أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسار عبد المحسن راضي - كيف سيبدو العالم بعد الاجتماع الصيني الأوروبي؟















المزيد.....

كيف سيبدو العالم بعد الاجتماع الصيني الأوروبي؟


مسار عبد المحسن راضي
(Massar Abdelmohsen Rady)


الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 11:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بدءً من اليوم الـ 24 من يوليو، المفترض فيه اجتماع بكين و بروكسل للاحتفال باليوبيل الذهبي، بمناسبة مرور خمسين عاماً على سيَّر الاثنتين في طريقٍ دبلوماسي مملوء بالرمل الاقتصادي و القليل جداً من الحصى الإيديولوجي سنعلم فيما إن كانتا ستضيفان البُعد السياسي في سرديَّة العلاقات بينهما، و بالتالي تغيير سرديَّة القوى العظمى في إيجاد الحلول و تعريف الأزمات العالمية.
العاصمتان تقِفان اليوم عالمياً وهما تُعطيان ظهرهما لبعضهما في قضايا عديدة، و تمسكان بالمواقف المختلفة في النظر إلى تلك القضايا كمسدسات مُبارزة، مثل الحرب الدائرة في أوكرانيا، الموقف من موسكو، و التعريفات الجمركية التي تريد الولايات المتحدة فرضها على الجميع، كمحاولة لمنع الاتحاد الأوروبي و الصين من الوصول إلى تسوية معقولة، تُقلِّل قيمة الضغوط الأمريكية على الأداء السياسي و الاقتصادي لكليهما.

قُبلة استراتيجية أم مساومة أوروبية بالمسدسات الأمريكية؟
الاثنتان تجتمعان غداً و هما تعلمان بأن قُدرة "الحياد" الأمريكية التي ساعدتها على أن تكون بوليصة تأمين للخصوم قد انقرضت. ما فعله الرئيس ثيودور روزفلت بإنهاء الحرب بواسطة هذه القُدرة بين روسيا القيصرية و اليابان الإمبراطورية في العقد الأول من القرن العشرين، ما عاد ممكناً في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي سيكمل ستة أشهر في البيت الأبيض يوم الـ 28 من يوليو. الولايات المتحدة في عهده قوَّة سوبر عُظمى بالتعريفات الجمركية لا بالسياسات الخارجية.
بكين إن لم تُعاون بروكسل على رمي العُكَّاز الأمريكي في سياساتها الخارجية ستظل الأخيرة و على أقلِّ تقدير عرجاء اقتصادياً مع الصين و تسير كشبحٍ استراتيجي في العالم بقدمين أمريكيتين. لكن القارة العجوز التي تعاني من قُصر النظر العالمي بسبب الحرب الدائرة بين موسكو و كييف، و بُعداً تكتيكياً يُصيبها بالراحة عند النظر إلى الشرق الأوسط، لاعتمادها على عدسات تل ابيب في غزة، طهران، لبنان، و دمشق "مدينة السويداء"، مما يُشعِرها بأن الحِوار الجدَّي مع الصين مهم لكنها تؤجِّل ذلك إلى إشعارٍ آخر ينتظرُ خروج رأسٍ واضح للصين في أزمات العالم السياسية.
نتنياهو مثلاً وفي يوم الـ 23 من يوليو سرَّب خبراً مفادُه "قُرب انطلاق مشروع "التنمية و الازدهار" عبر قناة الرابعة عشرة الإسرائيلية الموالية له. هذا المشروع هو البديل الأمريكي لطريق الحزام و الطريق الصيني. تحليل الخبر يوضِّح لنا إنهُ جاء لأغراض نتنياهو الانتخابية، و حِوار القبضات الذي تقوده الولايات المتحدة بلِسان ترامب مع بروكسل و بكين. أمّا الفكرة التي يعتمدها بيبي فهي تذهب بنا للقول إنَّ الشرق الأوسط عجين و اليدين إسرائيل. اتركُ للقارئ تصوَّر المقولة الأمريكية الخاصَّة بالصين من العجين الإسرائيلي.
هناك أيضاً و على بُعدِ أربعة أيام من الـ 24 من يوليو، مؤتمر "حل الدولتين" بإشراف اليمامة السعودي و الإليزيه الفرنسي. كان المفترض عقدُ هذا المؤتمر في الـ 17- 20 من يونيو الماضي لكن إسرائيل شنَّت الحرب قبل الموعد بأربعة أيّام أيضاً. البيانات التحضيرية السابقة للمؤتمر أقرَّت بضرورة أن تكون إسرائيل طابوقة في بيت النظام الأمني للشرق الأوسط. طبعاً، إسرائيل خرجت من الحرب و هي تُريد أن تكون حجر الزاوية في هذا النظام، تحت إشراف "بيت هاناسي" مقر الحكومة الإسرائيلية. كذلك فإنَّ طقطقة مفاصل السويداء السورية يوم الـ 12 من يوليو كانت رسالة إسرائيلية أخرى لأوروبا بأنها لن تحصد نفعاً ولا أمناً من ازدياد الحصَّة العربية في السياسات العالمية.

سفرجل إيراني و جزر إسرائيلي
الإيرانيون دخلوا في المعادلة قبل يوم من تسريب نتنياهو، يوم الـ 22 من يوليو عبر قناة فوكس الأمريكية. حديث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قام بتنحيف وزن ورقة الأذرع الإيرانية في صنعاء مروراً بـ لبنان وصولاً إلى بغداد؛ أي أنها لن تضع ورقة المليشيات على طاولة مفاوضاتها. الأهم قيامه بمحاولة نسف كل المقولات التي تعتمد عليها تل ابيب في مقاولاتها الأمنية مع واشنطن و بروكسل، كاستخدام الشيطان الأكبر و الأصغر. عراقجي و باختصار عَرَضَ على واشنطن كُل السفرجل الإيراني بدل الجَزَر الإسرائيلي - غزة و السويداء كأمثلة - الذي يبدو مُكلِفاً أمنياً و اقتصادياً. طالب حصراً بإبقاء مقوِّمات الفخر القومي الإيراني، و عدم المساس بالبرنامج الصاروخي. متعهداً على الشاشة بأنَّه سيعمل كرادع دفاعي لا لسياسات نفوذ في المستقبل.
جميع القوى العظمى لديها ما تربح وما تخسر بعد الغد. مقدار الربح و الخسارة سيخرجُ من عباءته لأنه سيوفِّرُ لنا الأجوبة على بعض الأسئلة المهمة، ماذا ستربح أوروبا إن اتفقت مع الصين اقتصادياً؟ و هل فوائد الاتفاق تعوِّضها عن الافتراق الاقتصادي النسبي مع الولايات المتحدة؟ و فيما إذا كانت موسكو مستعدة لمعاونة بكين في إقناع الأوروبيين بإيجاد حلٍ ممكن في أوكرانيا؟ و إمكانية عرض الصين لجنوب شرق آسيا كمنطقة فُرص أوروبية بدل أن تبقى مُقيَّدة بالصراعات الجيواستراتيجية للولايات المتحدة؟ و فُرص الشرق الأوسط بأن تكون شريكة حقيقية لأوروبا بعيداً عن طقطقة الكاميرا الإسرائيلية باستخدام آلية "الأقليات المفيدة" التي ذكرتها في مقالي السابق، و تحديد موعد نهائي لتطبيق حل الدولتين المثالي لجميع التوازنات العالمية. حل الدولتين على الأقل ليس مطاطاً مع فترة السيولة الاستراتيجية الحالية للعلاقات بين مختلف القوى العظمى.
الدول العربية في الشرق الأوسط عليها هي الأخرى أن تُجيب بكل صدقٍ في تخطيطها للمستقبل الممكن فيما إن كانت جميعها أو كل مجموعة منها تتبنى رؤية شبه موحدة، تكون قادرة في نهاية المطاف على إقناع القوى العظمى بأنها تستطيع تسجيل أهداف الاستقرار الأمني و المساهمة في نمو العالم الاقتصادي، بعيداً عن أهداف التسلُّل الإسرائيلية في مرمى لبنان، اليمن، سوريا، و احتمال انضمام العراق قريباً. إن لم تستطع فالحُكَّام في المباراة ليسوا من اتحاد الفيفا، و الغرب شئنا أم أبينا يرانا محطات وقود ضخمة و ممرات للتجوال الجيواستراتيجي فلا يخدعننا تململه من هذا الموقف الكلاسيكي، إذ أن إسرائيل تعرضُ عليه يداً طويلة و بصيرة قصيرة للمنطقة العربية.



#مسار_عبد_المحسن_راضي (هاشتاغ)       Massar_Abdelmohsen_Rady#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل الواقع السوري بعيداً عن شارب السويداء و ذقن دمشق
- بايدن 2 الأوكراني و عراق 2025 قابل للاشتعال بحرب أهلية
- لقاء ترامب و بيبي يجلس على الخازوق الفرنسي
- كاميكازي -الدولمة- العراقية العميقة
- المالكي ملكاً: متلازمة الرقم واحد في قوائم بغداد الانتخابية
- الإفطار التنسيقي على مائدة الانتخابات القادمة
- نظام العراق السياسي يختبئ في دولاب القمة 34
- شهيق الحلبوسي زفير الخنجر: رئة عراقية و أوكسجين سوري
- دور الصحافة -المَهْجَريَّة- في رعاية البطريق الاستوائي
- عراق 18 ديسمبر.. ديجا فو مالكية و كونغ فو صدرية
- أكتوبر فلسطين في جولة حول العالم
- أحداث كركوك.. عين حزبية برموش إقليمية و مسكارا أمريكية
- أبو أمل: -الشيعيون- قادمون و العراقيون -الأشقاء- راحلون
- تفكيك الزيارة الألمانية للسوداني.. -المجهول- غربياً و -البسي ...
- فياغرا رينجرز
- مقتل ترول: إعدام ميداني و اغتيال استباقي
- ثورة -تشرين- ليست فرنسية
- إبراهيم رئيسي: قاسم سليماني من متحف 79
- الحرب الإعلامية الخفية في سوريا
- بهاراتيا جاناتا للعالم: لكم غاندي ولنا غودسي


المزيد.....




- بيان مشترك من أمريكا وفرنسا وسوريا بعد اجتماع باريس.. هذا ما ...
- مسؤول إسرائيلي: سنسمح للدول الأجنبية بإنزال المساعدات على غز ...
- عاجل: ترامب يقول إن حماس لا تريد التوصل لاتفاق
- عقار جديد يقلب موازين الوقاية من الإيدز عالميًا.. ما الذي نع ...
- هل ستفعلها فرنسا .. خطة باريس للاعتراف بدولة فلسطين تغضب إسر ...
- بعد اجتماع إسطنبول - الأوروبيون وإيران سيواصلون المحادثات ال ...
- إسرائيل ستسمح بإسقاط المساعدات جوا إلى غزة وسط تحذيرات دولية ...
- الباحث في القانون الدولي محمد عريقات: قرار فرنسا الاعتراف بد ...
- محكمة النقض في فرنسا تقضي ببطلان مذكرة التوقيف الصادرة بحق ب ...
- في اليونان درجات حرارة تلامس 43 مئوية وسط تحذيرات واسعة


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسار عبد المحسن راضي - كيف سيبدو العالم بعد الاجتماع الصيني الأوروبي؟