أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسار عبد المحسن راضي - شهيق الحلبوسي زفير الخنجر: رئة عراقية و أوكسجين سوري















المزيد.....

شهيق الحلبوسي زفير الخنجر: رئة عراقية و أوكسجين سوري


مسار عبد المحسن راضي
(Massar Abdelmohsen Rady)


الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خنَّة الطائفية السياسية التي وردت في التسريب الصوتي الأخير للسيد خميس الخنجر، لا تساوي الخنين الطائفي المستمر عند حديث شيعة السياسة عن "أنفُسِنا"، ذلك الاختراع اللفظي البارع من الفاتيكان الشيعية "المرجعية العُليا" التي تقطنُ محافظة النجف، كمحاولة لتقليل التمييز السياسي و الاجتماعي ضد المذاهب الأربع الإسلامية. هي في الحقيقة سياسة مُتفق عليها مع شيعة السياسة الكِبار، لتقليل أعداد الهواة الطامحين للمشاركة السياسية من "المكوِّن الأكبر".
كان المُراد من هذا التسريب الصوتي، إصابة الوعي العراقي بالصمم و لو لأسابيعٍ ثلاثة! كي لا يسمع دوي براءة رئيس البرلمان السابق السيد محمد الحلبوسي من التُهم التي أُقيل بموجِبها من البرلمان و التي تزامنت مع التسريب، و بالتالي عدم توجيه الأنظار صوب القضاء العراقي.. "كصكوصة/ قُصاصة ورق" النظام الذي لا تمتلك سوى واشنطن و طهران الحبر المناسب للكتابة فيه لا عليه.
لا أفهمُ بتاتاً لماذا لم يتعِظ أحد بنصيحة الرئيس الأمريكي الأسبق، السيد باراك أوباما و التي وردت ضمناً في مُذكَّراته السياسية، كان مفادُها "دورة حياة الفضيحة و شدَّة سطوع التشهير السياسي لا تتجاوز الثلاثة أسابيع في الإعلام الأمريكي. انتظر مرورها قبل أن تطرح برنامجاً سياسياً".
تاريخ الخنجر السياسي في عراق ما بعد 2003 لا يُحسد عليه. هو أساساً "بسبس" مالي ربتت يدا الإخوان المسلمين في العراق على جيبه فاستحال سياسياً. لا يخطو على الأسفلت إلَّا برفقةِ حرسٍ شخصي بريطاني، ولا يدلو بتصريحٍ إلَّا إن هَمَسَ بهِ مستشارون بريطانيون أيضاً. إقليمياً ليس لهُ دور سوى أن يكون صيدلية إسعافٍ لنفوذ القوى الوازنة.. هم البطن و هو الِّلسان. أمّا دولياً فهو سبَّاحٌ مُزمن في لائحة مدفوعات شهرية – خمسة و ستون ألف دولار - لجماعة ضغطٍ أمريكية "لوبي"، يُديره مسؤولون سابقون في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق السيد بيل كلينتون، رغم إنَّهُ ضيف في لوائح عقوبات العم سام.
ولكن علينا الآن أن نكسو التسريب الصوتي المنسوب إليه شحماً..
الخنجر شكَّل و موَّل تحالفات سياسية عديدة. الأرجح إنَّهُ قد تأثَّر بعقيدة العمل السياسية غير المنطوقة للحزب الإسلامي العراقي مع حلفائه "أنا نهرٌ أصنع الروافد". العيب في نسخة العمل الخاصَّة به، كان تكرار النتيجة التالية "يدخلون حلفاء و يخرجون زعماء". المال السياسي بدوره ما عاد ميَّزةً له فالمال العام في العراق مُنافق "فراشة في حديقة المسؤولين دَّبور في جيب المواطنين".
ملاءة المال السياسي للخنجر و فشل نُسخة العمل السياسي الخاصَّة به، تبقى في خطوطها العريضة قاعة كمال سياسي لمن يُريد تنشيف الترهل الحزبي و اكتساب عضلات البروز. مثلاً، و بحسب ما أعلنته مفوضية الانتخابات في العراق قبل أيَّام "هناك 310 حزب مُسجَّل أصولياً و 60 تحالف سياسي" يستعدون لخوض الحفلة التَنَكُريَّة في الانتخابات النيابية المزمع انطلاقها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. عليه، لا يوجد مُدرِّب أفضل من المال السياسي السهل كالذي يمتلكهُ السيد الخنجر لهؤلاء المترهلين، لإخفاء كروشهم القَبَليَّة و الميليشياوية و المناطقيَّة، و الخروج بعدها زمزمية سياسية لهذهِ الطائفة المنصورة أو تلك. و من ثَّمَ محاولة إيجاد مقعد على طاولة الكِبار المزدحمة التي يُطلق عليها عادةً في أدبيات الإعلام العراقي " سياسيو الخط الأول ".
السيد نوري المالكي أمين عام حزب الدعوة الإسلامية نظيرٌ أكثرُ براعة في استخدام المال السياسي من السيد الخنجر، كان وما زال أبرع المُشغِّلين لدولابه. لم يَفْتُر يوماً عن الحركة. دولاب "عم المقاومة" و هو أحد ألقابه، ماز بامتلاكهِ حرية المِلاحة في كامل سماء السياسة العراقية.
الخطأ الوحيد الذي ارتكبهُ الخنجر الآن في العملية السياسية، ليس دورهُ السياسي أو تسريبهُ الصوتي، و إنَّما مزاياهُ المالية و التأثيرات الجانبية غير المقصودة للتحالف معه "أدخل معي حليفاً و ستخرج زعيماً". رحلةُ مَالِه السياسية كانت سُّنيَّة في الأصل، لكنها أصبحت حافلة للميليشيات الإيرانية، الباحِثة حالياً عن " خال المقاومة ".
أذرع طهران العسكرية باتت تُهدِّد " الخط السياسي الأول "، نتيجة تضخَّم حضورها في عمليةٍ تُعاني أصلاً من تُخمة اللاعبين الكِبار. هي الآن بأمسِّ الحاجة إلى راعٍ سياسي يقي رأسها من عصا التوافقات الدولية و الإقليمية بعد حدث السابع من أكتوبر 2023. هنا السيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي قد بدا - لا أعلم إن ما زال يبدو كذلك - لعيون السيد السوداني رئيس الحكومة و زعيم ميليشيا العصائب السيد الخزعلي كـ "الكاكي" الأقدر، على امتصاص ولاء هذه الميليشيات، و منع أصابع المالكي الانتخابية من الإمساكِ بها. إضافةٍ لكون الفياض الشريك الشيعي المُجرَّب و الموثوق عند الحزب الإسلامي العراقي، و بالتالي فإن السيد المالكي لن يتحكم بالمطبخ السياسي السُّني كامِلاً. هذا ما دفع إلى مطاردة الفياض بالتقاعد الإجباري بحجة بلوغه السن القانوني.
العيب الوحيد في هذا التحليل، أن يكون التسريب الصوتي للسيد الخنجر مُتفقاً عليه، لرفع حظوظه فيما سُمَّي بـ "الإطار السُّني" الذي يُشارك فيه. الرأس البارز في هذا المشروع السياسي الذي انطلق قبل ثلاثة أشهر، هو رئيس البرلمان الحالي السيد محمود المشهداني – على الأرجح هو واجهة للمالكي – و الذي يُشارك فيه السيد زياد الجنابي "كتلة مبادرة" المنشق عن السيد الحلبوسي ، والسيد احمد الجبوري "حزب الجماهير الوطنية" الشهير باسم "أبو مازن". أي لن يكون لهذه الميليشيات مفر "تريدون عمَّاً خذوا عمَّاً تريدون خالاً خذوا عمَّكم المالكي".
و السؤال الآن: هل بقي بعد طبقات الشحوم هذه مكان كي نلصق لحماً بالتسريب الصوتي للخنجر؟
السيد الخنجر ذو الخلفية الإخوانية، يمتلك العديد من المصالح الاقتصادية مع دولٍ عربية شقيقة. هي ستكون حاضرة في مؤتمر القمة العربية المزمع انعقادها في السابع عشر من مايو/ أيار الجاري في بغداد، حيث سيتم تركيز أعمال القمة على سوريا بحسب التصريحات الرسمية للحكومة العراقية. إذاً، قد يكون وجود السيد الخنجر غير حصيف و علامة عدم جدَّية بغداد الساعية إلى الحصول على توافق و لو بالحدِّ الأدنى مع العواصم العربية.
وجود السيد محمد الحلبوسي الذي نستطيع اختصار سياسته بالقول "مع الجميع و ليس ضد الجميع" يبدو وسيطاً عراقياً سُّنيَّاً أكثر موثوقية، على الأقل بما يخصُّ الشأن السوري الذي يُنتظر من نظامه الجديد الإفصاح عن مقارباته الأمنيَّة و لمس أثر سياساته الخارجية التي لا تود كسب الشرعيَّة و الحصول على الدعم فقط من العواصم العربية.
ألف مبروك للسيد محمد الحلبوسي براءته، و الذي قد يعود لرئاسة البرلمان بعد الانتخابات القادمة، مُحفِّزاً السيد نوري المالكي على نيل رئاسة الحكومة للمرَّة الثالثة. الأهم، رفع نسبة المشاركة الانتخابية في عملية سياسية لا تحظى بالشرعية و إنَّما بالنقمة الشعبية.
ملاحظة بريئة: موعد القمة العربية سيكون بعد مرور ثلاثة أسابيع تقريباً على ضجَّة التسريب الصوتي للسيد خميس الخنجر.



#مسار_عبد_المحسن_راضي (هاشتاغ)       Massar_Abdelmohsen_Rady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الصحافة -المَهْجَريَّة- في رعاية البطريق الاستوائي
- عراق 18 ديسمبر.. ديجا فو مالكية و كونغ فو صدرية
- أكتوبر فلسطين في جولة حول العالم
- أحداث كركوك.. عين حزبية برموش إقليمية و مسكارا أمريكية
- أبو أمل: -الشيعيون- قادمون و العراقيون -الأشقاء- راحلون
- تفكيك الزيارة الألمانية للسوداني.. -المجهول- غربياً و -البسي ...
- فياغرا رينجرز
- مقتل ترول: إعدام ميداني و اغتيال استباقي
- ثورة -تشرين- ليست فرنسية
- إبراهيم رئيسي: قاسم سليماني من متحف 79
- الحرب الإعلامية الخفية في سوريا
- بهاراتيا جاناتا للعالم: لكم غاندي ولنا غودسي
- البيانات الضخمة: داعش رقمي لتأسيس دولة الخلافة الأمنية على ج ...
- قُبلة -درونزية-، جنتلمان بالستي، وأحلام صينية
- الصدر: -جيهيمرات- إيران ولسان الأمل الأخرس في العراق
- مرجعية النجف العليا تدعو لبناء سور الشيعة العظيم
- نيوزيلندا: دولار القومية البيضاء يطارد يورو اللاجئين الأوروب ...
- المالكي يبني جامع ((Daily Beast)) في الجادرية
- الأنبياء الفضائيون الفرسان الأبديون لحروب الجيل الرابع
- العراق 2019..قِطة فوق -كاشان- تكعيبية


المزيد.....




- تلاسن بين قائدي سيارة عائلية ودراجة نارية على طريق سريع.. شا ...
- سلطنة عُمان تعلن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الولايات المتح ...
- إبراهيم الدرسي.. فيديو صادم لعضو البرلمان الليبي المختفي منذ ...
- من يلحق بركب التطبيع؟ مبعوث ترامب ويتكوف يلمح إلى توسيع اتفا ...
- وزير الدفاع الأمريكي استخدم -سيغنال- 12 مرة في مواضيع حساسة ...
- ترامب يعلن -استسلام- الحوثيين وتوقف هجماتهم بحرا ووقف قصفهم ...
- مراسلنا في اليمن: غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة بصنعاء ...
- قبيل مغادرته للشرق الأوسط.. ترامب يعد بإصدار إعلان بالغ الأه ...
- الحوثيون: الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون بدد وهم الت ...
- ترامب يجدد التأكيد على رغبته في ضم كندا بحضور رئيس وزرائها


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسار عبد المحسن راضي - شهيق الحلبوسي زفير الخنجر: رئة عراقية و أوكسجين سوري