أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزوار محمد سعيد - شرح قصيدة سكر الفقدان للشاعر الدكتور مزوار محمد سعيد














المزيد.....

شرح قصيدة سكر الفقدان للشاعر الدكتور مزوار محمد سعيد


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 19:54
المحور: الادب والفن
    


إليكم الشرح التأويلي الصوفي للقصيدة بيتًا بيتًا، مع تسليط الضوء على رمزية الفقدان عند المتصوفة المسلمين، الذي لا يُفهم كحرمان، بل كممر ضروري للفناء في الحق، والتجلي، والوصال:


---

١.

فَقَدتُ الهَوى لمّا تَجَلّى جَمالُهُ / فَذابَ فُؤادي في نُسوكِ كَمالِهِ
🔹 الشرح: بداية الفقدان الصوفي ليست حرمانًا، بل استبدال حب الدنيا والهوى بجمال الحق. الجمال الإلهي إذا تجلى، تهاوت كل الأهواء، وذاب القلب في سُلوك نحو الكمال الإلهي.


---

٢.

تَنَكَّرتُ للدُّنيا وأَهلي وصَحبِها / وَما عُدتُ أَرجو في الدُّنى غيرَ آلِهِ
🔹 الشرح: المتصوف يتخلى عن التعلقات الظاهرة (الأهل، الصحبة، متاع الدنيا)، ويثبت قلبه على رجاء واحد: الله وحده. هذا هو "الفقر" الصوفي في حقيقته: الغِنى بالله وحده.


---

٣.

سَكِرتُ بِهاءِ الغَيبِ لمّا تَفَتَّحتْ / بُروجُ المَعاني في جَلالِ سُؤالِهِ
🔹 الشرح: عند تأمل الغيب وانكشاف المعاني الإلهية، يدخل القلب في حالة "سُكر" (رمز للاندهاش والذهول)، حيث يصير السؤال طريقًا للجلال، لا للشك.


---

٤.

وَقَد صِرتُ نَسياً حين قالَ تَصوّفٌ / هُوَ الفَقدُ لا تَشكو سِوى بِاحتمالِهِ
🔹 الشرح: نفي الذات (نسيان النفس) سمة صوفية. الفقد ليس شكوى، بل احتمال (صبر ورضا). التصوف هو فنّ الاحتمال في حضرة الغياب الظاهري والحضور الباطني.


---

٥.

رَأيتُ الفَناءَ النُّورَ، ضيّعتُ ذاتَني / فأشرقتُ إذ أَفنيتُني في جِلالِهِ
🔹 الشرح: الفناء في التصوف لا يعني الهلاك، بل إشراق. حينما تُفنى الذات البشرية، يُولد العبد من جديد في نور الجلال الإلهي.


---

٦.

إذا ما نَظرتَ الفَقدَ ثُكلاً وَحَسرةً / فأَنتَ غريبٌ عن نُسوكِ مَنالِهِ
🔹 الشرح: من يرى الفقد خسارةً، لم يذق الطريق الصوفي. الفقد في التصوف طريق نيل، لا حرمان. هذا البيت يصحح المفاهيم الشائعة عن الألم الروحي.


---

٧.

هُوَ الفَقدُ لَكِن دونَهُ سُكْرُ عارفٍ / يَذوبُ كَما تَذوي الزُّهورُ لِظِلَالِهِ
🔹 الشرح: فقد الذات يولد سُكر العارف، أي حالة الذوبان في الحضرة الإلهية. كما تذبل الزهرة في الظل لا لضعفها، بل لتفيض بعطرها.


---

٨.

وَفي لَيلةٍ حَلَّ الفُؤادُ بِسَكْرَةٍ / تُحاكي سُهادَ البَحرِ في اتّساعِهِ
🔹 الشرح: السُكر الصوفي ليس غفلة، بل يقظة حالمة تمتد كالبحر. الليل هنا رمز للوحدة، للانقطاع، للتأمل في عمق الوجود.


---

٩.

تَناثَرَ وَجهُ العاشِقينَ كَنَجمةٍ / وَغابوا كَما يَغفو السَّحابُ بِمَالِهِ
🔹 الشرح: العاشقون يفقدون ذواتهم ويتلاشون في الفناء، كما تختفي النجوم والسحاب. هذا الغياب ليس فناء عدمي، بل تَجَلٍّ جديد.


---

١٠.

أَنَا ما أنا، بل ذِكرُهُ في مَسالكي / يُنادي جَوانِي لا تُفارق خَيالِهِ
🔹 الشرح: تحوّلت الذات إلى ذكر دائم لله. "أنا ما أنا" عبارة صوفية تُشير إلى نفي الأنا وتوكيد حضور الذكر في الكيان.


---

١١.

وَما لِلْفُؤادِ المُستَهامِ بِرَبِّهِ / سِوى أَن يَكونَ الظّلَّ في اكتمالِهِ
🔹 الشرح: القلب المستهام لا يطمح إلا في أن يكون ظلًا لنور الله، لا ذاتًا مستقلة. الظل هنا رمز للتبع، للتسليم، للتفاني.


---

١٢.

سَلامٌ على مَن أَضرمَ الحُبَّ في دَمي / فَصارَ احتراقي رَمزَ صِدقِ مِثالِهِ
🔹 الشرح: نار المحبة التي يُضرمها الله في العبد ليست هلاكًا، بل دليل صدق. الاحتراق الصوفي هو احتراق بالوجد، بالحب، لا بالألم.


---

١٣.

وَكُلُّ وُجودٍ دونَ نُورِكَ زائلٌ / كَطَيفٍ أتى وَانسابَ في انفِصالِهِ
🔹 الشرح: ما ليس لله، فهو زائل. الوجود المقطوع عن النور الإلهي لا يدوم، بل يتلاشى مثل طيف عابر.


---

١٤.

وَيا مَن سَقاني كَأسَ فَقدٍ مُقَدَّسٍ / أَقِم في جَواني وَاسكُنِ في مِجالِهِ
🔹 الشرح: يناجي الله الذي سقاه الفقد المقدّس. الكأس رمز لتجرّع المعنى الصوفي، والسكنى في "المجال" تعني حلول الحضور الإلهي في الوجدان.


---

١٥.

تَخَلَّيتُ عَن كُلِّ الأنامِ لِوَجهِهِ / فَجاءَ كَسِرٍّ في سَحابِ احتيالِهِ
🔹 الشرح: التخلي عن الخلق طلبًا للحق. في هذا التخلّي، يظهر الله كسرّ، لا يُدرك بالعقل، بل بالوجد.


---

١٦.

إذا ما سَألْتَ العارِفينَ عن الفِدى / فقالوا: فُقِدنا كي نَراهُ بِحالِهِ
🔹 الشرح: الفقد هنا هو الفدى الحقيقي. العارفون يضحّون بأنفسهم ليروا الله لا بالقول، بل بالحال (الحضور، التجلي، الفناء).


---

١٧.

وَأَختمُ قولي بالدُّعاءِ لِمُسلِمٍ / تَجَرَّدَ حَقّاً في سُكونِ مِثالِهِ
🔹 الشرح: ختمٌ بدعاء لمن تجرّد من الدنيا بحق، ووجد في سكونه صورة التجلي الإلهي، أي المثال النوراني.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء على أوكسفورد
- شكرا على هذه اللحظة – 33
- دور الثقافة في التحرر البشري: دراسة مقارنة بين شوبنهاور وهوب ...
- بيان إدانة
- لحظة ابتهاج الفرح
- على ذلك المجرى
- أومبرتو إيكو بين الصمت وعدمه
- قراءة -العلم المرح- لفريدريش نيتشه
- دخان الهيجل: تأملات في فلسفة التاريخ
- أعلنتُ عليك حربًا يا وجعي (الورقة الثامِنَة)
- فينومينولوجيا المُعاناة، والسبب: قبعَة
- فينومينولوجيا شارع بروفانس
- السبب الذي دفعني لكتابة -العالَم الجزائري- بالفرنسية
- الشعوذة المثقفة
- الثقة العربية
- في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود
- حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن
- سلام يا أرض القراصنة
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي


المزيد.....




- جواد غلوم: حبيبتي والمنفى
- شاعر يتساءل: هل ينتهي الكلام..؟!
- الفنان محمد صبحي يثير جدلا واسعا بعد طرده لسائقه أمام الجمهو ...
- عام من -التكويع-.. قراءة في مواقف الفنانين السوريين بعد سقوط ...
- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...
- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
- مهرجان كرامة السينمائي يعيد قضية الطفلة هند رجب إلى الواجهة ...
- هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزوار محمد سعيد - شرح قصيدة سكر الفقدان للشاعر الدكتور مزوار محمد سعيد