أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق بين التحديات الطبيعية والبشرية ليست مجرّد موسم جفاف عابر، بل تهديد عميق لمستقبل المجتمع العراقي.














المزيد.....

العراق بين التحديات الطبيعية والبشرية ليست مجرّد موسم جفاف عابر، بل تهديد عميق لمستقبل المجتمع العراقي.


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحليل المعمّق حول نقص الموارد المائية في العراق وبعد تكرار مواسم جفاف متتالية، يخوض العراق أصعب مراحل التحديات الطبيعية والبشرية حتى الآن، مما يتطلب إعادة تشكيل لهيكلية وزارتي الموارد المائية والزراعة لمواجهة هذه المرحلة الحرجة والمعقّدةٍ التي تتشابك فيها الديناميكيات المحلية والإقليمية.
فشل المحادثات حول الملف المائي مع تركيا وإيران تكتيكياً وسياسياً، في ظلّ تغير المناخ وانتشار الجفاف في معظم انحاء البلاد، فان النزاعَ على المياه قد يتحول من خلافٍ محلي محدود نسبياً إلى صراع متعدّد الأطراف معقّد ذي تداعيات إقليمية.
يكمن خطر نقص المياه اليوم في تقاطع مساراتٍ ثلاثة: رغبة العراق في الحصول على حصص عادلة ومنصفة من المياه من تركيا وإيران، واستعداد العراق على تغير نهج الزراعة التقليدية الى الزراعة الحديثة والذكية باستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة، وعزم العراق على استخدام البصمة المائية في الزراعة لتقليل الاستهلاك في المياه وتوسيع نطاق المحاصيل التي تتحمل الجفاف والملوحة.
إن ما يجرى في العراق ليس مجرّد جفاف لموسم او موسمين بل لتراكم الإهمال في اصلاح البنية التحتية والتحول الى التقنيات الحديثة ومكافحة التصحر بحملات تشجير حقيقية، مما خلق نكسة عميقة سيواجه المجتمع العراقي. فقد أصبح الجفاف محفّزاً للنزوح من الأرياف والأهوار، ما يهدّد بتعطيل الحياة في الريف العراقي وازدحام كبير في المدن، وبالتالي تقويض التعايش بين الريف والمدينة، وبين المواطنين والدولة.
لا تكمن الخطورة لهذا النقص الكبير في الموارد المائية ونسب التلوث الكبيرة لهذه المياه المتوفرة في تداعياته الصحية وحسب، بل أيضاً في تقويضه النسيج الاجتماعي. فتحويل الأراضي الزراعية إلى الى أراضي صحراوية جرداء لا يسهم سوى في ترسيخ زيادة النزوح من الريف الى حواضر المدن، يؤدي إلى إرساء معادلةٍ ديموغرافية جديدة لواقع السكان في العراق تتمثّل في وعيّ مجتمعي منقسم عاجزٍ عن تحقيق الاستقرار.
تكشفت أحداث نقص المياه والجفاف في نهاية المطاف أن النهج الذي تتبنّاه الحكومة لمعالجة أزمات المياه، لم يَعد مُجدياً وحسب، بل قد يكون حلول مؤقتة حتى. فحالات نقص المياه من دول المنبع وتكرار مواسم الجفاف ليست حالات معزولة، بل هي امتداد لأنماط برزت في وقت سابق واتّسمت ببعدٍ نظر قصير المدى، أسهم في تعزيز التجاوزات على الحصص المائية ومحرمات الأنهار، زيادة احواض الأسماك والتلوث الكبير للمتوفر من المياه، وهذا ما يدفَعَ المجتمعات المحلية إلى عدم التشبّث بالأرض بل التفكير بالنزوح الى حواضر المدن. وينطبق هذا بشكل خاص على منطقة الاهوار، حيث الإدارة المؤسساتية ضعيفة للغاية.
العراق اليوم في مرحلة صعبة للغاية ليست مجرّد دولة بحاجة إلى إصلاحاتٍ مؤسسية، بل هي ضعيفة في تنفيذ التعليمات ورفع التجاوزات ومحاسبة الملوثين لموارد المياه والبيئة، كل هذا يستوجب عملية إعادة تعريف مُعمّقة للموارد المائية وكيفية ادارتها إدارة مائية متكاملة ومستدامة. إن الوضع الراهن يستلزم أكثر من إعادة وتكرار التصريحات بشأن الازمات المائية الخانقة التي بدأت تفتك بالمجتمع العراقي، إنه يتطلّب تصوّراُ سياسياً جديداً يعترف بضرورة ملحة لرسم خطط متكاملة لإنقاذ شامل، تبدأ من الإقرار بالأخطاء وتحديد الأولويات، وصولًا إلى تنفيذ حلول واقعية قابلة للتطبيق.. ويعتمد التفاوضَ وليست المحادثات مع دول المنبع في إدارة احواض نهري دجلة والفرات مثل هذا النهج قد يُبعد العراق عن شبح الجفاف ومخاطر تغير المناخ، وتتمثّل في إقامة مجتمع يضمن له الامن المائي والغذائي.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع البيئي في البصرة تجاوز مرحلة الخطر وأصبح يندرج ضمن توص ...
- هل شبح الفقر المائي بات يُخيم على بلاد الرافدين.؟
- المياه: المحرك الخفي للصراعات الدولية والإقليمية.؟
- الأمن المائي وأمن الماء في العراق والتطورات الداخلية والإقلي ...
- جفاف الأنهار وخزانات السدود وانخفاض مناسيب المياه الجوفية وا ...
- دور الجاموس في الاهوار العراقية في التوازن البيئي.؟
- الإدارة المتكاملة للموارد المائية النهج الأمثل والخطوة الأسا ...
- تحلية المياه في العراق هل هو - ضرر ضروري- أم ضياع لحقوق العر ...
- إرساء إدارة فعالة لمواردنا المائية كفيل بتذليل التحديات التي ...
- سياسات دول التشارك المائي وسوء إدارة المتوفر من المياه وتغير ...
- مستقبل إدارة المياه في العراق: التغلب على التحديات بحلول قاب ...
- تفعيل الدبلوماسية المائية مع الاتحاد الأوربي لضمان حقوق العر ...
- نهج -الإدارة المتكاملة للموارد المائية- السبيل الى حلحلة ازم ...
- صراعات الموارد الطبيعية: المياه كمحرك للتوتر بين الهند وباكس ...
- تقادم عمر السدود العراقية ومستقبل الخزين الاستراتيجي من المي ...
- المطلوب أن يكون للعراق رؤى واضحة الى العام 2050 لأداره موارد ...
- متى يتحول العراق من خطاب التصريحات والاجتماعات إلى الحقائق ا ...
- الجفاف وسوء الأدارة لموارد المياه وتغير المناخ وتحكم دول الم ...
- ما السبيل الى صياغة مستقبل مستدام للأهوار العراقية التي بدأت ...
- يسرُ مركز -نهرين- للسياسات المائية وتغير المناخ طرح هذا المق ...


المزيد.....




- -بينهم أوبرا وينفري وبيونسيه-.. ترامب: يجب محاكمة هاريس بتهم ...
- قائد شرطة يكشف تفاصيل حادثة طعن 11 شخصًا في متجر أمريكي
- بن غفير يعلق على قرار زيادة المساعدات إلى غزة.. ويعلن استبعا ...
- نهاية -احتجاج الجسر-.. ناشطو -غرينبيس- ينجحون في إيقاف ناقلة ...
- التجنيد الإجباري.. تعميق لأزمة نقص العمالة الماهرة في ألماني ...
- إسرائيل تعلن -تعليقا تكتيكيا- يوميا لعملياتها العسكرية في من ...
- ويتكوف: المفاوضات مع حماس تعود إلى مسارها
- غزة بلا إذاعات.. من يملأ فراغ الأثير بعد أن أسكتته الحرب؟
- دكار تحتضن اتفاقيات سنغالية-فيتنامية لتعزيز التعاون الثنائي ...
- الجزائر.. الدفاع المدني يكافح للسيطرة على حرائق بشرق البلاد ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق بين التحديات الطبيعية والبشرية ليست مجرّد موسم جفاف عابر، بل تهديد عميق لمستقبل المجتمع العراقي.