقد ظهر مفهوم الإسلام الفرنسي بداية في فترة نابليون بونابارت، حيث أراد هذا الامبراطور الفرنسي بعد اشهار أشهر جنرالاته لإسلامه خلال حملة الفرنسيين على مصر والشام والحجاز، وتزوجه بمسلمة، أن يحتوي المدّ الروحي للإسلام، وهي أذكى حركات العقل الفرنسي باتجاه الإسلام في اعتقادي، حيث عمدت القيادة الفرنسية إلى احتواء هذه الشحنات الروحية في الإسلام وأقلمته مع القيم الفرنسية، وقد بلغت أوجّ صورها في الحربيْن العالميتيْن حين توجهت الطاقات الإسلامية إلى الجيش الفرنسي من أجل حماية وخدمة الأرض الفرنسية.
لا يفوت الذهن دعوة فرحات عباس الجزائري أثناء نضاله السياسي إلى اعتبار الجزائريين فرنسيين مسلمين على الدولة الاستعمارية آنذاك أن تمنحهم حقوقهم في المواطنة الكاملة، وهي الفكرة التي ثوّرت عليه الداخل الفرنسي والداخل الجزائري، فاعتبره الفرنسيون المتطرفون شارذا عن الصفاء العرقي للفرنسيين، واعتبره الجزائريون وخاصة ابن باديس كاذبا ومزوّرا للتاريخ الجزائري خدمة للمحتل الفرنسي؛ حيث أنّ العقلية الاحتلالية الفرنسية قد عاملت الشعوب التي استعمرتها انطلاقا من تجربتها العدائية مع الدين في صورة الكنيسة في عصر القرون الوسطى، وهي من الأفكار التي سرّعت وعززت الكره للفرنسيين خاصة في شمال أفريقية، لأنّ الاسلام لا يشبه المسيحية، لا مؤسسات له لأنه يبني الأمّة بدل الدولة، وهو يخاطب الذهن ويحرّكه نحو التفكير والابداع، وهي كلها قيم كانت مفقودة لدى الفرنسيينن في القرون الوسطى بسبب الكنيسة.
[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك
- التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة
- سرقة الزمن كأداة للاضطهاد الجماعي والبؤس الروحي بين أزمة الأ ...
- أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله
- مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية